Title : سينما الخيال العلمي Author: محمود قاسم Description: من الأهمية أن تكون هناك دراسة عن العلم، والتخيل إلى أي حد بلغت السينما هذه المكانة المتألقة من التخيل، وصنع الأحلام الأبدية التي حلم البشر بانجازها ، وعلى رأسها الصعود إلى الفضاء وغزو المجرات والنزول إلى مدن أعماق البحار والمحيطات والتعرف على منجزات الهندسة الوراثية، والصراع بين أدمغة البشر والذكاء الصناعي ، وكافة موضوعات العلم التي صارت في مقدمة اهتمامات الأدباء والسينمائيين الذين قدموا كل هذه الأفلام الكثيرة العدد من التخيل العلمي. سينما الخيال العلميعـلم زاده الـخيالمحمود قاسمالطبعة: 2018 [image file=image-23.jpg] الناشر : وكالة الصحافة العربية ( ناشرون)جميع الحقوق محفوظة: لا يسمح بإعادة إصدار هذا الكتاب أو أي جزء منه أوتخزينه في نطاق استعادة المعلومات أو نقله بأي شكل من الأشكال، دون إذن خطي مسبق من الناشر.دار الكتب المصريةفهرسة إثناء النشرالترقيم الدولى:0 – 736 – 446- 977- 978رقم الإيداع :7923 / 2018 [image file=image-34.jpg] مقدمةالسينما هي صاحبة الفضل الأول في أن يتعرف الناس عامة على ما يدور في أروقة المعامل. وما يفعله العلماء، وبالتالي فهي التي جعلت من العلم البالغ التعقيد عملاً مباحاً وسهلا، يراه الناس في إطار من المغامرات والديكورات المهيبة، والحواديت الجذابة التي تتطرق إلى كافة العصور والأماكن من خلال قصص التخيل العلمي ..ولاشك أن ازدهار التخيل العلمي في السينما بشكل خاص، والأدب بشكل عام، كان مؤشراً صحياً على ازدهار العلم من ناحية. واقترابه من الناس، ثم الاستمتاع بقصصه من ناحية أخرى..لذا فمن المهم التعرف على ما أنجزه العلماء من خططهم ألابتكاريه، وما سوف يقومون بانجازه في مراحل المستقبل المتعددة من خلال ما تخيله العلماء حول منجزات أعمالهم في المستقبل.ووسط منافسة فياضة بين الطرفين: انجاز العلم، وتخيل الأدباء، شاهدنا سيلا متدفقاً من أفلام التخيل العلمي طوال القرن العشرين وحتى الآن، تارة ينتصر العلماء على التخيل الذي أبدعه الأدباء، وتارة أخرى يتفوق الكتاب بتخيلاتهم على منجزات العلم..لذا، فمن الأهمية أن تكون هناك دراسة عن العلم، والتخيل إلى أي حد بلغت السينما هذه المكانة المتألقة من التخيل، وصنع الأحلام الأبدية التي حلم البشر بانجازها وعلى رأسها الصعود إلى الفضاء وغزو المجرات والنزول إلى مدن أعماق البحار والمحيطات والتعرف على منجزات الهندسة الوراثية، والصراع بين أدمغة البشر والذكاء الصناعي وكافة موضوعات العلم التي صارت في مقدمة اهتمامات الأدباء والسينمائيين الذين قدموا كل هذه الأفلام الكثيرة العدد من التخيل العلمي، في كل أنحاء العالم، وخاصة في الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي سابقاً فتبارت الإطراف ليس فقط في المعامل بل في قاعات العروض السينمائية وأرفف مكتبات التخيل العلميأذن، لا يمكن رصد اتجاهات ومدارس أدب الخيال العلمي دون الحديث عن سينما التخيل العلمي. خاصة المرتبطة منها بالروايات المكتوبة. وليست الأعمال السينمائية المكتوبة مباشرة للشاشة. فمثلما دخل على نوع هذا الأدب العديد من مسببات الهامشية. حدث أيضا في السينما بصورة مكثفة.. وإذا كان أدب التخيل العلمي قد وجد له فرسانه الذين يكتبون له. ويكرسون كل الجهد والوقت لتقديم روايات جديدة تنتمي إلى أدب النوع. فان هذا لم يحدث في السينما. بمعنى أنه لا يوجد مخرج سينمائي متخصص فقط في إخراج أفلام التخيل العلمي وحدها. بل هو يعمل في كل النوعيات. من أفلام الوسترن إلى الأفلام البوليسية والمغامرات والتخيل العلمي. لدا سوف نرى أن اغلب أبطال أفلام التخيل العملى ليسوا سوى رجل الغرب بصورة أو بأخرى.. وانه بدلا من حمل مسدس وامتطاء جياد . فانه يحمل أسلحة أكثر تطورا ويجوب الفضاء في سفينة تقوم غالبا بدور الحصان وذلك في اغلب تجارب سينما التخيل العلمي, كذلك فليس هناك كاتب سيناريو متخصص فقط في كتابة سيناريوهات هذا النوع ,حتى وأن لم يعتمد على نص أدبي. حتى المخرج والكاتب صاحب ثلاثية حروب النجوم star wars جورج لوكاس الذي كرس كل حياته لإنتاج أكثر من ثلاثية حول حروب النجوم، التى عرضت طبعتها الثانية في شكل ثلاثى الأبعاد مع بداية عام 2012وعند الحديث عن سينما التخيل العلمي – خاصة الأفلام المأخوذة عن روايات أدبية – يثاير أيضا السؤال حول المنهج الذي يمكن للباحث أن يتبعه في دراسة هذه الظاهرة. فهل يمكن تتبع تاريخ التخيل العلمي في السينما منذ أن تبناه جورج ميليه في أوائل القرن العشرين.. أم يمكن تتبع الموضوعات التي اهتم بها هذا النوع السينمائي مثلما عمل دينيس جيفورد Denis Giffordفي كتابه * فيلم التخيل العلمي* Science Fiction Filmالذي صدر منه العديد من الطبعات. أم نكتفي بالحديث عن أهم الظواهر والأفلام التي ظهرت في السينما عبر التاريخ خاصة في السنوات الأخيرة وهى الأقرب إلينا والأكثر تطورا في سينما النوع من كافة الجوانب .. أم نتوقف عند أهم الأفلام التي اختارتها الدراسات المتخصصة والمجلات السيارة؟على كل, فلكل جانب من هذه الجوانب البحثية عيوبه وميزاته..؟ وسوف نعمل بقدر الإمكان أن نمزج هذه المحاولات وغيرها في قراءة واحدة .المؤلفالتخيل العلمي .. زاده الخيالالتخيل العلمي بصورته المعاصرة ليس سعيد الحظ كثيرا – مثلما يتصور البعض – قياسا إلى المرحلة الكلاسيكية منه . وهى المرحلة التي جذبت انتباه السينمائيين طوال عمر السينما. وكما يقول رولان لاكورب إن * محصلة التخيل العلمي السينمائي هي أبعد ما تكون عن هذا التطور الثرى للتخيل العلمي والادبى*, فقد ظل الجانب الأكبر من السينما والجمهور واقفا عند المرحلة الأولى ونعنى بها مرحلة *جول فيرن* وهـ.ج ويلز .. نجد جول فيرن في مركز الصدارة بعدد رواياته التي اقتبست للسينما * عشرين ألف فرسخ تحت البحار * و * رحلة إلى مركزالأرض * و * سيد العالم* و * الجزيرة الغامضة* الــخ . ويتبعه هـ .ج ويلز في * حرب العوالم* و * الحياة في المستقبل* و * الرجل الخفي* و * جزيرة الدكتور مورو* و * آلة الزمن *أما آرثر كونان دويل فيتبوأ المركز الثالث . فروايته * العالم المفقود* لا يحصى عدد المرات التي ظهرت في السينما, وكل الأفلام التالية التي صورت المناطق المفقودة حيث تعيش حيوانات عملاقة من قبل التاريخ ترتبط بهذا الموضوعويمكن أن نتحدث أولا عن فيرن من خلال أشهر رواية له ظهرت في السينما وهى * عشرون ألف فرسخ تحت البحار * التي كتبها عام 1870 وبدت عملا بسيطا ينأى عن أفكار فيرن الحقيقة وتصوراته العلمية المدهشة. واهتم الفيلم في المقام الأول بإبراز حدوته الوحش المائي الخرافي.. وقد كان أشهر الأفلام التي تم إنتاجها هو الذي أنتجته استوديوهات والت ديزني عام 1954، وأسندت إخراجه لمخرج جيد لسينما النوع في أفلام أخرى مهمة منها *الشمس الخضراء*Solyent Green عام 1973 وهو ريتشارد فليشر، ولم يخرج الفيلم كثيرا عن النص الذي كتبه فيرن . ولكن المهم في هذه التجربة أن شخصية الكابتن نيمو التي ابتدعها فيرن في روايته قد أصبحت شخصية شعبية سينمائية . حيث أهتم المخرجون بتصوير عالم الكابتن نيمو من فيلم لآخر . وهذا العالم الذي استطاع اختراع سفينة نيوتولوس التي تجوب العالم من تحت البحار هو إنسان وقور متزن . ثورى ومناضل وصاحب فكر . وعالم يسبق عصره. وهو يعيش في جو فنتازى يمثل اليوتوبيا بالنسبة للكثير. لذا قدح السينمائيون خيالاتهم لتقديم نيمو بصور متعددة. فبعد أن جسد هذه الشخصيه جيمس ماسون رأينا العديد يقومون بنفس الدور في أفلام مختلفة منها *هربرت لوم* في فيلم * الجزيرة الغامضة * عن رواية أخرى لفيرن ومن إخراج جون اندفيند عام 1961. أما روبرت ريان فقد قام بنفس الدور في فيلم * كابتن نيمو ومدينة تحت سطح الماء* إخراج ولتر هيل عام 1971. وفي نفس العام جسد الدور أيضا عمر الشريف في فيلم * الجزيرة الغامضة* من إخراج جون باريم . هذا بالطبع غير أفلام عديدة قدمت الكابتن نيمو في نفس الصورة. ورغم تعدد هذه الأفلام إلا أن الصورة التي قدمها فليشر في فيلمه هي الأصل دوماً. فلم يكن الكابتن نيمو بالمغامر. وقد اجتمعت بهذا الفيلم عناصر نجاح كبيرة منها الإنتاج الضخم الذي حمل والت ديزني على عاتقه بانجاز الفيلم .ومثلما حدث لهذا الفيلم فان شركة يونيتد ارتست قدمت الكثير من اجل أن يخرج فيلم *حول العالم في ثمانين يوم* لمايكل اندرسون عام 1956. وأيضا فيلم بالاسم نفسه عام 2002 قام ببطولته * جاكى شان*. ومن أعمال فيرن الأخرى التي ظهرت في السينما *غزو القطب* لجورج ميليه عام 1912 في فرنسا، وفيها أيضا تم إخراج رواية ميشيل ستروجوف. أما بريطانيا فقد أنتجت * رحلة إلى منتصف الأرض* عام 1960 من إخراج مارك ليفين، وفي روسيا تم إنتاج رواية *أبناء الكابتن جرانت* وهى من روايات الرحلاتأما هربرت جورج ولز فقد ظهرت أعمال كثيرة له في السينما منها *حرب العوالم* و *آلة الزمن* التي أخرجها جورج بال عام 1960 في فيلم يعد من كلاسيكيات السينما، ثم في فيلم بنفس الاسم عام 2004 . ألا أن أهم أعمال الكاتب التي وجدت طريقها إلى الشاشة هي *جزيرة الدكتور مورو* والتي اسماها الكاتب حين نشرها عام 1896 *جزيرة الأرواح الضائعة* وفي عام 1933 قام الممثل الشهير تشارلز لوتون بدور الدكتور مورو في فيلم يحمل نفس الاسم من إخراج بول كينتون . ثم أسند الدور مرة أخرى إلى بيرت لانكستر عام 1977 في فيلم أخرجه دون تايلور ومن المعروف أن الفيلم الأول قد منع في بلاده بريطانيا لاعتباره مجافيا للذوق العام . ولكن مع تغير المفاهيم والظروف تقبل الناس النسخة الجديدة ببساطة النظرة إلى نوع التخيل العلمي . وهناك فارق كبير بين مورو في الفيلمين، ففي الفيلم الأول كان الطبيب مجنوناً وشاذاً أم في الفيلم الثاني فهو متعال أكثر منه مجنونا. وهو يريد إثبات تفوقه وعقدة الكبر، وذلك بإخضاع الآخرين، وسلبهم أدميتهم وإرادتهم . وفي عام 1996 جسد مارلون براندو المعالجة الثالثة للفيلم من إخراج جون فرانكهايمر وقد أضاف كاتبا السيناريو جون هيرمان شارير وآل هوبر إلى الفيلم شخصية لم تكن أصلا في الرواية التي كتبها ويلز، ولا في الفيلم الأول، هي ماريا التي أحبت البطل وهربت معه. وقد أراد بهذا أن يضيف لمسة جمالية إلى الفيلم لأن أغلب أبطاله مشوهون.وأن يزيد قصة حب إلى أحداث هي بالدرجة الأولى قاتمة.هذه هى أهم الأفلام التي أخرجتها السينما عن المرحلة الكلاسيكية في أدب النوع. وهى كما عرفنا تتناول موضوعات محددة في هذا الأدب قياسا إلى ما عرفناه فيما بعد.وفي الكتاب الذي نشره جيفورد عام 1971 بمناسبة هبوط أول إنسان فوق القمر ذكر أن سينما التخيل العلمى قد أنتجت حتى عام 1970 500 فيلم . إلا أن المقال الذي نشرته آن لويد في كتابها *سينما السبعينات* قد أكد إن هذا الرقم قد تضاعف في السبعينيات التي شهدت رواجا منقطع النظير لأدب وسينما النوع . وتجئ صعوبة الحديث عن سينما التخيل العلمي نتيجة لتدخل أنواع أخرى مع النوع وقد تنبه رولان لاكورب إلى هذا الأمر فيقول أن الكثير من القصص قد صورتها السينما كتخيل علمي زائف مثل رواية *رحلة إلى مركز الأرض* و*العالم المفقود* : هي روايات مغامرات تخضع لمتطلبات حبكة تقليدية لديكور أكثر شموخا. وإذا ما انطلقنا من هذا المنظور فسوف تتضح حقيقية عدد كبير من الأفلام المماثلة، *فمترو بوليس* و* الحياة في المستقبل* هما فيلمان ينتميان إلى اليوتوبيا السياسية التي تشدد ليس على وصف مجتمع مكتمل في المستقبل، وإنما على صراع اجتماعي يقدم أصداء معاصرة سلسلة أفلام *كوكب القرود* هو موضوع أقرب إلى القصة الفلسفية منه إلى التخيل العلمي . وحتى فيلم * اليوم الذي توقفت فيه الأرض* وهو عمل خصب ويعتبر من الأعمال الناجحة للنوع ، ليس إلا فيلما من أفلام الالتزام السياسي *بالنسبة لعصره* بالإضافة إلى كونه من أفلام التخيل العلمي والذي يرى فيه المتخصصون فيلما يخلو من الجرأة .وإعادة النظر في هذه الأعمال التي تتناول التنبؤ هي شئ يخلو من أي تلاعب عقلي .بل تفرضها في الواقع الروح التي تعالج بها الموضوعات من قبل السينمائيين . فلم يكن التخيل العلمي بعدا لعقود كثيرة نوعا ناضجا بما فيه الكفاية لكي يكون جديرا باقتباس سينمائي في المقام الأول.فكان لابد من إعطاء شرعية للمشروع بإدخال بعض الاعتبارات الفلسفية والسياسية أو حتى التجارية . فمختلف الاقتباسات في سلسلة* فرانكنشتاين*، مهما كانت براعتها، هي جميعا وقبل كل شئ حبكات قصصية تتيح المجال لخلق جو الرعبأما * الرجل الخفي * فقد تم عمله أكثر من عشر مرات، منها فيلم لجون كاربنتر والدكتور *سيكلوب*، فالهدف منها ليس سوى أبراز الحيل السينمائية. بينما أفلام مثل *هى*، *تارنتولا*، *الوحوش الصخرية*، *فرسة النبي المميتة*، * جاء من أعماق البحار* هي أيضا مجرد حجة لإبراز تمويه خاضع لرمزية سياسية تتميز بالسذاجة،ولا يبرز من هذه المجموعة سوى أفلام * جزيرة الدكتور مورو* وهو حدوته مجازية رصينة ومقنعة، وإن كان المتعصبون للنوع يرفضون ربطه بالتخيل العلميمن الواضح أن سينما التخيل العلمى قد جرت وراء المخترعات فأخذت تتفنن في تقديمها بصورة متطورة مما يعطى شكل المستقبل. صناعة آلات ضخمة عملاقة. أو في المطارات أو المركبات الهائلة الصنع أو الغواصات أو الانفاق. والانسان الآلى والكمبيوتروالاشعاعات والرقميات والأجهزة الحديثة ومنها الهواتف والكمبيوترات المصغرة.فالآلآت الضخمة التي بدأت تجد لها مكانا في معاملنا ومصانعنا لم تعد ضربا من التخيل مثل الآلة العملاقة التي تقوم بصناعة السجق التي ظهرت في فيلم يحمل نفس العنوان عام 1901. لم تعد سوى آلة بدائية في المصانع التي تعتمد على صناعات اللحوم. أما الأجهزة الضخمة التي صورها جورج ميليه في فيلمه * رحلة إلى القمر* عام 1902 تبدو الأن شديدة البدائية إلى جانب تلك الاجهزة العملاقة في محطات الفضاء بالولايات المتحدة والاتحاد السوفيتى الاسبق. ومن أشهر الآلآت التي تخيلها صناع السينما ما رأيناه في فيلم * العصور الحديثة* لشارلى تشابلن و * مترو بوليس* لفريتزلانج.ولأن متروبوليس مدينة ضخمة فلابد إن تخدمها الات بالغة الضخامة من أجل أن تمد ناطحات السحاب بما يلزمها من كهرباء ووسائل راحة عصرية. وهذه الالات يعمل عليها عمال كثيرون لابد من السيطرة عليهم كى يعملوا بنظام السخرة ولابد من قهرهم حتى لا يفكروا مثلما تفعل الصفوة التي تسكن المدينة، ولو أن فريتزلانج قد امكنه إن يخرج فيلمه عام 1974 لاختلف الأمر .. ففي فيلم * البرج الجهنمى* لجون جيلرمين عام 1974 يرى إن الالات التي تخدم ناطحة السحاب الضخمة لا يلزمها كل هذا العدد من البشر بل مجموعة بسيطة من لازرار، وأجهزة اكثر بساطة وتطورا.ومن بين الأجهزة العلمية التى ظهرت في تاريخ السينما هناك * مخبر الراديو* عام 1926. وفيلم عن *الشرطى الكهربى* الذى ظهر في الولايات المتحدة عام 1911. وفيلم *فهرنهايت 451* لفرانسوا تريفو عام 1966 الذى تنبأ بسيادة عصر الصورة في التلفاز مما ينهى عصر القراءة، ويمكن الحكام من السيطرة على البشر من خلال برامج تافهة يمكن بثها في أجهزة التلفاز. وهناك أيضا الأجهزة الضخمة التى جاءت من الفضاء لغزو الأرض في أفلام * يوم الاستقلال* 1996, و *هجوم المريخ* لتيم بيرتون وغيرها من الأفلام .وعن افلام المركبات. فسوف نرى أن هناك مراكب صعدت إلى القمر على شكل قطار، وذلك في فيلم * دورة حول العالم* عام 1904. والعربات الغريبة الشكل في ثلاثيات *حروب النجوم* لجورج لوكاس. و * سوبر مان* لريتشارد دونر، و*الرجل الوطواط* باجزائة ايضا، و* الرجل العنكبوت* باجزائة، وفيلم * الغريب* لريد لى سكوت عام 1979، والاجزاء التابعة له. وأيضا في فيلم * 2001 أوديسا الفضاء* لستانلى كيوبريك. في سلسلة هذين الفيلمين الأخيرين مثلا رأينا سفن فضاء بالغة الضخامة. فنوسترومو في * الغريب* تزن عشرين مليون طنا. يتحكم في دورانها وحركتها عقل اليكترونى هائل يعرف باسم *الأم* وهذا العقل يتحدث ويفهم ويحس ويسيطر على الجميع مثلما كان يفعل العقل الالكترونى هال في فيلم كيوبريك. وهو يبلغ عن اعطال السفينة السابحة في الفضاء الواسع. ويلتقط اشارات الانذار . ويعرف جميع الحلول لكنه لا يبلغها الى طاقم السفينة، الذى كان في سباق طويل، الا اذا شاء هو . فهو اذن عقل * لئيم* . ويمكن للسفينة نوسترومو ان تظل سابح في الفضاء سنوات طويلة، لذا فهى تضم كل ما يمكن لملاحيها ان يطلبوه. وفيها الردهات الطويلة الواسعة. ويبدو ان صناع السينما قد شدهوا بهذا النموذج فكرروه أكثر من مرة منها في فيلم * ساتيرن3* لستانلى دونن عام 1981. ثم في الجزء الثانى من فيلم * الغرباء* لجيمس كاميرون عام 1986 وافلام اخرى من نفس النوعين، مثل *اناروبوت* و *أنا اسطورة*والمركبات الضخمة في سينما التخيل العملى لا تطير فقط خارج دائرة الأرض بل يمكنها النزول الى اعماق المحيطات، مثل غواصة الكابتن نيمو. ومثل غواصات ظهرت في افلام أخرى منها ما رأيناه في فيلم * الهوة السوداء* عام 1979. وهى مركبات سهلة القيادة. جميلة الشكل، مريحة لراكبها. ومن اشهر هذه المركبات تلك السيارات المتطورة التى يقودها العميل السرى الانجليزى جيمس بوند في أغلب افلامه. وايضا هناك افلام الانفاق العملاقة، تعيش تحت هذه الانفاق مجموعة من الناس تقوم بتجارب علمية هائلة بعضها لخدمة الانسان والبعض الاخر لمحاولة تدميرة والسيطرة عليه. مثل النفق الهائل الذى صوره لويس جيلبرت في فيلم * أنك تعيش مرتين فقط* عام 1968 ومن هذا النفق الهائل تحاول عصابة الشبح السيطرة على العالم، فهناك محطة فضاء أرضية ضخمة من خلالها اطلاق صاروخ يتجه إلى الهدف الذى تسعى اليه هذه العصابة.وإذا كان الكاتب النشيكى كارل تشابك هو أول من اخترع كلمة انسان آلى Robotفي مسرحيتهR.U.R فان السينما قد سبقته في تصوير الانسان الآلى. كما اصبح هذا الروبوت الموضوع المفضل في أغلب سينما التخيل العملى . فهو في كثير من الأحيان خادم مطيع للانسان في مجالات مختلفة من حياته. لكنه قد يتحول إلى عدو شرير يطيح به ويقتله. من هذه الآلآت فيلم * الخادم الكهربى* الذى ظهر في السينما وايضا الثنائى ووكى وديدو في ثلاثيات * حروب النجوم*، وهما تابعان للاميرة ليا وللرجلين اللذين يسعيان إلى اعادتها لكوكبها المغتصب إنهما لوك سكاى ووك وهان سولو. وأهم ما يميزهما هو المشاعر الانسانية التى يحسها كل منهما، أما تجاه الاخر أو ازاء الآخرين. ويتمتع ديدو بنفس صفات صاحبه الأدمى سكاى ووك. فهو أرعن مثله. يندفع وراء أشياء مجهولة لا يعرف كونها، مما أدى به أن يفكوه ويلقوا به إلى الأتون قبل أن ينقذه صديقه ووكى. ويمثل الثنائى الآلى هنا روح الفكاهه والدعابة في السلسة، وقد صرح لوكاس انهما تجسيد تخيلى علمى لكل من لوريل وهاردى. وهو اختيار يمكن به اثبات ان الانسان الآلى يمكنه أن يبدو بشريا مثل الانسان، كما قال لوكاس أيضا * لقد بلغت هدفي. وذلك أن اكشف للشباب أن اكتشاف الفضاء لا يعد مغامرة علمية فقط. ولكنه اكتشاف عاطفي وشاعرى فاذا رحل احد الملاحين يوما الى المريخ فسوف يردد : لقد فعلت هذا لأننى آمل أن اقابل ووكى . وعندما سيحدث هذا سأكون سعيداً*أما أشهر نماذج الانسان الآلى الشرير فهو اقرب في صورته الى البشر، وذلك في فيلم*الغريب* فهو آش الرئيس الفعلى لسفينة الفضاء نوستر ومو، فهو الذى طلب الاحتفاظ بالحيوان الغريب عندما أتوا به من كوكب موبوء في أول أطواره بدعوى فحصه ودراسته وهو يهاجم الدكتورة بيلى ويضربها لأنها بدأت الارتياب فيه. وهى التى تكشف حقيقته في النهاية عندما يصطدم بالحائط فتنفصل رأسه عن جسده، فهو انسان آلى مصنوع من أسلاك كهربية. وعندما يعيدون اسلاك آش تتكلم رأسه قائلة أن الغريب جسم مثالى فهو قادرعلى الحياة الابدية، وانه كائن بلا ضمير او اوهام تفسد عليه سلوكه، وهو سيعيش أبدا. ويخبرهم انه انسان آلى صنعته احدى الشركات التى أنتجت نوستروموكى تجلب من الفضاء اشياء يمكن بها التحكم في الأرض واستغلالها في حروب العوالم .وهناك انسان آلى أخر مصنوع في صورة انسان في فيلم *رجل الغرب* الذى اخرجه وكتبه مايكل كرايتون عام 1973. وتدور الاحداث هنا في مدينة ديلوس الاقرب الى إلى ديزنى لاند. وهى مشروع معمارى كبير انشئ بهدف الترفيه عن الزوار مقابل الف دولار يوميا. اى أن المترددين هنا ليسوا سوى النخبة. والبرنامج في ديلوس اختيارى فالزائر قد يعود إلى القرون الوسطى في أوربا، أو يمكنه الذهاب إلى إحدى مدن الغرب في عام 1880. والمدينة مليئة بنماذج الانسان الآلى. وجزلنجر الانسان الآلى يمكنه ان يرفع مسدسه ويشهره في وجه الزوار. وعندما يصاب يذهبون به الى ورشة الاصلاح .. ومثلما تمت برمجة آش في * الغريب* فان الامر نفسه يحدث لجزلنجر الذى تخطئ برمجته فيصبح من الصعب السيطرة عليه أو التحكم فيه، فيطارده أحد الزوار داخل كل العصور التى يمكن الذهاب اليها في ديلوس .كما ان سلسلة افلام * الجهنمى* قد صورت العديد من الروبوتات الشريرة، خاصة في الجزء الاول الذى اخرجه جيمس كاميرون، فهو كابتن مبرمج جاء من عام 2027 الى عام 1984، من اجل قتل امرأة، حامل في طفل سيكون عبر الزمن قائداً للثورة في القرن الحادى والعشرين، ولذا يجب التخلص منه قبل أن يولد عن طريق قتل الأم، ويقوم الروبوت بمطاردة الأم، التى يحاول رجل من المستقبل من انصار الثورة ان يحميها وسوف يتحول الروبوت الى كابتن طيب في الجزئين الثانى والثالث من السلسلة.في كتاب دينيس جيفورد عن فيلم التخيل العلمى وضع القسم الاول تحت الأليات الضخمة التى ظهرت في سينما النوع . أما القسم الثانى فهو حول الاكتشافات العلمية وينقسم بدوره الى موضوعين. الاول حول الغزو الخارجى لكوكب الارض. أما الثانى فهو عن غزو الانسان للفضاء الخارجى . ويعتبر الغزو الارضى من كائنات أخرى عاقلة أو غير عاقلة قادمة من الفضاء أكثر الموضوعات انتشارا في سينما التخيل العلمى. فالعلم يحاول اثبات ان هناك عوالم أخرى من حولنا تعيش في مجرات بعيدة او قريبة تعيش فيها مخلوقات تحاول الاتصال بنا. وقد قدمت السينما كل تصوراتها حول هذا الاتصال وحول اشكال هذه المخلوقات فبدت هلامية في فيلم * لقاءات قريبة من النوع الثالث* عام 1977، ثم E.T.عام 1982 وهما من اخراج سبيلبرج، حيث بدت هذه المخلوقات بشعة الشكل جميلة المشاعر طيبة القلب. وهذه الشخصيات ذات قوى خارقة بالطبع مثل * سوبرمان* الذى يستمد قوته من معدن الكربتون اسم الكوكب القادم منه.وقد نوقش موضوع الاطباق الطائرة او كما تسمى ببعض اللغات الأوربية بالاشياء الطائرة المجهولة الهوية UFOأو OVNIفي العديد من المحافل العلمية وهو موضوع الساعة في الدوائر المختصة. وقد اختلفت حوله الاراء، لكن اغلب العلماء يؤكدون أن هناك عوالم اخرى غير عالمنا تعيش فيها مخلوقات أخرى تحاول التعرف على ما يحدث في الأرض . وقد صدرت مجموعة من الكتب حول هذه الظاهرة تدافع عنها وتحللها وتؤكد أن هناك اتصالا فضائيا بسكان الأرض مثلما قال البير ديكروك في كتابة *الحلقة الزرقاء* ان هناك أجهزة قد رصدت اشارات تصدرها كائنات حية تعيش في عوالم أخرى وأن طريقة التخاطب مع هذه الكائنات هى الصور المشعة. وهناك نوعان من هذه الصور : البطاقات التى تضم صور انسان او حيوان. أما الصور الثانية فهى اشارات رمزية وهى يراد استخدامها الأنونحن لا نريد الاسهاب في التأكيد على وجود هذه الكائنات، لأن الذى يهمنا هو كيف قدح السينمائيون خيالاتهم لتصوير هؤلاء الغزاة. فالبروفسور لاكومب في فيلم * لقاءات قريبة* ينتقل بين عدة بلدان بحثا عن تفسير لظواهر كونية حدثت في الأرض. ففي المكسيك تهتدى بعثته العلمية الى العثور على سرب من الطائرات العسكرية الأمريكية اختفت قبل ثلاثين عاما في ظروف غامضة. وعند فحص هذه الطائرات يجدون الخزانات مليئة بالوقود وان المحركات تدور بالضغط على مفاتيحها. اذن فالطيارون لم يقتلوا وانما اختفوا . يردد هندى عجوز انهم ذهبوا الى السماء.وفي الهند تواصل البعثة دراستها. فهناك قبيلة يترنم افرادها بنغمات غريبة على الآذان كانها قادمة من عالم آخر.يقول قائد الجماعة أن مصدر هذه الاشارات يجئ من أعلى . وفي معملة يسجل لاكومب اشارات صوتية يحولها الى اشارات بالأيدى فتصبح اشبه بما كان يفعله الهنود، وفي الولايات المتحدة توجد أيضا اشياء متشابهة.استيقظ الطفل بارى على صوت موسيقى بدأت تحرك كل الاشياء في منزله. مثل قطاره الآلى وعلب المشروبات التى تفتح من تلقاء ذاتها. يخرج بارى الى الطريق وكأن شيئا يشده لرؤياه. وعندما تخرج أمه جيليان للبحث عنه يسود المدينة ظلام دامس غير معروف السبب. وعندما يستقل خبير الكهرباء روى سيارته بحثا عن السبب يروعه حدوث أشياء غريبة. أشياء تتحرك بجانبه كأن قوى غريبة تحركها. أضواء غريبة تملأ المكان. أجسام مضيئة تعبر السماء بسرعة وسيارات الشرطة تفشل في اللحاق بها. وبعد هذه المطاردات تعود الأضواء وحدها كما انقطعت من قبل.كل من شاهد هذه الاجسام المضيئة يصبغ جزءاً من وجهه بلون قرمزى كأنه نام طويلا تحت أشعة الشمس . مثل جيليان وابنها ومعهما روى الذى يتصرف بغرابة بعد هذا الحادث. أما جيليان فتتعرض لموقف آخر اكثر اثارة عندما تحوط بمنزلها من جديد ظواهر غريبة. ضوء قرمزى قوى في الليل . ومسامير البالوعة تنزع. ثم يختفي بارى من أحد الأبواب وكأن يدا قوية تشده وتصبح الأم منجذبة لشئ ما لا تعرفه . فهى ترسم بلا ارادة صورا لجبل ذى قمة بركانية . أما روى فيجمع الطين من حديقته كى يجسد جبلا مشابها داخل منزله بعد ان هجرته زوجته لسلوكة الغريب .. ويرى يوما في التلفاز نفس الجبل من خلف المذيع الذى يعلن ان مدينة ويومنج- القريبة من الجبل – قد هوت بها طائرة تحمل شحنة من الغاز الخانق، وان السلطات أصدرت أمرا باخلاء المنطقة.وعندما يذهب روى الى ويومنج يلتقى بجيليان التى جاءت تبحث عن ابنها، ويقرران معا الصعود الى الجبل حيث يريان في القمة أشياء غريبة. فهناك محطة فضاء أرضية كبيرة تتصل بكائنات أخرى عن طريق اشارات صوتيه ونغمات موسيقية أشبه بالتى سجله لاكومب في الهند . هذه النغمات هى وسيلة التفاهم من ساكنى هذه الأجسام التى تحط على الجبل وتنزل منها كائنات صغيرة الحجم. بها بعض ملامح البشر، الرأس المستديرة الصلعاء. والاجسام البشرية والعيون. الا انه من الصعب تحديد هويتها . تتبادل التحية مع لاكومب، تصعد الى الطبق الطائر مجموعة جديدة من العلماء كى تذهب لزيارة عالم آخر عن كرتنا الارضية.وقد تحدث ستيفن سبيلبرج عن هذه التجربة قائلا:* ولدت عام 1947. في العام نفسه الذى ابدع فيه كينث ارنولد لفظ *أطباق طائرة*. وبعد عشرين عاما من هذا التاريخ لم أكن أصدق زملائى الذين يشاهدون جسما طائرا. وقبل أن أكتب فيلمى. كنت أشك في صحة هذا الموضوع. فبدأت أقرأ كل الكتب عنه. كنت أكثر جنونا وجدية. وقابلت الكثير من شهود العيان والعلماء والمرشدين ومعهم الدكتور هاينك أكبر خبراء الفضاء في العالم. أيقنت الآن أن هناك بعض الظواهر تظل غير قابلة للتفسير. وبدأت أقتنع بأن الأطباق الطائرة التى يقودها الرجال ذوو البشرة الزرقاء سوف تمر يوما على كوكبنا . وهذا ما اتمناه*.أما غزو الانسان للفضاء الخارجى فقد ذهب فيه الانسان إلى اماكن بعيدة راح فيها يتصور انه يمكن الحياة في هذه النجوم والكواكب والمجرات. وأنه يمكن أن ينقل إلى هناك صراعاته ووسائلة المعيشية ويحولها إلى أرض أخرى. ومنذ سافر ابطال جورج ميليه الى القمر عام 1901 ورواد الفضاء والمغامرون لا يكفون عن شق حاجز الأوزون. وقد سافرت الى الفضاء الخارجى كل من بارباريللا. وآبوت وكوستللو واسماعيل يس وجيرى لويس . ولكن أشهر أفلام الذهاب الى الفضاء الخارجى كانت *2001 أوديسا الفضاء* و *الغريب*. ثم ثلاثيات حروب النجوم التى أنتجها جورج لوكاس. ومسلسلات وأفلام *رحلة إلى النجوم* star Trek التى جاءت من التلفاز الى السينما بعد نجاحها الذى حققته. ويعود نجاح هذا العمل الى جين رودنبرى الذى كتب السيناريو وأنتج هذا العمل للتلفاز الأمريكى في حلقات طويلة عديدة. وابتدع الشخصيات التى يضمها المسلسل وتساعيته السينمائية والتى حولها يتحدث قائلا * الربان* رجل يحب الحركة. ويعى كل المسئولية التى نتجت عن عزلته في الفضاء . أما رقم 2 فهى امرأة تمتلك رأسا مبرمجة كالعقل الاليكترونى. الطبيب : رجل تملؤه الرقة قياسا بالنسبة للاجانب المسافرين. والسيد سبوك صاحب السفينة المنافسة. ذو أذن حادة ونظرة ثاقبة. والمهمة في هذا العالم هى غزو العالم حتى أطرافه.وعندما تبدأ الرحلة يشرحون لسكان الأرض أنه أمام مليون كوكب، توجد نظم شمسية اخرى . لذا فمن الموضوعى أن يقابلوا أشكالا من الحياة تماثلنا. مما يسمح لى بالاحتفاظ بعمل مقنع ليس فيه الديكورات الغريبة.كانت المشكلة الأولى هى اختراع سفينة فضاء ذات شكل جديد. تظل في المقدمة رغم كل التقدم التقنى. وبعد الاستعانة بآراء العديد من المتخصصين، اخترنا نموذجا يشبه نحلة تخترق فلتر سجائر . شكلها العلماء المتخصصين في سفن الفضاء . هذا الهيكل موجود في المتحف الجوى. أما الأجهزة الاليكترونية فتباع في محلات اللعب وتمثل أفضل اللعب، عن مثيلاتها خلال السنوات العشر الأخيرة.ويقول الكاتب أيضا أنه بفضل التخيل العلمى قد تناول مسلسل *رحلة إلى النجوم* موضوعا محرما، ففي أحدى الحلقات تقابل أبطال المسلسل – رواد الفضاء – مع كوكب يعيش بنظام حكم ولايات الجنوب الأمريكى حيث يعيش البيض في مقدمة المجتمع . اما الزنوج فيعملون في المناجم دون أن تكون لهم السلطة في الخروج منها. وعندما يتم القبض على الملاحين فإنه يزج بهم الى المناجم: فليس من المدهش أن تقرر شركة بارامونت أن تعدها فيلما. في البداية قدم لها الفيلم في مشروع صغير، وبعد نجاح *حروب النجوم* قررت الشركة انتاجه كفيلم ضخم الانتاج يتكلف ثلاثين مليون دولار. وكان يمكن لهذا الفيلم أن يتكلف اكثر. وقد أهمل الفيلم كل أجواء افلام الغرب التى كانت تملأ المسلسل، وقد ظلت هذه السلسلة تتابع انتاجيا في السينما حتى عام 2010أما القسم الثالث من الأقسام التى تحدث عنها جيفورد فهو حول المستقبل. هذا المستقبل الذى سنراه من خلال الآت الزمن، وسلسلة *كوكب القرود* و * حروب النجوم* والانفجار النووى وما يمكن ان يحل بالأرض اذا اندلعت الحرب العالمية الثالثة . ونستطيع أن نقول أن اغلب أفلام التخيل العلمى تتحدث عن سنوات المستقبل. وتعتبر القنابل النووية هى عماد هذا النوع من الأفلام. فالخوف من الانفجار النووى القادم قد ألهب خيالات السينمائين مثلما فعل مع الأدباء . مثلما حدث في فيلم *على الشاطئ* لستانلى كرامر عام 1958، حول ما يمكن أن يحدث حين تبحر أحدى الغواصات في أعماق المياة، وبينما هى تغوص في البحار فان الحرب الذرية تندلع وينتهى العالم. ويخرج ربان السفينة ليجد الفناء قد ساد، الى هذا الفناء جاء رجل الى مدينة خالية تماما من السكان.. الا من رجل وامرأة . المدينة مات كل سكانها عقب اندلاع الحرب الذرية وذلك في فيلم * عالم وجسد وشيطان* من إخراج وتأليف رونالد ماكدوجال عام 1959. وفي هذه المدينة يقوم بين الرجلين الباقين على قيد الحياة صراع من أجل امتلاك المدينة الساكنة والمرأة التى ترقب الصراع بهلع، فيموت الاثنان وتكون الحرب الذرية قد تحققت بالفعل وبانتهاء الحياة. وفي فيلم*يوم ان طفت الأسماك* لمايكل كوكاينيس نرى حكاية قرية صغيرة تأتيها مجموعة من السائحين ليرقصوا فيها ويغنوا ويقضوا وقتا ممتعا. الا ان قنبلة ذرية قد انفجرت أسفل المياه فتركت أثارها التدميرية حيث قتلت الأسماك . وبدأت تهدد بتلوثها الذرى الحياة في المكان كله. وحول نفس الموضوع قدم روبرت وايز فيلمه *خلية أندروميدا* عام 1971 حول مرض آت من الفضاء الخارجى يهدد البشرية، مما يعنى ان نهاية العالم المقترحة ليست من صنع القنابل الذرية. بل هى قادمة من عالم آخر يسعى للسيطرة على العالم سواء كان المرض أو المخلوقات العاقلة او النيازك، مثلما حدث في فيلم * النيزك* لرونالدنيم عام 1978. وقد تجئ نهاية العالم من * تجمد مياه العالم* عام 1951. أو من انحراف الأرض عن محورها . او من أشياء قريبة من هذا القبيل.وستكون نهاية العالم مغايرة الشكل في عام2020في فيلم * الشمس الخضراء* لريتشارد فليشر عام 1972. وهو فيلم مأخوذ عن رواية لهارى هاريسون، وفيها يتصور الفيلم أن مدينة نيويورك قد بلغ عدد سكانها أربعين مليونا. وانه في هذا الزمن اصبحت الخضرة شيئا من فعل الماضى. وبالتالى فقد أصبح الطعام الطبيعى شيئا غير موجود الا في بعض بيوت الصفوة من علية القوم مثل الرجل الذى مات لانه كان ينوى افشاء سر السولينت الاخضر، وهو الطعام الوحيد الذى تأكل منه المدينة . أما المفتش الذى يجرى التحقيق فانه محظوظ لأنه يدخل بيت هذا الرجل ويتمكن من التقاط قطعة لحم أو قطعة صابون يغتسل بها. ويمكنه أيضا الاستحمام بماء.. وعندما يكتشف ان المؤسسة الحكومية تفرض سرية شديدة على سر الطعام يسعى الى معرفته فيقابل بتعقيم شديد. وعندما يذهب خلف استاذه الذى مات لتوه يفاجأ أن الغذاء الصناعى ليس سوى قطع مصنعه من لحوم الأدميين الذين ماتوا لتوهم.وتأتى نهاية العالم في فيلم *رجل الأومجا* لبوريس سيجال عام 1971 من حرب الجراثيم العالمية التى تأتى على العالم. وتدور الأحداث في مدينة لوس انجلوس حيث تظهر مجموعة جديدة من البشر الخفافيش سكان الليل الذين يهاجمون من لم تمسهم حرب الجراثيم ليلا . والفيلم مأخوذ عن رواية لريتشارد ماتسيون بعنوان * أنا أسطورة*، وقد اعيد انتاج نفس الرواية في عام 2006 بشكل مختلف .وعن هذه المخلوقات المتوحشة التى تظهر بعد اندلاع الحرب العالمية مهما كان شكلها قدم روبرت كلاوز فيلمه * المحارب الأخير* عام 1975، وهى تتصارع هنا من أجل امتلاك البذور التى يمتلكها فريق آخر بحثا عن زراعتها .. ومن أجل هذا الكنز الثمين تقوم معارك دامية بين الفريقين هى بقايا الحرب الذرية الشرسة ويمكن للجانب الشرير ان يجرى وراء امرأة حامل من أجل عقرها خوفا من الوليد الجديد بعد الحرب، انه قادم مشوه بكل تأكيد .وقد امكن لاجناس متعددة ان تقوم بازاحة النوع البشرى . مثلما أزاحت النوع البشرى في سلسلة *كوكب القرود* وهى سلسلة سينمائية بدأت بفيلم * كوكب القرود* لفرانكلين شافنر عام 1968. وفيه يكتشف تايلور الملاح الذى غاب في الفضاء لسنوات طويلة أن الكوكب الذى حطت عليه سفينته هو الأرض التى تحولت الى قطعة من الصحراء الجرداء، أما البقايا الخضراء فتسكنها القردة التى أصبحت كائنات عاقلة وتتمكن من سبى العنصر البشرى واذلاله. وفي احد هذه الافلام *ثورة كوكب القرود* التى يتمكن فيها النوع البشرى من السيطرة مرة أخرى على الأرض بعد ان يقوم بثورة منظمة في كوكب القرود، وهى نفس الفكرة التى اعاد روجر ويات اخراجها عام 2011 تحت اسم *سطوع كوكب القرود*أما في فيلم *phase2* الذى اخرجه صول باص عام 1974 فتتم ازاحة الجنس البشرى من الوجود بواسطة جنس من النمل ازداد ذكاء . اما بواسطة طفرة مفاجئة او بتدخل سكان الفضاء الذين لجأوا الى هذه الوسيلة للقضاء على الجنس البشرى. وقد كانت فكرة نهاية العالم تمارس دائما سحرا مفهوما على عقول الناس، وقد تطورت بواعثها النظرية ببساطة وأصبحت متمشية مع روح العصر. فقد كانت نهاية العالم قبل سنة 1950 تنتج عن حادث كونى غير محتمل رياضيا قبل عدة ملايين من السنين. ويقوم فيلم*حرب العوالم* لابل جانس عام 1930، و *صدام العوالم* لرودلف ماتيه عام 1950 على هذه الفكرة . منذ هذا العام بدأت هيروشيما تسيطر على الاذهان ولم تعد نهاية العالم تأتى الا بسبب كارثة نووية. وقائمة الأفلام المستوحاه من مثل هذه الفكرة طويلة. وقد ظلت هذه الفكرة سائدة دوما في السينما تجدد نفسها مثلما فعل سبيلبرج في فيلم بنفس الاسم عام 2005، فقد وعى الناس اليوم فجأة بخطر أكثر توقعا الا وهو الكساد والمجاعة والانفجار السكانى ومن الان فصاعدا يتصارع الناس على قطعة أرض لا تزال قابلة للزراعة، كما يحدث في فيلم *ولانبته عشب* 1970 لكورنيل وايلد والذى يشبه معناه الى حد كبير فيلم *ذعر في العام صفر* لرأى ميلاند مستبدلا الحرب الذرية بموت العشب والحبوب فوق سطح الكوكب. واذا كان التهديد الذرى لا يزال في الافق فهو *الحل النهائى* الذى تملكه الحكومات للتخلص بلا ألم من الفئة العاملة وانقاذ *الصفوة من الدمار*.ولو رجعنا الى التقسيم الذى أجراه جيفورد لسينما التخيل العلمى سوف نجد أنه قد اهمل اختراق خيال السينمائين للعلوم لمجالات متعددة وعلوم اخرى مثل الطب وعلم النفس وعلوم الكومبيوتر والرقميات وغيرها . ولو تناولنا مجال الطب مثلا فسوف نرى ان هناك بعض الافلام قد مزجت التخيل العلمى بالفتنازيا مثلما حدث في *فرانكنشتاين* لكن الشخصية الرئيسية الدكتور فرانكنشتاين تعمل في مجال علمى موقر وحسن السمعة. وهو يقوم بنقل قلب كلب إلى جسد انسان ميت لتوه قبل ان يفعل الدكتور كريستيان برنارد ذلك بأكثر من مائة واربعين عاما، ونجح الدكتور فرانكنشتاين خلق جسد انسان متكامل من اشلاء جثث اخرى * وكان نفسه أول من يتحول الى مهموم وسواس , خائفا متشككا محايدا مدركا لحقيقة اختراعه. ولا أهمية كبيرة للافاضة في مدى جدية المضمون أو عمق تحذيرة مما ولد وسمى فيما بعد الهندسة الوراثية* .أما الدكتور جيكل فهو أيضا طبيب يعيش في مجتمع ويحترم المهنة التي يمارسها. وهو إنسان طيب يهتم بالبحث العلمى في المقام الأول، وذلك في رواية* دكتور جيكل ومستر هايد* لروبرت لويس ستيفنسون التي ظهرت في السينما أكثر من خمس وعشرين مرة بدأت عام 1908. ويدفع شغف الطبيب بالبحث إن يخترع أكسيرا يمكنه إن يحول الإنسان الطيب إلى مخلوق شرير. وهو انسان خفاشى لا يظهر سوى في الليل. وعلى السينما أن تصور المخلوق الشرير بشعا من الداخل والخارج وهو مفهوم ساذج. ورغم المعالجات العديدة التي قدمتها السينما حول هذه الرواية إلا إن السيد هايد ظل دوما ذا الوجه القبيح والشعر الكثيف.. وما يهمنا هنا أن الدكتور جيكل الذى اشتغل بالعلم قد استطاع من خلال تجاربه – وخيال الكاتب – أن يبتدع شخصا جديدا.ومثلما كان الدكتور جيكل طموحا للاستفادة من علمه في تغيير الأشياء من حوله. فعل ايضا الدكتور مورو في فيلم * جزيرة الدكتور مورو*، لكن أشهر أفلام الطب هى * الغيبوبة* لمايكل كرايتون. ثم *الرحلة العجيبة* لريتشارد فليشر عن رواية لاسحاق آزيموف. فضلا عن فيلم * تغيير الدماغ* وفيلم * تشارلى* لرالف نيلسون، ثم * محلل نفسى للرئيس * الذى اخرجه جاك فليكر عام 1968.في فيلم * الغيبوبة* قدم كرايتون تجربة الاتجار في الاعضاء البشرية في المستشفيات الاستثمارية بالولايات المتحدة وذلك في إطار أجواء بوليسية مليئة بالمطاردات، مما قلل من جانب التخيل على حساب عنصر الحركة التي امتلأ بها الفيلم.. وهذه النقطة مثيرة للنقاش . فهل يمكن إن يجلب عنصر الحركة مريدين جدد لأدب وسينما النوع؟ لا شك أن أجواء الإثارة في هذا الفيلم قد غلبت اجواء التخيل العلمى ... وما حدث في مستشفي بوسطن من استغلال لأعضاء المرضى الذين تتم اماتتهم والاحتفاظ بأجسادهم في مخزن خاص. هذا الأمر يمكن أن يحدث في أى مستشفي. لكن قيام الطبيبة بمغامرات بوليسية قد قلل كثيرا من التخيل العلمى. وقيمة هذا الفيلم في سينما النوع أن احداثة تدور في زماننا المعاصر. وفي وقت يمكن للإنسان التبرع بأحد أعضاء جسده أو الاستعانة بأعضاء المرضى الذين لا شفاء لهم.. اى أن التخيل العلمى في هذه الحالة ظاهرة آنية يمكن إن تحدث الآن وانه ليس محصورا فقط على ما يمكن إن يحدث في المستقبل . مثل هذه الحالة يمكن أن نراها أيضا في فيلم *محلل نفسى للرئيس* الذى يفترض إن رئيس الولايات المتحدة قد أصيب بحالة اكتئاب نفسى فاستجلب إلى البيت الابيض محللا نفسيا يقيم به بصفة دائمة كى يتولى علاجه. وتدور أحداث الفيلم في الحاضر. ورغم أن هذا لم يحدث الأن. إلا أن خيال الفنان قد ذهب إلى البيت الأبيض، وتنبع أهمية هذ التخيل السياسى في السؤال عن: ماذا يمكن أن يحدث لو ؟!اما فكرة فيلم *تغيير الدماغ* عام 1971 فهى تقوم على أن رجلا أبيض تمت عملية نقل مخ رجل أسود إليه، فأخذ يفكر بأسلوبه وهى فكرة قديمة سبق حتى لبعض الأفلام العربية أن تناولتها في الخمسينيات حين أحب حسين صدقى الطبيب المريضة بالقلب . وعندما ماتت زوجة أحد أصدقائه قام بنقل قلبها إلى قلب زوجته المتهالك .. وبعد أن تعافت تخيل أن هناك تحولا من قبل ليلى إلى صديقه.وقبل أن تقوم السينما برحلة داخل الجسد البشرى في كبسولة صغيرة من خلال فيلم *الرحلة العجيبة* عام 1968 قدم فرانكهايمر قبل عام فيلما مهما بعنوان *ثوانى* قريبة فكرته إلى هذه الموضوعات..فهناك رجل عجوز يعيش هانئا مع زوجته. تقوم أحدى المؤسسات الغامضة بالاتصال به لتتفاوض معه على اعادته إلى سن الشباب.وبعد أن يقبل على مضض يدخل غرفة العمليات ليخرج شخصا مختلفا تماما.. يحمل هوية أخرى.. وملامح جديدة.. وشبابا وحيوية.. وفي المصحة التى ينضم اليها يكتشف ان كل من حوله أقرب إليه.. بمعنى أنهم كانت لهم شخصيات أخرى فيما قبل. وانهم يتكيفون مع عالمهم الجديد.. ويعرف أن صديقا قديما تصور أنه مات هو الذى رشحه للقيام بهذه التجربة . ويتعرف جانيس في شخصيته الجديدة على امرأة تراقصة يدرك أنها لا تختلف عمن حولها. والمشكلة التى أصابت الرجل هى انه لم يتكيف مثل الآخرين مع شخصيته الجديدة. فرغم تغيير الثوب الخارجى الذى ارتداه جسدا . الا انه يتوق الى شخصه القديم . فيذهب الى بيت زوجته- أو أرملته- ويحدثها عن زوجها – المفروض أنه راحل – ويشترى أحد مقتنياته.. وعندما يعود إلى المؤسسة يطلب أن يغيروا من شخصة إلى انسان ثالث لأنه لم يستطيع التكيف.. وفي النهاية يجرونه إلى غرفة العمليات من جديد .. ليس من أجل تغييره هذه المرة .. بل لقتله.فكرة فيلم *ثوانى* تدور في الحاضر الذى نعيشه، وبطل الفيلم يمكن ان يعيش بيننا. بما يعطى معنى أن أكثر افلام التخيل العلمى التى أتخذت من الطب مجالها كانت تدور في *الآن* أكثر من سنوات المستقبل. ربما لهذا لا يضعها الكثيرون في الحسبان. ومثل هذه الافلام تحمل افكارا أكثر من مثيلتها من الافلام الاخرى في أدب وسينما النوع . وفي السينما العربية كان الفيلم العربى الذى ينتمى إلى النوع حول طبيب أيضا.. وهو يدور في الحاضر .. تحت عنوان *قاهر الزمن* لكمال الشيخ عام 1987، الطبيب حليم صبرون هنا يملك احدى المستشفيات الخاصة في حى حلوان بالقاهرة. ويقوم اتباعه بتهريب جثة مريض مات لتوه إلى منزله، كما أن الصحفي الذى يقوم باجراء تحقيق عنه يختفي في ظروف غامضة. خاصة أنه اعلن ذهابه لمقابلة الدكتور حليم. مما يدفع بابن خال الصحفي وهو الباحث التاريخى كامل الذى يتمكن من دخول منزل الطبيب، ليعرف أن هذا الخير يقوم باجراء تجارب جادة مفادها تجميد الانسان لبعثه في فترة زمنية قادمة.وفي هذا الفيلم ذهب كامل الى الفيلا *بحثا عن مغامرة صحفية رغم أنه يتفرغ لعام كامل لتأليف كتاب عن بعض الظواهر الفلكية*. أما في الرواية فان حليم يسعى الى استقطاب كامل لمنزلة كى يقوم بتأريخ أبحاثه لأن ابنة أخيه زين تعبت من التأريخ. ولأن كامل هو راوية الأحداث فانه لا يفهم سر الدكتور حليم. يراه تاره شخصا شريرا غامضا مثل تجاربه، وفي أحيان أخرى انسانا طيبا يعمل لخدمة البشرية. ولأن الكاميرا هى الراوى في الفيلم فقد أختلفت هذه الرؤية لأن الكاميرا محايدة.. أما الراوية الأدبى فهو يعبر عما يراه حتى تتكشف الأمور .في أفلام التخيل العلمى يلعب المكان – غالبا – دور أحد الأبطال الرئيسيين، فهو الاطار الذى تدور فيه التجارب العلمية أو ينتقل اليه البشر.. والمكان في * قاهر الزمن* مغلق معزول. كئيب. تحوطة الأسوار، وتحرسة كلاب متوحشة. وفي اعلاه محولات كهربية بالغة القوة. وهو نائم في حضن الجبل. من الخارج اشبه ببيت عادى، وثمة باب يؤدى إلى مقبرة شبة فرعونية يتم فيها الاحتفاظ بحضانات التجميد . وهو يحوى اشخاصا غامضين مثل مرزوق الممرض الذى نعرف فيما بعد انه طبيب ناجح هارب من العدالة بعد أن كان سببا في قتل أحد مرضاه.. وهناك الفتاة زين – آثار الحكيم – ابنة الطبيب وسكرتيرة وخادمة، وعم عبده الذى لا يفهم شيئا مما يدور حولهأما الشخصيات التى تدور في فلك هذا العالم – المكان والفكرة العلمية – فهم أقل أهمية الى حد ما . حيث أن الانسان دائما حقل تجارب . مهما كان العمل مصنوعا لخدمة البشر، لذا ليس من المجدى ان يتساءل عن تطور الشخصية دراميا أو عن مفهوم الخير والشر بمنظور تقليدى. فطوال الفيلم هناك تساؤل عن السمات التى يتمتع بها الدكتور حليم ومساعده مرزوق. فهما أحيانا شريران أشبه بزعماء العصابات، أحدهما قوى الجسم تلمع عيناه بالشر. وأحيانا أخرى تراهما يتحدثان عن الخير للعالم. وعن أهمية عملية الموت التى تمت في المعمل من أجل الهدف الأسمى، ومن المعروف أن علماء من طراز حليم لا يفهمون الخير بقدر نجاح تجاربهم لأن الخير يتمثل في مقدرة تحقيق هذا أنه انسان شرير . وقد جاء تفسير مقنع على لسان الطبيب أن الناس الذين يموتون من أجل العلم أقل بكثير ممن يموتون في الحروب أو في حوادث المرور اليوميةوفي مثل هذا النوع من الافلام يستعين المخرج دوما بعلماء لهم خبرتهم في المجال العلمى الذى يناقشه واعتقد انه فات على كمال الشيخ أن يفعل ذلك . فقد رأينا الدكتور حليم يستعين في تجاربه – المفروض أنها أعلى من مستويات العلماء – بأجهزة مدرسية مثل المجهر الذى لم يعد يستعمل سوى في المدارس الثانوية. بل أن هذه المدارس انتبذت المجهر الى الكومبيوتر، هذا الكومبيوتر الذى رأيناه غريبا في المرصد. ومثل الاستعانة بأجهزة فقيرة في المعمل كالصناديق الهيكلية الخالية .لم تعتمد سينما التخيل العلمى على الموضوعات الحيه وحدها . بل سعت الى الاستفادة من مجالات الرسوم المتحركة لنقل شخصياتها الناجحة الى السينما. ثم طورت هذه الشخصيات وأصبحت سينمائية في المقام الأول مثل سوبرمان، والرجل الوطواط والرجل العنكبوت وفلاش جوردون وغيرها. ورغم انها شخصيات تسبح في عالم فنتازى الا انها مرتبطة بالتخيل العلمى في المقام الأول.وأغلب هذه الشخصيات قادمة من الفضاء. وترتبط بالأرض بين فترة وأخرى. وهى شخصيات خارقة السمات تمتلك العديد من اسباب البطولة، قوية العضلات. تطير في السماء كما الطيور تسبق الطائرات والسفن . وهى اغلبها فانتازية التركيب. لكنها ذات علاقة بأجواء التخيل العلمى، فهى وليدة العلوم مثل سوبرمان على سبيل المثال القادم من كوكب كريبتون الأكثر تقدما علميا. كما أن أغلب هذه الشخصيات قادمة من مجلات الرسوم المتحركة مثل مجلة *مارفل* سبقت في المحاولة مثل *تيملى*و *أطلس*، والمجلة الأولى كانت واحدة من مجلات عديدة تحمل اسم مارفيل منها مجلة *مارفيل للتخيل العلمى* التى صدر منها تسعة أعداد بين عامى 1938 و 1941 ثم عاودت الصدور بين عامى 1950 و 1952.وفي حين توقفت معظم محاولات *مارفيل* الأخرى . استمرت مجلة*مارفيلكوميكس* بنجاح . انتشرت في طول الولايات المتحدة لتصبح بقصصها وحكاياتها المرسومة، مجلة الصغار، والكبار، الأولى من نوعها.*مارفيل كومكس* ، مع ما نطرحه من تسلية، كونت أبطالا، *كابتن أمريكا*و *الرجل العنكبوت* و *رجل أشعة الاكس* و *الرجل المطاط*، ولاحقا واحدة من أشهر الشخصيات باسم *سوبرمان*وأهم افلام تم انتاجها عن سوبرمان تلك التى تم انتاجها بين عامى 1978 و 1983 . وهى رباعية أخرجها على الترتيب ريشارد دونر وريتشارد ليستر الذى اخرج الجزءين الثانى والثالث معا وفي البداية تعلقت الحكاية بصورة التخيل العلمى. ففي كوكب كريبتون كل شئ معرض للدمار. وهناك مكائد ودسائس رغم التطور العلمى الهائل الذى توصل اليه ابناء ذلك الكوكب. وهناك أسرة صغيرة يحس عائلها بالخطر القادم الى الكوكب الذى سينفجر فيقرر ارسال وليده الصغير الى كوكب الارض ويضعه في صاروخ ويضع معه جزءا من معدن الكريبتون النارد الذى سيصبح للأبد مصدر قوة الابن الخارقة.. وينزل الطفل الذى سيصبح رجلا خارقا الى الارض، حيث تتلقفه أسرة أمريكية تتولى رعايته وتكتشف سر قوته منذ صغره فهو يمكنه ان يرفع شاحنة كبيرة وعندما يصبح شابا يمكنه أن يطارد قطارا ويسبقه.. ويعيش هذا الشاب – الذى أصبح أمريكيا بحكم الأرض التى يعيش عليها – في حالة فصام واضحة . فهو المواطن الامريكى العادى الخجول. الذى لا يستطيع حتى البوح لاحدى الفتيات بمشاعره الفياضة نحوها، يرتدى نظاره وملابس تقليدية. لكنه من خلال استشعار خاص يمكنه رصد الاخطار الكبرى التى تحيق بالوطن او بالعالم فيهرع للنجدة. والجانب الاخر من التخيل العلمى في سلسلة سوبرمان هو أن هذا الأخير يجابه قوى تعمل في الظلام، مثل الرجل المجنون الذى يسعى لدمار العالم ويعرف سر معدن الكريبتون الذى يمده بالقوة .. هذا الرجل يختفي في الجزء الأول ثم يعاود الظهور مرة أخرى في الجزء الثانى الذى ظهر في عام 1980، وهو يساعد ثلاثة من أشرار كوكب كريبتون على الطيران والتدمير. وفي الجزء الثالث هناك رجل رأسمالى يريد زراعة البن عن طريق التحكم في الطقس بالكومبيوتر، وجهاز الكومبيوتر هذا بارع الذكاء والمناعه بحيث أنه يمتلك القدرة على توليد الكهرباء بطريقة خاصة لذا منعوها عنه. وقد أفلح هذا التحول من خلال ما يمتلكه من سمات في تحويل سوبرمان الطيب الى مخلوق شريروقد ابتدع هذه الشخصية لأول مرة الرسامان جيرى سيجال وجوشوستر في عام 1933 عقب الأزمة الاقتصادية الطاحنة التى تعرضت لها الولايات المتحدة . ويقال أن سوبرمان قد جاء لانقاذ البلاد من عثرتها التى اصابتها. الا ان أول رسم لهذه الشخصية لم يظهر الا بعد ذلك بخمسة أعوام. لذا فان السينما كم اعادت انتاج افلام *سوبرمان* من عقد لآخر مثل *سوبرمان*عام 2002، وسوبرمان يبدأ عام 2007 وقد دفع نجاح شخصية*سوبرمان* إلى ظهور شخصية *الفتاة الخارقة* وهى أيضا شخصية جاءت من الرسوم المتحركة. ولدت في عام 1959.واسم هذه الفتاة الحقيقى هى أكا – كارا. وقد ولدت – في كوكب كريبتون حيث ولد من قبل سوبرمان. ومع اضطراب الاوضاع في هذا الكوكب حضرت *الفتاة الخارقة*الى الأرض وعمرها خمسة عشر عاما فقط وبمجرد هبوطها الى الارض بدأت تشعر بالقوى الخارقة التى تمتلكها والتى لايباريها فيها الا ابن العم *سوبرمان*، وبرغم ذلك فقد اخفي سوبرمان وجودها عن الجميع، وعاشت باسم مستعار بالقرب من مدينة شيكاغو هو *ليندالى*، إلى ان قرر سوبرمان ان يعرفها بالعالم ويعرف سكان الأرض بها.ومثلما تروى الأساطير الخيالية التى ابتدعتها العقلية الأمريكية- وما أبرع الأمريكين في تصوير الأساطير- فان سوبرمان قد فعل ذلك خلال جولة مشوقة الى أركان الكرة الأرضية وانتهت بزيارة خاصة للبيت الأبيض الأمريكى وحضور جلسة في الأمم المتحدة، قررت الهيئة الدولية أن تقدم شهادة ذهبية الى المرأة الفذة القادمة من أجواء الفضاء تمثل الشهادة التى سبق ان منحت لابن عمها. مع تصريح خاص*للفتاة الخارقة* بأن تنتقل كما تشاء في أراضى الدول الأعضاء دون الحاجة للحصول على تأشيرة دخول أو خروج.الطريف في الأمر، أو ربما الغريب فيه، أن حفلا أقيم بالفعل في البيت الأبيض في شهر فبراير عام 1962 على شرف الفتاة الخارقة ، وأن الرئيس الأمريكى آنذاك – جون كيندى- رحب بها قائلا:* سوبرجرل أنا واثق من أنك سوف تستغلين كل قواك الخارقة ليس فقط في مكافحة الجريمة على الأرض ولكن في الحفاظ على السلام فيها*.ومنذ ذلك العام، والأسطورة الأمريكية أخذه في التطور على صفحات المجلات الأسبوعية والجرائد اليومية، حتى أصبحت الفتاة الخارقة- وقبل أن تتحول إلى السينما- شخصية معروفة بأعمالها المفيدة سواء لأصدقاء أصحاب الشخصيات الأسطورية الخرافية أو لخدمة البشر.من ذلك مثلا أنها انقذت الرجل الوطواط ومجموعة من اصدقائه من سجن رهيب كان اعداء سوبرمان قد فرضوه عليهم في باطن الأرض، كما أفلحت رغم كل الصعوبات في أن تشق مجرى فريدا للمياه الحلوة يروى كل الاراضى الصحرواية.كما دمرت شهابا جويا كان يسير بسرعة خرافية في طريقة للتصادم مع الأرض قبل أن يعرف أحد حتى بوجوده، وحولت اتجاه عاصفة خطيرة تحمل أمطارا سامة كانت في طريقها إلى الأرض، وبالطبع كانت ستذهب بالزرع والضرع لو اجتازت مجال الغلاف الجوى الأرضى.كما أذابت جليد القطب الجنوبى لتجعل منه منطقة خضراء تصلح لسكنى البشر الذين انفجرت قنبلتهم السكانية بحيث لم تعد الأرض على وسعها ان تسعهم ! وأخيرا – وليس آخر – ربما أن كل شئ يهون عند السينمائيين خاصة في مجال الخرافة. فقد حافظت على حقوق المظلومين ودافعت عن المسحوقين في الأرض في غياب سوبرمان الذى اضطر للذهاب في بعثة سرية الى مكان مجهول من الكون، ويبعد عن الأرض ملايين السنين الضوئية.أما شخصية *فلاش جوردون* فهى على عكس سوبرمان. أنه ليس بطلا خارقا يطير أو يزحف على الجدران. ولا يلتقط الطائرات والصواريخ ويسبق الطائرات والقطارات ولا يضع جسده بدلا من قضبان السكك الحديدية التى التوت. فلاش جوردون انسان آخر قادم من الرسوم المتحركة، وأهم سمة فيه انه ينتمى الى عصر التخيل العلمى. يتمتع بشجاعة نادرة وحب المغامرة بلا حدود. وفلاش جوردون انسان فضاء. حيث ترمى به الاقدار في سفينة فضاء تنطلق به تنقله الى رحاب الكون التى لا تنتهى. فتحط به السفينة فوق كوكب يسمى فونجو يحكمة رجل شرير هو الأمبراطور مينج.وقد ظهر فلاش جوردون للمرة الأولى في مجلة رسوم متحركة في 7 يناير عام 1934، ثم رأيناه في العشرات من الصحف الأمريكية. وكان السؤال الذى طرحته السلسلة الأولى من مغامرات فلاش جوردون هو هل يمكن أن ينجح في منع تدمير كوكب الارض من قبل الامبراطور مينج، وتقول مجلة الاكسبريس ان * قراء قصص فلاش جوردون قد ظلوا سبعة عشر عاما كى يعرفوا ذلك*وفلاش جوردون البالغ الخامسة والعشرين من العمر. شاب رياضى مثل اليكس ريموند الذى ابتكره في تلك السنوات وهو الذى ابتدع من قبل شخصية بك روجرز عام 1929 وهى شخصية من الرسوم المتحركة وجدت طريقها إلى السينما فيما بعد.وقد ظهر فلاش جوردون في السينما لأول مرة عام 1936 في فيلم *رحلة الى المريخ* وادى الدور الممثل المعروف بستر كراب. وفي هذا الفيلم وقف فلاش جوردون في مواجهة مينج يعاونه صديقان، فيدخل الطرفان في صراعات متعددة في النهاية، ويطيح فلاش جوردون بخصومة ويصل وحده الى الامبراطور الذى تصرعة مقدمة سفينة فضاء صغيرة فاذا به يتبخر ويموتوفي عام 1938 قام بستر كراب ببطولة الفيلم الثانى من السلسلة تحت عنوان *فلاش جوردون وغزو العالم*، ثم اختفي تماما عن السينما حتى عام 1980 حيث فكر دينودى لورانتيس المنتج الايطالى المعروف في اعادة احيائه في فيلم ضخم الانتاج، وأسند الدور الى عارض أزياء سابق هو سام جونز، ولم يكن الفيلم يليق قط بأهمية هذه الشخصية سواء في السينما، او فوق صفحات الرسوم المتحركة اذا كان هذا هو حال موضوعات التخيل العلمى في السينما. فلا شك ان النوع قد ساعد كثيرا السينما في ان تطور تقنياتها سواء من حيث المؤثرات الصوتية او الديكور او صناعة هياكل الاليات التى نراها، ومع كل فيلم جديد يجب ان تأتى هذه السينما بتقنيات أكثر تطورا لملاحقة خيال السينمائيين. وقد تطورت صناعة السينما في العالم الى ان حدث ما يمكن تسميته عصر السينما الاليكترونية وذلك من خلال انتاج فيلم *ترون* عامى 1981 و 2011 وهذا الفيلم – وأيضا في النوع الذى سنراه في المستقبل – يعتمد في المقام الأول على تطور الأجهزة التى توصل اليها العلماء لصناعة المؤثرات المختلفة في صناعة هذه السينما. وعليه لن يكون هناك مخرج بالمعنى التقليدى، ولكن الخبير الالكترونى هو المخرج، فرغم ان فيلم *ترون* الأول يحمل اسم المخرج ستيفن ليسبرجر الا ان منفذ الفيلم الحقيقى هو ريتشارد تايلور ومعه مساعده هاريسون اللينشو، يقول تايلور ان كل صورة في هذا الفيلم *قد تكونت من مليونى نقطة ضوئية بالالوان . وان كل نقطة منها قد ترجمت من وحدات كودية. وان العقل الاليكترونى لا يمكنه فقط قراءة الصورة السينمائية، ولكن يمكنه قراءة الذاكرة البشرية ويسجلها فكرنا في أول الأمر أن الاشرار في الفيلم يجب ان يكونوا باللون الأزرق . أما الاخيار فيتم تلوينهم باللونين الأحمر والأصفر. ووجدنا أن علينا أن نقلب المفهوم، فالأحمر بالنسبة للعقل الاليكترونى يقلب الالوان والأزرق شئ رقيق. اليوم يمكن للعقل الالكترونى ان يخلق كل شئ حتى وجه مارلين مونرو*ولأن السينما الاليكترونية يمكنها تخزين الذاكرة، فان خبراء هذه السينما يؤكدون انه سيتم انتاح افلام جديدة نرى فيها نجوم السينما القدامى بشحومهم ولحومهم مثل مارلين مونرو وكلارك جيبل وأنور وجدى يقومون بالبطولة في أفلام جديدةوهكذا يمكن أن يرتبط زمن التخيل العلمى بزمن الواقعية العلمية.وكما يقول المخرج ليسبرجر فان *هناك خمس عشرة دقيقة كاملة من فيلمى لم تمسها يد بشرية. لذا لم يكن هناك طاقم عاملين تقليديين بالسينما. فهناك سيناريو بسيط قمت بكتابته. ثم جلسنا مع التقنيين أمام شاشة تديرها بعض الفنيين أحيانا لكن على العقل الاليكترونى أن يؤدى الدور الكبر. فقد استغرق تصوير أحد المشاهد – الذى استغرق عرضه سبع ثوان – أربعين ساعة عمل فيها ستة تقنيين. وثمانية فنانين تشكيليين وعشرين مبرمجا للعقل الالكترونى*أما قصة الفيلم نفسه فهى من نوع التخيل العلمى حول الصراع الأزلى بين الخير والشر، فهناك ساحر يناضل ضد الآلة التى تمردت عليه بعد ان صنعها . هذا الساحر هو الإنسان . وهو في هذا الفيلم يمثل الجانب الشرير. أما الجانب الطيب فهى الآلة التى تتمرد على صانعها . فقد ضاقت هذه الآلة بالأوامر الغبية التى يطلبها الانسان كل يوم.. ولانها أكثر ذكاء منه فانها تعلن تمردها وتغير من برامجها، وتتحول الى شئ مختلف.في حديثنا حول سينما التخيل العلمى يهمنا أن نؤكد أن كتاب النوع يجمعون على نقطة واحدة – على الأقل- وهى أن هناك كارثة رهيبة تحيط بنا في منعطف العقود الأخيرة من القرن العشرين ومع القرن الواحد والعشرين ولكن هل تكون تلك يوتوبيا متشائمة ورجعية؟ أن التفاؤل الأعمى لم يسبق له أن انقذ أحدا إذا ما حانت الساعة. والوسيلة الوحيدة لتفادى كارثة ما هى ان تمعن التفكير فيها. وان تعمل على تفاديها اذا كان ذلك يدخل في امكانات البشرية، لقد كثر الحديث عام 1950 عن خطر الحرب الذرية وهو خطر لايزال يلوح في الأفق. وان كانت الأحداث قد تخطته وهو أشبه ما يكون بسيف ديموقليس لايزال معلقا فوق رؤوسنا، بينما نجد ان الخطر الآخر الطبيعى هو أشبه بسيف يسقط بقوة هائلة . والوسيلة الوحيدة لتجنبه هى في الابتعاد عن مساره. ولكن الا يزال هناك مكان واحد لن يتعرض لبأسه؟ويتفق علماء الاجتماع وعلماء البيئة على أن التهديدات التى تتجمع في الأفق هى من الضخامة بحيث لا يمكن لمبدأ القومية الذى عفا عليه الزمن ان ينتصر عليها يسبب ضيق افق هذا المبدأ. ولكن ما هى هذه التهديدات؟ أولا هناك * الانفجار السكانى*، فترى هل هناك سياسة لتنظيم المواليد؟ من الاستحالة تطبيق مثل هذه السياسة والحصول على نتائج فعالة؟ حتى لو أمكن الحصول على نجاح فورى فسنظل متخلفين عن حل المشكلة لعشرين عاما. تلوث البيئة؟ سوء استخدام الأراضى الزراعية؟ التبذير الذى يهدد العالم بمجاعة لم يعرف العلم مثيلا لها. بالاضافة الى أننا سوف نعانى عن قريب من نقص في مياة الشرب ولن يكون أحد في مأمن من الأوبئة التى ستنجم بالضرورة عن نقص الوسائل الصحية . وقد عبر المدير السابق لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة السيد موريس سترونج في حديث له في جريدة * الفجر * في 27 مارس 1974 عن مخاوفه التى تتطابق تماما مع ما ذكرناه آنفا عما سيكون عليه شكل الكارثة يعتقد موريس سترونج انها ستأتى في صورة وباء ضخم، وقد وجدت الطبيعة دائما حلولا جذرية للمشاكل غير القابلة للحل.التخيل العلمى التأملى كان بامكانه أن يحذر، ويضاعف من فرصتنا وذلك بمساعدة السينما، وهو الفن الشعبى الواسع الانتشار، والسينمائيون وكتاب السيناريو والمنتجون هم على شاكلة جمهورهم جبناء وكسالى لايزالون يعيشون على مستوى القرون الوسطى، بينما قد تخطينا العصر الذرى على المستوى الفنى، ولكن السينمائيين الذين يزعمون تمثيل الصفوة المفكرة لمجتمعنا يلهون لطمأنة ضمائرنا اذا اضافوا على النحل المجرد من الذكاء تأملات سياسية قومية ضيقة الأفق، بالرغم من أن هذه الاهتمامات لم تعد على مستوى المخاطر التى تهددنا.*وعلينا أن نفكر اذن في اعادة توازن العدالة ومساواة الفرص. والاخاء الوطنى. ولكن المجاعة اهلكت ستين مليون نسمة في العالم في عام واحد تقريبا(أى عدد مماثل لقتلى الحرب العالمية الثانية).. اننا نصاب بالقلق لمجرد مرض يصيب حلقنا بينما بدأ البركان الذى نعيش فوقة ينفجر بالفعل *صارت سينما التخيل العلمى.. من نسيج السينما العالمية . تدخل في إطار الأفلام المهمة التى تتمتع بكفاءة فنية ملحوظة وتنافس في الحصول على الجوائز في المهرجانات السينمائية وأيضا في جوائز الأوسكار، بالأضافة الى وجود مهرجانات سينمائية متخصصة فقط لعرض هذا النوع من الأفلام، والتسابق فيما بينها.. وفي المكتبات هناك العديد من الآدلة السينمائية التى يمكن من خلالها التعرف على أهم افلام التخيل العلمى ضمن الانتاج السينمائى العالمى بشكل عام، وعلى سبيل المثال فان كتاب * 1000 فيلم يجب ان تراها قبل ان تموت* .. قد تضمن 32 فيلما من التخيل العلمى وسط الانواع الأخرى في كل أنحاء العالم، هذه الأفلام حسب الترتيب التاريخى مع اسم المخرج والمؤلف الروائى اذا كان النص مأخوذ عن الأدب ، واسم البلد المنتج1902: رحلة الى القمر (جورج ميليه – فرنسا)1927: مترو بوليس ( فريتزلانج – المانيا)1929: الرجل الكاميرا (زيجا فرتوف – الاتحاد السوفيتى)1931: فرانكنشتاين(جيمس وال – عن مسرحية لبيجى ولبنج وروابترمارى شيلى - امريكا)1933: كينج كونج ( مريان كوبر – أمريكا)1935: خطيبة فرانكشتاين ( جيمس وال – امريكا )1936: العصور الحديثة ( شارلى شابلن – امريكا )عالم المستقبل ( ويليام كاميرون عن رواية ل.هـ.ج ويلز – بريطانيا)1952: يوم تتوقف الأرض (روبرت وايز عن أقصوصة وداعا للسادة لهارى بيسز – امريكا )1956: الكوكب الممنوع ( فريد ويلكوكس – امريكا )غزو الاجساد ( دون سيجال – امريكا )1963: الاستاذ nutty (جيرى لويس – امريكا )1964: الدكتور ستر نجلف ( ستانلى كيوبريك – عن رواية * التحذير الاحمر*-لبيتر جورج – بريطانيا)1968: كوكب القرود ( فرانكلين شافز عن رواية لبيربول – امريكا )2001: أوديسا الفضاء ( ستانلى كوبريك عن اقصوصة لارثر كلارك – بريطانيا)ليلة الموتى الاحياء ( جورج روميرو – امريكا)1971:البرتقالة الالية ( ستانلى كيوبريك عن رواية لانطونى برجيس – بريطانيا)1972: سولاريس ( اندرية تاركوفسكى – عن رواية لستانسلاف ليم – الاتحاد السوفيتى)1977: حرب النجوم ( جورج لوكاس – امريكا)لقاءات قريبة من النوع الثالث ( ستيفن سبيلبرج – امريكا )1979: غريب من الفضاء ( ريدلى سكوت – بريطانيا)ماكس المجنون ( جورج ميللر – بريطانيا)1980: الامبراطور يهاجم ثانيا ( حروب النجوم ) (ارفن كيرشنر – امريكا )1982: اى . تى ( ستيفن سبيلبرج – امريكا )الشفرة المتزحلقة ( ريدلى سكوت- امريكا)1984: الجهنمى ( جيمس كاميرون – امريكا )1985: برازيل ( تيرى جيليام – بريطانيا)1986: الذبابة ( دافيد ترونرج 0 عن اقصوصة لجورج لانجلان – امريكا)1989: الرجل الوطواط ( تيم بيرتون – امريكا )1990: ادوارد ذو اليد المقص ( تيم بيرتون – امريكا)1993: حديقة الديناصورات ( ستيفن سبيلبرج – عن رواية لمايكل كرايتون - امريكا )1999: ماتريكس ( اندى ولارى داتشوفسكى – امريكا )2006: متاهه ( جولير مو ديلتورو – المكسيك – اسبانيا )ومن هذه القائمة سوف نجد ان السينما الامريكية قد حظيت بالصدارة في عدد الافلام المتميزة التى يجب مشاهدتها ، تليها بريطانيا، وقد ظل التخيل العلمى مرتبطا في المقام الأول بالدور التى يزدهر فيها العلم،وفي هذه البلاد ، كان ادب النوع يزدهر بشكل ملحوظ، ولم تذهب الافلام المتميزة الى بلاد أخرى، كما ان اغلب العلماء الذين فازوا بجوائز نوبل في العلوم جاءوا من الولايات المتحدة وبريطانياوسوف نرى ان هناك مخرجين بأعينهم قد شغفوا بالخيال العلمى ومنهم ستانلى كيوبريك ثم ستيفن سبيلبرج الذى قام ذات يوم باخراج فيلم الذكاء الصناعى الذى كان من المفروض على كيوبريك ان يخرجه قبل رحيله، واستكمل سبيلبرج هذه المهمة، والغريب ان هذا الفيلم غير موجود في قائمة الافلام التى يجب مشاهدتها وسوف نتوقف في هذا الكتاب عند الكثير من تجارب هذين المخرجين.وسوف نرى ان قوائم اهم افلام التخيل العلمى سوف تتكرر في الغالب في الاعداد الخاصة من مجلات السينما العالمية، ذوات السمعة الطيبة، ففي عام 1999، اصدرت مجلة * فيلم ريفيو* film Review عدداً خاصاً تحت عنوان اعظم افلام التخيل العلمى لكل الازمنة ومنها خمسة وعشرين فيلما هى الافضل، وقامت بتخصيص صفحات مطولة للحديث عن هذه الافلام، وكلها افلام امريكية في المقام الاول، وقد تم ترتيب هذه الافلام حسب الحروف الهجائية باللغة الانجليزية ، الا اننا هنا سنقوم بترتيبها ايضا حسب تاريخ انتاجها، وسنلاحظ ان هناك تكراراً ملحوظاً مع القائمة السابقة.1926: يوم تتوقف الأرض ( روبرت وايز)1956: غزو الأجساد ( دون سيجال)1957: الرجل الذى تم تصغيره ( جاك ارنولد)1968: بارباربللا ( روجيه فاديم – فرنسا)كوكب القرود(فرانكلين شافز )2001 أوديسا الفضاء ( ستانلى كيوبريك)1971: البرتقاله الآلية ( ستانلى كيوبريك)1977: لقاءات قريبة مع النوع الثالث ( ستيفن سبيلبرج)حرب النجوم ( جورج لوكاس )1979: ماكس المجنون ( جورج ميللر )1982: الشفرة المتزحلقة ( ريدلى سكوت)رحلة الى الفضاء ( نيكولاس ماير)الشئ ( جون كاربنتر)أى.تى ( ستيفن سبيلبرج)1984: الجهنمى ( جيمس كاميرون)1985: برازيل ( تيرى جيليام)الشرنقة ( رون هيوارد)العودة إلى المستقبل (روبرت زيمكس )1986: غرباء من الفضاء ( جيمس كاميرون)الذبابة ( دافيد كرونبرج)1987: الشرطى الآلى ( بول فيرهوفن)1990: دودة الأرض tremars (رون اندروود)1996: المريخ يهجم ( تيم بيرتون)1997: جاتاكا ( أندرو نيكول)وسوف نلاحظ أن هناك ستة عشر فيلما قد تكرر ذكرها من بين خمسة وعشرين فيلما هى الأفضل في رأى هذه المجلة، وان اغلب هذه الافلام أمريكية، او بريطانية، كما أن اغلبها تم إنتاجها في الثمانينيات من القرن العشرين، وان كلا من كيوبريك وسبيلبرج كانا في الصدارة، خاصة في الافلام التى تواجدت في القائمتين، وكان هناك اختلاف بسيط في سنوات انتاج بعض الافلام حسب القائمتين، كما أن المجلة اختارت هنا مجموعات من افلام شملت ظاهرة، ففيلم *حرب النجوم* الذى تم انتاجه عام 1977 ينضم اليه الجزء الثانى من السلسلة دون اى ذكر بالطبع للثلاثية الثانية من هذه المجموعة، وتم اختيار *العودة الى المستقبل* كثلاثية، وليس كفيلم واحد، وتم اختيار *غرباء من الفضاء*Aliens ،بدلا من الجزء الأول من الفيلم الذى اخرجه ريدلى سكوت، كما تم اختيار فيلمى *ماكس المجنون* لجورج ميللر الاسترالى، واغلب هذه الافلام، مأخوذة من سيناريوهات أصلية، وأن النصوص الأدبية كانت قليلة للغاية أما أغلبها، فانه ينتمى إلى التخيل العلمى الزمنى مثل * الذبابة*، *العودة إلى المستقبل* و *دودة الأرض* ، *الجهنمى* , * الرجل الذى تم تصغيرة*أما مجلة *امباير* empireفقد قدمت عدداً خاصاً عام 2001 عن أعظم افلام التخيل العلمى في كل الازمنة وقامت بتقسيم الخمسين فيلما التى وقع الاختيار عليها الى اربعة اقسام، القسم الاول منها عن الافلام التى تدور احداثها في المستقبل، وهى قد تم ترتيبها ايضا حسب الحروف الهجائية، الا اننا نقدمها أيضا بالتقسيم التاريخى نفسه، وهى..1926: مترو بوليس ( فريتزلانج)1966: فهرنهايت 451(فرانسوا تريفو)1968: كوكب القرود ( فرانكلين شافز)1971: البرتقالة الآليه ( ستانلى كيوبريك)انسان الاومجا ( بوريس سيجال )1979: ماكس المجنون ( جورج ميللر)1982: الشفرة المتزحلقة (ريدلى سكوت)الهروب من نيويورك ( جون كاربنتر)1985: برازيل ( تيرى جيليام)1987: الشرطى الآلى ( بول فيرهوفن)1998: عرض ترومان ( بيتر وير )مكعب (فنزنسونا تالى)1999: ماتريكس ( اندى ولارى داتشوفسكى)والافلام المتواجدة في القوائم هى نفسها المتكررة مع إضافة فيلم مهم هو *451 فهرنهايت* و *المكعب*أما القسم الثانى من الافلام التى اختارتها المجلة فهو تحت عنوان *غزو الفضاء*، غزو الأرض، وتم اختيارتسعة أفلام، هى حسب تاريخ الانتاج:1951: يوم توقفت الأرض ( روبرت وايز)1960: قرية الملاعين (دولف ريلا)1971: خلية اندروميرا (روبرت وايز )1977: لقاءات قريبة من النوع الثالث ( ستيفن سبيلبرج)1978: غزو الاجساد ( فيليب كاوفمان)1982: أى. تى ( ستيفن سبيلبرج)الشئ ( جون كاربنتر)1987: الضباب pred atarl ( جون ماكتونان)1996: يوم الاستقلال (رونالد ايميريش)وقد لوحظ أنه تم اختيار المعالجة الثامنة من فيلم * غزو الاجساد* الذى اخرجه فيليب كاوفمان عام 1978، بدلا من الفيلم الأول الذى اخرجه روبرت وايز عام1951، اما القسم الثالث من هذه الافلام، فيحمل عنوان *أوبرا الفضاء* ..، وقد ضم أحد عشر فيلما، نقدمها أيضا حسب الترتيب التاريخى:1954: هذه الأرض الجزيرة ( جوزيف نيومان)1968: 2001 أوديسا الفضاء ( ستانلى كيوبريك)1971: الجرى صمتا ( دوجلاس ترمبل)1977: حرب النجوم ( جورج لوكاس )1979: غريب من الفضاء ( ريدلى سكوت)1980: فلاش جوردن ( مايك هودجز)1981: الامبراطور يعاود الهجوم ( ارفين كيرشنر)1982: رحلة الى الفضاء ( 2) ( نيكولاس مايير )1984: غرباء من الفضاء ( جيمس كاميرون)1988: أكيرا ( كاتو شيرد أوموتو- اليابان)1998: مقاتلو سفينة الفضاء ( بول فيرهوفن)وقد ضمت القوائم لأول مرة فيلما يابانيا من الرسوم المتحركة، مع وجود ثوابت لم تتم الابتعاد عنها.أما القسم الرابع من هذه الافلام، فهو عن الرحيل عبر الزمن، وقد ضم أربعة افلام فقط، هى :1984: الجهنمى ( جيمس كاميرون)1985: العودة إلى المستقبل ( روبرت زميكس)1991: الجهنمى 2 ( جيمس كاميرون)1995: 12 قردا ( تيرى جيليام)أما القسم الخامس، فهو حول عالم العجائب، أى أنه يمزج بين التخيل العلمى، والفانتازيا وهو يضم خمسة أفلام، هى أساسا من عجائب التخيل العلمى وهى ..1954: عشرون الف فرسخا تحت الماء ( ريتشارد فليشر)1956: الكوكب الممنوع ( فريد ماكلويد ويلكوكس)1967: بارباريللا ( روجيه فاديم)1989: الاعماق ( جيمس كاميرون)1990: النداء الكلى ( بول فير هوفن)ويضم القسم السادس ثلاثة أفلام تحت عنوان * كوميديا*، وهى :1964: دكتور سترا نجلف ( ستانلى كيوبريك)1973: النائم ( وودى الن)1974: الكوكب المعتم ( جون كاربنتر )أما القسم السابع والأخير، فيضم خمسة أفلام تحت عنوان (العلم خارج السيطرة) اى ان التطورات التى تحدث في افلام التخيل العلمى، سوف يكون من الصعب السيطرة عليها مثلما ستفعل الديناصورات، حين تهاجم العالم.. وهذه الأفلام هى :1933: الرجل الخفي ( جيمس وال)1951: الرجل في الثوب الأبيض ( روجر ماكدوجال)1973: عالم الغرب ( مايكل كرايتون)1986: الذبابة ( جون كاربنتر )ومن هذه القائمة، سوف نكتشف مجدداً أن لصناع الأفلام الجيدة للتخيل العلمى أسماء بعينها بالاضافة إلى أسماء ذكرناها فيما قبل، ومن هؤلاء المخرجين جون كاربنتر وبول فيرهوفن، وروبرت وايز، ثم ريدلى سكوت، وبالطبع جيمس كاميرون، صاحب فيلم *أفاتار* عام 2010هذه مقدمة طويلة لابد منها، قبل أن نقرأ أهم الأفلام السينمائية العالمية التى تحدثت عن قيمة العلم والتخيل، وقد أثرنا أن نرتب هذه الأفلام حسب تاريخ عرضها الزمنى للتعرف بشكل تطبيقى على جوانب أهمية الأفلامقراءات فيلمية في التخيل العلمى20 الف فرسخ تحت البحار (1954) :20.000 leagues under the seaفي عام 1978، احتفل الفرنسيون بمرور خمسين عاماً على مولد الكاتب *جول فيرن*، وبهذه المناسبة نشرت مجلة الاكسبريس دراسة عن هذا الرجل الذى فتح الخيال للكثير من ادباء الخيال العلمى، وذكرت أن الالهام وصل إلى درجة من التنبوء عند جول فيرن أن شواهد كثيرة تدل أن الرجل كان يستلهم أعماله من أرواح كانت تتفحصه من فترة لأخرى، وبصرف النظر عن صدق هذا فإن فيرن من أهم من كتبوا في التخيل العلمى، بالرغم من الاسماء الجيدة التى جاءت بعده، وهو الذى عاش بين عامى 1828،1905، وقد عرف بسعة تخيله ودقته وكثرة قراءاته في الجغرافيا بصفة خاصة لدرجة أن الاميرال *بيرد* قال حينما طار فوق القطب الجنوبى. لقد كانت كتابات فيرن ترشدنى خلال رحلة. ومع أن فيرن خير من كتب القصة العلمية، الا أن النقاد يضعونه أحياناً في مصاف الرومانسية .وقد نقلت السينما أكثر رواياته إلى الشاشة خاصة المشهور منها، خاصة *20 الف فرسخ تحت البحار* .. حيث أستلهمت السينما من شخصيات هذه الرواية مجموعة، من الافلام، وخاصة من بطلها الكابتن نيمو، حيث جسد هذه الشخصية في أكثر من فيلم كل من عمر الشريف، وروبرت ريان، وهربرت لوم، وبالطبع جيمس ماسون.وسوف نتحدث هنا عن الفيلم الذى اخرجه ريتشارد فليشر عام 1954، حيث اسندت البطولة المطلقة إلى كيرك دوجلاس في دور لاند، في الفيلم المأخوذ عن رواية تقع في طبعتها الخضراء الفرنسية في 500 صفحة يروى فيها اروناكس قصته مع الكابتن نيمو، الرجل الذى اثر أن يبتعد عن البشر، ويعيش داخل غواصة ذرية بعيداً في أعماق المحيطات .لقد اثار اهتمام ذلك العالم خبر ذلك الوحش الرهيب الذى يهاجم السفن، واصطحب معه في سفينته مجموعة من الباحثين في رحلة علمية بحثاً عن سر هذا الوحش .وطالت الرحلة، حتى كاد الركاب أن ينسو السبب الاساسى للابحار، إلى أن هاجمهم، ذات ليلة، تنين رهيب أتى على السفينة، ولم ينج سوى لاند وأحد الركاب، ومعهم اروناكس. وفي الصباح يكتشفون أن ذلك التنين ليس سوى غواصة الكابتن نيمو.هذا الرجل، انسان نباتى، يعيش في اعماق البحر، طعامه من هناك، سجائره، شرابه ، مسكنه، لقد اثار الحقد في قلبه كراهية البشر، عندما سجنه وهو البرئ، وشاهد قسوة الانسان لآخيه الانسان في معاملة السجان للمساجين.الانسان مخلوق والشر في داخله، يستمتع بايذاء الاخرين، ولذا فإن نيمو قرر اعتزال الناس، ويسعى إلى الانتقام منهم عن طريق غةاصته التى لم تكن قد ابتكرت في عام 1861. هذه الغواصة يستخدمها قائدها في تجاربه العلمية، حيث انه عاشق متيم بالتجربة العلمية ويهب حياته للعلم، ولذا فهو حين يحس ان قاعدته تتعرض للخطر، فإنه يفجرها بنفسه ويركب غواصه كى يلقى الجميع مصيرهم المحتوم.الكابتن نيمو يواجه العالم اروناكس الذى بدأت تربطه علاقة ودودة خاصة أن نيموقرأ له الكثير من أعماله العلمية التى اعجب بها لكن اروناكس لا يشاطره افكاره عن البشر بانهم أشرار، ومع ذلك فهو يفضل أن يعيش في هذه الغواصة، لكن البحار لا يميل إلى البقاء في المكان، فهو بحار مخلوق من، أجل الحرية والانطلاق، ليس للحبس داخل غواصة بقية حياته.وسط هذه العلاقات، بين أربعة اشخاص، تدورأحداث الفيلم، وهناك سمة مشتركة في كل من فيرن وفليتشر في أنهما لا يركزان هنا كثيراً على العلاقات الانسانية بقدر الاهتمام بالحدث. ولذا فإن الفيلم قد أهتم بعالم البحار، والصراع مع ساكنيه أو التأقلم فيه. وقد تعهد المخرج الا يصور الصراع بين جماعة نيمو وبين الحيتان، بالرغم من الصراع بين البشر والحيتان. قد صورتها السينما في هذه الفترة في فيلم *الاشقاء الشجعان* .. وصور هاجون هيستون بعد ذلك في *موبى ديك*.. الا انه غير ذلك فإن الفيلم التزم بالكثير من حوادث الرواية. وأن كان قد أعطى الكثير من الاهتمام لشخصية لاند التى جسدها كيرك دوجلاس.والمتتبع لاعمال جول فيرن من خلال، *عشرون الف فرسخ تحت البحار* يرى أن المؤلف يمكن أن يطلق على عمله *حول العالم تحت البحار* كما يمكن تسمية أعماله الأخرى إلى *حول العالم تحت الأرض*..، *حول العالم في الفضاء*.. أو * حول العالم من خلال منضاد* .. ففي *عشرون فرسخ تحت البحار* نرى رحلة علمية، تقوم بها الغواصة تحت البحار. حيث تنتقل من المحيط الاطلنطى إلى الباسفيك، إلى قطعة من الأرض يسكنها قوم متوحشون. ثم تحت البحر الأحمر، ثم إلى مكان في المحيط الهندى، حيث أكتشفوا الاطلنطيند القارة المفقودة، ومنها إلى القطب الجنوبى، وهناك يقول اروناكس أن العمل تحت الماء البارد يحتمل في سبيل العلم فقط. ومن هناك إلى رأس الرجاء الصالح فالعودة إلى الاطلنطى من جديد، انها الرحلة نفسها التى قام بها فيلياس فوج فوق المياه، اما كابتن نيمو فانه قام بهذه الرحلة أسفلها. وقد ركز مخرج الفيلم أكثر على عالم البحار وعلى الصراع الذى خلفه لاند محاولة الهروب من ذلك السجن، وقد حاول فليتشر أن يلخص الكثير من فصول الرواية وكان في استطاعته الاطالة، مثلما فعل المخرج أندرسون مع فيلياس فوج في رحلة أستغرقت وقتها تسعة وسبعين يوماً في فيلم *حول العلم في 80 يوم* وعلى كل فالالتزام بالفكرة العامة بالرواية وليس بها كلها. سمة عامة للافلام المأخوذة عن الأدب، أذ أنها لو التزمت بالرواية الكاملة، لحدث مثلما رأينا في التجربة السوفيتية لتحويل *الحرب والسلام* إلى أربعة أفلام طويلة.من الناحية العلمية، فإن التنبوء العلمى الذى اخترعه المؤلف في هذا العمل، وصورته السينما تتمثل في ابتكار الغواصة قبل أن تتواجد في الواقع، ومحاولة اعتماد الانسان على ان يدبر طعامه من البحر، وأيضاً موضوع الطاقة الالية التى تتولد ذاتياً بقوة دفع خاصة، وهى المعروفة اليوم باسم الطاقة النووية، فهناك الكثير من الغواصات الحربية، تعمل الآن بهذا النوع من الطاقة.شبح فرانكنشتاين (1958)The fantom of freinhstienملأت شخصيتها فرانكنشتاين ودراكيولا شاشات القرن العشرين بمئات من الأفلام، وذلك باعتبارها من افلام الرعب، الا ان فرانكنشتاين هو اقرب الشخصيتين الى نوع التخيل العلمى بينما دراكيولا هو شبح قابع في الظلام، فرانكنشتاين هو عن مخلوق حي تم تكوينه من اشلاء آدمية جمعها طبيب من جثث متعددة ليكون نموذجاً للقوة، والعلمالباروم فرانكنشتاين هو، عالم اوصى أحد القتلة المأجورين أن ياتيه بشخص حديث الموت، فقام القاتل بالتخلص من فتاة بريئة واتى بها اليه، جيث اعطاه اجرة ثم بدأ الطبيب في اجراء أول عملية زرع قلب في التاريخ الحديث، حيث بدأ زرع قلب الفتاة الميتة الذى توقف نبضه منذ قليل ووضع صماماته في بعض من الاكسجين، وبدأ القلب الميت في النبض قليلاً قليلاً.تقوم الشرطة بالهجوم على المنزل فيهرب فرانكنشتاين ومعه مساعده هاتس، وتقلهم العربة الى مسقط رأس الغريب، وهو المكان الذى لم يكن يود الرجوع اليه الا إذا اضطرته الظروف، ولولا ان المكان هو ماجأه الوحيد ما عاد اليه.كان قصر البارون فرانكنشتاين يقع في أطراف المدينة ذلك القصر الذى كان مسرحاً لتجربة أجراها عالم. لقد قام بتجميع مخلوق جديد لم يخلقه، إنما قام بتجميعه وتصنيعه من جثامين بشر ماتوا من قبل لقد تمكن فرانكنشتاين من ان يدفع الحياة الى دماء مخلوقه البشع، وكم كانت فرصه له ، وانه انسانه الميت قد بعث حيا وبعد عدة ايام بدأ يتحول، وبعد أايم اخرى بدأت قدماه تدقان فوق الأرض وبدأ يأكل، وكان وحشاً عملاقاً، في امكانه ان يقتل اكثر من شخص من خلال قوته الفولاذية.عندما قام بعض الافراد بمشاكسة ومضايقة المخلوق المشوه، لم يتوان ان يقتلهم، الا ان الشرطة طاردت هذا المسخ ثم القت به بين الجليد، ذلك هو ما تذكره البارون فرانكنشتاين حينما عاد الى قصره، ثم راح يتجول في جوانب قصره الضخم، والذى صار الآن خرابا لقد سرق ابناء البلد الكثير مما كان فيه حيث استولى العمدة على الأجهزة وامتدت ايدى ابناء القرية الى بقية ما هو ثمين حتى صار القصر خاوياً، بعد أن تم طرد فرانكنشتاين، وقتل مسخه المتوحش.بدأ الطبيب في البحث عن مسخه القديم، وعثر على جثمانه بين الجليد، انه لا يزال متكاملا، فأرع بنقله مع مساعده الى القصر من أجل ان يعيده الى الحياة ، وجهز الطبيب كل شئ، بدأ المسخ في المطاردة ، وأسرع فرانكنشتاين الى منزل المنوم المغناطيسى، وتحت التهديد حكى له قصه المسخ، وجاء المنوم، وبدأ يتلاعب بالعقل الباطن للمسخ، حتى بدأ يتمثل لأوامره، ويتحرك تحت تأثيرها وعليه فان المنوم عاش مع سكان القصر، وغدا احد ابنائة الاربعه، البارون، والمسخ، وهانس، والمنوم الذى تنامى في احساسه بالجشع والجنون لذا فان المسخ يذهب الى بيت العمدة، ويقتله، ويسرق امواله، ثم يعود اليه ويقوم المسخ بقتل العمدة بطريقة بشعة، ويسرق الأموال، ثم يعود ، وتتكرر الجرائم، إلى أن يعلم البارون بالأمر فيثور، يدخل في صراع مع المنوم ويقتله، مما يصيب المسخ شئ من الجنون، فبدأ في تحطيم كل ما أمامه، خاصة الاله التى صنعته، واندلع الحريق في الدار، ويخوض البارون قلب الحريق لينقذ مخلوقه، انه رجل وفي، لكن الحريق يلتهم المكان والأشخاصهذه الرواية التى كتبتها مارى شيلي عام 1823 تحولت الى عشرات الأفلام، ويمكن اعتبارها من أولى ارهاصات التخيل العلمىرحلة إلى منتصف الأرض (1960)Journey to the centre of the earthفي عام 1960 قدمت السينما الأمريكية هذا الفيلم عن رواية بالعنوان نفسه عن رواية لجول فيرن.كان *البروفيسور* هو أحد الحالمين بالقيام بمغامرة جنوبية، لم يقم بها أحد في العالم من قبل، فهو يعرف أن العديد من العلماء فكروا في السفر إلى الفضاء، و إلى أعمق البحاؤ و فوق سطح الأرض، وفي الجو، لكن أحداً لم يجرب الرحلة إلى باطن الأرض..ومن وقت لآخر، كان البروفيسور يتحدث مع ابن أخيه الشاب المغامر * اكسيل* عن امكانية القيام بهذه الرحلة ..فعندما سأله *اكسيل* عن مدى الصعوبات التى يمكن ان يواجهها المسافر إلى باطن الأرض لأن درجة الحرارة هناك عالية ، رد:تعرف أننى أستاذ في علم الجولوجيا وقد توصلت أن باطن الأرض ليس ساخناً أو ملتهباً مثلما يعتقد البعض. ولو كان ساخناً لانفجرت الكرة الأرضية تماماً..لم يكن البروفيسور من الاشخاص الذين يتركون للمصادفات أن تلعب دوراً في حياتهم. وبدأ يعد عدته للنزول إلى باطن الأرض. كان الشئ الوحيد الباقى هو أن يقنع إبن أخيه *اكسل* أن يسافر معه. وبدا *اكسيل* متردداً. فمثل هذه الرحلة مليئة بالاخطار..وقد لاحظت *جروين * الفتاة الجميلة التى خطبها * اكسيل* مدى الشرود الذى أصاب خطيبها في الفترة الأخيرة ..كان * البروفيسور* هو أكثر الناس سعادة بقرار *جروين* فها هى تدفع *اكسيل* أن يذهب معه. وقد وافق والدا الفتاة أن تذهب مع خطيبها وعمه إلى أطراف العالم رغم أنهما كانا يثقان أن *البروفيسور* لا يمكن أن ينزل إلى باطن الارض..وبدأت الاستعدادات للقيام بالرحلة. وبعد عدة أيام كانت الباخرة ترحل بالثلاثة من المانيا إلى ايسلندا .. وطوال أيام كان *البروفيسور* يستعد للسفر إلى البركان في أقصى الشمال وأخذ يبحث عن دليل يمكنه أن يذهب معه، إلى قمة البركان..وبدأت الرحلة إلى البركان البعيد.. وكانت رحلة شاقة خاصة على الفتاة *جروين*، لكنها ودت أن تتماسك ..قررت أن أكون معكم في نهاية الرحلة.وبعد يومين تمكنت البعثة من الوصول إلى قمة الجبل البركانى، وصاحت *جروين* وهى تشعر بالسعادة ..إنه أجمل ما شاهدت في حياتى..كانت الجبال الصغيرة تمتد أسفل قمة البركان تملأ العيون. والصمت الرهيب يسيطر على المكان، وكل شئ مغطى بالجليد الابيض..يجب أن يربط كل منا نفسه بحبل قوى. كى نستعد للنزول..وكانت العملية صعبة. فالهبوط من أعلى الفوهة إلى أعماق البركان أمر صعب، فليس هناك ضوء بالمرة..كان على الاربعة النزول من فوهة البركان إلى أسفل، ولأن المكان، فقد أحس الاربعة بكثير من الخوف . وبدأ الجميع النزول الواحد وراء الاخر. فربطوا الحبل في قمة الفوهة . ولأن *هانز* رجل مدرب على مثل هذه الاعمال، فلم يكن الامر صعباً كثيراً بالنسبة له..وجاء دور النزول لــ*اكسيل* وتماسك الشاب وبدأ ينزل . وكان من حسن الحظ أن صخور جوف البركان مدببة بحيث يمكنه أن يسند قدميه كلما نزل. ومن وقت لاخر كان صوت *هانز* يأتى من أسفل..هيا .. لقد اقتربت..كان النزول شاقاً للغاية في البداية. ولكن بعد العديد من المرات أصبح أمراً سهلاً، بل لقد بدأ بعضهم يطلق تعليقات ظريفة، وكأنه يتزحلق فوق الجليد..عندما استيقظ المغامرون الاربعة في اليوم التالى، بدأ *البروفيسور* يراجع أجهزاته لقياس الحرارة والضغط الجوى ، وقال:كان أبرز ما لاحظوه أن البركان ليس ساخناً مثلما تخوف *اكسيل* فيما قبل، وقال البروفيسور أنهم يجب أن يتناولوا كميات كبيرة من الطعام، لأن امامهم رحلة شاقة من أجل النزول في الاعماق الحقيقية لباطن الارض..كان *البروفيسور* يعرف أنه كلما هبط الانسان مسافة مائة قدم في أعماق الأرض. فان درجة الحرارة تزداد بنسبة درجة واحدة. على هذا الأساس يقوم بحساب المسافات التى ينزلونها في الأعماق..واصل المغامرون مسيرتهم يومين آخرين. وبدأت المياه تقل بشكل ملحوظ، وأحسوا باليأس، إلا أن *البروفيسور* بدأ متحمساً وقال:- اسمعوا .. لست ممن ييئسون.. تعلمت من التاريخ أن اليائسين يفشلون.. وتسرب الاصرار بدوره إلى كل الباقين.وتقدم الاربعة في الممرات، ثم انحدروا أسفل إلى باطن الارض. ولأول مرة تسرب اليأس إلى قلوبهم، وأحس *اكسيل* بالهذيان، أما الدليل *هانز* فقد اختفي فجأة..ولقى كل منهم بأحماله وأسرعوا خلف *هانز* وساروا في ممر ضيق، واكتشفوا نهراً جوفياً فراحوا يشكرون الله على نجاتهم.علينا التأكد أنها مياه صالحة للشرب..ورغم أن المياه كانت ساخنة، فإن طعمها كان أشهى تذوقوه في حياتهم..لم يعرف الرجال أن *جروين* ضلت طريقها ووجدت نفسها فجأة، تسير في أحد الممرات متصورة أن الاخرين يمشون معها. وعندما عادت إلى الطريق الذى بدأته اكتشفت أنها تاهت.. في تلك الفترة كان الرجال الثلاثة يبحثون عن الفتاة، وكان *اكسيل* أكثرهم خوفاً على خطيبته.وقال العم يحاول أن يهدئ من روع *اكسيل* :- لاتخف. نحن في باطن الارض، وحتماً سنلتقى، وأخذ *هانز* يضرب الجدران بمطرقة ثقيلة. وكانت فكرة ممتازة، حيث سرعان ما تسرب الصوت عبر جدران الممرات، ووصل إلى الفتاة حيث تنام..وفجأة، تيقظت جروين، وأخذت تصرخ.اكسيل، اكسيل..فجأة، وبينما تتحرك الفتاة إلى جوار الحوائط شاهدت عموداً طويلاً من الذهب. فأسرعت والتقطته وأخذت تطرق به على الحائط . وعلى الفور راح صدى الطرق يتسرب عبر الحوائط، حتى تمكن *هانز* من سماعه فصاح :- إنها هناك..وأسرع *اكسيل* نحوها يلتقطها قبل أن تسقط، فقد كانت أكثر قرباً منه..بينما انشغل *هانز* بالعمود الذهبى الذى بين يديها وصاح:- يا إلهى . أنه ذهب . من أين أتيت به..؟هنا ضحك *البروفيسور* وقال: هل رأيت يا صديقى أن الحياة أغلى من الذهب..؟وأمسك *هانز* العمود الذهبى بين يديه.. ثم أحس بفائدته أكثر من قيمته المالية، فألقاه أرضاً، بينما غرقت الفتاة في نوم عميق..بعد أن استراحت الفتاة راحت بعثة المغامرين الأربعة تفكر فيما يمكن أن تكون عليه الخطوة القادمة، فقد استطاع *البروفيسور* أن يحدد المسافة التى قطعوها في باطن الأرض. وفكر في أن يقوم بجولة حول العالم تحت باطن الأرض..راحوا يندفعون داخل البحر العميقوبدأت الرياح تدفع المركب. كى يكتشفوا ما لم تره أى عين بشرية من قبل..بدأت الرحلة فوق اليابسة.. وكان *البروفيسور* يتبع أجهزته بدقة. وتوغل الأربعة داخل غابة كثيفة ، وفجأة صرخت الفتاة:- يا إلهى .. هناك شئ أشبه بالفيل!!واختبأ الأربعة خلف الأشجار، وهم يسمعون أقدام حيوان ضخم يدوس الأشجار، هنا همس *البروفيسور* قائلا:- إنه ليس فيل.. بل هو حيوان *الماموث* وهو أشبه بالفيل ولكن بدون زلومة.. وقد انقرض منذ ملايين السنوات من فوق الأرض .وطالت الرحلة .. وامتدت أياماً وأسابيع أخرى.. ووصلوا في النهاية إلى قاعدة بركان وكانت المشكلة هى كيفية الصعود إلى قمة البركان.صاح *البروفيسور*، كالعادة وكأنه وجد الحل:- ألسنا في قاع بركان. إذن فلم لا نستغل الغازات الخفيفة المنبعثة داخله كى نصنع بألوناً يدفعنا خارج فتحة البركان ..وبدأت الفتاة في صناعة بالون ضخم من الأقمشة التى كانوا يحملون فيها حاجاتهم.. وعندما انتهت الفتاة من حياكة أقمشة البالون كان *اكسيل* و *البروفيسور* قد صنعا قاعدة البالون وراحوا يركبون فيها.. وكانت المشكلة هى كيفية ملء البالون بالغازات الخفيفة.. وراح *البروفيسور* يعمل رأسه كى يستطيع توصيل فوهة البالون بإحدى الفوهات التى ينفذ منها الغاز.. وبالفعل نجح أخيراً في ذلك ..ولم يكن الصعود بالأمر السهل.. فلو اصطدم البالون بالصخور فسوف يتمزق، وسيقعون من أعلى وتتحطم أجسادهم. ولكن الحظ كان حليفهم، فقد دفعت الغازات البركانية البالون بكل قوة. وراحت تنفذ به من فوهة البركان، واقتربت الفوهة شيئاً فشيئاً ..ولأول مرة منذ عدة شهور شاهد الأربعة السماء الزراقء. والجبال الأرضية، وراح البالون يحلق بهم فوق جبال إيطاليا الجليدية، وراحت الفتاة تستنشق الهواء ملء صدرها.. أما *البروفيسور* فكان أسعد البشر.فهرنهايت 451 (1966)Fehrenhiet 451:تنوعت أفكار أفلام التخيل العلمى إلى شتى الموضوعات التى يمكن للانسان أن يقدح فيها خياله، ومنها موضوع نمو الوعى الثقافي لدى الشعوب، أيا كانت مكانتها بالحضارة المعاصرة..ترى هل يموت الفكر.. هل يموت أرسطو وسارتر وديكنز .. هل ماتوا أم هم من الخالدين مع البشرية .. إن هذه البلدة الغريبة ترى أن الكتب تجلب التعاسة على الناس فطالما أن الانسان يفكر في ذاته فهو يعيش، وكذا نرى أن حياة أهلها سطحية رغم التقدم العلمى الهائل الذى تعيش فيه.انهم يحاربون الثقافة والكتب بوجه عام فلو وجد أى كتاب مع اى انسان تعتبر جريمة لا تغتفر .. ولذا فقد ظهرت علوم جديدة اسمها *البحث عن الكتابة في مدرسة المطافي* .. كان مونتاج أحد هؤلاء الرجال .. كان يتحرك وسط الخيالات .. ويرتدى ملابس الحريق لاشعال الكتب المضبوطة بحرارة 451 فهرنهايت ولذا نرى أن حياته سطحية إلى حد بعيد .. فهو حينما يعود من عمله يجد زوجته ليسا مشغولة بالبرامج التليفزيونية السطحية عن زوجها .. فيعيش مونتاج داخل عالم غريب مشوش.لذلك كانت مهمة كلاريس سهلة ان تجتذبه اليها .. فعندما تعرفت عليه في القطار ابلغته انها جارة وسارت معه إلى منزلها كان لا يجد رداً مقنعاً عن سبب حرق الكتب سوى انها مفسدة للعقل .. لذا، فانها سرعان ما ستحوله إلى ناحيتها، لقد التقت معه كلاريس اكثر من مرة أحس خلالها بمدى عمق، نقائها وهدوءها ورزانتها .. ولذلك لم يترافي؟؟ في أن يعود يوماً إلى منزله وقد اخفي معه كتاب * دافيد كوبر فيلد* ثم أخذ يقراءه..في المساء بعد أن نامت زوجته أخرج الكتاب وأخذ يردد عباراته التى ما لبث أن ملكت به شقا في عقله فأخذ يقرأ بصوت مسموعأثر هذا الحادث على مونتاج أشد التأثير فنراه في اليوم التالى غير مهتم لحرق الكتب بالحماس نفسه الذى كان لديه من قبل وعندما عاد إلى منزله يثور على زوجته وزميلتها وهم يشاهدون هذه البرامج السخيفة السطحية فيقرأ عليهم احدى فقرات الكتاب الذى بين يديه حتى استولى على كل واحدة احساس غريب واخذت الصديقات في البكاء ثم تركن المنزل وسط غضب زوجته ليندا التى ترى ان الكتب مفسده للاخلاق والعقل.كانت علاقة مونتاج بكلاريس تزداد يوما وراء يوم .. أما علاقته بزوجته فكانت تنفصل أكثر وأكثر وبدأن علاقته بأحد زملائه نابيان تأخذ الشكل العدائى من جانب الزميل حتى يرا، هذا الاخير وهو يخفي كتاباً فينتظر الفرصة لأن يشى به.كان الحادث الذى أثر أكثر في مونتاج عندما أبلغ عنه أحدهم عن وجود الكتب في بيت كلاريس.. وعندما دخلت شرطة المطافي منزلها وجدت صديقتها العجوز التى أصرت الا تخرج من وسط الكتب الكثيرة عند حرقها .. وماتت شهيدة وسط صفحات الكتب وتوالت الحوادث ، اختفت كلاريس لأنه مطلوب البحث عنها لوجود كتب بمنزلها ، وابلغت ليندا عن زوجها، وفي الحملة التفتشية التى قاموا بها على منزله، أمر رئيس الشرطة مونتاج أن يحرق الكتب بنفسهيسلط مونتاج النيران على رئيسة حتى يرديه قتيلا، ثم يهرب وتتعقبه مطاردات كثيرة بالطائرات والسياراتلم يجد مونتاج شيئا أمامه الا أن يذهب إلى حيث أشارت عليه كلاريس أن يذهب .. كان هناك الكثيرون من الهاربين من العدالة بتهمة اقتناء الكتب يصل مونتاج إلى عالم حدثته كلاريس عنه، أنها مدينة الكتب الحية يستقبله احدهم دوهنرى ؟؟ ويقول له انهم كانوا في انتظاره .. ويريه عن طريق التليفزيون كيف ضللوا الجماهير بفيلم مزيف عن انتحاره ومصرعه ويعرف مونتاج ان عالمه الجديد اصبح هؤلاء الناس هذا هو ارسطو او كتاب الجمهورية لافلاطون والآخر الامير لميكافيللى .. ثم * أليس في بلاد العجائب* كان كل رجل منهم يعتبر مكتبة متنقلة أو كتابا حيا فهو يحفظ الكتاب عن ظهر قلب يتعرف عليه الاخرون ولذا يعتبر كلا منهم كتابا بمفرده..اما هذا العجوز الذى على وشك الموت ، فقد كان يرى انه سيمت معه الكتاب الذى يحفظه في ذاته ولذا أخذ يتلوه على حفيده حتى حفظه، وعندما مات لم يكن هناك اى حزن من موت الكتاباحس مونتاج بان هذا العالم الجديد حيث كلاريس واناس الكتب هو عالمه الوحيد وأخذ في اختيار أحد الكتب ليحفظها وينقم في عالم الكتب ..، أنه العالم الذى تجد وفي الكثير من الكتب حول التخيل العلمى، حيث أن راى بواد بورى، ومن بعده المخرج الفرنسى فرانسوا تريفو قد صنفا موضوعا اساسيا وجذابا في عالم التخيل المستقبلى.رحلة العجائب (1966) Fantastic voyage:نجح الكتاب غير التقليدين في عالم التخيل العلمى أن يخرجوا من الموضوعات المألوفة، مثل غزو الفضاء، أو الرحيل إلى أعماق البحار والأرض، لعمل قصص وروايات بالغة الطرافة مثلما فعل الكاتب اسحاق أزيموف في *رحلة العجائب* التى تحولت إلى فيلم أخرجه رتشارد فليشر عام 1966، بخاصية الثلاثية الابعاد حيث أن الرحلة هنا ليست في مكان مألوف، بل في داخل جسم الانسان، الذى هو أكبر لغز بشرى حتى الآن، حيث لم يستطيع أحد أن يسبر غوره..أنه موضوع طريف يعتبر ثانى فكرة بارزة، بالغة الاهمية، بعد الرحيل عبر الزمن الذى أبتكره ويلز، فهذه رحلة في داخل الكائن الحى خاصة الانسان، وبشكل أكثر تحديداً في جسم عالم يحتفظ عقله بالكثير من الاسرار .كان المطار محوطاً بفرقة مدرعة من الشرطة حينما نزل منها العالم الاشهر واستقبله أحد الاوفياء، *ستيفن بويد* ثم اقلوا سيارة في حراسة من الشرطة.. لأن معه أسرار مهمة في العلوم و الاسلحة الذرية.. الا أن كل هذا لم ينفع يشئ.. فقد انطلقت سيارة من أحد الطرق واصطدمت بالسيارة التى تقل العالم.وأسرع العلماء بنقل العالم إلى أكبر مستشفيات أمريكا .. انه لم يمت بعد.. ولعله لن يموت.. ولكنهم بالفحص وجدوا الرجل قد فقد الذاكرة.. وأن هناك حبلاً عصبياً قد حدث به ارتجاج في الرأس ..وكانت عقدة .. الا ان العلم استطاع ان يحلها .. وكانت المغامرة جريئة.. حيث تم اختيار خمسة من الاطباء بينهم فتاة راشدة .. وكانوا اشد ما يخافون منه، ان يشعر الخصوم بالعملية الكبرى التى ستتم، أقتصر الأمر على أن يركب الخمسة غواصة غريبة الشكل.. ثم يسلط عليهم نوع من الاشعاعات.. فيبدأ حجم السفينة يقل شيئاً فشيئاً حتى أصبح في حجم الدبوس ثم وضعت في حقنة.. ونقلت إلى جسم المريض.تنزل الكبسولة إلى الجسم .. تمر في تيار الدم .. تندفع وتسير في مجرى الدم وفي الشرايين كأننا تحت سطح البحر.. ولكن المنظر أبدع إذ أن هناك كرات دموية حمراء وبيضاء .. والاجسام الاخرى الموجودة في الدم.. عالم ساحر .. فريد !ويندهش الاطباء الخمسة لهذه الحياة التى تعيش داخل الانسان ولم يشاهدها انسان منا .. أو أى انسان من قبلوبعد هذا المنظر الذى ادهش الاطباء الخمس عاد كل منهم إلى قواعده في الكبسولة .. هذا وإن رئيس الاطباء قد لاحظ أن بداية المهمة العملية، شهدت عطلاً قد حدث في السلاح الذى سيذيبون به الانسجة المريضة ففهم أن هناك من بين من يحاول أن ينسه الرحلة .. لكنه لم يحدد بالضبط من وراء ذلك .. وبعد قليل تناسى الامر تماماً، حيث ترحل السفينة وتمر بين أنسجة الرئة وتسير بين عضلات القلب وبين الخلايا والانسجة.. فيحدث بالسفينة عطب .. ويحدث الانفصال بين القاعدة خارج الجسم وبين السفينة .. فتبدأ الكبسولة تسير تحت قيادة المجموعة في طريقها إلى المخ .. قابلهم في الطريق الانسداد فنزلوا يفتحوا لانفسهم طريقاً .. الا أن أحدهم يسقط في هاوية كبيرة يحاولون البحث عنه .. ويدرك أن هناك انساناً قد كان وراء هذا الا انه ظل متعلقاً بالسفينة.. ثم بدأ نجدته بحبل الانقاذ..وفي وقت أخر.. تبقى الفتاة المنقذة خارج السفينة.. ويقبل عليها العديد من كرات الدم.. تقاومها في مهاجمة الاجسام القريبة من الجسم.. الا انهم ينقذونها بصعوبة.ويلاحظ أن هناك بالفعل فيروسا يحاول أن يفسد المهمة العلمية.. وحين يخرجون بهدف اذابة الخلايا .. تقترب السفينة مسرعة نحوهم بهدف قتلهم.. ولكن الباقين يشعرون بالخطر. فياهجمونها، وتعطب السفينة ويحدث عطل بداخلها .ويتم اصلاح العطب .. وها هو الوقت قد حان كى تنتهى عملية التصغير اذ لا شك ان في هذا كارثة سوف يعودون إلى أحجامهم العادية ويحدث مالا يحمد عقباه، وكان أول شئ فكروا فيه.. أن يسلكوا الطريق إلى العيون بهدف الخروج منها ..ويخرجون .. ويلتقطهم أحد الاطباء على شريحة صغيرة في المهمة العلمية ثم يضعهم ويعودون إلى حجمهم الطبيعى وسط ثمانى زملائهمكوكب القرود (1968) The planet of apes :ترى، هل يمكن للالمام التام بكل ما يتعلق بفيلم ما أن يفسد المشاهده ؟سؤال يطرح نفسه حين مشاهدة فيلم من طراز * كوكب القرود* أخراج تيم بيرتون 2001، الذى مهدت شركة الانتاج فوكس لمشاهدته قبل عرضه بعامين، وربما اكثر . منذ ان أحتفلت نفس الشركة في عام 1998 بمناسبة مرور ثلاثين عاما على إنتاج فيلم *كوكب القرود* أخراج فرانكلين شافنرعام 1968.هذا الفيلم مأخوذ بدوره عن رواية فرنسية منشورة عام 1962 للكاتب بيير بول، وهى رواية بالغة الأهمية. من بين الروايات التحذيرية العديدة التى حذرت من اندلاع الحرب العالمية الثالثة بأنها سوف تفرز عن ظهور عصر جديد، هو عصر سيادة القردة، وتحول البشر إلى عبيد لهذه القردة، وتدور الرواية في المستقبل حول رحيل فريق من العلماء الى كوكب القرود يكتشفون أن سكان هذا الكوكب من القردة، وعندما يهرب الراوية إلى الأرض، وينزل شوارع باريس، يكتشف أن رجال الشرطة أيضا قردة، وأن هؤلاء سيطروا على الأرض وصاروا سادتها..وعندما قامت السينما الأمريكية بإنتاج هذه الرواية كان لابد من أمركة احداثها، وقدم شافنر عملاً راقياً، ملئ بالفكر والترقب وحسبت له النهاية المدهشة حيث يفاجأ تايلور بأنه قد هبط فوق الأرض بعد إنفجارها عقب الحرب العالمية الثالثة، وأن تمثال الحرية قد أنكسر وارتمى فوق رمال الشاطئ، فأخذ يصرخ بكل عنف :لقد دمرتموها .. دمرتموها أيها المجانين.وتبعا لنجاح هذا الفيلم، قامت نفس الشركة بإنتاج أربعة أفلام أخرى كانت أقل مستوى من فيلم شافنر وهى *خفايا كوكب القرود* 1970، و *الهروب من كوكب القرود* 1971، و*ثورة كوكب القرود* 1972، ثم * معركة كوكب القرود* 1974، وتوقفت السلسلة، ثم تحولت إلى مسلسل تليفزيونى لم يعرض في مصر. وفي عام 2011 تمت إعادة إنتاج *معركة كوكب القرود* إلى فيلم متميز باسم * سطوع كوكب القرود* ورغم ذلك، فان النهاية المفاجأة التى صدمنا بها شافنر تعد واحدة من أروع النهايات السينمائية على الإطلاق، مما يجعل المرء يفكر قبل مشاهدة عمل جديد مأخوذ عن الرواية، مطروحاً بسؤال : هل كان يمكن لتيم برتون أن يصنع فيلما له نفس القيمة .. ورغم الفارق الهائل بين على من فكر بيرتون وشافنر، فإن الأول معروف بتقنياته المتقدمة، ولذا لابد للنظر للتجربة الجديدة بالمزيد من الاهتمام، لأن بيرتون قدم أفلاماً بالغة الأهمية منها *الرعب النائم* وأيضا فيلم التخيل العلمى *هجوم المريخ*، وسوف نرى تأثره الواضح بفيلمه الأول في فيلمه الجديد، خاصة ما يخص بالأجواء الليلية وديكوراتها الأقرب إلى لوحات مليئة بالغرابة والظلمة .لاشك أن بيرتون لم يشأ أن يقدم اعادة واضحة للفيلم القديم. ابتداء من مكياج الوجوه، وسيطرة أجواء الليل على أحداث الفيلم، والاهتمام بالديكور المعقد، بالاضافة إلى حبكة القصة وتغيير اسماء الابطال ومحاولة معالجة الرواية نفسها بما يراه هو، والمعروف ان بيرتون يقوم عادة بإضافة الكثير من الأجواء، والتفاصيل التى يحبها على أفلامه خاصة المأخوذ منها عن روايات ومنها *الرعب النائم*الفيلم هنا يبدأ في سفينة فضاء مثلما حدث في الفيلم الأول، والرحلة تبدأ عام 2029، وليس عام 2001 كما تخيل شافنر، والسفينة هنا ضخمة من طراز السفن الفضائية التى رأيناها في فيلم *2001 أوديسا الفضاء* و *غريب من الفضاء* أى انها بمثابة مدينة فضائية يمكنها أن تظل في الفضاء لسنوات طويلة مع ركابها، والسفينتان هنا للابحاث، وفي فيلم شافنر، نرى افراد الطاقم ينامون في سبات طويل قدره ألف سنة، كأنهم أهل الكهف، أما في سفينة بيرتون، فإن هناك أبحاثاً حول *سلوك القردة في الفضاء* وهناك قرد نقلت به مركبة فضاء الى منطقة خطرة فيسرع صديقه رجل الفضاء ليو بمحاولة استعادته، ويخرج عن قواعد السفينة وينطلق بمركبته وراء القرد لينقذه، كما يسقط في كوكب غريب، وتغرق سفينته في بحيرة، ويفاجأ أنه مساعد مع مجموعة من البشر من قبل مجموعة من القردة الأذكياء، يدفعوهم وهم يركبون الجياد، ويذهبون بهم إلى مدينة تحكمها القردةالأجواء المتشابهة بين الفيلمين والرواية، هى سقوط رجل الفضاء في كوكب غامض، تحكمه القردة الذكية، وأن البشر في هذا الكوكب يعانون أنهم يعيشون كعبيد للقردة، وهناك بعض التفاصيل المختلفة، مثل أن سبب تخلف البشر هو اجراء عمليات تربنه في المخ للانسان حتى يكف عن التفكير، ولذا فان زعيم القردة زيوس في الفيلم الأول ينزعج جداً من وجود إنسان زكى هو تايلور، وهذا الأمر غير موجود في فيلم بيرتون، فالانسان هنا مطحون، لكنه لم يفتقد ذكائه بعد.وفي الأعمال الثلاثة، الرواية والفيلمين، فإن القردة تعيش في تخلف حضارى، ولم تسع إلى تشكيل تقنيات جديدة، وتؤثر أن تعيش في حياة بدائية، ربما تخوفا من نتائج التقنيات البشعة بمحاولة لاعادة تدمير الأرض، كما أن هناك من القردة من يتعاطف مع ما يسمى لديهم، ولدينا أيضا، بحقوق الإنسان، وفي فيلم شافنر هناك باحثان من القردة في شئون الإنسان وهما خطيبان يسعيان لإثبات أن الإنسان يمكن أن يكون ذكيا وأن يتكلم مثل القردةأما في فيلم *بيرتون* فإن القردة آرى تغرم بالإنسان من أول نظرة، وتشتهيه رغم أنها مخطوبة إلى ثاد أحد زعماء القردة والذى يمثل العنصر الشرير في الفيلم، وتحاول أن تقرب الإنسان اليها، فتقوم بشرائه وتذهب به إلى بيتها، حيث أن أباها هو المحافظ، الذى رباها على الحرية والقيم.وهناك في الأعمال الثلاثة مناقشات حول علاقة الإنسان بالكون، ففي فيلم شافنر فإن مجرد الحديث عن حضارة أخرى غير حضارة القردة يعد من أمور الهرطقة التى تقابل بالعنف الشديد والاحكام الصارمة، ويصر تايلور على ان ينقل افكاره الى مجلس شورى القردة وهذا المجلس غير موجود في الفيلم، بل يوجد طاغية من طراز ثاد، مهمته تدمير نوايا ليو وقتله، والتخلص من كل شئ يدل على أن هناك حضارة للبشر، ابتداء من المركبة الغارقة في البحيرة، وانتهاء بالسفينة الموجودة في الكهف.أما في فيلمبيرتون، فقد أشار الى ان القردة صنعوا لأنفسهم عقيدتهم، وجعلوا من القرد الأكبر الذى كان السبب في تأسيس كوكب القرود شخصاً يحمل أسم sesus على وزن jesus ، وراحت القردة تخاطب هذه الاله، بنفس التعبيرات المسيحية المعروفة في الانجيل، وبدت السخرية واضحة من أن القردة قد تحولت إلى معبود في الفيلم .لكن الاختلاف الواضح في فيلم بيرتون، ان المخرج وضع فيه كافة خبراته السابقة في اخراج افلام العنف، فهو الذى جعل من أغلب افلامه السابقة ساحة للعنف والمواجهة ابتداء من *الرجل الوطواط* الأول ، وامتلأ فيلمه *الرعب النائم* بالدم والخرافيات، لذا فان أغلب احداث الفيلم الجديد تقوم على معارك دامية بين الجيوش، جيوش القردة التى تزحف فوق الأرض، وتستقر، ثم فجأة تنهار عندما ينفجر مخزن الوقود للسفينة الفضائية التى حطت فوق الكوكبكما ان المعركة القردية التى تدور بين ثاد وليو تبدو بالغة الشراسة مما يعكس الفارق الهائل بين ايقاع افلام نهاية الستينيات وبداية العقد الأول في القرن الواحد والعشرون، وهو الأسلوب الذى رأيناه في فيلم *سطوع كوكب القرود*، وهناك تفصيلات عديدة نتجت عن هذا، حاول فيها المخرج بيرتون إثارة الدهشة وايجاد تفسيرات لتكوين كوكب القرود، فبعد أن خرج ليو من سفينة الفضاء بحثا عن قردة ، ثارت القردة، وراحت تخرب المعامل في السفينة، وجنحت القردة إلى كوكب غريب، وصنعت كوكباً من القردة التى تمردت على الإنسان، وذلك تحت قيادة سيسوس ...وكأنما الفيلم هنا يشير مثلما حدث في الرواية، أن هناك كوكب تؤام للأرض به قردة تحكم البشر وأن الأرض أيضا يحكمها البشر، وقد حول الفيلمان، خاصة فيلم بيرتون، شخصية الفتاة التى تحب رجل الفضاء إلى شخصية هامشية، مجرد فتاة جميلة، في مقابل القردة العاشقة ، أما في الرواية، فإن القردة الباحثين، قد أقاموا الابحاث على رجل الفضاء، بأن وضعوا رجلا في قفص الفتاة، فأشعلوا الغيرة في قلب الرجل كى يثبتوا أن الإنسان حيوان لأنه يشعر بالغيرة ..والنهاية، كما أشرنا في فيلم شافنر هى الأروع، لكن بيرتون صنع نهاية مدهشة أيضا، فبعد أن يصر ليو على الرحيل إلى الأرض وينزل إلى مدينة نيويورك ويدخل إلى قاعة الخالدين، حيث تمثال ابراهام لينكولن. فان ليو يفاجئ أن التمثال لقرد، وسرعان ما تأتى الشرطة من أجل القبض على ذلك القادم من الفضاء، عبر الزمن، ونكتشف أنهم من القردة، وذلك أسوة بنهاية الرواية، فالفضائى ينزل إلى باريس، وينادى رجل شرطة يطلب منه إنقاذه من القردة الذين جاءوا خلفة من كوكب القرود، واذا يلمس يده فيجد أن الضابط الباريسى غزير الشعر في يده .. انه قرد ... أيضا.تنتمى مجموعة هذه الأفلام إلى التخيل العلمى، وهى أيضا تنتمى إلى التخيل العلمى السياسى، فهى افلام تحذيرية مما يمكن أن يأتى المستقبل، من سيطرة جنس آخر ذكى على كوكب الأرض، بما له من مهارة، المهم أن تزداد نسبة الذكاء عنده، وكما رأينا، فإن فيلم *كوكب القرود* الذى قدمه فرانكلين شافنر قد اختير في كافة القوائم من بين أفضل التخيل العلمى... إلا أن رغم أهمية فيلم تيم بيرتون، فإنه عند المقارنة لعمل قوائم الأحسن، فإن الافضلية تذهب إلى الفيلم الاسبق الذى قام ببطولته شارلتون هستون، وهو الممثل الذى قام ببطولة العديد من الافلام المستقبلية ومنها * إنسان الأومجا* و * الشمس الخضراء* وغيرها ..لقاءات قريبة من النوع الثالث (1977)Close encountrs with the third kindقال أحد الخارجين من مشاهدة الفيلم لزميله: كلها خرافات ..الاكثرية تؤكد أن ما شاهدوه على الشاشة مصنوع من أجل الضحك على الناس، لقد أعتادا أن يشاهدوا هذه الاشياء في أفلام جيمس بوند وجودزيلا ، *كينج كونج* ، وراحت الافلام تتحدق عن خوارق لا يمكن حدوثها، لكن الجمهور يخرج من هذه الافلام راضياً منتشيا من أجواء الحركة والمطاردات التى تملأ الشاشة، ولهذا السبب، فشل في مصر أكثر الافلام التى تنتمى إلى التخيل العلمى ، مثلما فشل تجارياً أفلام من طراز * 2001 أوديسا الفضاء* في الستينيات من القرن الماضى، فان السبعنيات التى شهدت كلاً من هذه الأفلام قد فشل الجاد منها عندما عرضت في بلادنا، مثل *طريق الملاعين* و *كرة الانزلاق* و *حرب النجوم* و *هروب لوجان* وأيضا فيلم * لقاءات قريبة من النوع الثالث* لستيفن سبيلبرج .نحن أمام فيلم عن ظاهرة مهمة، هى الأطباق الطائرة أو كما تسمى علمياً ببعض اللغات الاوربية *الاشياء الطائرة المجهولة الهوية* هذا الموضوع محل نقاش دائم بين العلماء وايضا موضوع للابداع لدى الادباء والفنانين. فقد اهتمت به الدوائر العلمية واختلفت فيه الاراء، ولكن معظم هذه الاراء أجمعت أن هناك عوالم أخرى غير عالمنا تعيش فيه مخلوقات أخرى تحاول التعرف على ما يحدث في كوكب الارض، وكم صدر من كتب حول هذه الظواهر بمختلف لغات العالم. تدافع عنها وعن اتصال أهل الأرض بكائنات أخرى ومن بين هذه الكتب *الحلقة الزرقاء* الذى يؤكد على وجود اتصال فعلى بين سكان الارض ومخلوقات أخرى في الكون الذى يحيطنا.. ويقول الدكتور البرت ديكردك مؤلف الكتاب أن هناك أجهزة رصدت أشارات تصدرها كائنات حية وهناك نوعان من هذه الصور. البطاقة السياحية التى صورة لانسان أو حيوان ، أما النوع الثانى فهى أشارات رمزية هى التى يذاع استخدامها الأن .. ونحن لا نريد الاسباب للتأكد على وجود هذه الكائنات لكن السينما اهتمت بتجسيد التخيل البشرى للتكهن بهوية هذه الكائنات، فهناك عشرات الافلام التى تناقش ظاهرة غزو الكائنات من عوالم أخرى للارض، هذه المخلوقات في أغلب الاحوال شريرة تأتى للارض لتنشر فيها الخراب، وقد تكون أقرب في أشكالها بالبشر، لهم أشكال بشعة جسدتها أفلام عديدة *حروب العوالم 1953*، و * الشيطانة التى جاءت من المريخ 1954*، و * وحش الفضاء* لريدلى سكوت عام 1979 و *هجوم المريخ* لتيم بيرتون عام 1994 و *يوم الاستقلال* عام 1997.أو قد تكون شخصيات رقيقة طيبة مثل جيرى لوريس في * زائرون من الفضاء* .. و *سوبرمان* الذى تم تنفيذه عديد من المرات .البروفيسور لاكومب * فرانسوا تريفو* يرحل من مكان لاخر كى يتأمد من النظرية العلمية التى يحاول اثباتها ، ففي المكسيك تهتدى بعثته العلمية إلى العثور على سرب من طائرات السلاح الامريكى أختفي قبل ثلاثين عاماً في ظروف غامضة، وعندما فحص هذه الطائرات وجدوا أن الخزانات بالوقود، وأن المحركات تدور بالضغط على مفاتيحها، إذاً الطيارون لم يقتلوا وإنما اختفوا، يقول هندى عجوز بأنهم ذهبوا إلى السماء .في الهند تواصل البعثة دراستها، فهناك قبيلة يترنم افرادها بنغمات غريبة على الآذان، كأنها قادمة من عالم آخر، يقول قائد الجماعة أن مصدر الاشارات تأتى من أعلى، في معملة يسجل لاكومب اشارات صوتية. وعندما يحولها إلى اشارات بالأيدى تصبح اشبه بما كان يفعله الهنود، وفي الولايات المتحدة تحدث أيضا اشياء أخرى غريبة، يستيقظ الطفل بارى على صوت موسيقى بدأت تحرك كل الاشياء في منزله. القطار يتحرك من تلقاء نفسه، القرد الآلى يرقص دون أن يحركه أحد، علب المياه الغازية تنفتح وحدها .و يخرج بارى الى الطريق وكأن شيئا يشده لرؤيته، وعندما تخرج أمه جيليان للبحث عنه يسود المدينة ظلام غير معروف المصدر،يتصل المسؤلون بالخبير روى *ريتشارد دريفوس* كى يصلح العطل، وعندما يستقل سيارته متجها إلى مكان العطل يرى حدوث أشياء غريبة في الطريق المظلم ، أشياء ثقيلة إلى جواره تتحرك كأن قوى قد تحركها . أضواء تملأ المكان. أجسام مضيئة تعبر السماء بسرعة وسيارات الشرطة تفشل في اللحاق بها. وبعد هذه المطاردات تعود الأضواء من تلقاء نفسها كما انقطعن فجاءة.كل من شاهد هذه الاجسام المضيئة يصبغ جزءاً من وجهه بلون قرمزى كأنه نام تحت أشعة الشمس مدة طويلة .جيليان وابنها وروى الذى يبدو غريب السلوك بعد الحادث تتعرض الأم لموقف آخر اكثر اثارة عندما تحيط بمنزلها من جديد ظواهر غريبة. ضوء قرمزى قوى في أثناء الليل . ومسامير البالوعة تنزع. أشياء تحرك المنزل يميناً ويساراً ثم يختفي الطفل من أحد الأبواب وكأن يدا قوية شدته، وتصبح الأم، بعد هذا الحادث، شبه منجذبه لكيان لا تعرفه . فهى ترسم بلا ارادة صورا لجبل ذى قمة مسطحة، روى فيجمع الطين من حديقته كى يجسد جبلا مشابها داخل منزله بعد ان هجرته زوجته لسلوكة الغريب .. وفجأة يرى في التلفزيون جبلا مشابهاً من خلف المذيع الذى يعلن ان مدينة ويومنج- القريبة من الجبل – قد هوت فيها طائرة تحمل شحنة من الغازات الخانقة، وان السلطات أصدرت أمرا باخلاء المنطقة.يسافر روى إلى ويومنج يلتقى بجيليان التى جاءت تبحث عن ابنها، ويقرران معا الصعود الى الجبل وسط معارضة رجال الشرطة التى تنثر الغاز المخدر لابعاد الناس عن الجبل، وينجح الاثنان في الصعود إلى قمة الجبل هرباً من الشرطة، ويبلغان القمة ليلاً، ويريان أشياء غريبة .فهناك محطة فضاء أرضية كبيرة تتصل بكائنات أخرى عن طريق اشارات صوتيه ونغمات موسيقية أشبه بما سمعه لاكومب في الهند. هذه النغمات هى وسيلة التفاهم من ساكنى هذه الأجسام التى تقترب من قمة الجبل، الاضواء تشع منها بشكل يبهر الانظار، تحط الاجسام فوق الطائرات التلال اختفت في الحرب العالمية، والطفل بارى، ينزل من الطبق الطائر كائنات صغيرة بها بعض ملامح البشر. الرأس المستديرة الصلعاء، الاجسام الآدمية، والعيون الواسعة لا يمكن تحديد هوية هذه الكائنات، تتبادل التحيات مع لاكومب، تصعد إلى السفينة مجموعة جديدة من العلماء كى يذهبوا لزيارة عالم اخر بعيد عن كرتنا الارضية، تغرى هذه الكائنات روى فيصعد معهم، وبعد تبادل التحيات ترتفع الاجسام المجهولة الهوية نحو السماء. تشق العنان، صاعدة إلى عوالم مجهولة تماماً، ربما سنكتشف هويتها ذات يوم، فتصبح أشياء طائرة معروفة الهواء، وسوف يأتى يوم من هذا العالم شخص غامض بعد سنوات اسمه المانىيقول سبيلبرج : *ولدت عام 1947. في نفس العام الذى ابتكر فيه كيرت ارنولد مصطلح *أطباق طائرة*. وبعد عشرين عاما من هذا التاريخ لم أكن أصدق زملائى ممن يشاهدون طبقاً طائرا. وقبل أن أكتب فيلمى. كنت أشك في صحة هذا الموضوع. فبدأت أقرأ كل الكتب التى تناولت الموضوع . كنت أكثر جنونا وجدية. وقابلت الكثير من شهود العيان والعلماء والمرشدين ومنهم الدكتور هاينك أكبر خبراء الفضاء في العالم. ثم أيقنت أن هناك بعض الظواهر تظل غير قابلة للتفسير. وبدأت أقتنع بأن الأطباق الطائرة التى يقودها الرجال ذوو البشرة الزرقاء سوف ترسو يوماً فوق كوكبنا . وهذا ما اتمناه*.يناقش سبيلبرج هنا ظاهرة هذه الاجسام بأسلوب علمى، فهى لا تنزل في أماكن محددة من العالم مثلما تدعى بعض الكتب أنها ادوات للتجسس، فهى تنتشر في كل أنحاء البسيطة، وتدور أحداث الفيلم خلال عام 1977، وهو العام الذى أنتشرت فيه هذه الظاهرة، ولاكومب هو عالم فرنسى يجوب العالم للبحث عن أصل هذه الظاهرة. وقد اختار المخرج نماذج قليلة من البشر يتعرض من خلالها لموضوع الاطباق الطائرة: مهندس الكهرباء الذى تعترضه الكائنات في الطريق، وجيليان التى تعانى من ابنها لارى الذى يجرى دائماً وراء أشياء تهتف داخله، وتذهب به بعيداً : هاتان الشخصيتان كافيتان للدخول إلى موضوع الفيلم، حتى لا يتشتت المتفرج داخل شخصيات عديدة خاصة أن الفيلم قد أهتم بالجوانب الاجتماعية لكل منهما ، مثل موقفالزوجة من روى، ومعاناة جيليان من ابنها الشارد، وقد أصبح الاثنان بمثابة الخط الذى يربط الاحداث ببعضها فهما شاهد عيان من الاجسام المضيئة ليلاً وهما اللذان يقرران الصعود معاً إلى قمة الجبل، تدفع كل منهما رغبة قوية لاقتحام المجهول ، واذا كانت معرفة سر هذه الظواهر المجهولة تظل غامضة حتى بعد خروجنا من الصالة، فنحن نعرف أن هناك كائنات أخرى تسكن الكون، وأنها ذات شكل محدد وأن هناك وسيلة للتفاهم مع هذه الكائنات لكننا لا نعرف هويتها.ولا إلى أين تذهب ، ولماذا تأتى إلى الأرض أصلاً ، والمخرج بذلك إنما يلتزم بما وصل اليه العلم في هذه المرحلة . ولا يريد أن يشطح كثيراً داخل هذا الموضوع الغامض المعقد، وهو يؤكد أن الموسيقى ستكون لغة التفاهم الكونية مثلما هى لغة تفاهم عالمية..حروب النجوم (1977)Star wars:هل يكفي الإبهار وحده في ان يشدنا إلى المقاعد لرؤية الأفلام؟هذا السؤال يلح على المرء منذ أن شاهدنا فيلم *حروب النجوم* الأول عام 1977 اخراج جورج لوكاس، وسط حملة إعلامية دعائية ضخمة عن الفيلم، فكانت الصدمة الاولى بين ما يتردد عن أهمية فيلم والذوق الشخصى للمتفرج العربى الذى لا تجئ هذه الافلام في مقدمة اهتماماتهبدت العين منبهرة بتلك التقنيات، وهذه المخلوقات الآلية (الروبوتات)، لكن القصة البسيطة بدت شديدة السذاجة، حول حروب بين كواكب المجرات البعيدة يحاول من خلالها شرير غامض يدعى فارد السيطرة على المجرة، ويسعى إثنان من المغامرين لمساندة الاميرة *ليا*، والتنافس على قلبها.لعبت التقنيات هذه، دورها في إبهار المتفرج، لكنها لم تنجح في ان تجعلنا أمام فيلم لا ينسى، والغريب أن أرقام عوائد الفيلم عالمياً كانت كبيرة للغاية، وفي تلك الآونه، راحت عشرات المجلات والصحف العالمية تشيد بالفيلم وتشدد على أهميتهفكان السؤال : هل هناك سقم واضح في الذوق العام، وهل الفيلم بالفعل قطعة فنية ساحرة، وان الذوق الخاص لم يستطيع التواءم مع الفيلم؟ .. ام أن أهمية الفيلم تأتى من قدرة العلم الجديد على صنع كل هذه التقنيات السينمائية المبهرة من آليات ، وأجواء، ومطاردات فضائية؟ .. لقد احتفلت مجلة (برومير) الفرنسية بقوة الفيلم الخامس من هذه السلسلة الذى يحمل اسم *هجوم المستنسخين* من اخراج لوكاس ايضا، مثلما حدث بالضبط في كافة مجلات الدنيا عام 1997، وهى تحتفل بعودة لوكاس للاخراج من خلال فيلمه * تهديد الشبح* وذلك ضمن ثنائيته الثانية التى اخرجها مع نهاية القرن العشرين حول *حرب النجوم* في اللحظات الأولى من الفيلم كان الابهار، وسرعان ما تم اكتشاف أننا أمام فيلم مصنوع لأبهار الاطفال، وأنه قد خلا حتى من قصة الحب المدهشة التى حدثت بين الاميرة ليا، وبين المغامرين، اللذين كان أحدهما سكاى واكر بطل الفيلم الجديد وجاء الاحساس لدى المتفرج المحترف أننا لا نشاهد فيلما حقيقيا، قدر ما نحن أمام مجموعة من ألعاب الفيديو المتقنة الصنعاذن، على مدى ربع قرن، فان الذوق لم يتغير، وطوال هذه السنوات لم تنجح الدعاية الباهظة التكاليف أن تجعلنا نميل إلى افلام خالية المعنى فيما يتعلق باحداث السداسية، التى كان الجزء الثالث منها هو الأكثر أهمية والذى اخرجه ارفين كيرشنرعام 1981 باسم *عودة الجيد اى*، والجيداى هو اسم لمحاربين لا يعرفون الحب ولا الكراهية، ودورهم في الحياة هو الحرب من أجل المبدأ، وهؤلاء الجيداى هم أبطال القسم الثانى من السلسلة التى تعود فيها الاحداث الى ثلاثين عاما قبل الثلاثية الاولى.جورج لوكاس مخرج هذه الافلام، عدا *عودة الجيداى* تفرغ تماما لهذه السلسلة، منتجاً، ومؤلفاً، ومخرجاً، وله باع طيب في صفحات السينما، لكن الغريب أن الفيلم الأجود في هذه السلسلة كان من اخراج مخرج آخر هو كيرشنر الذى ابتدع الشخصيات التى تكرر ظهورها في القسم الثانى، خاصة زعيم الجيداى القصير، الحكيم الغريب الشكل.وأهم ما في هذه الأفلام، هو القدرة الابتكارية الهائلة، على ابتداع مخلوقات غريبة الشكل، وهى سمة بدأت مع فيلم كيرشنر، حيث أن الجزئين الأولين ابتدعا اثنين من الروبوت تكرر ظهورهما دوما في كافة الافلام، لكن المخلوقات الغريبة الشكل بدأت في الظهور في *عودة الجيداى*، وعليه فان الفيلم الأول من القسم الثانى *تهديد الشبح* امتلأ بالعديد من المخلوقات الحية الغريبة لأشكال، وذلك عكس الجزء الثانى من *حروب النجوم* عام 1979، الذى امتلأ بالعديد من المحاربين الأليين الأشبه بحصان طروادة.وحسب الفكرة الفلسفية التى طرحها *تهديد الشبح* عام 1998م بأن الطفل سكاى واكر، مولود من أم دون زواج قد أعطى احساسا أن فكرة عقائدية وراء حروب الاستيلاء على المجرات، وتوقعنا أن يكون لهذا الطفل، حين يصير شابا يحمل اسم اناكين، سلوكا مشابه لاصحاب الرسالات الذين ولدوا في ظروف غريبة، وعلى رأسهم السيد المسيح عليه السلام الا أن هذا لم يحدث، لكنه يدل على العلاقة الدائمة بين العلم والعقيدةبدا فيلم *هجوم المستنسخين* مهتما في المقام الأول بخلق الابهار، وخلا من قصة جذابة، وبدأ لوكاس، وهو يستعين بالكتابة بشخص آخر، كأنه ازداد شحوبا، يهتم بالتقنيات والجرافيك، والصور المعقدة المتراكبة، لكن هذه الاشياء لم تعد تجذب المتفرج المحترف الذى سبق له ان شاهد الفيلم الالمانى *متروبوليس * اخراج فريتزلانج عام 1926 حتى وان آدى التطور التقنى الى زيادة الابهار، لكنه بمقياس عام 1926، وما أنجزه لانج يعتبر بدائيا.أرقام العائدات من الفيلم، المنشورة في الصحف، عن الايام الاولى للعرض في المدن الامريكية، وفي أوربا تدفع للسؤال: هل يعنى هذا أننا امام فيلم ممتع؟ليس أمام الناقد سوى ان ينحنى لتلك التكنولوجيا التى صنعت كافة الصور المبهرة، الاقرب الى ما تشاهده في افلام المجسمات 3D، لكن على سبيل المثال، فان كافة هذه الملخوقات الحية، المبتكرة ذهبت الى دائرة النسيان قياسا الى ما تركته الذاكرة من خلال شخصية *آى تى* لسبيلبرج الذى أمكنه أن يكون أفضل من رفيقه لوكاس. ماعدا *تهديد الشبح*في فيلم *هجوم المستنسخين* رأينا شاباً وسيماً، هو *أناكين* تلميذ جديد في عالم الجيداى، الذى عليه الا يعرف الحب والكراهية، مطلوب منه أن يحمى الملكة السابقة آميدالا، بعد أن صارت سيناتور، تحمل اسم بادميه، من اعدائها، اذن فهناك في كل هذه الافلام ملكة، او امرأة في حاجة الى حماية رجل من الفرسان، والرجل هنا من الجيداى، تعلم على يد شخص آخر من نفس الفضيلة يدعى *كنوبى*.وعلى طريقة القصة التقليدية، فان هناك صراعا حول الممالك، وأشياء غير مفهومة، وهناك مبارزات، ومناوشات، ورغم ذلك فاننا لن نرى في هذا الفيلم اى هجوم للاستنساخ، ويبدو السيناريو كأنه يخبرك بكل وضوح أنك أمام فيلم ناقص، وان الرؤية لن تكتمل الا بمشاهدة الجزء الثالث حيث سيقوم المستنسخون بالهجوم . ويعكس هذا إلى أى حد ليست كل افلام التخيل العلمى جذابة، مهما كانت مبهرة، ومهما أخرجها مخرجون من طراز لوكاس، الذى بدأ عام 2012 في تقديم الثلاثية الثانية من هذه الافلام على طريقة الثلاثية الابعاد ووسط هذا يبدو الفيلم كأنه يستجمع ثلاثة من الافلام السابقة مثل الصراع بسيوف الليزر، ثم الاستفادة من نجاح *المصارع* بأن نرى صراع المستقبل أشبه بما كان يدور في الحلبات الرومانية سابقا، مخلوقات غريبة أقرب الى الخرتيت تهاجم، ولا نعرف أهى مع البطل أو ضده، وجمهور من المجرة، يهتف ، وتبدو الحلبة كأنها تضم مئات الالوف من الجمهور الذى لا نعرف مع من هو، هل هو مع الحاكم الظالم، ام مع أناكين ومجموعته الصغيرة؟وقد قسم الفيلم قصصة الى عدة أفرع، فبدا كأنه عدة أفلام داخل قصة واحدة وبدت شخصية كنوبى بغير ذات أهمية، ويتردد السؤال حول جدواها، لذا فان الفيلم اهتم بتنامى مشاعر الحب التى بين *يادمة* وحارسها، على طريقة البودى جارد، باعتبار أنها قصة ممنوعة، فليس من واجب الحارس ان يقع في غرام السيناتور، ومع هذا تنامت مشاعر العاطفة بين الاثنين، دون ان نرى نتيجة ذلك الا في لقاء سريع، حين سقطت السيناتور من المركبة فقال كنوبى ان الامور الشخصية يجب عدم الالتفات اليها، باعتبار ان الانتصار في المعركة اهم من انقاذ الحبيبة التى سقطت سهوا..وقد حاول الفيلم ان يعطى لابطاله بعض المشاعر الانسانية، لكنها صنعت بشكل بدائى، وكأننا في افلام يتعلم من خلالها المرء الكتابة، مثل رحلة *آناكين* للبحث عن أمه، وينتقل بين اطراف المجرة، ويلتقى بالمتاعب، والاشخاص ويجد أمه مقيدة في الاحبال والتى ما ان تراه حتى تموت بشكل مفاجئ، مولدة للدهشة والاستغراب، وبدت العواطف هنا مبتسرة، غير مبررة، فضلا ان المتفرج لهذا الفيلم، لا يمكن أن ينفصل عن الاحداث التى شاهدها في الفيلم الأول، أى أن السيناريو هنا متواصل مع الجزء الأول .من المهم الاشارة ان الثلاثية الجديدة، ترجع إلى ما قبل سنوات من الثلاثية الأولى، ونفهم أن السيناتور بادميه ستكون الام للملكة ليا بطلة الثلاثية الأولى، وأن سكاى ووكر ليس سوى مغامر عليه أن يحب الملكة، وهى قصص لا تستحق ان نتابعها بنفس الشغف الذى نتابع به قصص أفلام التخيل العلمى والفاتنازيا.واذا عدنا لشخصية اناكين، فسوف تكتشف انه يختلف تماما من حيث معناه الفكرى عن الطفل الذى ولد من أم لم يضاجعها رجل، اذن فلو رأينا أنه ذو مغزى عقائدى، فهو صاحب رسالة ، وليس مجرد حارس، او مغامر، كما سنراه في كافة افلام السلسلة، وأنه لا يجيد سوى المبارزة.ويبدو أن لوكاس قرر ان يمرق من الرؤية العقائدية بهذه الشخصية، عما أوحى به في الفيلم الأول، فالأم هنا امراة عجوز، وليست عذراء، وقد تزوجت من رجل آخر واهن العظام ويعانى من الشكل الجسمانى، وانجبت منه ابناء آخرين، أى أن لوكاس تعمد ان يبعد كافة الافكار التى طرحها في القسم الأول من الثلاثية الثانية.من الواضح ان لوكاس حبس نفسه في هذا العالم، وانه قرر أن يكرس حياته من أجل المتصارعين على العروش في مجرة بعيدة، غير مسماة، وذلك رغم أن هذا النوع من الافلام لم يعد يحتاج الى مخرج، بقدر حاجته الى مصممين جرافيك من الطراز الأول اى ان اهمية هذه السلاسل من الافلام تأتى من قدرتها على ابتكار وسائل جديدة في تحريك آليات عملاقة وصور جديدة اغلبها أقرب إلى العاب الفيديوالذين حضروا العرض الخاص لهذا الفيلم من النقاد، رددوا فيما بينهم في سخرية شديدة ان هذا النوع من الافلام مخصص للاطفال، وأتفقوا ان على السينما الأمريكية أن توجه الجرافيك، وامكاناته الهائلة الى شئ أفضل، لأنه يبدو هنا فاقد الروح.وحش الفضاء (1980) Alien:في الستينيات من القرن العشرين عرض في مصر فيلم تحت عنوان *غزاة من المستقبل* أو *سليم الأخضر* .. وهو من أفلام التخيل العلمى. يروى قصة سفينة نزلت إلى كوكب غريب، والتقطت عن طريق المصادفة أحد الكائنات المجهولة التي تصبح وحشاً كاسراً عند نقلها إلى السفينة خاصة أنها تتنامى عندما تتعرض للنيران التي تعتبر بمثابة مولد للطاقة له. وانتشر سليم الاخضر في السفينة، واتى على كل من فيها إلى أن استطاعت عاملة السفينة أن تدمره تماماً .. هذا الفيلم كان من اخراج البريطانى كنجى فوكا ساكو، وقد عرض لأيام قليلة في مصر، ثم عاد بعدها إلى بلاده، ولم نعد نسمع عن شيئاً في عالم التخيل العلمى . وفي أواخر البعينيات من القرن نفسه، أقتبس المخرج البريطانى ريدلى سكوت الفكرة نفسها. واعاد تقديمها في فيلم اكثر تكلفة، وأكثر أشارة، ونجاحاً عرض تجارياً في مصر تحت عنوان *وحش الفضاء*..، أما اسمه الاجنبى فهو Alien، ما لبثت السينما أن حولته إلى أكثر من فيلم في العقود التالية.نحن في زمن بعيد، لا نعرف تاريخه، اما المكان فهو أكثر عرضاً، كل ما نعرفه أن الزمن هو المستقبل البعيد، أنه العصر الذى سوف يتمكن العلماء فيه من عمل ما يسمى بالبيات الشتوى بالنسبة للإنسان، ومن غزو مجرات بعيدة غير مجرتنا، فهناك في مكان بعيد عن مجموعتنا الشمسية تجوب السفينة نوسترومو الفضاء عائدة إلى الأرض، إنها السفينة الفضائية أقرب أن تكون إلى مدينة، تزن عشرين مليون طناً. كانت في رحلة علمية لا نعرف تفصيلها. يتحكم في إدارتها عقل اليكترونى هائل يعرف باسم *الأم*، هذا العقل يتحدث ويحس ويسيطر على الجميع، مثلما فعل العقل الالكترونى هال في فيلم *2001 أوديسا الفضاء* ، يقوم بالتبليغ عن الاعطال في السفينة، ويلتقط أشارات الانذار بعد الاستغاثة، ويعرف كافة الحلول، لكنه لا يبلغها إلى طاقم السفينة، الذى كان في سبات طويل، إلا إذا شاء هو، وعندما يطال السفينة بعض العطب فانه يهبط بها إلى أحد الكواكب الغامضة القريبة المعتمة وينزل منها ثلاثة من راكبيها كى يأتوا بثروة حسبما يتمنى أحدهم. وفي طريقهم يشاهدون جسماً غريباً أشبه بسفينة فضاء. فيتوغلون داخلها لعلهم يكتشفون شيئاً غامضاً يرون أثار عظام أدمية، كأن أمراً بشعاً حل بها، وفجأة يرى أحدهم شكلاً غريباً أقرب إلى البيضة تعلوها أجسام هلامية، وعندما يقترب منها محاولا فحصها تندفع بسرعة هائلة إلى وجهه مخترقة القناع الواقى، وتلتصق به.في السفينة يجرى الملاحون أبحاثهم على زميلهم، لقد التصق الجسم الغريب بالوجه، انه لم يقتله بعد، فهو يمده بالأكسجين كى يظل حياً. وعندما يحاول تمزيق الجسم الغريب، ينسال منه سائل ناري يتلف أرضية المعمل. وبعد قليل يجد العلماء أن هذا الغريب قد ترك وجه زميلهم الذى بدأ يعود إلى حالته الطبيعية، لكن هذا الحال لا يدوم، فهو يتقئ أثناء تناول الجميع وجبة الطعام، ثم تتفجر الدماء فجأة من بطنه ويخرج منها حيوان صغير الحجم ينظر إلى من حوله في جرأة، ووحشية، ويجرى تاركاً الجميع وقد تملكهم الخوف والدهشة.ومن هنا يبدأ صراع جديد بين الغريب وعلماء السفينة الفضائية، نوسترومو، وهو أسم أحدى روايات الكاتب جوزيف كونراد، وصراع أخر بين بعض هؤلاء الملاحين، لقد بدأ الغريب يطاردهم واحداً وراء الاخر، فيهاجم ضحيته على حين غفلة ويأتى عليها، الرئيس العلمي للسفينة . فيبدو غريب السلوك. فهو الذى طلب الاحتفاظ بالغريب في أول أطواره كي يتمكن من فحصه ودراسته. وهو يهاجم الدكتورة ريبلى ويضربها عندما بدأت الارتياب فيه، والتى تكتشف عندمايصطدم بالحائط، وتنفصل رأسه عن جسده، انه روبوت، وعندما يعيدون أسلاك آش .. إلى وضعها الطبيعى تتكلم رأسه قائله الغريب جسم منال. فهو قادر على الحياة والاستمرار، وأنه ليس له ضمير يندم به، أو أخلاق تفسر عليه سلوكه. وهو سيعيش أبداً .. ومن هنا سيتضح أن الغريب أشبه بـ *سليم* الذى لا يموت * أما *آش* فهو روبوت صنعته أحدى الشركات التي قامت ببناء نوسترمو، تأتى بأشياء غريبة من الفضاء، ويمكن بواسطتها التحكم في الأرض واستغلالها في حروب العوالم.وبعد أن تتخلص ريبلى من منافسها الأول، تبدأ في أدارة السفينة، إلا إن الغريب يستكمل افتراس الباقين واحداً وراء الأخر، وتنكر أن عليها أن تغادر السفينة، وأن الكبسولة الصغيرة، تبتعد عن بؤرة الخطر، بعد أن تكون قد أعدت نوسترومو للتدمير، فتركب الكبسولة، وتنفصل عن السفينة التي تنفجر حاملة داخلها ذلك الكائن الغريب.لكن هذا الغريب كان هناك، ملتصقاً بالجدار الخارجي للكبسولة، وهو من جديد يحاول أن يهاجم ضحيته الأخيرة ريبلى التي تستطيع الانتصار عليه وقتله بقوة الطرد المركزية.وصف بعض النقاد أن هذا الفيلم، هو أول فيلم رعب من أفلام التخيل العلمى، متناسبين أفلاما عن *فرانكنشتاين* .. ومنهم الناقد الفرنسى روبير بنايون، لكن المتتبع لأفلام التخيل العلمى يجد أن أكثرها قائم على عامل اثارة الرعب بين صفوف المتفرجين عن طريق ابتكار مخلوقات متوحشة من الفضاء الخارجى، وتعيث في الأرض فساداً .. وفيلم *سليم الأخضر* هو أحد هذه الأعمال.وعند المقارنة بين هذين الفيلمين سنجد أن هناك تقارباً شديداً بينهما، فالشخصية الرئيسية هنا هو أحد الكائنات الحية، التي تظل بعيدة عن الأنظار طوال الأحداث، ولا نعرف مكانها، ومع ذلك فهى تبعث الخوف في قلوب المتفرجين. ونحس بها في كل مكان أكثر من إحساسنا بأشياء نراها أمام أعيننا.هذا المخلوق أشبه بالأقدار التي تنتظرنا، وتطيح بنا، وكما يقول الدكتور *آش* .. مخلوق مثالي لا ضمير له، ولا أحساس ولا أوهام. يعيش أبداً أو يكمن حتى يجد فرصة أخرى جديدة للتحول أو افتراس فريسة جديدة، لأنه قد قتل من قبل سكان استطاعت أن تتخلص من شروره بإلقائه في الفضاء الواسع، وهو يستطيع أن يتقوقع في هذا الفضاء الفسيح إلى أن يعثر على مركب فضاء جديدة ، كى يمتص دماء من فيها، طالما أنه كائن لا يموت، وهو أيضاً شبيه بسليم في أنهما لا يعرفان الفناء.. وفيلم * وحش الفضاء* أو * الغريب الفضائي* .. يحتوى الكثير من صور التخيل العلمى . الروبوت الذي صنعته أحدى الشركات كى يتمكن من تسيير السفينة *نوسترومو* كما تشاء هى، عملية البيات الشتوى الانسانى حيث يستطيع الإنسان أن ينام سنوات عديدة في قبو علمى دون أن يحدث عليه تغييرات فسيولوجية تذكر، مثلما حدث في فيلم * كوكب القرود* عام 1968. في الفيلم هناك الأجهزة العلمية الضخمة والعقول الاليكترونية التي تتعلم المراوغة وتحاول أن تتحكم في البشر كما يفعل الروبوت، والرحلات الفضائية التي تستمر لسنوات طويلة دون نهاية. الكائنات الأبدية الحية التي تعيش في الكون الخارجي، ومهما تطور العلم بالإنسان، ومهما تعرض لأخطار من هذا النوع، فالبشر هم البشر، يحبون، يكرهون، ويتطفلون، ويحبون جمع المال، ولديهم فضولهم وطموحهم ويتنافسون ويسعون إلى امتلاك الكون الذى يحيط بنا فهناك صراع خفي داخل السفينة بين أفراد طاقمها . هذا الصراع يشتد عندما يحين الخطر حول الجميع . ويبدءون في التكاتف أمام الخطر الذي يأتي عليهم تباعاً . في مكان مغلق من الصعب الهروب منه، والظلام في الخارج أشد قسوة مما يحيط بهم داخل نوسترومو. وفي النهاية فإن الإنسان لن يمنع نفسه من الصعود إلى هذه العوالم كى يقابل غريباً جديداً ويشبع فضوله وتخيله العلمي الذي لا حدود له.هذا الصراع علمي، بين الإنسان والمجهول. وقد أجاد ريدلى سكوت صنع الإثارة، فهو لا يجعلك ترى العدو القادم إليك من حولك. فيشعر المتفرج بالخوف ويرى البشاعة تحوط به، ويصيح المتفرج كأنه واحد من أفراد نوسترومو التي حلت بها اللعنة، لكن مع ذلك يعرف مصير الضحية التي عليها الدور، والمخرج يطيل الفترة التي تسبق افتراس الضحية حتى يزيد من الإحساس بالخوف.. ويتحدث سكوت عن فيلمه : لم أكن أحب أفلام التخيل العلمي قبل أن أخرج *الغريب* .. بسبب تربيتي البيور تانية والبرجوازية، ولم اجرو قط على مشاهدة فيلم عن الوحوش التي كانت تسود أفلام الخمسينيات ، فهذه الأشياء كانت تقلب لي رأسي .. ولكنه صار عاشقاً لهذا النوع من الأفلام، وقدم في هذا المجال علامات مميزة.الغيبوبة (1980) Coma:في فيلم مايكل كرايتون الأول * عالم الغريب* رأينا كيف تمرد الروبوت على صانعه ويحاول أن يطلق عليه الرصاص في أول فيلم من نوعه يمزج بين التخيل العلمى وأفلام الغرب.. وفي فيلمه التالى *الغيبوبة* Comaيدخل المخرج إلى العالم نفسه الذى يحبه ، بيع أجساد البشر الذين ينامون في سبات أبدى إلى الاثرياء من المرضى في جميع أنحاء العالمومثلما أختار الغرب مجالا لفيلمه الأول ويملأه بالحركة والاثارة، فإنه يجعل فيلمه الثانى يعتمد على الحركة أكثر، فنحن أمام طبيبة تبدو غريبة الطباع حسبما يراها زوجها * لماذا نتناقش دائما وأنت عارية، أنت في حاجة إلى الراحة* وهى تتعلق بعملها كمحاضرة وجراحة مبتدئة في مستشفي بوسطن التى تعتبر أحسن مستشفي في الولايات المتحدة كلها. حسبما يقول الدكتور هاريس المدير العام. وهذه المستشفي عالم غريب، وكئيب مثل كل مستشفيات الدنيا، لكن ما يتم هنا أكثر غرابة . فقد لاحظت الطبيبة الشابة أن بعض العمليات البسيطة التى يموت أصحابها، أو يتم نقلهم إلى حالة الغيبوبة الدائمة. وقد أثارت العملية التقليدية كتوسيع الرحم التى أجريت لصديقتها جوتيلى وانتقلت على آثرها لحالة الغيبوبة انتباهها . حيث تدخل على آثر هذه العملية حالة من السبات الدائم آثر خلل في المخ.مما يثير الطبيبة أكثر أن اسم الطبيب المعالج ليس مكتوبا على التذكرة التى يدون بها رقم المريض .. تحدث زوجها حول هذا الأمر فيخبرها أنها مرهقة وتحتاج إلى راحة الدكتور هاريس يردد نفس الشئ، العمليات تجرى واحدة وراء الاخرى . ويتكرر الحدث نفسه لمريض آخر جاء بهدف اجراء عملية بسيطة في ساقة. عندما تلتقى بالدكتور جورج رئيس قسم التخدير يرفض التعليق ، تلقى نظرة على تذاكر المرضى الذين راحوا في سبات دائم. ويزداد فضولها عندما تعرف أن صديقتها قد نقلت إلى مكان آخر وتعرف عن طريق أحد زملائها أن غاز أول أكسيد الكربون يستخدم في التخدير وهو غاز سام ، يقول الطبيب أن استعمال هذا الغاز يعد بمثابة جريمة قتل ، عندما لا تجد الدكتورة سوزان من يسمعها تنهال غاضبة بالركل واللطمات على سيارتها، تلاحظ أن شخصا يرقبها ويطاردها من مكان لآخر، عندما تحادث زوجها الدكتور مارك يتظاهر أنه مقتنع بما قالته، يأخذها ليقضيا معا عطلة نهاية الأسبوع ، تبدو فيها سعيدة ورقيقة . لكنها لا تنسى زيارة ذلك المكان الغريب المسمى بمعهد *جاكسون* فهو مكان . حسبما تقول مشرفته، ليس به مشرفين ولا أطباء، وأن الزيارة ممنوعة، وعندما تعود إلى بوسطن يحدثها أحد العمال أن سيخبرها بحقيقة مهمة، لكن هذا العامل يقتل صعقاً، تكتشف الطبيبة أن هناك ماسورة رقيقة تمتد من جهاز أول أكسيد الكربون، وتصعد ثم تنحنى، حتى تصل إلى غرفة العمليات رقم 1008، المكان نفسه الذى يخرج منه المرضى في حالات سبات دائم، ومن هنا تبدأ مطاردة فيطاردها نفس الشخص الذى قتل العامل، داخل العنابر، وغرف العمليات وقاعات المحاضرات والمشرحة. بعد أن تروى لزوجها عم حدث، تسمعه يخابر شخصا غريبا حديثاً غامضاً فتترك المنزل وتهرب لتواصل المطاردات من خلال معهد جاكسون الذى زارته. لقد فهمت أن هناك مؤسسة كبيرة تتاجر في أجساد الذين تسيطر عليهم غيبوبة. تباع أجزاء هذه القطع الأدمية إلى مرضى من أثرياء العالم، عندما تخبر الدكتور هاريس بهذا يهدئها ويعطيها شراباً تتخدر على أثره ويتم اجراء عملية جراحية لها، لكن الزوج يكون قد فهم . ودون أى اثارة ينزع أنبوبة الغاز السام. وبالتالى يحمى زوجته من اللحاق بالجثث الراقدة في معهد جاكسون..موضوع الفيلم علمى بحت، ويمكن اعتباره الأن من الأفلام العلمية، وليس من أفلام التخيل العلمى، ففي العالم المعاصر يتم الاتجار بالاعضاء البشرية سواء الحية أو الميته حديثاً، بعد نجاح نقل الاعضاء البشرية إلى أجساد أخرى. وقد اتسعت هذه العمليات بعد إنتاج الفيلم، مما يعنى أن التخيل العلمى سرعان ما تم تطبيقة في الواقع.واذا كان فيلم * ثوانى* 1968، قد ناقش فكرة قريبة من هذه الفكرة، عن طريق تغيير كامل لجسد الانسان دون تغيير عقله، وإذا كان فيلم * تغيير العقل* قد حكى عن نقل مخ من شخص أبيض إلى شخص زينجى، كان فيلم * غيبوبة* لكرايتون يناقش الفكرة من جانب آخر، فهو لا يهمه الصراع الفكرى الذى يدور داخل انسان طرأ عليه التغيير، لكن كرايتون يركز أكثر على اجواء العمليات وتفاصيل بعضها، ولانه طبيب سابق فهو يبدو مشغوفا بهذه الاجواء . العلاقات بين الاطباء والمرضى والطبيب وزوجته التى تعمل في المجال نفسه * ليتنى تزوجت ممرضة* وكثيرا ما يكون الطبيب كريضا مشاكسا. الدكتور جورج مالك المستشفي يتحكم فيه لأنه سوف يرث الملايين من زوجته التى تتبرع للمؤسسات السياسية، القلق الذى ينتاب المريض وهو يقبل على اجواء العمليات حتى لو كانت عملية بسيطة . النظرية العلمية للتخدير والانتقال الى حالة الغيبوبة . فكرة الدكتور هاريس حول *بشر اصحاء أفضل* ، الاهتمام بالجانب الانسانى للدكتور مارك مقابل الجانب الذى مات فيه هذا الاحساس لدى الدكتور جورج ، همليات التدريس للطلاب اثناء اجواء العمليات الجراحية، وبدا أن كرايتون لم يترك مكانا في المستشفي إلا ودخله، ولم يخرج منالمستشفي الا في حالات نادرة، منها خروج الزوجين في نزهة، وقد اعتبر أن معهد جاكسون هو امتداد للمستشفي فقدم وصفا تفصيليا لأروقته وحجراته والعاملين به.ومثلما يفعل المخرج دائما في أفلامه فانه يهتم بعنصر الحركة لدرجة كتم الانفاس وكرايتون هو روائى ومخرج، ولعلها المرة الوحيدة هنا التى يستعين فيها برواية لكاتب آخر هو جيمس كوك. هذه الاثارة هى التى جعلت المتفرج يجلس منجذبا فوق مقعدة دون اى ملل وهو يشاهد الطبيبة الرشيقة. تفعل أشياء لا يفعلها سوى عملاءالسينما السريين، تتغلب على رجل من أمهر المجرمين. ونحن أمام فيلم نهايته مفتوحة ، فنرى هل تستمر المستشفي في اجراء عمليات تخدير مماثلة في المستقبل ، وهل سيظل معهد جاكسون قائماً . نحن فقط نسمع عبارة من خارج الكادر تردد : *نحن في انتظارك يا دكتور هاريس* دون أن نستطيع تحديد من قال هذه العبارة ولا نعرف اى نوع من الانتظار هو .. هل في مكتبه، أم في مكان خاص بالعدالة، أم في انتظار أن يقوم باجراء عملية جديدة .أهمية موضوع هذا الفيلم أنه قد صار واقعاً، وهناك الأن الاف الابنية التى يتم الاختفاظ فيها بالاجساد الميته، وهناك جدل دينى حدث في مصر، حول مسألة التبرع بالاعضاء الا أن أهمية فيلم * غيبوبة* تأتى من خلال القتل للاحتفاظ باجساد يمتلك اصحابها الصحة والعافية.الإمبراطورية تعاود الهجوم (1981)The empires sticks back:في السينما الامريكية ليس من العجيب أن تجئ الاجزاء الثانية نسخا باهته من الأجزاء الأولى ومحاولة لتكرارها.. إلا أن هناك بعض الأجزاء الثانية لا تقل روعة عن الأصل مثل فيلم (الأب الروحى) لكوبولا.. أما (الإمبراطورية تعاود الهجوم ) لايرفين كيرشنر فهو بلا شك يفوق الجزء الأول بمراحل عديدةولأن أفلام الكوارث أو التقمص قد تقلص انتاجها، فان أكثر الأجزاء الثانية التى تظهر حالياً مأخوذة من أفلام تدور موضوعاتها حول التخيل العلمى ، هذه الأفلام مصنوعة أساسا لمتعة العين.. فمن خلال إبهار عجيب وآليات ضخمة وتصوير متقن وخدع بالغة التكاليف يمكن للمرء أن يعيش أكثر من ساعة ونصف يتفرج على عوالم لن يعيشها قط.. ولذا فإن هذا اللون من الفن قد امتزج بالفنتازيا التى أصبح من العسير فصلها عن التخيلوصناع هذه الافلام يسعون الى خلق التسلية لدى المتفرج وإبعاث المتعه داخله ويضعون في أفكارهم أن المتفرج الأول لهذه الأفلام هم من الصغار الذين يشدون معهم الكبار للفرجة، وسوف نجد شخصيات سوبرمان وفلاش جوردن والرجل الوطواط نبعت أساساً في مجلات الأطفال قبل أن تجسدها السينما. وسوف نجد ان الشخصيات المتصارعة في كل هذه الاعمال هم قوم طيبون يحملون بين جوانبهم قلوبا تحب.. وأن الموت ليس سوى رقاد إنسان فوق الأرض واغفاءة أعين دون إسال قطرة واحدة من الدماء .. فهناك أميرة اسمها ليا ذات جدائل، ترتدى ملابس بيضاء ولا تضع أية لون من المكياج، تقع في أسر قوم من المنافسين (وليس الاشرار). وأن على الشاطر حسن (لوك سكايووكر) أن ينقل بساطه السحرى لينقذها من كل ما تتعرض له من أخطار.. وعندما يعجز هذا الشاطر وحده عن حمل مسئولية الإنقاذ فعلى شاطر آخر يدعى هان سولو يستخدم بساطه بمهارة أكثر أن ينضم إليه ليقع الاثنان معا في غرام الأميرة الرقيقة التى تسعى إلى إقامة مملكتها العادلة.وحول هذه الحدوته الأزلية تدور أحداث ثنائية (حروب النجوم) التى تم تنفيذ الجزء الثالث منها فيلما بعد .. وجورج لوكاس يبدأ الجزء الأول من هذه المجموعة بعبارة *وكان ياما كان* في مجرى بعيد وذلك على أساس أن مانراه هو الحلقة الرابعة من حكايات الأميرة . اما ايرفين كيرشنر فيبدأ فيلمه – أو الحلقة الخامسة بعبارة في زمن مظلم على الثورة . ورغم أن نجم الموت قد دمرجيوش الإمبراطورية القوات الثائرة من مخابئها .. تدور الأحداث في مكان بعيد جدا.. ربما في نفس زماننا أو في أزمنة تسبقنا لكن أبطالنا شخصيات أرضية تماما.. الرجل القرد المنتمى إلى نوع الووكى .. والإنسانان الآليان ديدو وارتو . وحكيم نجم الضباب لودا. هذه شخصيات بشرية الصفات والسلوك. أما الشرير الأول في الفيلمين فادير فانه يتوسل باستعطاف إلى لوك سكايووكر ان يتولى معه حكم البلاد .. ونحن لا نعرف هل هو أبوه فعلا أو أنه يحاول استغلاله لتحقيق مآربه.. لكنه على كل حال يستعطف الفتى بطريقة تجعلنا ننسى كل تلك الشرور التى ارتكبها .. هذه الشخصيات الكاريكاتورية تتسم كل منها بمعالمها المحددة هان سولو يوجز في عبارة قصيرة قالتها عنه الأميرة ( ألا يوجد شئ يصعب عليه فعله؟) سكايو وكرفتى أرعن مندفع دائما وراء نزوة المغامرة.. وهو كثيرا ما ينجح وكثيرا ما يفشل.. وقد أدت به هذه الرعونه إلى أن يفقد يده التى أعاد ربطها .. اما ديدو الإنسان الآلى فهو لا يقل عنه رعونه.. يندفع دائما وراء أشياء مجهولة لا يعرف كنيتها مما أدى به أن يفكوه ويلقوا به إلى آتون قبل أن ينقذه صديقة ووكى .. أما الأميرةفإن كلا من الشابين يكن حبا بريئا، لأن كلا منهما يحقق لها أملا .. ولأنهما يقفان بجانبها ولا يمكنها الاستغناءعن أيهما .. وهى سلبية بنفس الصورة التى نجد أميرات قصص الأطفال .. تنتظر دائما أن يأتيها شاطرها بالنصر . وهى في فترة ما يمكنها أن تكون سببا لعرقلة النصر بالرغم أن هدفها الأول هو أن تتمكن عن طريق رفاقها من مساعدة الثوار في القضاء على الطغاة وعلى رأسهم (وارث فادير)، أما لودا فهو حكيم الحدوتة الذى يعلم لوك كيف يفهم سر القوة التى تتيح له أن يخوض المعركة الأبدية ضد فادير.. وهو يساعده على انتشال سفينته الغارقة من المستنقع ثم يحذره من تهوره قائلا بهدوئه الغريب: هكذا الشباب .والشخصيات التى خلقها لوكاس في الجزء الثانى من هذه السلسلة جعلت الفيلم أكثر ثراء، فبعد معارك بين سفن الفضاء في الجزء الأول وارتفاع حدة هذه المعارك نرى فيلم كيرشنر يمتلئ بالعديد من الشخصيات التى نتعاطف معها خاصة أنها كلها تبعث على البهجة.. وهذه الشخصيات تتصارع بأسلحة غريبة الشكل يبعث بعضها على الضحك أيضا .. وتعيش في أماكن متفرقة في صحراء جليدية إلى مدن فخمة للغاية .. إلى كواكب موحشة مليئة بالمستنقعات والطيور الغريبة الشكل .. وسفن فضاء ضخمة الجسم كأنها مدن متحركة .ولوكاس لم يجعلنا نفتقد شخصيات مثل بن كنوبى الذى مات على أثر اصابته بسيف الليزر في الجزء الأول، والذى اعتبر محور تمركز الأحداث فهو الوحيد الذى يعرف سر القوة التى تمكنه من قهر فادير. فبعد وفاته يلتقى لوك سكايووكر ويطلب منه أن يذهب ليتعلم فن الحرب وسر النضال. ثم يظهر له مرة أخرى قبل رحيله لأفكار الملكة ويحذره من رعونته بعد أن يبلغه بجزء من المجهول الذى ينتظره .. وهو في كلتى المرتين أشبه بالملك الراحل الأب حين ظهر لابنه هاملت عند الفجر ينبهه إلى أشياء كثيرة لا يعلمها، وعليه أن يدرب نفسه ليتعلم ويصبح إنسانا جديدا .. ولكن شتان بين هاملت ولوك .. فالأول يعرف الكثير ولا يتصرف، أما الثانى فإنه لا يعرف سوى النذير ويهجم في الوقت المناسب وغير المناسب.فمن خلال حدوته بسيطة ومسلية نعيش هذه *الفنتازية الفضائية* كما يسميها لوكاس نفسه.. فسكايووكر – الجزء الأول يعيش مع عمه في منزل بصحراء كوكب تاتويين.. وعن طريق رسالة من إنسانه الآلى (أرتو) يكتشف أن هناك أميرة حسناء تستنجد بإنسان يدعى بن كنوبى.. الأميرة تساعد الثوار ضد حكم الديكتاتور تاركين الذى يسعى للسيطرة على النظام الكونى بأكملة .. لقد قبض جنوده على الأميرة التى أرسلت شفرة إلى كنوبى الذى يعتبر أعظم المحاربين القدامى كما ينقذها من أسرها .. إنه يعيش في عزلة انتظارا للحظة الثأر من الديكتاتور.. ويتولى لوك سكايووكر وكنوبى المقامرهان سولو الذى يمتلك سفينة فضاء حربية عملية انقاذ الأميرة والتخلص من تاركين.. إلا أن مساعدة وارث فادير يتمكن من الهرب..وفي الجزء الثانى تهجم جيوش فادير المتقدمة على معسكر الأميرة وتدمره مما يدفع بها أن تهرب مع هان سولو وولتر وووكى أصبح فادير يتلقى أوامره من شبح الديكتاتور تاركين الذى مات في الجزء الأول الذى يأمره أن يسعى للحصول على لوك الذى يعرف سر القوة كى يحكما معا الكون بأكمله .. ويظهر أيضا شبح كنوبى للفتى كى يطلب منه أن يلتقى بيودا ليتعلم الحكم والحكمة، وأن الانتصار على الخصم مرده إلى القوة المعنوية قبل المهارات المادية .والصديقان هان سولوولوك لا يلتقيان في الجزء الثانى سوى مرة واحدة بعد ان تولى الأول انقاذ الثانى في الصحراء – ففي رحلتين طويلتين يذهب كل منهما لهدف ما .. هان يهرب مع الأميرة .. وعندما يتقابل الصديقان مرة ثانية يكون هان قد أصبح جثة مجمدة لا يتحرك فيها سوى العقل .. ويكتشف لوك أنه ينحدر من سلسلة أمراء، وأن عليه أن يصارع دارث فادير ويقتله ليقيم امبراطورية أساس الحكم فيها العدل .ويقول لوكاس إن الجزء الثالث من القصة (يمكن تسميته *انتقام الجيداى* الذى سينتهى فيه لوك أو دارث فادير إلى الذهاب بعيدا عن هدفها النهائى. وسوف تنتهى الأجزاء الثلاثة باعادة بناء الجمهورية- وبالنظر إلى الشكل العام لهذا المسلسل سنلاحظ أنه يتشابه مع المسلسل الفكاهى (المفتش كلوزو) .. فبعد (الفهد الوردى) والفهد الوردى يهاجم مرة أخرى ثم (انتقام الفهد الوردى) – نرى نفس الأسماء في مسلسل (حروب النجوم) .. ونحن لا نريد عقد مقارنة بين شخصيات لوكاس.. لكنها شخصيات متقاربة من حيث أنها مصنوعة أساسا للتسلية.. وهى غير قابلة للفناء.. فمهما تعرضوا للاخطار والمتاعب فإنهم يعودون لمواصلة نشاطهم مرة أخرى. وهى امتداد للشخصيات التى صنعها والت ديزنى .. وان كانت شخصيات لوكاس الرئيسية تواجه عاملا أشد ضراوة .. لكنه كما أشرنا ليس شديد الشر.. فبالرغم من مئات النيازك التى تحيط بسفينة الفضاء التى يقودها هان سولو فإن واحدة منها لا تصطدم بالسفينة، أما ذلك النفق الهائل الضخم الذى استقرت فيه السفينة لفترة من الوقت فلم يكن سوى عنق طويل لحيوان ضخم من حيوانات الفضاء . أما آليات المشاة فمصنوعة بشكل كاريكاتورى يبعث على الضحك اكثر من مبعثها للخوف، وعندما تسقط أرضا فإنها تسبب ارتياحا أكثر- اما الإنسانان الآليان الذى قال بعض النقاد إنها تجسيد (تخيل علمى) لكل من لوريل وهاردى. فإن لوكاس يعتبرهما البطلين الحقيقين لهذه السلسلة ( انهما يمثلان العنصر الفكاهى في هذا الفيلم، وهما يشكلان ثنائيا مثل لوريل وهاردى وهو اختيار يمكن به اثبات أن الروبوتات يمكنها أن تبدو بشرية مثل الإنسان)وجورج لوكاس الذى قام بتأليف هذا المسلسل وأخرج أول أجزائه وتولى بنفسه انتاج خمسة أفلام أخرى لم يرغب في أن يشترك في اخراجه هذه المرة، وجاء بمخرج من جيل الستينيات لم يقدم اية فيلم يحمل سمة الجودة ضمن الاثنى عشر فيلما التى اخرجها، وأقبل على هذه المغامرة مع لوكاس الذى بدأ أنه تسلط تماما على مخرجه في إدارة فيلمه بنفس الخدع والتصوير المبهر.. والمونتاج البالغ الاتقان.. بالإضافة إلى نفس الجو العام الذى ارتبط بالفيلمين .. وقد حاول لوكاس أن يستفيد من الأخطاء التى وصمت فيلمه الأول، فجاءت المعارك في المرة الثانية ليست صراعا بين أطراف بقدر ما هى منبع صراعات تجذب انتباه الجمهور.ومن هنا يتضح أن لوكاس لم يكن صادقاً تمام حين أعلن أنه لن يخرج أيا من اجزاء أفلامه التالية ( لقد بلغت هدفي وذلك بأن أبين للشباب أن اكتشافها لا يعد مغامرة علمية فقط ولكنه اكتشاف عاطفي وشاعرى فإذا رحل أحد الملاحين يوما إلى المريخ فسوف يقول لقد فعلت هذا لأننى آمل أن أقابل ووكى وعندما يحدث فسأكون سعيداً)ترون ( 1981) Tron:هذا الفيلم أحدث انقلاباً تاماً في صناعة السينماقال خبراء صناعة السينما أن هذا الفيلم قد أعلن قيام السينما الالكترونية، فبعد السينما الصامتة و السينما الناطقة ها هو عصر جديد، وبعد أن كان المخرج يجلس فيه أمام الشاريو ليدير فيلمه عليه الآن يجلس أمام وحدة تحكم اليكترونى ليقدم الصورة والموضوع الذى يسعى اليه. لن يكون هذه المرة مجرد مخرج، وانما واحد ممن لهم الخبرة بادارة الكمبيوتر..الفيلم الذى بدأت به صناعة السينما عصراً جديداً اسمه * ترون* تم انتاجه عام 1981، من اخراج * ستيفن سبيلبرج* وفي عام 2011، اى بعد ثلاثون عاماً محاولة، تم انتاجه مرة أخرى . بعد أن تطورت السينما الاليكترونية إلى ما نعرفه عنها اليوم، لكن حديثنا سيكون عن الفيلم الاول الذى أحدث انقلاباً في السينما، وقدم عصراً جديداً، وصار من الضرورة أن يتحدث عن العصر الذى سيمثله، اى أنه من أفلام الخيال العلمى، ليس الخيال التقليدى المتعارف عليه، قدر ما هو يدور في اجواء المستقبل اليكترونى، فقصته بالغة البساطة. خاصة ان الشركة التى انتجته هى * والت ديزنى* التى قدمت من قبل أعظم افلام الرسوم المتحركة وروايات خالدة من أدب التخيل العلمى مثل * 20 الف فرسخ تحت البحار* .ورغم أن السينما الاليكترونية قد بدأت، الا أن العنصر البشرى لا يزال موجودا يدير هذه الافلام، فرغم أن ملصقات فيلم *ترون* تحمل في ذيلها اسم ستيفن ليسبرج كمخرج الا ان منفذ الفيلم الحقيقى هو * ريتشارد تايلور* الخبير الالكترونى الذى لم يتعد الثالثة والعشرين و *هاريسون اللينشو* المنتج الفنى للفيلم، يقول تايلور أن كل صورة من الفيلم تتكون من مليون نقطة مضيئة بالألوان، وكل نقطة منها مترجمة من أرقام كودية، وأن الكمبيوترلا يمكنه فقط قراءة الصورة، ولكنها قراءة وتسجيل للذاكرة البشرية، جاءت الفكرة في أول الامر أن الاشرار في الفيلم يجب أن يكونوا باللون الازرق، أما الاخيار فيتلونون بالاحمر أو الاصفر، ووجدنا أن علينا أن نقلب المفهوم . فالاحمر بالنسبة للكمبيوتر يقلب الالوان، أما الازرق ، قياسا إلى الأحمر فهو لون رقيق محايد، اليوم يمكن للكمبيوتر أن يخلق كل شئ، حتى وجه *مارلين مونرو* .ولأن السينما الالكترونية ( الرقمية) يمكنها تخزين الذاكرة فإن صناع هذه السينما يقولون انه يمكن انتاج افلام جديدة نرى فيها نجوم السينما القدامى بشحومهم ولحمهم مثل * مارلين مونرو* ، كلارك جيبل، أنور وجدى ، وعبد الحليم حافظ* .أما اللينشو فهو في الثامنة والثلاثين، يقول أن الكمبيوتر يمثل المستقبل، هناك فقط مشكلة واحدة هى أن التحديات سوف تخلق التخيل في المستقبل.وقصة الفيلم كما سبقت الاشارة بسيطة، فهى في الغالب قصة أخيار وأشرار، وقد أختار صناعه عنواناً يمثل النصف الثانى من كلمة * اليكترون* .القصة حول الصراع الازلى بين الخير والشر وتنتهى بفوز الطرف الاول، فهناك ساحر يناضل ضد الأله التى صنعها ثم تمرد عليها، هذا الساحر هو الانسان، وهو الشرير، أما الأله فهى الكائن الطيب ، هذا الرجل يقوم بتغذية الاله ويراعيها لكن برامجها تتغير فجأة.ليس في الفيلم ممثلون معروفون أو نجوم عهدنا رؤيتهم في * أفلام التخيل العلمى* التى غزت الشاشة طوال عقود القرن العشرين .يقول مخرج الفيلم: هناك خمس عشرة دقيقة كاملة من فيلمى لم تحسها يد بشرية يقول أنه لم يكن هناك عاملون تقليديون ، فهناك سيناريو بسيط قام بكتابته وجلس مع التقنيين أمام الشاشة يديرون بعض الممثلين أحياناً لكن كان على الكمبيوتر أن يؤدى الدور الأكبر. ففي أحد المشاهد التى أستغرقت سبع ثوان فقط تم عملها في أربعين ساعة ، وكان وراءها ستة من التقنيين، وعشرون مساعداً وثمانية فنان تشكيلى وعشرون مسؤولاً عن الكمبيوتر .وجاءت النتيجة غريبة، فالتجربة قد نجحت. والفيلم صار متعة للعين، واعلن النقاد أن عهداً جديداً من عصور السينما قد بدأ ، وقيل أنذاك أن الفيلم *ترون* هو أول افلام القرن الواحد والعشرين، مما دفع بالشركة المنتجة إلى اعادة التجربة في عام 2011 في فيلم يحمل نفس الأسم *ترون*..ماكس المجنون (1982) Mad max:غدا. أو بالتقريب داخل سفر رؤيا. هناك مركز ذرى. مركز فخم ، مركز وقود. الأرض. منكمشة. صحراء. محترقة، مجموعة صغيرة من الرجال والنساء والاطفال. محاصرون بصراخ فلول الحيوانات والعربات المصفحة والمركبات على طراز فيلم *ركوب سهل* وسط الشمس . يبدأ عصر جديد من الظلام. ولكن بدلا من الفاندال والهون ها هم البيكى او المجانين.القراصنة الجدد الذين يعيثون في الأرض فساداً . فلا قانون فوق الأرض. أو فوق ما تبقى منها. فجأة يظهر رجل ذو نظرة زرقاء فولاذية، وجه صارم اشعث الشعر، له خصلة شقراء انه وحده على قمة عربة اسطورية، وسط الضجيج والغضب. يتدفق في اسطورية السينما انه ماكس المجنون. يعود مره أخرى.*ماكس المجنون* عرض منذ عامين. وحقق مفاجأة غريبه في مهرجان افورياز. خان التوفيق لجنة التحكيم في فهم قصة شرطى المستقبل. أو فارس الغد الذى قتل راكبى الدراجات البخارية زوجته وابناءه .ظهر * ماكس المجنون جــ2* . الأقل حوار والأكثر حركة. ينزلق على المنحدر الجليدى في مهرجان افورياز ويهز شجرة الجوز وينال الجائزة الكبرى . عمل جميل للمخرج جورج ميلر شاب صغير هادئ تبدو له نفس أفكار أونوريه دى بلزاك.انه استرالى . من طراز سبيلبرج ولوكاس. من نفس الجيل مجنون بالسينما مثلهما ، تأثر بافلام روجر كورمان وسرجيو ليونى في أفلام الغرب الاسباجيتى وكوروساوا وأفلام الترحال . وأفلام الحركة في السبعينيات وكذلك فيلم * الطفل المتوحش* لتريفو.. فمن أجل عيون طفل له جلد حيوانات .. مسلح بسهم مرتد بتصرف كمحترف . لايعبر عن نفسه سوى بهمهمات وتشنجات اشبه باسطورة مامس، كمحارب الطريق، كل الأنواع تختلط : الرعب، المطاردة، الحركة.يقول جورج ميلر بصوته الرقيق الذى يختلف عن عنف قاطعى الطرق * أثناء اخراج ماكس المجنون في الولايات المتحدة .. قابلت جوزيف كامبل مؤلف * أبطال بألف وجه* عالمى متخصص في سينما الشباب وعلى دراية تامه بعلم الاساطير متعمق للغاية، ودارس بطريقة تؤكد أن ثقافته قادمة * الياذة* هوميروس إلى *صخرة* جون فورد مروراً بالساموراى السبعة. عالما أننا سوف نعمل في دنيا أسطورية ليصبح ماكس نموذجا لكل هذه الثقافات وتلعب الميثولوجيا المثالية دورا رائعاً : بالنسبة لماكس والشخصيات الاخرى.ففي ماكس الأول يواجه فرسان الليل وعصاباته فرسان القدر. تتوالد الروائح النتنة التى تنبع من عفونة مستقبل مجتمع صناعى قريب. يقول الراوى. عند افتتاح *ماكس المجنون 2* (تولد مدن الانابيب الفولاذ في الصحراء. الان فانها تختفي . تتلاشى) الطرق تصبح متاهات يتواجه فيها المصارعون . الباقون على قيد الحياة في مجتمع مات منذ قليل . وقوى الشر الابدى من ناحية أخرى فان *ماكس المجنون 2* ينتمى لافلام الغرب بصورة واضحة . يقول جورج ميلر : * في استراليا قامت حضارة السيارات مثلما في الولايات المتحدة ، واشتعلت نيران الحرب* ولكن بدلا من الجياد فنحن في الدنيا السيارات والدراجات البخارية. يمتطى * ماكس لون رانجر* جوادا أسود رائعا ويقوده نحو المطارده الثامنة*راندولف سكوت. جارى كوبر. هنرى فوندا.. كم مرة رأينا هذا الفارس القادم من بعيد . حاملاً في داخله سراً غريباً . متشرداً . وحيداً . يجد نفسه مرغما أن يحارب مجموعة من المرتزقة . يتعلق الأمر بالباقين على قيد الحياة في مجتمع ريفي وزراعى . يؤسسون مدينة حول نبع مياه ويدفعون عنها الخطر ضد الهنود أو الفرسان . حسنا . بعد أن يدافعون عن أرضهم . تنظم المجموعة نفسها داخل قافلة وتحلم بالرحيل نحو الغرب . إلى بلاد اللبن والعسل. أرض الرخاء كاليفورنيا أو كوين لاند .في * ماكس المجنون* يقدم النضال نبع مياه يصبح بئر بترول . هذا الذهب الاسود الذى غير العالم والذى اختفي من على سطح البسيطة ( هنا. يحترق بالاطنان) يمكن ان نسمى الفيلم *هجوم فورت جازولين* .. *الهنود . الهنود انهم يهجمون* العربات تنقلب وتشكل دائرة وسط الصحراء . يتسلح كل أفراد المعسكر . انها العوده إلى عصر التقنيات والتسلح بالنار والرصاص والاسهم المرتدة والملابس المجنونة. وقطع الغبار. جلد ، سلاسل، ريش *الموهيكان الاخير* يتقابل * حرب النجوم* . في قلب الحرب ذو الرأس الخرافية . وزعيم الاشرار الذى يرتدى قناعاً وصلعة دراث فادر في * حرب النجوم* . يقول ميل جيبسون الذى أدى دور ماكس و أحد أبطال * جاليبولى* .. أنه شخص ذو بعدين، انه نموذج رائع لحيته لا يزيد عمرها عن خمسة أيام* .. سأل ماكس المجموعة * أتودون الخروج ؟ أنه يحب ان يتكلم وحده . خمسة عشر شخصا يظهرون في * ماكس المجنون 2* . انه كلينت استوود في أفلام سرجيو ليونى.يستكمل جورج ميلر : هناك عشر صور من الحوار مقابل مئات الصفحات من السيناريو هذا يفرض ان يكون للفيلم ايقاع دقيق للغاية. خطتنا في * ماكس المجنون* ان نضم مائتى مشهداً من الاسقاط .. اسبوعان من العمل 80 عربة ، شاحنات ، هليوكوبتر ، خمسة جرحى من البدائل، 40 عربة ودراجة بخارية.وكاميرا تساوى 140 الف دولار ضاعت في الهواء .أول أفلام جورج ميلر ملأته الأخطاء ولا يحتمل المشاهدة . بعد ماكس المجنون – الأول – عزل نفسه في منزل وبقى مع أحد اصدقائه كى يكتب سيناريو جديداً . وليس بعيداً عن المنزل . فوق برزخ وستبورت باى أقيم مصنع بتروكيماوى صغير. * لنتخيل معمل تكرير صغير معزول في عالم ينهار وسط المياه. يدور كل شئ في سفينة . استراليا هى الصحراء والطريق. السيارات البالغة السرعة التى تصور بكاميرا أكثر سرعة فوق الأرض يعود ماكس المجنون . لكن أين؟ رجل وحشى . ذو عضلات . مقنع . انسان شرس . يقول للطلائع لنصنع السلام . هناك كثير من العنف والالام .. *يتكلم عبر قناع دارث فادر بصوت جاك بالانس ومع هذا نشعر ان العنف الذى يدور وسط الفيلم ليس سوى انشودة مارى بوبنزيحتج ميلر: ولكن العنف موجة الموضوعات . العربات . الدرجات البخارية. كاميونات، الناس تتساءل عن معنى العنف في * ماكس المجنون* هناك الاحساس بالعنف طيلة الفيلم خاصة في شريط الصوت الذى صنع بعناية. أما بالنسبة للايقاع والموسيقى فالفيلم بالنسبة لى يرتبط بمستوى المشاعر والحس وليس بالفكر والموضوعية فيلم مثل * ماكسالمجنون* يحقق حلما أو كابوسا يسمح بتجسيد مخاوفنا واسرارها .قبل أن يأتى إلى السينما عمل جورج ميلر طبيبا، عمل في الاسعافات داخل مستشفي كبير كان على صلة يوميا بما يدور من حوادث هل الطريق . ومن ناحية أخرى فالعنف يكمن . في الطبيعة البشريةعن مجلة بروميير – أغسطس 1982ماى . تى E.T(1982)في أوائل عام 2002، وقبل الاستعداد العالمى لاعادة عرض فيلم * اى تى* بمناسبة مرور عشرين عاما على انتاجه، وعرضه الأول، قامت مجلات سينمائية عديدة، خاصة في الولايات المتحدة وبريطانيا، وفرنسا، بإصدار اعداد خاصة عن المخرج ستيفن سبيلبرج.وبدت هذه المجلات، كأنها تحتفي بهذا الكم من الأفلام المهمة في تاريخ السينما، وأيضا في ذاكرة الناس، وكان الغريب، ما قامت به مجلة *فيلم ريفيو* حين أختارت أحسن عشرة أفلام قام المخرج بتقديمها إلى الناس، كالتالى، من أسفل إلى أعلى:10 – هوك9 – إمبراطورية الشمس8 – حديقة الديناصورات7 – الفك المفترس6 – لقاءات قريبة من النوع الثالث5 – قائمة شندلر4 – إمبراطورية الشمس3 – صراع2 – حديقة الديناصورات1 – انقاذ الجندى ريانوكما نرى، فإننا أمام اختيار غير مألوف لا نريد أن نقوم بتعديله بناء على رؤيتنا لهذه الأفلام، فهناك أفلام تم اختيارها مرتين، وأفلام مهمة تم استبعادها من قائمة أحسن أفلام سبيلبرج ومنها بالطبع ثلاثة أنديانا جونز و اى تى ..اى انه من بين التسعة عشر فيلما التى أخرجها سبيلبرج بين عامى 1973 ، 2001 تم استبعاد نصف الأفلام تقريباً، من بينها أهم أفلام المخرج على الإطلاق في منظور الناس، هذا الرجل الذى قال في إبريل عام 2002 أنه قدم للناس أفلاما لترضيهم، لكنه لم يقدم الفيلم الذى يرضيه بعد، وأنه بصدد أن يفعل ذلك في المستقبل.هذه المجلة التى تجاهلت فيلم *اى تى * دفعت محررتها جودى سلوان الى عمل تحقيق عن فيلم *اى تى * في نفس العدد، ونشر في ست صفحات كاملة، وكأن ذلك اشارة أن للفيلم مكانه خاصة في سينما المخرج، وأنه يستحق بالفعل الاحتفال به.والفيلم الذى عرض في الولايات المتحدة مع نهاية شهر فبراير من نفس العام بطبيعته الجديدة، واضافات مختلفة،ظل في قائمة أعلى الايرادات لعدة أسابيع، وسط الأفلام الجديدة، ثم بدأ كل فيلم في التخلى عن القمة، كى يتيح الفرصة لأعمال أخرى..حتى الأن لم يتم الاحتفال بذكرى عرض أى فيلم آخر لنفس المخرج، من الاعمال الموجودة في نفس القائمة ومنها *الفك المفترس* و *لقاءات قريبة... * و *صراع..* وذلك بالطبع لأن لفيلم *اى تى* مذاق خاص .. مختلف..وهذا ما سوف نتعرف عليه ، هذا الفيلم الذى تكلف انتاجه 11.5 مليون دولار أمريكى، وحصد قبل عرضة الجديد في عام 2002 أكثر من 700 مليون دولار .. فترى أى فيلم هو !سوف نلاحظ أن هناك إمتدداً بين هذا الفيلم وفيلم *لقاءات قريبة مع النوع الثالث* سواء مسألة مخاطبة أهل الفضاء أو وجود مكثف للاطفال، والعزف على وتر الامومة ، وأيضا وجود طبق طائر قادم من أعلى، به مخلوقات محددة الهوية لا تريد لسكان الأرض أى شر، بل أنها تسعى للتوحد معهم .. ففي *اى تى * هناك طبق طائر يحوم حول الأرض في رحلة استكشافية غامضة، والقادم من الفضاء، والذى يتصرف كالأطفال، فيدفع الثمن أنه لا يستطيع اللحاق بالطبق الطائر عندما يحوطه الخطر، ويكون الثمن أنه يتوه في الأرض، ويتعرض للخطر، وكأنه نفس المصير الذى سبق للطفل بارى أن مر به .*اى تى * له نفس السمات الجسدية، والعمرية تقريبا، فبالاضافة إلى رأسة الاكبر قياسا الى حجم جسده، فأنه يتسم بعينين واسعتين، ورقبه طويلة، وهو أقرب إلى نسخة معدلة لما كانت عليه مخلوقات *لقاءات قريبة من النوع الثالث *وتكون المصادفة أن ينزل هذا المخلوق إلى مكان قريب، تسكن فيه أسرة أشبه بأسرة جيليان في الفيلم السابق، عدا أن الأم هنا لها ثلاثة أبناء هم اليوت (هنرى توماس)، وأبنة هى جريتى( درو باريمور) ثم مايكل (روبرت ماكنفتون) .المنزل الذى نزل به المخلوق القادم من الفضاء، يعيش فيه الأطفال الثلاثة مع أمهم، بعد أن هجرهم أبوهم إلى المكسيك، وعاش مع أم أخرى، وهؤلاء الصغار يتصرفون كأشخاص يحسون بقيمة المسئولية، فهم قادرون على تحمل غياب الأب، وهم اطفال لا يعانون من متاعب كبرى رغم غياب العائل.وإلى هذه الأسرة يأتى *اى تى* يبدو في البداية منفراً، فيصرخ اليوت حين يراه لأول مره، ثم يكتشف أنه أمام طفل أقرب إليه في الصفات، رغم الهيئة الغريبة التى شاهده عليها.ومنذ اللقاء الأول نكتشف أننا لسنا فقط أمام ثلاثة أطفال في أسرة واحدة، بل أن المخلوق الفضائى هو في حقيقة الأمر طفل رابع، صار عليه ان يحتمى بهم وان يدافعوا عنه، فالفيلم ركز على علاقة الصداقة التى نشأت في البداية بين اليوت وبين المخلوق القصير الصغير، ويحدث بين الصغار نوع من التوحد النفسى حين تتلامس أصابع كل منهما، يشع من المخلوق ضوء يعكس ما يتمتع به من قدرات غير عادية.وشيئا فشيئا يدخل *اى تى * الى حياة الأسرة فتتعرف عليه الاخت جريتى التى تفزع منه في البداية، ثم يأتى دور الأخ الأكبر مايكل، يتفق الثلاثة ان يتكتموا خبر وجود هذا المخلوق عن الأم حتى لا تضطر إلى إبلاغ الشرطة بوجوده في منزلها.في الفيلم تتكشف رؤية سبيلبرج للاطفال على أفضل ما يكون في أفلامه، فالصغار هنا هم الأشخاص الرئيسيين، أما الأم فتنزوى عن الأحداث، ويبدو وجودها ثانويا قياسا إلى العلاقة الحميمة التي تنمو بين الأطفال، والصغير القادم من كوكب بعيد.وبعد أن تنمو العلاقة القوية بين الاشقاء الثلاثة وبين *اى تى* تتسع دائرة الاطفال، فيأتى أصدقاء الحى، والمدرسة، ويتكتل الصغار حوله، يتفاهمون معه ويحاولون أن يعلمونه بعض الاشياء الصغيرة، مثل استخدام التليفون على سبيل المثال، كما أن الاطفال يحاولون حمايته من أى اخطار، ويحرصون على عدم تسريب خبر وجوده خارج دائرتهم الصغيرة، خاصة عن الأم مارى.ويقول رؤوف توفيق في مقال عن الفيلم، نشرة بمجلة الدوحة(أغسطس 1982) * لا تملك كمشاهد طوال تلك اللحظات سوى الضحك والدهشة من تصاريف الاطفال وخفة ظلهم، وفي نفس الوقت الاحساس بالقلق على هذا المخلوق العجيب، بعد أن تعودت على شكله الغريب، وحنينة الجارف للعودة إلى اهله وبيته.. انه يردد دوما كلمة *البيت*لذا فان اليوت يحاول إن يجد وسيلة اتصال بالعالم الخارجى، حتى يتمكن *اى تى * من التواصل مع عشيرته، ويتمكن اليوت إن يجمع بعض النفايا غير المفيدة في المنزل، من اجل عمل هوائى خاص، يتمكن من تركيبة فوق التل المرتفع، وييأس *اى تى* بالفعل من التواصل الأولى مع اهله الذين يسكنون على مسافة طولها عدة سنوات ضوئية، لكنه يفشل، ويحدث توحد جديد بين الصبى اليوت، ومخلوقه ، فكلاهما محروم من الأب، لكن *اى تى* اكثر غرابة لذا فانه يصاب بالمرض، ويعجز الاطفال عن علاجه.ويصل التوحد إلى قمته بين الاثنين، فاليوت أيضاً يصاب بمرض مشابه، ويفقد الوعى، بعد أن يتم القبض على المخلوق، وإيداعه مكان سرى تحت الرعاية والفحص الدقيقويبدو السيناريو الذى كتبته ميلسيا ماتيسون بالغ الذكاء، وهو يعزف على هذا التوحد المتولد بين الاثنين، فعندما يسترد *اى تى* وعيه، فان نفس الأمر يحدث بالنسبة للصبى، ويسرع إليه مع أخوية، وبعض الأصدقاء ويقومون باختطافه بهدف أنقاذه من معاناته، والعمل على اعادته إلى أسرته.ويعزف الفيلم على مشاعر عديدة متأججه، أهمها إن *اى تى* ابن يتوق إلى اسرته، ما يجسد من مشاعر الحب القيمة بين *اى تى* والمشاهد نفسه، فنحن امام ابن بار، يسعى إلى الاتصال بأبوية بأى ثمن، وإذا كان الاب قد هجر أسرته إلى المكسيك من اجل امرأة أخرى، فان سكان الفضاء اكثر تماسكا، وهم بالفعل سيرسلون طبقاً طائراً جديداً من اجل استعادة طفلهم، وسط مطاردات، حاول سبيلبرج إن يخفف من حدتها في الطبعة الجديدة من الفيلم التي عرضت عام 2002.ومشهد المطاردة التي قام فيه الاطفال بالهروب من رجال الشرطة وآلياتهم يجعل من الصغار أبطالاً حقيقين، ويوسمهم بالشجاعة، ويجعلنا نراهم مليئين بالاقدام، والقدرة على المغامرة والدهشة، حتى يأتى الطبق الطائر، وتحين النهاية، فيودع اليوت صديقة، وكل منهما تغالبه الدموع، ويردد باللغة التي تعلمها من اليوت أنه سيعود إلى *بيته*.سبيلبرج يصنع فيلما اسريا في المقام الأول، فالاطفال البشر يحمون منزلهم والطفل *اى تى* لا يحس بقيمته إلا في منزله، في الكوكب البعيد، وتلك سمات واضحة في افلام المخرج، خاصة التي بها أطفال ، لكن هذه السمة بدت أكثر تجسيما في * اى تى*.ونتيجة لأهمية الفيلم، وتعاظم قيمته، ومثلما فعلت محررة مجلة * فيلم ريفيو* إن خصصت صفحات زائدة للحديث عن الفيلم، فإننا سوف نحكى القصة على طريقة كتابة الروايات للشعور أكثر بالقيمة التي يتسم بها الفيلم.المدينة تكاد ان تنام في حضن الليل..لذا فان أحدا من سكانها لم يشاهد سفينة الفضاء التي نزلت من أعلى السماء، وهبطت ببطء شديد واختارت غابة صغيرة للنزول فوقها ..وبمجرد أن هبطت سفينة الفضاء .. حتى فتح بابها السفلى وخرجت منه مخلوقات فضائية أشبه بالأشباح، ووسط الليل الداكن راحت الاشباح القصيرة تتحرك في الغابة تقطف عينات من النباتات والأزهار التي تملأ الغابة..لا تزال المدينة نائمة ويبدو كل شئ ساكنا، والمخلوقات الفضائية تتقدم في حذر وسط أصوات العصافير ونقيق الضفادع .. وتقطف من النباتات عينات يضعونها في حقائب صغيرة..لكن فجأة امتلأت الغابة بأضواء مبهرة.. وظهر جنود الجيش الذين جاءوا يفتشون عن سفينة الفضاء التي التقطتها شاشات الرادار..وانقلب المكان وسادت فيه الحركة.. وامتلأ بالارتباك والضوضاء فهناك دبابات ومصفحات وأجهزة لاسلكى، وقائد يطلب من جنوده إن يقبضوا على الغزاة ..واحس الغرباء بالخطر الذى يتهددهم.. فأسرع قائد المجموعة الفضائية بتوجيه الأمر لمساعديه إن يعودوا بأقصى سرعة إلى المركبة الفضائية..وبأسرع من البرق.. كان الغرباء قد عادوا إلى سفينتهم.. وأغلقوا الباب وتأهبوا للرحيل***وبنفس السرعة ارتفعت المركبة الفضائية إلى السماء وشقت السحاب، ثم أختفت عن العيون..وفجأة تنبه قائد المجموعة الفضائية إن مجموعته غير كاملة.. ومع ذلك استمرت المركبة في الاندفاع نحو الفضاء البعيد.. أنه يدرك تمام صعوبة العودة من أجل انقاذ عضو كسول .. ثم انه يعرف تماما كيف ينقذه في الوقت المناسب ..مسكين ذلك العضو الكسول ..فلم تساعده اصابعه الطويلة، أو اقدامه المفلطحة على الجرى ليلحق بأصدقائه .. لذا وقع وسط الأحراش ولم يتمكن أحد من رؤيته.. فرفع يده في الهواء يائسا بحركة مالبثت أن تحولت إلى إشارة وداع ..انه اى .تىالمخلوق القادم من الفضاء .. الذى يبحث عنه رجال الشرطة في كل مكان .. لذا راحوا يملأون المنطقة بحركاتهم لعلهم يعثرون عليه .. انهم يعرفون إن كائنا غريبا هناك..راح القزم الصغير يتحرك ببطء وتثاقل وهو يبحث لنفسه عن مكان آمن في تلك القرية الصغيرة..وبسرعة أدرك أن الفجر لو اقترب فسوف يتم اكتشافه والقبض عليه .. لذا دخل أول منزل أحس أنه سيكون آمنا بالنسبة له ..***كان خبر المخلوقات الغريبة التي حطت في الغابة قد انتشر في بيوت القرية الصغيرة.. لذا جلس اليوت يتحدث مع اخته عن شكل هذه المخلوقات وخطورتها ... فقال لأخته:- انهم عمالقة .. يمكن لأى واحد منهم إن يهدم بيتا بيده .. ويمكن أن يأكل انساناردت أخته :- لا داع لهذا الهراءات.. هيا إلى النوم من أجل الاستيقاظ مبكرا..وانسحب اليوت إلى غرفته .. لكنه سمع فجأة حركة .. في بادئ الأمر كذب أذنية . ثم تسلل إلى الحديقة . فأحس بالصوت أكثر وضوحا.. لذا سرعان ما عاد إلى أمه، وقال وقد تهلل وجهه بالفرح:- وجدته .. انه في غرفة المخزن..لم تصدق الام ابنها . فهو يبتسم بدلا من إن يصاب بالرعب .. سألته أخته :- سوف يأكلك ...ضحك اليوت وقال : لا ... انه صغير .. أصغر منى ...سألته : هل رأيته ؟..رد: اعتقد هذا .. ولأن اليوت لا يكذب أبدا . لذا سرعان ما تسلح جميع أفراد الأسرة بكل ما أمكنهم الوصول إليه من أدوات حادة، وأسرعوا نحو المخزن ..وعندما فتحت الأم الباب خيل لها أنها سمعت صوتا غريبا .. لذا طلبت من أولادها أن يقفوا بعيدا ودخلت تبحث عنه .. ولكنها لم تعثر على شئ..قالت وهى تتنهد خارجة : الحمد لله .. انها خيالات .. هيا إلى النوم ..وانسحب الجميع مرة أخرى إلى أسرتهم .. واليوت على يقين أن هناك شيئا ما في منزلهم .. وسرعان ما صدق إحساسه فانه بمجرد إن دخل غرفته رآه..مخلوق غريب الشكل ، قصير القامة، طويل اليدين والاصابع. واسع العينين ورغم بشاعة شكله .. إلا إن اليوت أحس في هذين العينين الواسعتين بالطيبة. لذا لم يصرخ . وظل يحملق فيه .. ثم أقترب منه فرآه ينظر إليه بحنان غريب ..حاول أن يتكلم معه .. فلم يفهم لغته ..ولكن القزم الصغير رفع يده، وأشار نحو السماء . فسرعان ما فهم اليوت مقصده ..أحس اليوت أن صديقة في خطر . وأنا عليه أن يحميه، وأن يخبئه في غرفته حتى يتمكن من توصيله إلى أهله .. في الفضاء .. ورغم أنه لا يعرف كيف، لكنه أحس أن صديقه القزم لديه الطريقة ..***راح يشير إليه بيده .. حاول أن يفهمه، لكن الأمر بدا صعبا عليه . سأله :- هل انت من سكان الفضاء؟..ابتسم القزم الصغير، وهز رأسه بالايجاب ..حاول اليوت مرة أخرى وقال :هل أنت من جاء في أطباق طائرة إلى هنا ....؟هز القزم رأسه مرة أخرى .. ورفع اصبعه الطويل .. لم يفهم اليوم ماذا يقصد .. فراح يستفسر منه : ماذا تقصد؟..ظل القزم يرفع اصبعه الطويل .. احتار اليوت وهو يسأل نفسه: ترى ماذا يقصد ؟.. تنبه فجأة وقال :- تقصد طبق طائر واحد ...هز *اى .تى* ( وهى حروف مختصره تعنى المخلوق القادم من الفضاء) رأسه وهو يبتسم .. ثم سأله من جديد :- هل هناك زملاء لك في مكان قريب؟ببؤس شديد هز رأسه بالنفي .. فشعر اليوت بالالم وراح يؤكد لنفسه إن عليه إن يساعدهبأى طريقه .. فراح يسأل نفسه : ترى كيف أساعده ..؟ وهل سأنجح في ذلك؟...***أول شئ فكر فيه هو أن يشرك أخوته معه في هذه المغامرة . وان يعمل ثلاثتهم على اخفائه بعيدا عن الخطر .. لذا أسرع إلى غرفة أخيه وحكى له الأمر .. ثم أسرع إلى غرفة أخيه .. وبعد دقائق قليلة كان الثلاثة أمام * اى .تى* وجها لوجه.ورغم أن الصغيرة صرخت، فانها كانت أول من أخفي الحقيقة عن امها حين جاءت تسألها عن سبب صراخها ..وطوال أيام ثلاثة بدأ الاشقاء في محاولة التسلية عن صديقهم اللطيف الذى راح يلاعبهم ويضاحكهم .. لكن شيئا من الحزن ظل يرتسم على وجهه .. انه ينظر دائما إلى السماء، ويتمنى أن يعود إلى هناك ..وأصيب فجأة بالمرض .. ولم يستطع الحركة .. وتغير لون بشرته . وتأوه بصوت مسموع، وعبثا حاول الصغار معالجته .. إلا أن حالته لم تتقدم . لذا أقترح اليوت عليهم:- علينا إن نخبر ماما بالحقيقة . فقد تستطيع أن تساعدنا ..وعندما شاهدت الام المخلوق الغريب، لم تصدق عينيها، وقبل أن تقترب منه، تحول البيت كله إلى خلية نحل حقيقية..ففجأة، اقتحم رجال الشرطة المكان .. وسرعا ما أحاطوه بأنابيب ضخمة من البلاستيك الشفاف ذات الممرات الطويلة .. من أجل عزل المنزل عن القرية كلها .. خوفا من التلوث . وامتلأ البيت بعشرات الاطباء والعلماء الذين راحوا يدرسون هوية هذا المخلوق الغريب . وأكتشفوا أن حالة أى.تى ميئوس منها .. وانه يقترب من الموت دون أن يستطيع احد انقاذه ..وسكنت حركة المخلوق نهائيا .. فغطوه بالثلج كى يستريح قليلا .في هذه اللحظة تسلل اليوت إلى حيث يوجد صديقة القزم .. وبدأ يزيح الثلج .. ثم أخذ يدلك أصابعه الطويلة.. وفجأة توهج أصبعه، وصرخ اليوت من الفرحة:- انه حى .. اى تى حى ... الحمد لله***وهلل الاصدقاء جميعا. اليوت وأخته وأصدقاء المدرسة. أحس جميعهم بالتعاطف مع هذا الحيوان الطيب الذى لم يؤذى أحدا .. ويحبهم جميعا ومع هذا فالاخرون يريدون به شرا.قال اليوت لصديقه سام :- علينا أن ننقذه من هذا الجو النفسى..رد سام : اعتقد إن السبب حالته هو بعده عن أهله وبنى وطنه ..قال اليوت : تقصد كوكبه .. فاى تى ليس من أبناء كوكب الأرض .. انه قادم من أعلى .. من كوكب بعيد تسكنه مخلوقات لها شكل مختلف. ومع ذلك فهم متقدمون كثيرا.. بدليل انهم استطاعوا الوصول إلى الارض قبل أن نصل نحن اليهم ..سألت الاخت الصغيرة أخاها اليوت :- هل تؤمن حقا إن هناك أطباقا طائرة ؟رد اليوت : طبعا .. وفيها مخلوقات عاقلة . وقد شوهدت الاطباق الطائرة في أماكن عديدة من العالم . وأعترف بها العلماء ورؤساء دول ..رد اليوت : أجل .. فقد قرأت إن الرئيس كارتر قد شاهد يوما أحد هذه الاطباق وأكد وجودها ..تدخل الصديق وقال : ليس لدينا وقت للحوار .. علينا إن نهرب بأى طريقة، بصديقنا القزم قبل أن ينتبه أحد إلى خطتنا .وبعد قليل، أسرع اليوت بحمل صديقه القزم، وهرب به خارج المكان .. بينما أسرع وسام ورالف واخته بتجهيز مجموعة من الدراجات كى يمكنهم الافلات من المطاردات التي تلاحقهم .***وقبل إن يركب اليوت الدراجة راح يلف اى تى في ملاءة بيضاء . ووضعه في سلة صغيرة في مقدمة الدراجة.. واسرع يقودها يتبعه اثنان من زملائه ..وعلى الفور بدأت المطاردة بين رجال الشرطة والاطفال .. وركب رجال الشرطة سيارات سريعة . أما الاطفال فكانوا يقودون دراجات صغيرة..واقتربت الدراجات من قرص الشمس وهى تتحرك .. لقد استطاع صديقهم القزم إن يؤثر على الدراجات بقدرته الخارقة ورفعها إلى أعلى .. قريبا من السحاب .. من أجل انقاذهم وانقاذ نفسه ..ومثلما استطاع إن يرتفع إلى أعلى ,, استطاع إن يهبط بهم إلى اسفل .. وكانوا قد اقتربوا من الغابة ..في تلك اللحظات كانت سفينة الفضاء قد عادت مرة أخرى إلى الغابة واستقرت بين اشجار الغابة، وانتظرت اقتراب القزم الصغيرواقترب الأطفال مع صديقهم من سفينة الفضاء الطائرة واقتربت ايضا لحظة الوداعولم يصدق اليوت ابدا إن الوداع قريب إلى هذا الحد .. فسرعان ما نزل اى تى من فوق الدراجة وأخذ ينظر إلى اصدقائه .. ثم أقترب من اليوت ببطء وصافحه .. وطبع قبلة على جبينه ونظق لأول مرة ..- شكر يا اليوت ....ولم يصدق اليوت نفسه .. فصديقه يتكلم مثله .. أما أخته فقد أسرعت تقطف زهرة من أزهار الجيرانيوم وأقتربت من صديقها القزم، ومدتها له دون إن تتكلم ..ولاحظ أى تى الدموع في عينى صديقته فأمسك بالزهرة وضمها إلى صدره في حنان ..بينما قال اليوت :- هل انت راحل فعلا يا صديقى ؟...هز رأسه بتثاقل ولم يرد .. ثم رفع يده .. واضاء اصبعه من جديد بلون قرمزى جميل احس فيه اليوت بالحياة . وقال اليوت :- مهما ذهبت إلى أعلى .. فأننى باق هنا ..وقبل إن يبكى الاطفال كان القزم الصغير قد دخل سفينة الفضاءووسط دموع الثلاثة ارتفعت السفينة إلى اعلى .. ببطء شديد .. ثم اختفت فجأة وسط السماء ..وبقى الجميع يغالبون دموعهم التي انهمرت بشدة.الجهنمي (1984) Terminator:هل توقفت السينما، بشكل عام، عن تقديم أفكار جديدة؟قالوا أن الجزء الثالث من فيلم * الجهنمي * هو الفيلم الأفضل في صيف 2003 في عروضه العالمية، داخل الولايات المتحدة، وزعمت الإخبار المنقولة عن الفيلم إن صانعه جوناثان موستو هو أفضل بكثير من جيمس كاميرون الذي أخرج الجزئيين الأول والثاني من الفيلم.لا جديد بالمرة في الفيلم، مطاردات سيارات وبنادق تنطلق، وأشرار ضد أخيار وشاحنات تخترق بنايات، وقصص حب ساذجة، لذا فان الصالات التي شاهدت بها الفيلم، قد امتلأت بشباب صغير يتوافق مع أذواقهم كل هذا الصخب والعنف خاصة في مشاهد المواجهة الأخيرة، بين اثنين من الروبوت والبشر من ناحية أخرى ..أغلب هؤلاء الشباب لم يشاهدوا، في السينما، بالطبع الجزئين الأول والثاني من الفيلم، ولم يكتشفوا إن الفيلم الثالث هو لملمة أشلاء متناثرة تصور المنتج أنها جلبت المال الكثير عند عرض الفيلمين الأولين. أولها وجود الممثل ارنولد شوازنجر في دور * الجهنمي* وهو روبوت قادم من عام 2027 إلى القرن العشرين من أجل التخلص من المواطنة سارة دوجلاس التي سوف تنجب في عام 1984 طفلا سوف يكون قائد ثورة عالمية في القرن الحادي والعشرين.. ويجب التخلص من هذا الوليد، حتى لا تكون هناك ثورة أساسا ..الفيلم الأول الذي أخرجه كاميرون عام 1984 كان يحمل فكرة بالغة الأهمية بالإضافة إلى التقنية العالية التي تمتع بها الفيلم، فصنع نوعا صار نموذجا يحتذى به في سينما التخيل العلمي . فالروبوت ذو الصبغة البشرية هيومانيويد – اخترق الزمن، كي يصل إلى عام 1984، وقد تمت برمجته لقتل كل امرأة في المدينة تسمى سارة دوجلاس، وهو يتخلص منهن الواحدة تلو الأخرى، عد المرأة المقصودة التي يتولى حمايتها رجل (بشرى) قادم من المستقبل، من بين الثوار.هو إذن صراع بين الآدمى ، والالى وعلى هذا الأخير إن يطبع وينفذ الأوامر حسب برمجته، وقد صنع كاميرون هذا الروبوت لكي يكون بالغ القوة والشراسة لا يعرف اى نوع من المشاعر الإنسانية، ولذا فان التخلص منه كان صعبا، وبدت المواجهة الأخيرة ضد الجهنمي بالغة الشراسة والإتقان، انتهت بتفكيك أسلاك الروبوت وحرقه عن طريق الصدمات الكهربائية.وفي الجزء الثاني من الفيلم الذي قدمه كاميرون أيضا عام 1991، جاء الجهنمي مرة أخرى من المستقبل لحماية الصبى كونر، من رسول اليكتروني جديد أي أن الجهنمي هنا تمت برمجته ليكون *روبوت* طيب القلب، أما الروبوت الشرير فقد صوره الجزء الثاني المسمى *يوم الدينونة* على أساس انه قادر على أحياء نفسه مهما كانت محاولات التخلص منه، كما أنه قادر على أن يشكل نفسه في العديد من الهيئات البشرية، وهو قادر على اختراق الأسوار الحديدية، والجدران الأسمنتية، وبالتالي فمن الصعب التخلص منه.. وتدور بين الروبوتات معارك هائلة، تبرع التقنيات في تصويرها بصورة جعلت من هذا الفيلم نوعا يحتذى به في السينما العالمية.من الواضح إن السينما الأمريكية، قد عز عليها أن يتوقف عمل أفلام جديدة عن هذا *الجهنمي* خاصة إن شوارزنجر(57سنة) لا يزال على لياقته، ولم يفقد بريقه كنجم بعد، ولكن كاميرون قد توقف عن العمل تقريبا بعد نجاح فيلم * تيتانيك* فان إخراج هذا الجزء الثالث قد ذهب إلى جوناثان موستو وقام ثلاثة كتاب سيناريو بإعداد الفيلم، أو فلنقل اعادة نسخ أفضل ما في الفيلمين القديمين، لعمل توليفة غير جديدة اسمها * الجهنمى 3* أو * شروق الالات*إذا كان الروبوت قد جاء في الجزء الثانى عبارة عن رجل، له كافة الصفات المذكورة، فان الروبوت الشرير الجديد هو امرأة جميلة (كريستانا لوكن) ولانها روبوت، وشريرة، فهى تبدو خالية تماما من أى قدرة على التعبير كل همها أن تقتل جون كونر، والمرأة التي كانت ستصير زوجته في المستقبل، هذه الروبوته الحسناء، هى صورة طبق الأصل من الروبوت الشرير في الجزء الثانى من السلسلة لا جديد بالمرة في سماتها، وبالتالى فأننا أقرب إلى هذا الجزء من الفيلم نفس طريقة المشى، والعينين غير المركزتين، كما أنها قادرة على احياء نفسها بعد تدميرها، وهى لا تعرف الموت، باعتبارها آله، كما أن الجهنمى سوف يؤدى نفس الرسالة، وهى حماية ثائر الغد جون كونر، صار هنا شابا يافعا، غير وسيم ليست لديه النيه إن يصير من الثوار، وأيضا حماية كات (كلير دانس) التي ستصير زوجة له مع نهاية احداث الفيلم .هذا الجزء من الفيلم، هو صورة طبق الأصل من الجزء الثانى، الذى تكررت معالجته هنا، ونحن نتكلم عن الفكرة ، ومعالجتها، دون الالتفات إلى التفاصيل، أما ابرز ما تم أخذه من الفيلم الأول، فهو وصول الروبوت من المستقبل إلى العصر الحديث عاريا، وأول ما يحرص عليه هذا الروبوت هو الحصول على ملابس تغطية رغم أن هذا قد لا يدخل في دائرة اهتمامات الروبوت، ففي الجزء الثالث دخل الجهنمى إلى صالة عرض استربتيز رجالى، أمام مهووسات، فقام بالاستيلاء على ملابس عارض بالقوة .كما استوحى الجزء الثالث من الفيلم الأول فكرة إن الروبوت جاء من المستقبل حماية لماضى زعيم الثورة، بالاضافة إلى فكرة التخلص من الروبوت عن طريق تقطيع اسلاكة الكهربائية، ونزع رأسه عن الجسد، وتشويه ملامح الوجه، واستخدام المجال المغناطيسى في التشويش على اداء هذا الروبوت.كل الذى تم، إن كتاب السيناريو الثلاثة قاموا بصنع خلطة من الفيلمين السابقين كانا هو مونتاج جديد، ولو أن لدى الشركة المنتجة كومبيوتر متطور، لأمكن فعل ذلك بسهولة، دون اى حاجة لانتاج هذا الفيلم، فالجهنمى روبوت خال من التعبير يحمل الاسلحة نفسها، ويرتدى نفس الزى، ويركب دراجة بخارية مشابهة، ويجابه روبوت اكثر منه تطورا، باعترافه، فيغلبه تارة، ويتغلب عليه كثيرا، في تفصيلات لاهثه. شاهدنا مثيلا لها مرارا في * السلاح القاتل* و *ماتريكس* و *السريع والغاضب* ، فبدت هذه المطاردات كانها نسخة كربونية من بعضها، يخرجها متخصص واحد، يبرع في تنفيذها، فكأنها لا جديد فيها، مما يصيب المتفرج المحترف لهذا النوع من المطاردات بالبلاهة . لذا فان هذه الافلام تشد من يشاهدها لأول مرة، ويفسر سبب اقبال المراهقين على الصالات التي عرضت الفيلم.الشئ المختلف في الجزء الثالث، هو اختفاء الام سارة دوجلاس، حيث اشار الفيلم انها ماتت مقتولة في أحدى المعارك، وسبب اختفائها بالتأكيد إن الممثلة ليندا هاملتون التي قامت بهذا الدور في الفيلمين السابقين، كانت زوجة للمخرج كاميرون، وهى لم تعمل منذ ذلك الحين إلا في افلام تليفزيونية صغيرة.وقد بدا السيناريو كأنه خلا تماما من اى قدرة على الابداع، فالروبوت في الافلام الثلاثة يخلو من اى ذكاء صناعى، وهو موضوع محبب جديد في السينما مؤخراً، فهو لا يعرف التمرد، ويمشى على اساس برمجته، له امكانات هائلة في التحول، واعادة التكوين، والمشاجرات والطاعة العمياء، لكنه موجودا أساسا لخدمة الإنسان، وهو روبوت أحمق، عليه إن يقتل كل النساء اللائى يحملن اسم سارة دوجلاس في الفيلم الأول، ويقتل كل من له علاقة بالاشخاص المطلوب رقابها في الجزء الثالث، فالروبوته الشريرة، وأيضا الجهنمى، تمشى في المدينة، وتقود الشاحنات، وتطلق النار بناء على ما تراه أمام شاشته *مطلوب* ، *غير مطلوب* ورغم أن كليهما قادر على القتل بيديه الفولاذيتين فان كل منهما يستخدم المسدس لقتل البشر، كما أن الجهنمى الذى يعرف، من خلال البرمجه ان الروبوته لا تقتل بالرصاص، ولا بالرشاشات، إلا انه يفعل ذلك رغم أنه ردد في نهاية الاحداث انها ستظهر مرة اخرى. مما يعنى انعدام القدرة على التخيل لدى كتاب السيناريو . وان كل ما فعلوه إن اقتطفوا الفيلمين السابقين في فيلم ثالث.كما إن الروبوت في هذا الفيلم، يعمل لمصلحة الإنسان، خادما لديه، فالرجل القادم من المستقبل في الجزء الأول من *الجهنمى* هو عاشق ، سيقع في حب الام وستنجب منه ابنها المراد الحفاظ عليه، هذا الابن هو حصيلة علاقة بين رجل من المستقبل، وامرأة عاشت في الربع الأخير من القرن الماضى، أما الروبوتات منافسته المبرمجة، فهى مطيعة لما برمجت عليه، وعند اللزوم، فان الجهنمى يقرر أن يموت ويدمر نفسه، من اجل تدمير منافسته الشرسة، اى انه يفنى نفسه فداء للإنسان الذى يعمل في خدمته. وقد ساعد هذا في صبغ الفيلم بوتيرة تخلو من اى اضافة ويؤكد اننا امام مونتاج متقن من الفيلمين السابقين.وكان يمكن إن نشعر بجدوى لانتاج جزء ثالث من الفيلم، لو إن الروبوتات قد تعاونت فيما بينها، أو لو إن احدهما تمرد على خدمته للإنسان، لكن *الجهنمى* بدا متفانيا في خدمته لكونر سعيا لحمايته، وافقد الفيلم أى قدرة على المغامرة للشخصية الرئيسية في الفيلم *كونر* وقد اعتمد دوما في الخروج من المأزق على الروبوت المقاتل مما يؤكد أنه لن يصلح ثوريا، وان اعطانا الفيلم الايحاء إن كان قد سبقه إلى القتال، وهى ابنه ضابط طيران كبير، صار لديها الدافع للانتقام بعد مقتل ابيها.نعم، لسنا امام فيلم جديد بالمرة، فالطائرات المقاتلة سبق رؤية مثيل لها في أفلام عديدة، أما الاجهزة المتحاربة، فهى نسخ ممسوخة من الوحش الالى في الجزء الاول من سلسلة أفلام *الشرطى الالى* وسوف نرى هذا واضحا أكثر في الجزء الرابع من الفيلم الذى تم انتاجه عام 2009 والذى عمل فيه طاقم مختلف تماما، وجاء مغايراً للافلام الثلاثة الاسبقالنهاية التي رأيناها على الشاشة، بالتركيز على وجه الجهنمى ، وقد احترق الجزء الايمن منه، وبدت عيناه اليسرى كأنها لم تفقد الحياة بعد يوحى إن الجزء الرابع من هذه السلسلة التي استنفدت نفسها في الطريق، وأن هذا يمكن أن يحدث قبل بلوغ شوارزنجر الستين من العمر، يعنى هذا في المقام الأول إن هوليود لا تزال تبيع الوهم المنسوخ إلى المتفرجين في كل انحاء الدنيا .....الذكاء الصناعى (2001) A . I :هذا الفيلم حقيقى من أفلام التخيل العلمى.يخالجك هذا الشعور وانت تشاهد فيلم *الذكاء الصناعى* لسبيلبرج. ثم عليك ان تكتشف أن وراء هذه الاجزاء ثلاثة أشخاص لكل منهم أهمية، الأول بريان الديس في أقصوصة قصيرة العنوان * ألعاب خارقة لصيف طويل ضائع* نشرها عام 1968، ومخرج من طراز ستانلى كيوبريك أختار النص وكتب له السيناريو الأولى، أما مخرجه، وكاتب السيناريو ستيفن سبيلبرج فهو أحد القلائل الشغوفين بعمل أفلام خاصة في التخيل العلمى، أبطالها المحوريين من الأطفال، مثلما سبق أن شاهدنا في فيلمى * لقاءات قريبة مع النوع الثالث* و * أى. تى* .واهمية فيلم *الذكاء الصناعى* أنه تخيل علمى أرضى يتنبأ بما يمكن أن يحدث فوق الأرض بعد نصف قرن من الزمان، أى أنه يشدك إلى زمنه دون اى تحذير مما يمكن أن يحدث في المستقبل، فالخطر ليس على الانسان بقدر ما هو على الروبوتات، أو ما يسمى باصحاب الذكاء الصناعى.وقد شعرت وأنا اشاهد الفيلم، اننى تركت مدينتى، وانتقلت لساعتين تقريبا الى مدينة المستقبل، فعشت بها، ويكشف الفيلم أن هذه المدينة لن يتغير شكلها تقريباً عن مدينتنا الحالية فالملابس والسيارات والبنايات لن يتغير في اطارها اشياء كثيرة لكن سوف يظهر نوع مختلف من العلاقات الانسانية ابرزها *الابن الصناعى*والابن الصناعى هنا هو روبوت من طراز، *الأند رويد* والمقصود به الروبوت ذو الملامح الانسانية من الخارج . لكنه من الداخل عبارة عن الآت. وخيوط اليكترونية، لذا فليس من المستغرب أن يكون دافيد رافضا لالتهام الطعام مثل افراد أسرته البشرية، وعندما يدخل هذا الطعام إلى بطنه ، عندما فعل ذلك مرغماً ، فان الأمر يستلزم ان تقام له عملية جراحية آليه،ولأن الاقصوصة التى كتبها بريان الديس قديمة بعض الشئ، فان الفكرة تبدو في حاجة الى اعادة نظر، فيما يخص الشكل الذى سبق أن رأيناه في أفلام متقاربة مأخوذة عن قصص قصيرة أخرى لكتاب من نفس القامة لبريان الديس ومنها فيلم * رجل القرنين* المأخوذ عن أقصوصة لاسحاق ازيموف، وفيه رأينا كيف تحول الروبوت على مر الزمن إلى كائن بشرى، يقع في الحب ويصاب بالشيخوخة بعد أن عانى كثيراً من الابديةتوقعت أن أرى مثل هذه العلاقة مع الابن الصناعى دافيد، حين تصيب الشيخوخة والديه بالتبنى ويظل هو محتفظا بطفولته، ولكن السيناريو الذى كتبه سبيلبرج تجاهل هذه النقطة واهتم بمجد انسانى مزج بين الفتنازيا والتخيل العلمى حول علاقة البنوة الصناعية لدافيد، لدرجة جعلت المخرج يميت دافيد لعدة قرون قبل أن يستيقظ مرة أخرى، ويطلب من تمثال الساحرة أن تأتى له بأمه من الموتى كى تعيش عدة ساعات من أجل أن يشعر بأنه ابن وانه إنسانهذه الاضافات التى لم تكن موجودة في قصة الديس أبعدت الفيلم تماماً عن هدفه، وانفصل الجزء الأخير من الفيلم عما رأيناه من محاولات عديدة تجعل الأم تحس بأنه ابنها، حتى وإن كان ابناً صناعياً لا أعرف هل كان يمكن لكيوبريك أن يوافق على هذه الاضافات التى أبعدت الفكرة عن هدفها الحقيقى.من الواضح أن هذا هو أحد عيوب سيناريوهات الأفلام المأخوذة من قصص قصيرة، حيث الأحداث البسيطة في الأقصوصة الفرصة لكاتب السيناريو، والمخرج أن يخرجا كثيرا عن حدود المكتوب، ولا شك أن فكرة بينوكيو هى من شطحات سبيلبرج، باعتبار انه مهموم دوماً بعوالم الاطفال في قصص أفلامه .حسب منظور الفيلم، فانه في عام 2050 تمكن عالم من اختراع طفل اندرويد قادر على الحب، ويدفع بهذا الطفل إلى أسرة فقدت لتوها ابنها الوحيد بأن تم ايداعه احدى المستشفيات بين الحياة والموت، أى أن الابن الصناعى هنا يقوم بدور بديل عن الابن الطبيعى.. لكن أسرة سوينتون لا تلبث أن تستعير ابنها فيدى بعد أن يتم شفاوه، وتصبح هناك مواجهة بين الابنين: الأول صناعى لم يعد مرغوباً فيه، والثانى هو الأبن الحقيقى البشرى، لكن الفيلم يكتب للصغير الآلى حساً بشرياً بدائياً، فهو يشعر بالغيره من أخيه، ويتصرف حسبما هو مبرمج به، بأن يتمكن من خنقه، دون أن يدرى أنه يؤذيه، ويشكل خطراً عليهفي هذا الاثناء كان قد تولد شعور متبادل بين الأم وبين ابنها الأندرويد ، فهى تحس نحوه بالأمومة، وهو يشعر تجاهها بانه الابن وأمام هذا الموقف العنيف كان لابد أن تأخذ الأسرة موقفاً تجاه الابن الصناعى بأن تتخلص منه، خاصة الأب الذى لم يشعر أبداً بأى عاطفة أبوية تجاه دافيد.لكن أمام أمومة منقسمة ، فان السيدة سوينتون تضطر أن تتخلص من ابنها ويأتى هذا في وقت تنتشر فيه، داخل المدينة، ظاهرة التخلص من الآليين من خلال مهرجانات جماعية، باعتبار أن البشر اكتشفوا أضرار وجود الآليين ويحاول الفيلم أن يعطى احساسا أن البشر متوحشون وأن ما يفعلونه ضد الشعور البشرى، باعتبار أن الخوف والموت والحب والترقب، وأيضا ممارسة الجنس صارت من أعمال الآليين أيضاً .ولعل الصورة التى رأينا بها البشر، الذين يحضرون هذه المهرجانات التدميرية، أقرب إلى الجماهير التى نراها في أفلام الحلبات مثلما حدث في فيلم * المصارع*، فالجمهور بلا رحمة ولذا فان الخطر يحيط بدافيد، الذى يتعرف على أندرويد آخر مهمته هى ممارسة الجنس مع النساء من البشر، وقد يقتلهن بعد ذلك باعتبار أن الجنس أو القتل قد يكونان نفس الشئ، أو على نفس الخط بالنسبة للاندرويد.ولعل ما قصدناه في بداية الحديث أننا أمام فيلم تخيل علمى حقيقى يتمثل في المشاهد التى تم فيها التجوال داخل مدينة المستقبل، فهذه مدينة صنعها العلم والتقنايات يتكرر فيها سلوك البشر الذى عهده التاريخ منذ بدايته وأمام هذه الرحلة نتعرف على مدينة المستقبل فيما يشبه المطاردات والترقب حتى تبدو هذه الفكرة وكأنها قد استنفذت نفسها ، فيعود بنا السيناريو الى فكرة بينوكيو من جديد وهى فكرة تحويل المخلوق الى كائن حى ينطق ويحس ويتم ذلك عن طريق الساخرة التى يبحث عنها دافيد من أجل أن تساعده في الوصول إلى أمه، والتى عليها أن تعترف به، او أن تحس به كابن وليس كأندروير.والغريب أن هذه الأم، عندما ترتد إليها الحياة بعد ألفي عام، لا تفكر في ابنها الآخر البشرى، قدر أن تشعر بأمومتها تجاه الآبن الصناعى دافيد، كما انها لا ترتد إلى الوراء، قدر ان تشبع مشاعرها تجاه ابنها الذى طلب من الساحرة أن تعيد أمه اليه، ليشعر بها من جديد، قبل أن يتحول إلى آدمى وأن يموت.انتقل الفيلم بنا من اطار التخيل العلمى الى الفتنازيا أو لنقل الفنتازيا العلمية، ورأينا من جديد المدن التى أغرقها العلم، والحروب، أسفل المحيطات، حيث يقع تمثال الساحرة القادرة على تحويل بينوكيو ودافيد إلى كائن بشرى، وعلى إعادة الحياة، إنها اساطير العالم القديم تعود في المستقبل وتشبع المتفرج لأن يحس أن الطفل دافيد قد دبت فيه الحياة من جديد.وأجمل ما في الفيلم هو هذا الاداء المتباين للاندرويد، كل من دافيد الذى ينتقل من مرحلة الآلة إلى أن يكون بشراً، حتى لو ظلت أمعائه من الأسلاك، وأيضا الاندرويد العاشق الذى يتمكن من الهروب من مطارديه أكثر من مرة حتى يتحول إلى قطع من المعدن في المخلفات الالكترونية.وهناك تشابه واضح بين فيلمى* رجل القرن* و *A T * باعتبار اننا طوال الاحداث أمام اندرويد يواجه مصيره وأن كل من حول هذا الاندرويد مجرد أشباح وأنه يجب أن يحقق حلمه الخاص بأن يكون إنسانا وأن يقترب إنسانياً من البشر، وفي هذا ارضاء للبشر ان كافة المخلوقات حاول التألف به، وأن تتمثل بما يفعل، وأنه قدوة، ومن الصعب بالطبع أن يحدث العكس أن يصبح صناعيا مثل الآله وذلك يذكرنى برواية *اغتيال* الفرنسية للكاتبة اميلى نوتومب حين تردد ملكة الجمال للتصميم الذى أحبها، وناشد أن تنظر إلى داخله، حيث قالت له : لماذا لا تحب دمية مثلك وتنظر إلى داخلها، لماذا احببت ملكة جمال؟فنحن ننظر إلى كل الكائنات من منظور أنها الحيوانات في قصص الاطفال والأندرويد في التخيل العلمى . لأننا نرى أننا الافضل ، والأحسن. ولا يوجد منطق يخالف هذا، والدليل أن المشاهد شعر بالارتياح ودافيد يمارس بنوته تجاه الأم التى رمت به، كأطفال الملاهئ في الشوارع وعادت بعد ألفي عام للشعور اللحظى بأمومة ضاعت لكنها ترضينا كمشاهدين.ولآننا أمام فيلم مهم، كان من المفروض ان يختار من بين الأحسن من بين افلام التخيل العلمى فسوف نحكى قصة الفيلم بشكل مختصر.***قالت الزوجة الحزينة، لزوجها السيد *سونيتون*- هل حان الوقت لشراء أبن بديل . ابن صناعى . روبوت؟الغريب أن الأب كان يفكر في نفس الأمر، في اللحظة نفسها، فابنهما الصغير*تاد* راقد الآن في المستشفي بين الحياة والموت وقد قرر الطباء أن حالته ميئوس منها تماماً ولأن الأم تحب ابنها المريض كثيراً ولا تريد أن تفقده، فتقد بذلك مشاعر الأمومة الجميلة، فقد اقترحت علي زوجها شراء ابن صناعى، عبارة عن روبوت له شكل طفل.حدث ذلك مع بداية عام 2050 أى في بداية النصف الثانى من القرن الحادى والعشرين في تلك الفترة التى قررت فيها الحكومة العالية حظر الانجاب، لأن المدن صارت مكدسة بالسكان والمساحة الخضراء بدأت تتضاءل، وخوفا من المجاعة، فان القرار الذى صدر شجع الناس على تبنى أطفال من الروبوتات..يا لها من فكرة غريبة، لكنها ضرورية.فالناس لم تعد تعيش فوق سطح الأرض، بعد أن تلوثت، وانتقل البشر للحياة أسفل سطح الأرض حيث تم بناء المدن الجديدة.وهكذا جاء دافيد الى البيت ومعه الدب الآلى..بدا *دافيد* أقرب إلى البشر، رغم أنه آلى ، فهو طفل جميل، أصفر الشعر، مبرمج جيداً على أن ينطق *ما* بكل سعادة ورضاء لذا فان الأسرة استقبلته بكل حماس ...كان دافيد ، نموذجا للإبن المثالى، لكن ما إن مرت الشهور الأولى لوجوده في الدار حتى جاء النبأ السعيد .. *تاد* .. لقد شفي من المرض بحمد اللهياله من خبر سعيد فعلاً بالنسبة للزوجين، وها هو *تاد* يعود معافياً إلى البيت، لكن لا شك أن عودته سوف تغير الموازين تماماطبعا ، فالأم قد عادت اليها مشاعر الأمومة الطبيعية ، وبدأ الأب يولى اهتماماً بابنه العائد لدرجة جعلت *دافيد* .. الابن الروبوت ، الذى يعمل بالذكاء الصناعى يردد قائلا لصديقة الدب الصناعى :أشعر أن أمى تحبنى أقل .. وانها تحب * تاد* أكثر منى لكننى مازلت أحبها بقوة.. وأحس الطفل الروبوت بالقلق، فالاهتمام يزداد بالطفل *تاد* لذا كان عليه ان يلفت الانظار اليه، وعن غير قصد دفع * أخاه* إلى حمام السباحة ولف يده حوله كأنه يخنقه، مما أثار فزع الأبوينوتم انقاذ * تاد* باعجوبة من يدى اخيه الصناعى * دافيد*وكان على الأب أن يتخذ قراراً حازماًسوف نطرد هذا الطفل الصناعى من البيت .. سنرمى به إلى كوم النفايات..وأمام هذا القرار القاسى، اصطحبت الأم، إبنها الصناعى *دافيد* إلى أطراف المدينة، حيث توجد بقايا الروبوتات المحطمة، والتى صارت غير صالحة للاستعمال، بكت الأم، وهى تودع *دافيد* وتقول :- ابق هنا .. أنت روبوت .. أنا أحبك . ولكن ....وتركت الأم إبنها الصناعى * دافيد* حزينا، وغادرت المكان..في ذلك العصر، كان البشر يكنون الكراهية لكل ما هو آلى، فالآليون ينافسون البشر في العمل، وفي المكاسب لذا كانت تقام حملات عديدة لاصطياد الروبوتات، وتحطيمها، او الامساك بها، ودفعها إلى الحلبة الضخمة ، من اجل أن تتصارع حتى النهاية..وهكذا، وجد *دافيد* نفسه في مأزق. فعندما تركته امه، وذهبت كانت هناك حملة شرسة للتخلص من الروبوتاتوراح *دافيد* يجرى هرباً من الخطر الذى يحدق به، لكن الأمر لم يكن سهلاً، إلى أن فوجئ بالروبوت الأنيق *جو* يمسك به ويقول :- تعال معى ... سوف نفلت من هنالكن المطاردات كانت شرسة ، بالغة القسوة، لذا سرعان ما تم الامساك بهما، وسيقا الى الساحة الكبرى في المدينة حيث يقام مهرجان ضخم يحمل اسم *القضاء على الروبوت*أنه روبوت مختلف، ملئ بالذكاء الصناعى، بل أن بعض المشاعر الانسانية تنتابه، مثل شعوره العميق بالحزن لأنه افتقد امه، ووسط صراخ الجماهير الغاضبة، من أجل تدمير كل الآليين ، جاء الأمل حيث شاهدت فتاة صغيرة *دافيد* وقالت لأبيها- هذا روبوت بشرى.. لماذا لا تنقذه يا أبى ؟كانت الصغيرة تعنى بالروبوت البشرى، هو ذلك الذى يحمل من الخارج ملامح الانسان ، ولأن علامات البراءة بدت على وجه *دافيد*، فقد سعى الأب لأنقاذ الروبوت الصغير، وعمل على افلاته من العقابصاح الروبوت *جو*- سوف آت معك..وانطلق الاثنان يهربان في انحاء المدينة، واسرعا الى مدينة الملاهى، حيث تؤدى الروبوتات ألعاباً بهلوانية، ثم تمكن الروبوت*جو* من الاستيلاء على طائرة مروحية راحت تطير في أجواء المدينة المستقرة في قاع الأرضوتأمل الروبوت الصغير دافيد المدينة، والطائرة تدور بهما، ثم فجأة صرخ *جو*- أنه الزلزالفجأة اهتز كل شئ ، وارتجت النباتات العملاقة ، ولم تكن أمام الطائرة المروحية سوى أن هوت إلى سطح المحيط ووجد *دافيد* نفسه يغرق مع حطام الطائرة، بينما أختفي *جو* تماماًلأن لم يصب *دافيد* بأذى فقد سقط في أعماق البحار، أمام تمثال الساحرة التى طالما تمنى أن يقابلها، من أجل أن تجعله يعود لملاقاة أمه، كى يعبر لها عن مشاعره..ومرت السنين الطويلة.وذات يوم، استيقظت الساحرة الراقدة في أعماق البحر، ورأت * الروبوت الصغير* أمامها فاكتشفت أنه لم يصب بأذى ، لذا ، راحت تناديه :- ايها الصغير .. هل استيقظت، لدىّ مفاجأة.وتنبه الوبوت *دافيد* من النوم وسأل .- ما هى المفاجأة؟ردت الساحرة :- سوف أجعلك تقابل أمك.. ليوم احد.. لقد نجت أمك من الزلزال.. بعد أن مات الكثيرون هناك .. ما رأيك؟ولم يصدق الروبوت نفسه، وراح يتخيل كيف سيكون اللقاء، حتى ولو ليوم واحد، مع أمهوبعد قليل ، طارت به الساحرة، للبحث عن الأم، التى لم تنس *دافيد* ابنها الصناعى يوماًالرجال الغرباء (2001) The extraordinary men :الفكرة التى قام عليها الكتاب الذى ألفه الانمور، وكيفن اونيل بعنوان *مجموعة الرجال الغرباء* بالغة الجاذبية، وهى جديدة في عالم الكتب والسينما، ويجب الوقوف تحيه لها، اى أنها استفادت من انواع عديدة ، منها الخيال السياسى، والتخيل العلمى، والمغامرات بجانب ما تضمنه من أفكار يجب الوقوف عندها وفي المقام الأول نوع *الفنتازيا*الفكرة حولها المخرج ستيفن نوريجتون إلى فيلم قام ببطولته شون كونرى عام 2001، ومجموعة من الممثلين الجدد، والتى تبدأ بتحديد تاريخ 1899 أن الأحداث الرئيسية تدور به، بما يعنى أننا أمام فيلم تاريخى، ولكن سرعان ما نكتشف أننا أمام فانتازيا تخيل سياسى، وتخيل علمى، ومغامرات معاً، وان مسألة الاشارة الى العام الاخير من القرن التاسع عشر سوف تعنى رؤى سياسية يطرحها الفيلم، حين يقوم المحارب كارتربتسليم الراية لزميلة الأمريكى، وهو يقول له: لقد انتهى قرنى، وهذا القرن الجديد قرنكم .هذا المحارب، يرمز الى بريطانيا العجوز، ومستعمراتها المنتشرة ، فيموت بعد أن نجح في أداء مهمته، مع ستة من اعوانه، وهو الذى سيتم دفن جثمانه في احدى المستعمرات البريطانية، وبذلك يبدو أن بريطانيا العظمى ، عليها أن تسلم مجدها الى الولايات المتحدة.قد تبدو هذه هى رسالة الفيلم التى تظل ماثلة في ذهن المتفرج، باعتبار أن المشاهد الأخيرة هى الأكثر تأثيراً في العادة ، وفيها يحاول المخرج أن يضع فلسفةما ، خاصة أننا أمام فيلم أبطاله جميعا خارجون من صفحات الرواية البريطانية الشهيرة في القرن التاسع عشر.هذه هى الفكرة الجميلة في الفيلم، حيث خرج أشهر الشخصيات الروائية المرتبطة بالمغامرات، منهم خمسة على الأقل من الرواية الانجليزية ، والسادس من رواية فرنسية هى *20 ألف فرسخ تحت البحار * لجول فيرن التى تنتمى للتخيل العلمى .الاشخاص السته، ظلوا أحياء بقوة في القرن العشرين، وقامت السينما باحيائهم في عشرات الأفلام، وعلى رأسهم * الرجل الخفي* وهو اسم شخصية شهيرة ابتدعها هربرت جورج ويل وقامت السينما بتقديمها مرات بتناولات مختلفة، وهى الشخصية التى ظهرت واختفت مرات عديدة، ولم يكن لها نفس تواجد الشخصيات الأخرى، وأطلق عليها الفيلم اسم *سكينر* أما *دكتور جيكل ومستر هايد* فبدا هنا شخصا يتحول إلى نفسه الشريرة، وينسلخ منه عملاق مشوه، بالغ لقوة، هو أقرب في شكله وقوته إلى كوازيمودو بطل رواية * أحدب نوتردام* الفرنسية، لكن جيكل وهايد صناعة بريطانية في المقام الأول، رأيناها مراراً بتنويعات مختلفة، وهما من اشهر الشخصيات التى ابتدعها روبرت لويس ستيفنسون في رواية تحمل الاسم نفسه، أحدهما * عالم* والآخر يخرج من ابطه.أما الشخصية الثانية، فهى أيضا بريطانية، قرأناها في رواية *صورة دوريان جراى* الفانتازية ودوريان جراى ، هو الشاب الوسيم الخالد، الذى صارت اللوحه المرسومة عنه عجوزة، أما هو فظل شاباً خالداً لا يعرف الموت، والشخصية كما نعرف موجودة في رواية مهمة للكاتب البريطانى أوسكار وايلد.أما الشخصية الرابعة *مينا* فهى بمثابة دراكيولا امرأة، وهى مستوحاه بالطبع من الرواية العلمية التى كتبها البريطانى برام ستوكر عام 1897. أى قبل الأحداث المتخيلة للفيلم بعامين، وهى الشخصية التى استوحى منها السينمائيون أكبر عدد من الأفلام.الشخصية الوحيدة المستوحاه من الادب الفرنسى، هى كابتن نيمو. صاحب أول غواصة في القرن21، قياسا إلى السفينة نفسها في أفلام عديدة بطلها نيمو، ومنها الفيلم الأمريكى الذى أخرجه رتشارد فليشر عام 1954 الذى اختير كواحد من أحسن الافلام في كل القوائم التى تحدثناعنها .نحن أمام شخصيات خالدة، لا تعرف الموت، وهى متجددة دوما من فيلم لآخر ومن رواية لأخرى، لذا فإنها ستظل على قيد الحياة، والشخص الوحيد الذى سيموت هو المغامر كورترمين الذى تستدعيه صاحبة الجلالة، من أجل القبض على عصابة الشبح الى دمرت البترول في كل ألمانيا، وبريطانيا ويستعد للسيطرة على العالم من خلال مهرجان ضخم يقام في مدينة البندقية.خرجت كل هذه الشخصيات من الروايات , كى تشارك المغامر في القضاء على هذا الشبح، ولعل الشبح، وايضا السيد م M مستوحين معا من روايات المغامرات الجاسوسية الاشهر في القرن العشرين، وهى أيضا بريطانية الصنع، والشبح في الفيلم يحمل صفة *شبح الأوبرا* وشكله المشوه، وهى رواية بريطانية شعبية، إلا أن الشبح الاشهر في روايات المغامرة البريطانية معروف في روايات جيمس بوند لمؤلفها ايان فليمنج بأن يسعى للسيطرة على العالم.. أما الشخصية الثانية فهو * م M * الاسم الحركى لرئيس الاستخبارات البريطانية، في كل روايات وأفلام جيمس بوند، أنه يرسل عميله بوند وهو هنا نفس الممثل، للقضاء على عصابة الشبح، إلا أننا نفاجأ هنا أن الشبح ليس سوى أداة تموية، وأن المجرم الرئيسى في الفيلم هو *م* نفسه، مما سيغير واجهة الشخصيات السبع في مطاردتهم .سرعان ما نكتشف أن دوريان جراى هو المساعد لهذا الــ*م*، وذلك من أجل أن تدور معركة لا يعرف أحد نتائجها، بين شخصيتين لا تعرفان الموت، وتعيشان في الخلود، الأولى هى مينا، مصاصة الدماء، وجراى الخالد أبداً، الذى إذا نظر إلى لوحته سيأتيه الموت، وسيعود للوحة شبابها.لذا فإن المواجهة بين مصاصة الدماء ، وجراى تبدو مثيرة، للحيرة فكل منهما يطعن الآخر ويقتله،لكن لا تلبث الدماء الباردة ان تسترد عافيتها، فتسخن، وتعود الحياة الى المطعون، حتى تتمكن مينا أن تجعل خصمها يقابل لوحته ، فيتحول إلى حطام شبح ويموت.أهم ما في الفيلم، فكرته، وأن كان النص المكتب قد حاول العزف على مسألة *الساموراى السبعة* ورغم تلك المطاردات ، بداية من الغواصة العملاقة التى بدت بالغة العصرية، كما تخيلها فيرن، بكل ما بها من تكنولوجيا معاصرة ثم المطاردات السريعة، وفي البناية اللامتناهية الدهاليز التى يأوى اليها *م* ورجاله . مما يجعلك لا تشعر بأى ملل أو تكرار، فكأن المخرج قد حاول التقليد بالتقنيات الحديثة في عمل المطاردات مثلما رأينا في *ماتريكس*ونحن لن نتوقف عند الجوانب السينمائية في الفيلم. بقدر الاشادة بالفكرة الجديدة التى وقف عندها الفيلم، فمسألة اخراج ستة شخصيات من روايات تنتمى إلى المغامرات البريطانية تجمعهما معا، هو امر بالغ الجاذبية، والطرافة، هذه الشخصيات التى لم نلتق من قبل ، فإن فانتازيا الفيلم تحاول أن تفعل ذلك، فتجعلها في حالة تعاون معا، ثم صراع، وقد بدأ ذلك الانتقاء واضحاً، كما أنها تتصارع معا، فيجعل من *م* خائنا، وشريراً، وهو الذى يرمز إلى وكالة الاستخبارات .وقد نزع الفيلم عن بعض هذه الشخصيات سماتها، فمصاصة الدماء مينا تحيا تحت الشمس ليس فقط في الأقبية، والرجل الخفي يظهر حين يشاء، أما هيو فقد تخلص من شخصه الآخر الدكتور جيكل حين جعله يشرب الاكسير، ثم قضى عليه، بينما رأينا نيمو هنا هنديا، يحاول ان يدفع الحكومة البريطانية للاعتراف به، وغفران ذنبه وجرائمه، لذا قبل المشاركة في المغامرة هو الشخصية غير البريطانية الوحيدة ضمن هذه الصحبة.ومن الواضح أن الفيلم كانت أمامه شخصيات عديدة يمكن احيائها، خاصة في الادب الانجليزى مثل شخصية القرصان مورجان، وشخصية فرانكنشتاين وهى شخصيات تحولت أيضا إلى السينما عديد من المرات، لكن الفيلم توقف عند سبعة مغامرين فقط لا غير، وهناك علاقة ما بين هذه الشخصيات والعلم.وإذا عدنا الى المعنى السياسى للفيلم، فالمحارب العجوز كورترين يلجأ إلى الشاب الأمريكى الذى يمثل الاستخبارات في بلاده أو يدربه كيف يصطاد الشرير*م*، وذلك عن طريق اقتناصه بعد أن يقطع *م* مسافة طويلة . ويفعل الشاب ذلك بكفاءة، ويردد المحارب للشاب: أنتم أيها الأمريكيون تطلقون رصاصاً كثيفا حتى تصيبوا الهدف، أما نحن البريطانيين فإننا نصيب الهدف بطلقة واحدة ..ويرمز المغامر الى بريطانيا العجوز التى تسلم الرايةالى الامريكيين، بعد أن ردد أن النمور تبلغ أقصى شراستها وهى في الشيخوخة.وغرابة الفيلم تأتى في أن مشاهده يجب أن يكون مستوعباً لقيمة هذه الشخصيات، ومكانتها في الرواية البريطانية، خاصة في القرن التاسع عشر، خاصة في روايات التخيل العلمى، ورواية المغامرات- أنا روبوت (2005) I Robot :ليست الأفلام، أو الإبداع بشكل عام ، مجرد قصص نشاهدها على الشاشة ثم نخرج من الصالة، بل هى حالة من الجدل، والفهم، والمناقشة..ولا يمكن فهم فيلم تخيل علمى ملئ بالحركة من طراز * أناروبوت* إخراج اليكس بروياس دون التعرف على عالم وأدب الكاتب الأمريكي إسحاق أزيموف فبدون خلفية معرفية بقصص وروايات أزيموف يتحول الفيلم إلى مطاردات وإبهار مثلما ردد أحد النقاد عقب مشاهدة الفيلم، الذى مط شفتيه في تعجب أنه رأى فيلماً مبهراً .إسحاق آزيموف، واحد من العلماء القلائل الذين كتبوا روايات التخيل العلمى، وهناك كاتب آخر له قيمة مماثلة هو ارثر كلارك مؤلف روايات * أوديسا الفضاء*، وقد وضع أزيموف موضوع الذكاء الصناعى في دائرة اهتمامه، وصاغ ثلاثة قوانين مشهورة في عالم الروبوت راح يؤكد عليها من رواية لأخرى ، وفي قصصه القصيرة التى كان ينشرها في مجلات يصدرها بنفسه، وأيضا في كتبه.ومن يقرأ أعمال أزيموف سوف يلاحظ أن هناك غالبا مفتش ، يقوم بالتحري في جريمة أسوة بالروايات البوليسية، وقد ساعد هذا النوع من الكتابة على تهميش أدب التخيل العلمى جعله أدباً من الدرجة الثانية.. أقل أهمية فلم يفز أى كاتب لهذا النوع من الأدب بأى جائزة عالمية أو محلية مهمة ، وقد بدأ ذلك واضحاً في روايات عديدة لأزيموف منها * الشمس العارية* أحد أعماله القليلة المترجمة إلى اللغة العربية.والقوانين الثلاثة التى صاغها المؤلف، تعنى في المقام الأول أن ازيموف قد حاول أنسنة الروبوت، وهو أمر ليس بالجديد منذ أولى مسرحيات الخيال العلمى RuR لكارل تشابك ، لكن أزيموف وضع ما يسمى بالقوانين الثلاثة للروبوت ، وهى كالتالى:1 – الروبوت لا يؤذى الإنسان2 - الروبوت يطيع أوامر الإنسان3 – الروبوت يحمى وجودهولعل القصة القصيرة التى تحولت إلى فيلم بعنوان * رجل القرنين* عام 2000 كانت أفضل عنوان لروايات ازيموف، فهى تدور حول روبوت تمت أنسنته ، لكن لأنه روبوت لا يعرف المشيب، ولا الموت، بينما ترك السن أثره على من حوله، خاصة أسرة العالم الذي تولى اختراعه وبرمجته، ويتحول الروبوت إلى إنسان يقع في الحب وتضخ الدماء في عروقه..والروبوتات عند آزيموف، وكتاب التخيل العلمى نوعان، النوع الأول روبوت ، وهو كائن ذكى ، جسده من حديد يطيع الأوامر حسب البرمجه، ويمكن له أن يؤنسن دون أن يتحول جسده إلى ما يشبه الكائن الحى أو البشرى، وهو يسمى * روبوت*. أما النوع الثانى فهو مستأنس *هيموناويد* أو هو روبوت له ملامح بشرية، لكنه من الداخل مكون من أسلاك وكافة مكونات الروبوت، مثلما رأينا في فيلم *رجل القرنين* .وفي فيلم * أنا روبوت* رأينا نوعين من الروبوت، بل رأينا ما تتسم به كتابات آزيموف في التخيل العلمى، فهناك محقق، سوف نكتشف فيما بعد أنه مستأنس، يقوم بالتحقيق في جريمة قتل على طريقة الروايات البوليسية، هو مفتش خاص، بما يعنى أن هذا النوع من أبطال الروايات والأفلاك لم يتم تجديدهم، فرغم أن الأقصوصة المكتوبة عام 1952 تدور أحداثها عام 2035، إلا أن المتغير دوما هو ما ينتمى إلى العلم مثل شكل المدن، والشوارع، والناس، لكن الملابس التي ارتداها المفتش ويل وديكور البيوت التي تعيش فيها تنتمي إلى عصرنا، بل أن المفتش نفسه قد بدا سعيدا وهو يرتدى كوتشى ينتمي لعام 2004.الفكرة الأساسية الجديدة، القديمة، في الفيلم أن الروبوت الحديدي المبرمج للطاعة ، يمكن أن يبرمج أيضا لارتكاب جرائم قتل، القتيل فيها من البشر، وعلى المحقق ديل أن يباشر تحقيقه في البحث عن القاتل، وسط عراقيل وغموض، العراقيل تتمثل في أن الروبوتات كلها تكاد تكون نسخة واحدة (مستنسخه) مما يصعب العثور عليه وسط مئات من أقرانه، وهو المستأنس الوحيد ضمن هذه المجموعة، كما أن الرئيس المباشر لــ ديل لا يؤمن قط أن بامكان الروبوت أن يصير كيانا انسانيا لديه غريزة القتل.. يقتل، حتى ولو بتوجيه من الأخرين، وهناك متاعبّ من المؤسسة التي تصنع الروبوتات وقد اسماها الفيلم USR ولعلها قد تكون للولايات المتحدة للروبوت . وأيضا الدكتورة سوزان كالفن التي تقف في صف المفتش، بعد محاولات عديدة للوقوف ضده.وقبل أن نتحدث عن الفيلم فإن الفكرة قديمة، وغير مستحدثة، لكنها كانت مبهرة حين ابتكرها أزيموف في الخمسينيات فلعل ثلاثية فيلم * الجهنمى* أكثر لمعانا، وجاذبية، فهو شخص آلى (هيمانويد) قادم من خمسين سنة قادمة، كى يقتل شخصا سوف يصير زعيما سياسياً في المستقبل.فكرة الهيمانويد، أو الترمينتور أكثر لمعانا، وجاذبية، إذاً فأفكار أزيموف صارت من الماضى، بل وشديدة الكلاسيكية، رغم إبهار المعارك، والسيارات التي تنتمى إلى المستقبل والمناظر المصنوعة بواسطة الكومبيوترالتى لم تبهرنا مناظر أكثر منها في مجموعة أفلام *حروب النجوم* وذلك بالاضافة إلى فكرة المحقق الذى يبحث عن قاتل .هنا يبدو الروبوت سونى هو البطل، فهو المتهم الرئيسى في أنه قذف بعالم كبير متخصص في برمجة الكمبيوتر، ولابد أن هناك دافعاً انسانياً، أو محركاً انسانياً، قام ببرمجة سونى كى يرتكب جريمته، وهو يواجه سوزان بالاتهامات الموجهة إلى سونى في البداية فإن المرأة لا تقتنع، ثم يبرز وجه سونى، وسط الروبوتات المستنسخة كي يهرب وتدور معركة حادة ومطاردات بين الطرفين، والغريب إن الفيلم لا يوضح بسهولة أن ديل هو أيضا روبوت هيما نويد ، ربما ليعطينا الايهام إن قصة حب قد تتولد بين المحقق الآلى، وبين سوزان التي بدت في المشاهد الأولى أقل اهتمام بانوثتها ثم صارت جميلة كأنها تتزين للمحقق، وللمشاهد معا، وهى بالمناسبة مجسده من ممثلة مريحة للوجه هى بريد جيت مويناهات.ورغم أن ديل روبوت ،هيما نويد، فإن الفيلم يكسب صفة انسانية ، لذا فهو يكره الروبوت الحديدى، ويحس أنه من فصيلة مختلفة، ومن المهم التنبيه أن الروبوت لا يمكن مطاردة آخر إلا إذا كان يماثله في القدرات، فالمطاردات بين المحقق ديل، والروبوت الذى تصور أنه لص في البداية، لا يمكن ان تتم بين إنسان وروبوت ذلك لأن سرعة الإنسان لا يمكن ان تضاهى الآلة، ولم يكن لــ*ديل* القفز من أعلى بناية، عالية دون أن تنكسر بنيته، إلا إذا كان روبوت مثل كل المخلوقات التى يطاردها.وليست هناك إشارة إلى أن جهاز الشرطة يعرف أننا أمام روبوت، لكن الاشارات التى أوحت لنا بأن ديل روبوت كانت غامضة للغاية، فعندما يضرب أحد الروبوتات المفتش بجسم آلى، فان ديل يصاب في يده، ولأن يده آلية برية، فيكفية أن يقوم برشها برشاش كى تعود إلى شكلها الطبيعى، مثلما تمكن الجهنمى من اصلاح نفسه، وقد حدث هذا مرتين، لكن السيناريو لم يشر إلى ذلك بتفاصيل أكثر، دون سبب.ديل، في رأىّ، عنصرى، يكره الروبوت، ولم يحدث أن رأينا آخر في الفيلم، أما سوزان، فإنها امرأة تؤمن بالتقنية وهى تفضل الروبوت على الانسان، وهى تشارك بشكل فعال في صناعة الروبوت في المؤسسة التى تعمل بها .زالفيلم يصبغ سونى بصبغة إنسانية برمجته، فهو القاتل الذى ارتكب الجريمة، وهو في بعض المشاهد الخصم الرئيسى، ثم هو يساعد ديل في التخلص من بقية الروبوتات التى تحولت إلى جيش مقاتل، يسعى ديل للتخلص منه ويسعى في مشاهد أقرب إلى سينما الابعاد الثلاثية الكمومبيوتريه إلى التخلص وحده من كل هذا الجيش من الروبوت. وفي هذه المرة، فإن الأمر يبدو مقنعا، لأننا أمام هيمومانويد، يقاتل روبوتات ، قد تنكسر الروبوت، لكن ديل لايعرف الهزيمة أو الموت .. ومن هنا يأتى الاقناع بأننا أمام معركة متكافئة نوعا ما .من الواضح أننا أمام قصة تخيل علمى تقليدية للغاية، مكتوبة بتخيل قديم، يجب إضافة الكثير من البهارات عليها، لكن العصب الرئيسى للاقصوصة لا يمكن تغييره، وهى وجود محقق يبحث عن القاتل، وهذا اللون من أسلوب الكتابة الذى اشتهر به داشيل هاميت صار متهالكا، ومستهلكا، لذا فإن الابهار الذى اتسم به الفيلم، لم يخرج عن كونه مكياج لا يضيف شيئا الى الهيكل الاساسى، فبعيداً عن المعارك بين الروبوتات، فإن الفيلم يتحول إلى ثرثرة تمتلئ أحياناً بمصطلحات علمية تنتمى إلى زمن أزيموف حيث كتب عمله، وليس إلى زماننا.أى ان التخيل الذى وضعه الفيلم أنطلق من زمن المؤلف، وليس من عام 2004، والدليل أن كتاب التخيل العلمى المعاصرين يفكرون فيما هو ابعد من أنسنة الروبوت، مثل مستقبل الاستنساخ، والرحيل عبر الأثير، والزمن المختصر، وما شابه.بعد الغد (2006) The day after tomorrow:ترى هل بدأ القسم الثالث من سينما الكوارث الأمريكية بعرض فيلم * بعد الغد* إخراج رونالد ايمريش الذى ينتمى إلى التخيل العلمى في المقام الأول، كافة الاشارات تؤكد أن السينما الأمريكية سوف تشهد في المرحلة القادمة أفلاماً جديدة من نوع الكوارث، وسوف يستمر هذا لبعض الوقت، مما سيؤسس ظاهرة الكوارث في مرحلتها الثالثة.كانت المرحلة الأولى قد بدأت عام 1970 بعرض فيلم*مغامرة السفينة بوزيدون* إخراج رونالد نيم، وما لبث نجاح هذه الظاهرة أن تأسس بقوة بعد نجاح فيلم *المطار* إخراج جورج سيتون، ثم بدأت ظاهرة استمرت ما لا يقل عن أحد عشر عاماً، ونقول ظاهرة لأنها تسيدت الساحة، فالأدباء يكتبون روايات، وعلى رأسهم آرثر هيلى، ويشاركون في كتابة السيناريو، والمخرجون ينفذون..وقد اتسمت هذه المرحلة، بأن كوارثها العلمية موجودة في المدينة، أقرب إلى الواقع، وأن كافة الكوارث لا تخرج عن المناطق المأهولة بالسكان، وتفنن صناع الأفلام في البحث عن كوارث تأتى على كم هائل من البشر، مثل الزلزال في فيلم يحمل نفس الأسم إخراج مارك روبسون عام 1975، وكوارث في الطائرات، منها *المطار*، ثم *اختطاف طائرة*، وكوارث تتسبب في ناطحات السحب التى تحترق بماس كهربائى في *البرج الجهنمى* لجون جيلرمين، وهو المخرج الذى قدم العديد من أفلام التخيل العلمى، ورأينا العديد من الكوارث العلمية التى تحدث في المدن، منها *هجوم النحل الشرس*، ومنها حرائق تدمر الغابات ، وكوارث إرهابية، وغيرها.ونقول إن هذه الكوارث طبيعية، كما أنها تنتمى إلى نوع التخيل العلمى، مثلما سنرى المرحلة الثالثة. وقد لعب كبار النجوم بطولة هذه الأفلام وعلى رأسهم شارلتون هستون، كما ضم كل منها أكثر من عشر من كبار النجوم، وقامت هذه الأفلام على ثلاثة محاور. يبدأ المحور الأول باستعراض نماذج من سكان المدينة، او ركاب الطائرة التى سوف تحل عليها الكارثة، ثم تاتى الكارثة فتأتى على الأبرياء، وتبدو قوتها في مدى قدرتها على التدمير، أما المحور الثالث فيرتكز على إنقاذ ما يمكن إنقاذه من ضحايا الكارثة.وفي هذه الأفلام، هناك دائما أطفال أبريا، ومرضى ميئوس في شفائهم.ومع بداية الثمانينيات، بدت هذه الظاهرة، وقد استنفدت نفسها، وكان لابد للناس أن تستريح من هذه الموجة من سينما ساعدت التقنيات في تقديمها في أحسن صورها . إلى أن فوجئ المشاهدون بعودة هذه الظاهرة بقوة ، في منتصف التسعينيات، وكانت الكوارث هذه المرة من صنع الطبيعة، مثل انهيار الجليد في *الإعصار* و *ثنائى بيك* و*تأثير عميق* وغيرها...الطبيعة حين تهجم فإنها تبدو شديدة الشراسة، تدمر ما تقابله خاصة الأمطار القوية، والأعاصير، والأمواج العاتية، وقد ابتعدت هذه الأفلام عن المدن الكبرى، وحدثت في الأرياف ، ولم يكن أبطالها كثيرو العدد، بل هناك في غالب الأحيان أن أفراد قلائل يتعرضون للكارثة.اختلفت آلية هذه الأفلام، فلم تكن هناك مراحل ثلاثة، مثل أفلام المرحلة الأولى، ومن أبرز مخرجى هذه الأفلام مارك دى بونت، وفي عام 2000 جمع بين نوعين من الأفلام :الكوارث والتخيل العلمى ، وهى كوارث كونية، أى تأتى من الكون، مثل النيازك التى سوف تفجرالكرة الأرضية، ومنها فيلم *آرما جدون* أو *تأثير عميق* .وقد انعكست كافة هذه السمات في فيلم *بعد الغد* الذى يحاول الإجابة عن سؤال * ماذا لو كنا على حافة عصر جليدى جديد؟هذا السؤال ظل يطارد عالم المناخ جاك هال (دينيس كويد) ، حيث أظهرت الأبحاث أن الاحتباس الحرارى .. يمكن أن يؤدى إلى تغيير مفاجئ ، ومأساوى في مناخ الكوكب – ويكتشف هال أن الحفر الثلجية التى قام بحفرها في أنتاركتيكا أثبتت حدوث هذا التغير منذ عشرة آلاف عام.يحاول جاك أن يحذر المسئولين بإمكانية حدوث هذا التغيير المناخى مرة ثانية، إذا لم يتصرفوا سريعا، ولكن هذا التحذير ياتى متأخرا جدا.إذن، فالفكرة تقوم على أساس تخيل علمى كونى، وتبدأ أحداث الفيلم، عندما شاهد جاك سقوط قطعة من الجليد في حجم جزيرة من أعلى القطب الجنوبى، ثم تلا ذلك مجموعة من الأحداث الجوية الكونية، المحيطة بالكرة الأرضية.الخطر هذه المرة يأتى من أعلى، ليس من نيزك، بل أن هناك كتلة من الجليد تبدأ في السيطرة على الجزء الشمالى من العالم، أوما يمكن تسميته، بلاد الشمال الثرية، اليابان، والولايات المتحدة . تبدأ بسقوط أمطار قوية، وكتل جليدية تغطى مدينة طوكيو. ثم إعصار يعصف بجزيرة هاواى، وسقوط جليد في نيودلهى، ثم سلسلة من الأعاصير المدمرة تجتاح لوس أنجلوس .في هذا الفيلم، يعود اميريش إلى فكرة فيلمه *يوم الاستقلال * ، وهى أن الكارثة مركزها مدينة امريكية كبرى، لكنها موجودة في كل انحاء العالم، فأبناء الكون الخارجى جاءوا لاحتلال العالم لكن الأحداث تتمركز في مدينة أمريكية. فهى في فيلم *بعد الغد* تدور في مدينة لوس أنجلوس .والبطل أمريكى في المقام الأول..يتلقى جاك مكالمة هاتفية من زميله في اسكتلندا، البروفسور روبسون تؤكد مخاوفه، قائلا أن هذه الأحداث الجوية الشديدة تعتبر دليلا على تغيير عالمى ضخم، فعندما ذابت القمم القطبية، صبت الكثير من الماء النقى في المحيطات، واعترضت التيارات التى تعمل على استقرار النظام المناخى الأرضى.وتقوم الفكرة العلمية للفيلم أن الاحتباس الحرارى أدى إلى دخول الكوكب في عصر جليدى جديد، وسوف يحدث هذا في خلال عاصفة عالية شديدة.نحن أمام فيلم سياسى . فلابد أن يصل الأمر إلى القيادة السياسية، حيث يقوم جاك بتحذير البيت الأبيض من التغير المناخى، بينما يركز الفيلم على محبوس في مدينة نيويورك، مع بعض الأصدقاء ، وقد احتموا جميعا في داخل مكتبة مانهاتن العامة من الجو العاصف، والانخفاض الشديد لدرجات الحرارة.وقد حاول هؤلاء الأصدقاء توصيل الدفء إلى البيت بإستمرار إشعال نيران المدفأة، حتى لو اضطروا إلى حرق الكتب الثمينة، من خلال منطق الإنسان أولا، ثم يأتى أى شئ آخر ، لكن أحد الشباب يكتشف أن الكتب تعلم أسلوب التفكير.وقد اختلف آلية الفيلم، عن باق سينما الكوارث من ناحية، وعن فيلمه *يوم الاستقلال* من ناحية أخرى، فقد تم إنقاذ العالم بالهجوم على غزاة الفضاء، في الفيلم الأول، لكن الكرة الأرضية ظلت مغطاة بالجليد، وكل ما حدث من إنقاذ ، هو التمكن من إنقاذ الابن سام، وأصدقاءه، ثم رأينا بعض الأشخاص الذين فوق أسطح البنايات العالية، الذين يلوحون للطائرات التى جاءت للانقاذ .وقد كشف الفيلم عن الكثير من الصراعات السياسية، فقد هاجر الأمريكيون إلى الجنوب، تجاه الحدود المكسيكية، فيما أسمته نشرات الأخبار، بالهجرة المضادة، باعتبار أن الجنوب، خاصة أمريكا اللاتينية، أكثر دفئا، وقد وجه الرئيس الأمريكى في الفيلم شكرا إلى العالم الثالث، وأكد أنه جاء على البلاد وقت صارت فيه في امس الحاجة إلى هذه الدول، كأن أمريكا بهذه العبارات تحاول مصالحة دولا تهاجمها في الواقع وترسل إليها الفرقاطات لاحتلالها .من الواضح أن اميرتش يلعب سياسة، وإذا كان قد أشار أن البطل اليهودى هو الذى أنقذ العالم في *يوم الاستقلال* .. فإنه يؤكد هنا أن البطل الفرد مطحون، وأنه غير قادر أن يفعل شيئا سوى التحذير، وأن للجليد أنياباً قوية، يمكنها أن تسبب مالا يتخيله أحد من الكوارث.لم يعتمد المخرج على النجوم، مثلما كان يحدث في أفلام كوارث السبعينيات، وأثبت أن البطل الرئيسى هنا هو صانع الماكيتات، والخدع السينمائية، وهى التى تسبب الإبهار مما يؤكد أنه حتى في هذا النوع من الأفلام، فإن السينما تغير ثوبها، وذلك من أجل جذب أكبر عدد ممكن من المشاهين.السماء تمطر *هامبورجر* (2008 )Cloudy with a chance of meetballsاسمها *جزيرة السردين*..يحب أهلها التهام السردين، وتناوله في كافة أشكاله.. المشوى، والمقلى، والشطائر، والسردين بالصلصة..لذا، لم يتصور أحد أن يجف البحر، ويقل السردين الذى يتم اصطياده كى يكفي احتياجات الناس ...لا ، لا يمكن لأحد أن يعيش في الجزيرة بدون سردين.. لكن ماذا يفعلون وقد أجدبت عليهم الطبيعة..وفي الجزيرة، كان يعيش الشاب *فيل* الذى وهبه الله، القدرة على عمل الكثير من المخترعات العلمية، فكم ابتكر سائلا أكنه أن يزرع الشعر الكثيف لدى رجل أصلع تحوله إلى غوريللا..وكان *فيل* يحب قرده الملون الصغير، المسمى *ستيف*، الذى كان يساعده أحياناً في تجاربه، كما أن أباه كان يساعده أحياناً في ابتكاراته..وكان الأب، هو أكثر الناس سعادة، حين تمكن ابنه *فيل* من ابتكار شريحة عملاقة من لحم البقر المعروف باسم *هامبورجر*..قال الابن لأبيه: هكذا يمكننى أن أحل مشكلة الغداء لدى اهل الجزيرة..لقد تمكن الشاب من ابتكار آله، يمكنها عمل شئ مفيد لأهل الجزيرة، لذا، نجح في تجميع بعض أهالى الجزيرة، وقال لهم:- سوف أريكم شيئاً عظيماً..حاول أن يقوم بتشغيل الجهاز، كى يقدم آخر ابتكاراته، إلا أن الشرطى * إيرل* راح يعترضه ويمنعه من تقديم ابتكاره، في اللحظة التى كانت فيها المذيعة الشابة *سامنتا* تذيع لأول مرة في حياتها على الهواء..تجمع الناس للاحتفال بالسردين، وسعى الشرطى إلى تعطيل عمل *فيل*، بأى ثمن، لكن فجأة، امتلأت السماء بالسحب، والرعد، والبرق، واستغل *فيل* الأمر، كى يقوم بتشغيل جهازه، بينما اعترضه الشرطى من جديد:- أنت تحاول إتلاف جزيرة السردين..لكن أمواج البحر، راحت تقذف بأسماك السردين الميتة في المدينة، وانطلقت شرارة الجهاز في الجو، والتحمت السحب، وانطلق الرعد، كى يولد الجهاز شيئاً أثار انتباه الجميع في الجزيرة..فجأة، سقط المطر من السحاب الذى ملأ المدينة..وتوقع الناس أن تملأ المياة جزيرتهم، لكنهم فوجئوا ان المطر ليس مياهاً، بل هى شطائر من *الهامبورجر*، ملأت كل المدينة..وأمام السمك الذى خرج من البحر ميتاً، هذه هى شطائر *الهامبورجر* يلتقفها الناس، ويسدون بها جوعهم..وصاحت المذيعة *سامنتا*: السماء تمطر * هامبورجر* الناس يتلقفون الشطائر ..هذا الحادث الغريب، أثار دهشة الناس، بين معجب، ومعترض، فالشرطى يقف أمام ما يحدث بكل ما لديه من قوة، والأب *تيم* بالغ الفخر بما أنجزه ابنه، رغم أنه قال:- ما تفعله يبدو كارثة..قال الابن: انا أبحث عن الطعام.. للحياة..وأحس الناس بالرضا.. فالهامبوجر قد سد البطون الجائعة، لكن الناس الذين اعتادوا التهام السردين في كافة أشكاله، لا يمكنهم أن يأكلوا طعاماً واحداً جديداً لفترة طويلة وصار على *فيل* أن يبذل أقصى ما لديه، لعمل اختراعات جديدة، فهو يفكر في ابتكار أطعمة جديدة، تسقط من فوق السحب، بديلا عن الهامبورجر.. مع المطر ..واستمرت الأبحاث، وانطلقت الرياح ، ونزلت الأمطار مصحوبة بالمزيد من الأطعمة، منها قطع الفطائر الصغيرة * البيتسا* ، الممزوجة بالبيض..وأكل الناس الفطائر..وهبطت من فوق السحب أطعمة أخرى.. وكان المهم هو أن تمطر طعاماً طوال أيام الشهر، وصارت الأمطار الأطعمة، أكثر من ان يستطيع الناس التهامها.. بالإضافة إلى الحلويات ، والمشروبات..وازدادت الابتكارات، وتحولت شوارع الجزيرة إلى مقالب قمامة لبقايا هذه الأطعمة التى تنزل من السحاب.. ووجد الناس أنفسهم في مشكلة، واضطر الشرطى أن يلجأ إلى المخترع الشاب، كى يساعده في التخلص من القمامة..لكن المفاجأة التالية، أن *فيل* طور اختراعاته، وبدأت كرات المثلجات (الأيس كريم) تسقط من السحب بأعداد كبيرة، وأحس الأطفال بالسعادة، وهم يتذوقون المثلجات، ثم يتزلجون فوقها..لكن بعض الأطفال، أساءوا التعامل مع المثلجات، حيث قذفوا بعضهم البعض بكرياتها، وانتقلت هذه المثلجات إلى كل مدن العالم، بدون العالم ، بدون تحديد.. وجاء الدور على النوع التالى من الطعام، وبدأ *الكراميل* يسقط من السحب، كى يلتهمه الناس، ووقفت المذيعة *سامنتا* إلى جوار الشاب تؤيده، وتقترب منه أكثر، تحتفظ بأسراره .. وتشجعه على الاكتشاف..نجح *فيل* أن يعيد المذيعة إلى اجواء الطفولة، فاستعادت عوينتيها، ضفيرتيها، واستمر النجاح.. وأكل الناس، والتهم البعض المزيد من الطعام، فصاروا أكثر بدانة وضخامة..قالت *سامنتا*: الأكل الكثير، علم الناس الشراهة.. يريدون المزيد..وتساقطت حبات المكرونة الطويلة، والتهم الناس المزيد، ورغم ذلك، فإن الشاب المخترع لم يكن سعيداً... فالمكرونة، قد أغرقت الميادين، بكميات ضخمة من الصلصة..لذا، قال :- يجب أن أعترف بإساءة استخدامى...وقرر أن يبدأ من جديد، مع القرد *ستيف*، ومع الفتاة *سامنتا*، وتمكن *فيل* من اختراع سيارة عجيبة الشكل، من أجل إنجاز المزيد من المأكولات الشهية ..فجأة، صارت المأكولات التى تهبط من فوق السحاب عملاقة أكثر من اللازم، فالكعكة الواحدة، تقارب في الطول برج إيفل العملاق في باريس، والشطائر، يمكنها أن تهدم بيتنا لو سقطت فوقه..وغضب الناس على *فيل*، وطالبوه بالتدخل .. لمنع المزيد من الكوارث.. وانضم إلى *فيل* مجموعة قليلة من المتطوعين، كى يصعد إلى أعلى السحاب، لإنقاذ العالم من مخاطر الأطعمة العملاقة التى لا تتوقف عن الهطول كالمطر..وانهالت الأطعمة كأنها الشلال العظيم، تدفع البيوت، وتسقطها في المحيط ، وحاول الشرطى أن يتدخل، وصار على *فيل* أن يفعل شيئاً .. قبل أن تزداد مساحة ومخاطر الدمار ...ومن أسفل الأرض، كان الأب *تيم* يزود ابنه بإشارات لاسلكية عم يتم فوق سطح الأرض ...ونجح *فيل* وزملاءه في تغيير آلية الأشياء وسط مخاطر حقيقية، ملأت مدن العالم، وتمكن من السيطرة على الممول الذى يقوم بهذا العمل..وأحس الجميع بالارتياح، وبدأت أمطار الأطعمة في التوقف، وعادت الحياة إلى شكلها الطبيعى، وراح الأب يعانق ابنه، وملأت الطيور السماء، وكانت مكافأة الشاب أن تزوج من المذيعة الشابة *سامنتا* التى وقفت إلى جواره دائماً..السماء تمطر *هامبورجر* :ما أطرف الأفكار الغريبة، ولا شك أن الكاتب العبقرى *جودى باريت* قد توصل إلى فكرة عبقرية، وهى ان السماء تمطر أطعمة، وذلك في روايته التى نشرها بنفس العنوان عام 1978، رسمها رون باروت، ولاقت نجاحاً كبيراً، فتبعها بروايات أخرى، مثل *تجارة الورق* ، و *أوراق علاء الدين* . تقوم الفكرة أنه تبعاً لتغيرات المناخ في العالم، فإن المطر صار عصائر، وشوربة، والجليد صار *شيبسى* وأن الرياح سوف تأتى *بالهامبورجر*.الأطعمة الجديدة:أغلب ما يأكله الناس، خاصة الأطفال والشباب، الآن، يطلق عليها الأطعمة الصناعية، التى يتم عملها داخل الآلات المتطورة مثل *الهامبورجر* المصنوع من الفول الصويا، والبيتزا (الفطائر)، و *الهوت دوجز*، وقد حاولت هذه الأطعمة السيطرة على ما يسمى بالطعمة الشعبية لكل بلد، خاصة أن هذه الأطعمة صارت تتناول في كل أنحاء العالم، ولوحظ أن الفيلم يمجد هذا النوع من المأكولات، رغم خطورة بعضها ، ونحن هنا من سيطرة هذه الأطعمة.طاقم الفيلم :*السماء تمطر هامبورجر*Cloudy with a chance of meetballsتأليف وإخراج : فيل لورد / كرستوفر ميللرعن قصة : جودى باريتتاريخ العرض 9 أكتوبر 2009الأدوار :بيل هادر (فيل)مايكل كين ( تيم الأب)أنا فاريس (سامنتا)نيل هاريس ( ستيف القرد)* وال – أرض * ( 2008 )Wall – E:حدث هذا بعد سبعمائة عام بالتمام والكمال ..ازداد الإنسان تحضراً، وحقق الكثير من الأحلام، وانتصر على الفقر، وودع زمن الحروب وعرف النعيم بعينه..وصار الإنسان كائناً أكثر استهلاكاً..جعلته الحضارة أكثر راحة، وامتلأت حياته بالمعلبات في كل شئ ، الطعام، الشراب ، وأشياء أخرى كثيرة..وانتشرت هذه المعلبات والكثير من المخلفات في كل أنحاء الكرة الأرضية، وتكدست فوق بعضها، وصنعت جبالا عالية، ولم يستطيع الإنسان أن يتخلص منها، رغم التطور الحضاري الذى حققه ..وظهرت مشكلة عالمية ضخمة، أكثر خطورة من الحروب.. فهذه المخلفات ساعدت في اندثار حضارة البشر الذين تعلموا الكسل، واعتمدوا على الآلات كى تقوم بكل الأعمال، خاصة الروبوتات..ووسط هذه المشكلة الجسيمة، قرر *وال – أرض * أن يظهر .. انه الروبوت العجيب، الذى يعنى اسمه مختصراً علمياً للمؤسسة التي ينتمي إليها *جامع النفايات من الفئة الأرضية * ..كان روبوت غريب الشكل، ظهر في بداية القرن الثامن والعشرين، حين بدأ البشر أنفسهم في نسيان أدميتهم، لقد جعلت الاتصالات المتطورة الإنسان يحصل على ما يريد وقتما يشاء..وظهر *وال* كى يتولى أقرب مهمة على وجه الأرض..عليه تنظيف هذا الكوكب من كل هذه النفايات، إنه عبارة عن دبابة صغيرة، من الحديد القوى، له يدان يمكنه أن يرفع بهما كل ما يريد، وعينان غريبتان، واسعتان، يرى بهما كل شئ أمامه..ويتحرك فوق جنزير قوى .. لكن رغم ذلك فإنه أقرب إلى المخلوق الصدئ، تنبعث منه روائح الصدأ، والمخلفات..المهمة الموكلة إليه من قبل المؤسسة الالكترونية التي أرسلته، أن يخلص كوكب الأرض من كل هذه المخلفات الكثيرة.. عليه وحده أن يفعل ذلك. وذلك كى تعود الحياة الطبيعية إلى كوكب ، وأن يمارس الإنسان حياة جديدة..لقد سبق للمؤسسة نفسها أن أرسلت ألاف الجنود من الروبوت الصغار المدربين كى يقوموا بهذه المهمة، لكنهم لم ينجحوا في ذلك. وها هى المؤسسة ترسل *زال – أرض* للقيام بالمهمة..وبدأ الروبوت في إنجاز مهمته، يخرج كل نهار إلى عمله، ويؤدى المهمة التي برمج من أجله فيجمع مل ما امتلكه من مخلفات فوق سطح الأرض..إنه المستحيل بعينه لروبوت من طراز *وال – أرض* إن يفعل ذلك. وقد حاول الاستعانة بصديقه الروبوت *سبوت* لكنه لم يتمكن من مساعدته كثيراً..وذات يوم تساءل *وال*:- ترى من هو الكائن الذى صنع كل هذه الجبال من المخلفات..؟وقرر التعرف على الإنسان من يكون، وماذا فعل بهذه الأرض، ماذا أضاف إليها، وماذا تعنى الحضارة التقنية التي صنعها..؟وبدأ في دراسة بعض مخلفات الإنسان، الموجودة في القمامة ، أثار انتباهه كوباً من الزجاج المرقش، وأيضاً أمبولات معاجين الأسنان، وأشياء عديدة كان يفخر بها، وكان أغرب ما عثر عليه في هذه المخلفات، هو جهاز تسجيل، لعرض الأفلام ..وعندما عاد إلى مقره، راح الروبوت يقوم بتشغيل جهاز التسجيل، وشاهد فيلماً كان بداخله، إنه الفيلم الموسيقى القديم *أهلاً دوللى* الذى أنتج عام 1970، وقامت ببطولته *بربارا ستريساند* حول خاطبة تتزوج من الرجل الذى كانت تبحث له عن عروس..وأحس الروبوت بالسعادة الغامرة ..وتمنى لو كان إنساناً، يقع في الحب مثلما حدث مع الخاطبة. وعرف كم كان الإنسان كائناً رائعاً، يبتكر، ويطور حياه، وفي الوقت نفسه يقع في الحب ..وواصل الروبوت مهمته بإخلاص، حسب البرنامج المتبع.. واستطاع أن يبنى مدينة كاملة جديدة من الخردة الموجودة في المدينة، إلى أن شاهد طبقاً طائراً يهبط من السماء... وينزل أمامه مباشرة نظر إلى الطبق الطائر، في دهشة ملحوظة، وفجأة نزلت من الطبق ربوته جميلة، غريبة الشكل، ذات عينين واستعين مثله..وقفت الروبوتة أمامه صامتة، وأحس كأن عينيها ترسلان إليه مشاعر خاصة، وتذكر فيلم *أهلا دوللى*. لم يكن الروبوت من الطراز الأنيق الذي يهتم بمظهره، لكنه للمرة الأولى في حياته التي يحس فيها بأن ربوته معجبة به ، وأنه الآن، أشبه لطبل في الفيلم السينمائي الذى شاهده..وتقدمت الروبوته منه، وقالت : *أسمى إيفا*.. أنا قادمة من كوكب بعيد..تلعثم، لكنها قالت : أنا هنا في مهمة رسمية..ولم يعرف اى مهمة هى .. حاول أن يعبر لها عن إعجابه بها، لكن فجأة، هبت عاصفة رملية ضخمة في المكان، راحت ترفع بهما.. صاح الروبوت قائلاً:- هيا بنا.. هناك مخبأ آمن ..وانطلق الاثنان نحو المخبأ، وهنا شعرا بالأمان، وبعدد قليل سألها:- هل شاهدت فيلم * أهلا دوللى* ؟وراح يحكى لها عن الفيلم، والقصص الإنسانية التي فيه، وتمنى لو يكون مثل البشر، إلا أنه بعد العاصفة، فوجئ بها تقول:- معذرة ، لقد جاءني طلب استدعاء.. يجب أن أعود إلى الفضاء..وأحس الروبوت بالحزن، فهو لا يمكنه الذهاب معها إلى الكوكب الذى جاءت منه، لأن وراءه مهمة مقدسة. هى استكمال بناء المدينة الضخمة من الخردة القديمة..وبعد قليل نزل طبق طائر من الفضاء، وصعدت إليه *إيفا* كى تعود إلى بلادها، وفجأة، وقبل أن ينطلق الطبق عائداً، أحس الروبوت أن قلبه موجود في الطبق الطائر، فانطلق يتعلق به ، وينطلق معه إلى الفضاء البعيد في صحبة تلك الروبوتة الرقيقة الجميلة..إنه يعرف تماماً أنه سوف يعمل على إقناعها أن تعود معه مرة أخرى، من اجل استكمال مهمته المقدسة، لاستعادة الإنسان إلى الأرض، بعد أن يخلصهم من كل هذه الخردة ويستعيد الحضارات القديمة حضارة القرن الواحد والعشرين ...* فارس الظلام* ( 2008 )The Dark Knight:الفيلم إخراج كريستوفر نولانها هو الرجل الوطواط يعود مرة أخرى ..إنه يسكن في مدينة خيالية، تشبه كافة المدن الحديثة، تسمى *جوثام* في هذه المدينة التي عرفت صباح أحد الأيام حادث سطو غريب، قامت به مجموعة من اللصوص المقنعين ..استخدم هؤلاء اللصوص كل ما لديهم من أسلحة لدخول البنك ، والتخلص من الحراس، حتى تمكنوا من الوصول إلى الخزنة المنيعة، فقاموا بتفجيرها.. وسرعان ما ظهرت الأموال .. وهنا بدأت المرحلة الثانية من عمليات السطو..فقد قام كل واحد بتصفية زميل له، أطلق الرصاص عليه، فإذا بزميله الآخر يطلق الرصاص عليه، وتمت التصفية، إلى أن تبقى واحد فقط، معروف باسم *الجوكر* ..*الجوكر*.. هو الشرير الدائم لهذه المدينة، أنه يكره المجتمع الذى يعيش فيه، كما أنه شديد القسوة، لا يأبه لعواقب أفعاله، خاصة بعد أن تعرض لحادث تشوه خلاله وجهه فأصبح يبدو كأنه يضحك على الدوام..كانت المشكلة بعد الحادث، أن ظهر ثلاثة رجال، على شاشات التلفاز، يبدون كأنهم هم الذين قاموا بعمليات السطو. وقد ارتدوا زى *الرجل الوطواط* ..إلا أن *الرجل الوطواط* الحقيقي سرعان ما ظهر، وراح يطارد المجرمين في كل مكان ، فهذه هى مهمته، أن يظهر فوق بنايات المدينة، مرتديا قناعه الأسود الشهير، يمكنه القفز إلى أى مكان.. ويطارد المجرمين..وسرعان ما التقى *الرجل الوطواط* بصديقة الضابط *جوردن* ، واتفق معاً على إخلاء المدينة من رجال العصابات، خاصة عصابة المافيا..في تلك الآونة كانت مدينة *جوثام* تشهد أحداثاً سياسية، بالغة الأهمية، فالمدعى العام الجديد *هارفي* تولى أمر قضية السطو الكبرى على البنك ..وكان أول شئ قاله في التصريحات :- يجب القبض على *الرجل الوطواط* ..كان يود كسب ود الجماهير التي انتخبته.. ولم يكن يعرف أن *الرجل الوطواط* هو نفسه الشاب *واين*، الذى قرر أن يكون فريقاً لمساعدته في الانتخابات المقبلة للمدعى العام..لكن، ترى ماذا عن عصابة المافيا..اجتمع زعماء العصابة، وحضر الاجتماع واحد من كبار العصابات الصينية، إنه *لو*، كان هدف الاجتماع هو العثور على *الجوكر* الذى سرق النقود، وأخفاها.. قال *لو*:- رصدت الشرطة مبلغاً كبيراً للقبض على *الجوكر* .. أما أنا فأنصح أن نسافر إلى جزيرة *هونج كونج* حتى نكون بمأمن من محاولات الشرطة للقبض علينا..قررت العصابة أن تهرب من المدينة لبعض الوقت، لكن المفاجأة، وسط الاجتماع، وصل المجرم الخطير *الجوكر*، وأحدث صدمة في المكان، ثم قال:- أنا الجوكر.. جئت أقدم لكم اقتراحاً، سوف أمنحكم نصف المال المسروق، لو ساعدتمونى في الخلص ممن * الرجل الوطواط* ..وبعد أيام قليلة، كان *الرجل الوطواط*: قد تمكن من القبض على *لو* بمساعدة الضابط *جوردن* والمحقق *دنت*ن وقاموا بتسليمه إلى شرطة المدينة..وبعد تحقيق طويل مع *لو* رفض أن يفصح بشئ عن مكان النقود، لكنه أرشد الشرطة عن مكان عصابة المافيا، وسرعان ما تم القبض عليهم.. وباختفاء رجال العصابة، كانت الفرصة لعودة *الجوكر* مرة أخرى.. وسرعان ما أعلن عن خطته:- سوف أتخلص من أبرياء كل يوم، لو لم يعلن *الرجل الوطواط* عن هويته الحقيقية..إنه التهديد ، يسيطر على المدينة..وأمام هذا التهديد، قرر *وين* أن يعلن عن هويته، وأنه *الرجل الوطواط* الحقيقى، لكن قبل أن يفعل، أعلن المفتش *دنت* أنه الرجل الوطواط الحقيقى، وسرعان ما تم القبض عليه من أجل أن يتوقف *الجوكر* عن تهديداته.إنها التضحية..قرر *الجوكر* أن يمسك بــ *دنت* بنفسه، لكن *الرجل الوطواط* تدخل بمعاونة *جوردن* ، واستطاع القبض على *الجوكر* ..ولأول مرة، منذ فترة طويلة، نامت مدينة *جوثام* في هدوء شديد..وتم تعين *جوردن* رئيساً لشرطة المدينة.. مكافأة له على القبض على المجرم *الجوكر*..إلا أن الأخبار السيئة سرعان ما عادت إلى الظهور مرة أخرى، بعد أن اختفي المفتش *دنت*وكان لابد من معرفة مكانه، لذا، توجه *الرجل الوطواط* إلى السجن الموجود فيه *الجوكر*، وراح يستجوبه عن مكان *دنت*، وخطيبته *راشيل* ..ضحك *الجوكر* ضحكته الدائمة ، ساخراً ، وهو يقول :- أنهم موجودان في بناية، لا يمكن لأحد أن ينقذهما..عرف *الرجل الوطواط* المعروف باسم *فارس الظلام* أن أتباع *الجوكر*، وضعوا كلا من *راشيل * ، و*دنت* في مكانين منفصلين ، وصار على *الوطواط* أن ينقذ *راشيل* ، بينما تولى *جوردن* ورجاله أمر إنقاذ زميلهم *دنت* ..كان كل شئ معد سلفاً، ولأن *الجوكر* مجرم غير عادى، لقد تم تفجير قسم الشرطة المحبوس فيه ، وتمكن من الفرار، من زميله الصينى *لو* ..وسرعان ما تغيرت الخطط، فقد تمكن *الرجل الوطواط* من إنقاذ *دنت* ، أما *راشيل* فقد اختفت إلى الأبد في المكان الذى وضعتها فيه العصابة..وتحركت الأحداث بسرعة .. وغموض..وسرعان ما تم بث برنامج تليفزيوني على سكان المدينة، كان الضيف هو المحامى *كولمان* الذى استطاع إن يكشف أن *الرجل الوطواط* هو المواطن الثرى *واين*ووسط البث المباشر جاء صوت من خلال اتصال هاتفي ، يقول :- إسمى الجوكر .. وإليكم هذا التحذير، إلا لم يتم التخلص من كولمان خلال ساعة واحدة ، سوف أفجر المستشفي العام بمن فيها ..وساد الزعر المدينة، فالجوكر، قادر على تنفيذ تهديده ..وسرعان ما اصطحب * جوردن* المحامى كولمان ، وصدر أمر عاجل لإخلاء المستشفي ممن فيها ..ووسط هذا الهرج السائد . تمكن *الجوكر* .. من تفجير المستشفي ، فسادت الفوضى أكثر وجاء البث التليفزيونى المباشر، حين ظهر الجوكر على الشاشة، وهو يقول بوجهه الضاحك:- منذ الأن، أنا المسئول الأول عن إدارة المدينة ..كان الجميع يعرفون أن * الجوكر* قادر على أن ينفذ ما يهدد به.. وهو الأن يعلم انه سيد المدينة ، وحاكمها، وكان الانذار التالى:- هناك أماكن أخرى سوف تنفجر.. فانتظروها تجدوا ما لن يسركم..وتم إغلاق الكباري والأنفاق بالمدينة، ومثلما تم إخلاء المستشفي، راحت السلطات تساعد في نقل الاهالى إلى سفينة عملاقة، تقع عن شاطئ مدينة *جوثام* ..ويبدو أن هذا القرار كان متعجلا، وخاطئ ..فهذا هو *الجوكر* يطلق تهديداته الجديدة؟- سوف تنفجر السفينة بمن عليها..وقبل أن يسود الهرج في كل المدينة ، وفوق السفينة ظهر *الرجل الوطواط* إنه دائماً يظهر عند الوقت المناسب..وقف *الوطواط* فوق أعلى المدينة، وراح يرصد ما يحدث، كان هدفه هو *الجوكر*، الذى وجده أمامه، تبادل الاثنان نظرات التحدى، واندفع كل منهما لمواجهة الآخر.. قال *الجوكر* :- يجب إن تموت معاً..واصطدم كل منهما بالآخر، وأمسك به *الرجل الوطواط* وراح يقفز من أعلى البناية، ولأن *الوطواط* يمكنه الطيران، فقد أطلق خصمه من بين ذراعيه، فراح يهوى نحو لأعماق البعيدة، وهو يصرخ..بعد عدة أيام، أعلن في المدينة عن تعيين الشاب * هارفي دنت * مدعياً عاماً بعد رحيل أبيه في معارك الأسبوع الماضى، وأعلن لسكان مدينة *جوثام*:- يجب أن نعرف الحدود الفاصلة بين الخير والشر..وصار على المدينة أن تعيش في أمان ، لبعض الوقت..- 2012 ( 2009) 2012:في عام 2009 قدم رولاند ريمريش فيلم *2012* وهو من أفلام التخيل العلمى وهو المخرج الذى قدم *يوم الاستقلال* وهذا هو موضوع الفيلمصار كل هدفه هو انقاذ أسرته من الخطر القادم، أسرته هى زوجته (كيت) وابنته (لى لى) والابن (نواه) .اسمه *جاكسون* يعمل سائقاً لدى واحد من كبار القوم، وهو في الوقت نفسه مؤلف قصص تخيل علمى، ولديه صديق متخصص في علوم الأرض. هو الذى نبهه إلى هوية الخطر القادم..هذا العالم يدعى * أدريان* ..اكتشف * أدريان* أن باطن الأرض، سوف تزداد حرارته بدرجات كبيرة بسبب انحراف واضح في الشمس، وأن الأمر سوف يأتى لكوكب الأرض بأخطار لا حدود لها، زلازل شديدة، وانفجارات براكين، سوف يؤدى كل هذا ذوبان الجليد في العالم، واندفاع مياه المحيطات كى تغرق كل كوكب الأرض..وعندما علم الرئيس بالأمر، أخذ موضوع بكل جدية، وأصدر أوامره، بفتح ملاجئ الاحتياط كى يذهب إليها الكثيرون، للبقاء هناك، حتى تمر الأزمة بسلام..وقرر الرئيس عدم الذهاب، كى يكون قدوة للجميع، بأنه يمكن أن يضحى بحياته في سبيل سعادة وبقاء الأخرينأما جاكسون فما ان سمع الخبر، حتى قرر أن يذهب إلى منزله، كى يصحب أسرته معه، رغم العلاقات المتأزمة مع زوجته، وذهب الأب، وولداه إلى أعلى مكان في المدينة، لرؤية ما يحدث هناك، لم يصدق ما قيل له، لكن فجأة، بدأت الأرض في التصدع.وفي لحظات كانت المدينة قد صارت شيئاً في الماضى، وانطلقت الطائرة إلى المدينة الخرى التى يوجد فيها شخصان بالغى الأهلية، الأول هو صديقه العالم الأسمر *أدريان*، الذى أبلغه بما سوف يحدث..كان أهم ما في الأمر أن * لى لى*، وأخاها، قد تفهما الأمر، وراحا يساعدان والديهما في الوصول بهما إلى المكان الآمن..ومرة أخرى انطلقت الطائرة الصغيرة، بركابها الأربعة، نحو مدينة أخرى، بينما انهارت المدينة التى أقلعت منها الطائرة، نحو هدف غير محدد..ما يحدث من حولهم، يدور مثله في كل بقاع العالم.. في البرازيل، والهند، واليابان، والصين لكن لا شك أن هناك بعض الناس يعيشون في أمان، بعيداً عن الخطر، منهم سكان التبت، أعلى مكان في العالم .. وسط هذه المتاعب، تصور البعض أن الدنيا باقية لهم، وأنهم يمكنهم الحصول على الماس، والذهب، وأن يتم اختزانها حتى تنتهى الأزمة العالمية..ووجد العالم *أدريان* نفسه في أزمة حقيقية، وسط تكالب الناس على الهرب، أو اللجوء الى المخابئ الآمنه..ووسط هذه الأزمة، وقف رئيس البلاد يخاطب أبناء شعبه للمرة الأخيرة، وقال أنه سوف يبقى مع الناس، يواجه ما يواجهونه.. وفي هذه الأثناء أيضاً، بدت أسرة جاكسون وقد تماسكت للغاية، ونست الزوجة *كيت* كل ما كان بينها، وبين زوجها، من توتر، وراحت تساعده، من أجل إنقاذ الأسرة بأى ثمن.ووصلت الطائرة الروسية إلى أحد الجبال، وحطت فوقها، ولكن *نواه* صاح وهو يشير إلى أمواج المياه البعيدة:الموجه العالية سوف تضرب الجبل.. وكان على الطائرة الروسية الضخمة، أن تتحول في لحظان إلى غواصة، وكى يمكنها أن تسبح مع التيار الجارف، وهى الطائرة التى تم تصميمها لتتحول إلى سفينة فضاء يمكنها الصعود إلى أى كوكب آمن..في كل مكان، حاول الناس البحث عن الأمان، وأن يبقوا على قيد الحياة، فلا شك أن الكثير من الحكومات قد استعدت لمثل هذا اليوم، وهذه هى ثلاث عبارات عملاقة، تتحرك فوق المياه، حاملة بداخلها مئات الألوف من الناجين الباحثين عن النجاة بأى ثمن ..ووجدت أسرة *جاكسون* نفسها داخل إحدى هذه العبارات الضخمة، لكن قبطان العبارة ، قال:نحن في خطر.. الوحدة الهيدروليكية أصابها عطل..ورأى الصبى *نواه* أباه، وهو يتطوع من أجل إنقاذ الوحدة المانية، فهو ككاتب تخيل علمى، يعرف كيف يتعامل مع الأجهزة، والاليكترونيات، لكن الأمر ليس سهلاً ، حيث أن التيارات المائية عاتية، يمكنها أن ترديه في لحظات..وتم إصلاح الوحدة، وعاد الأب بصعوبة شديدة، وبعد قليل وصلت العبارة إلى ما يعرف باسم *المخبأ الكبير*..وظل الناجون هناك لشهور عديدة، وربما لأكثر من عام.. إلى أن عادت الشمس إلى محورها الطبيعى وراحت تسطع على العالم مرة أخرى..وتم فتح أبواب المخابئ الكبرى.. ورأى الناس أشعة الشمس من جديد، وبدأ الجو المعتدل فوق سطح الأرضالروبوت رقم (9)... (2009 )يا له من اسم غريب .. تسعة *9* ..إنه عدد الروبوتات التي قام *العالم* بصنعها، كى يستخدمها في استعادة الحياة إلى شكلها القديم، قبل اندلاع الحرب الكونية..هذا *العالم*. قرر أن يصنع روبوتاته من خيوط الصوف، حتى يمكنها مقاومة أى طلقات معدنية يمكن للعنكبوت الآلى أن يطلقها، من أجل تحقيق أغراضه..راح *العالم* يصنع هذه الروبوتات، الواحد وراء الآخر، من خلال نسيج خاص، واختار لكل منها أن تكون لها أعين متشابهة، لكنها غريبة..إنها أعين مستديرة، واسعة، تختفي وراء زجاج مستدير، من أجل حماية الأعين من أخطار بقايا الحرب..وتعمد أن تكون لأحد هذه الروبوتات *عين* واحدة، لكنها تؤدى مهامها بشكل جيد..نعم، إنهم تسعة روبوتات.. لكل منها رقم، وليس اسم .. فمن الأفضل أن يكون لهذه المخلوقات المحشوة بالآلات أرقام، وليست أسماء ..إنه يعرفها، الواحد وراء الآخر، بسمتها، فالروبوت رقم واحد، ملئ بالتناقض، هو سريع الإيقاع، يحب المبادرة، لكنه في نفس الوقت، كسول..وذلك حسب الأحوال.. ماهر في اكتشاف الألغام، من أجل إنقاذ زملائه، من كل خطر مرتقب..أما الروبوتان، رقما *3* ، *4*، فهما أقرب إلى التوأم.. بالغا الجديد .. لكنهما في الوقت نفسه يتسمان بالخجل، يتكلمان، لكن عند اللزوم، وعندما يبدأن في العمل، فإن حدقات العيون الواسعة تتحرك، كأنها *بلى* يدور بسرعة في طبق كبير.هذان الروبوتان، يمكنهما الاختفاء عند أى خطر..نعم، عند أى خطر..و أليس هذا العالم ملئ بالأخطار، بعد إن دمرت الحرب كل شئ، وصارت الكائنات الباقية على قيد الحياة، هى الآليات..نعم، الآليات، اكتسبت صفة الإنسان، الذى أشعل الحرب، ودمر العالم الذى يعيش فيه، أمكنه أن يورث الآلات التي صنعها، عشق الحرب، والتدمير..لذا، فإن هذا *العالم* الذى لا يعرف أحد من يكون، حرص أن يكون الروبوتان الثالث والرابع من الخشب، وهما أيضاً قارئان، يحبان التهام الكتب..يا له من عالم غريب، تولد بعد الحرب الكونية الأخيرة..أما الروبوت الخامس، فهو الذى فقد إحدى عينيه، يرتدى ستره معدنية، ورغم ذلك فهو ماهر فيما يوكل إليه من مهام، ويمكنه أن يتحكم في حركات جسمه من خلال الأزرار الموجودة في جبهته..الروبوت السادس، لابد أن يكون فناناً، لذا، فهو مصنوع من الحبر، وهو يستخدم هذا الحبر للرسم والتأليف، لذا، فهو صاحب رؤية مستقبلية، لما يمكن أن يحدث بعد نهاية الحرب..قال ذات يوم : إن أشرار العالم هم الذين جلبوا له الحرب، مثل *هتلر*، و*موسلينى*..وحذر من أن يظهر في العام الجديد أشرار يمكنهم جلبه مرة أخرى إلى حروب طويلة..الروبوتة الوحيدة، من بين هؤلاء التسعة، هى رقم *7*، هى محاربة، ومتمردة، وكم قامت بمغامرات جريئة من أجل حماية فريقها من الروبوتات، هى لا تعرف الصبر، ولا الانتظار.. وقد صار لونها وردياً، من كثرة تعرضها لأشعة الشمس..وهذه الروبوتة، مليئة بالحذر، والترقب، وتمتلك سيفاً عريضاً تستخدمه عن الاقتتال، وترتدى سترة من ريش الطيور..وقد حرص *العالم* أن تكون الروبوتة شخصاً مليئاً بالحرية، والاستمرار..الروبوت الوحيد العملاق وسط هذه المجموعة، وهو رقم *8*، شكله لا يسر لا عدو ولا حبيب، فهو لا يهتم بمظهره، ويبدو بشع الشكل.. إنه يفخر بقوته، وقسوته، يحمل أكثر من سلاح، سلاح إليكتروني، وآخر عبارة عن مقص، وسكين مطبخ، يستخدمه كسيف..يطلق عليه *العالم* اسم *أبو عضلات*، وهو دائماً يلمع في الظلام..الروبوت التاسع، وهو الشخصية الرئيسية، هو شاب طيب، ومخلص، وهو متأهب دائماً لمواجهة الخطر، وذلك بهدف إنقاذ الزملاء، وهو آخر روبوت قام *العالم* بصنعه وهو الوحيد الذى يعي تاريخ العالم، ويتمنى أن يعود السلام إلى العالم..الروبوت التاسع مصنوع من الخيوط الصوفية، لذا فإن جسمه مرن، وجلده له ملمس الصوف، ملمس الحياة..هذه هى الروبوتات، أما *العالم* فهو المخ البشرى الوحيد الباقى من الحرب، يسعى إلى إقامة حكومة جديدة، وقد رأى أن هذه الروبوتات هى جيشهللانتصار على العنكبوت الآلى..إنه عالم غريب، أسفر عن اندلاع الحروب.. وها هى الأرض قد امتلأت بالآلات القديمة التي صارت خردة، أما المكان فهو صحراء مليئة ببقايا الحروب من ناحية، ورغم كل هذا الدمار، فإن *العنكبوت الآلى* راح يتصرف كأن الحرب لم تنته بعد..إنه ينطلق في الصحراء، وقد ملأته نشوة القوة أن يستكمل السيطرة على العالم، بأن يطارد هذه المجموعة من الروبوتات، ويقوم بالتخلص منها، وأن يصير الطاغية الوحيد الباق على قيد الحياة..لذا، فهو يؤرقهم، أينما اختبأوا..هو عبارة عن روبوت عملاق، أشبه بالعنكبوت، له العديد من المخالف الحديدية التي يمكنه من خلالها تحطيم أى شئ يضربه.. أما عينه الوحيدة فهى عبارة عن كتلة من البللور النارى تضئ أمامه الطريق. كى يضرب ضرباته..لكن أمام هذا الفريق من الروبوتات التسعة، فإن المعركة المترقبة غير متكافئة، وسط هذا العالم الذى أصابه التدمير..لقد نجح العنكبوت الآلى، في الإمساك ببعض خصومه، ووضعهم داخل كهف، حيث تم حبسهم، وصار عليه أن يضعف الباقين.. لكن رقم (9) صاح:- سوف ننقذ الرهائن من مخالف العنكبوت الآلى..وبدأت رحلة تحرير الرهائن..إنها ليست رحلة، بل مغامرة مليئة بالمخاطر، سيقوم بها هؤلاء الروبوتات، في أرض صعبة تثبت مدى النعمة التي وهبها الله سبحانه وتعالى للبشر، من أجل اختراع كل هذه الآليات العظيمة فتمكن من صناعة حضارة عظيمة، لا يوجد مثيل لها في الكون..لذا، فهى رحلة، ومغامرة معاً ، رحلة فيها المشاهدة، ومغامرة ، فيها الإصرار على مواجهة العنكبوت الشرير..وأثناء الرحلة، تحدث الروبوت الرابع عن العالم القديم، من خلال ثقافته، لكن الرحلة تحولت إلى مغامرة شرسة، فكلما اقترب العنكبوت الآلي، ازداد الإحساس بالكابوس القادم..وأمام هذا الخطر بدأ أعضاء الفريق من الروبوت في التساقط الواحد وراء الآخر، حيث تمكن الخصم اللدود من أن يحطم الأجساد المنسوخة لهذه الروبوتات، ووجد رقم (9) نفسه يقول:- كلهم ماتوا بسببي. وأنا الذي سأتخلص منه..واكتشف رقم (9) أن الأيقونة التي اخترعها *العالم*، يمكنها تساعده في تحقيق هدفهن حين تمكن من وضعها في جسم العنكبوت، واستطاع أن يفجره، لكن سرعان ما ظهرت *الضفدعة الآلية*، وقبل أن تقوم بالهجوم أطلق عليها (9) من إشعاعاته، فتفجر هو الآخر..وتنبهت المجموعة الباقية على قيد الحياة، ووجدوا أنفسهم في فضاء فسيح ينتظر الحياة الآمنة في ظل السلام القادم ..غريب من الفضاء (2009)OUTLANDER :الفيلم من إخراج اوليفر ميجانوننعم، بدات الحكاية الغريبة في عام 709 قبل الميلاد..في ذلك العام البعيد، وفي النرويج، بلاد غزاة الشمال، هبطت سفينة فضاء بالغة التطور، دون أن يشعر بها أحد...ونزل ذلك الغريب القادم من الفضاء من سفينته التى غرقت فجأة، ولأسباب مجهولة، في قاع البحيرة، وراح يتطلع حوله... كان عليه أن يحدد الزممن والمكان الذى نزل إليهما..وسرعان ما أحضر حقيبته المتطورة، واستخرج منها الآته، واستطاع أن يحدد أنه في النرويج، شمال أوربا، بلاد الصقيع، وأنه موجود قبل الميلاد بسبعة قرون تقريباً...واستخرج مسدسة المتطور وهو يعرف أنه سوف يواجه مصيرا مجهولاً، فلقد فقد كل طاقم الفريق، والسبب ذلك الوحش الرهيب الذى كان موجوداً في سفينة الفضاء هذا الوحش اسمه *مورين*..رجل الفضاء اسمه *كاينون*، لكنه لم يهنأ بساعة واحدة من الأمان فوق سطح الأرض، حيث سرعان ما ظهر بعض الرجال، تمكنوا من أسره، رغم وجود مسدسه الإليكترونى معه.. وأخذوه معهم ..وهكذا صار في التاريخ، دون أن يعرف أى مصير ينتظره..وقادوه إلى معسكرهم، معسكر غزاة الشمال المعروفين باسم *الفايكنج*.لا يمكن لأحد من هؤلاء الغزاة أن يصدقوا أن هذا الرجل الغريب، جاءهم من كوكب بعيد، فكل شئ قد اندثر، السفينة غرقت، والمسدس سقط في البحيرة، وهو يتكلم لغتهم التى تعلمها عن طريق القوى التعليمية الإليكترونية..ووجد * كاينون* نفسه مربوطاً، وسط ساحة واسعة امتلأت بأهل القرية التى يحكمها حاكم عجوز، له ابنة جميلة تدعى *فريا*، وراح الحاكم يسأل الأسير عمن يكون، ولأن الناس لنتصدقه، اضطر *كاينون* أن يؤلف قصة مختلفة :- أنا هنا .. اصطاد تنيناً متوحشاً..لم يكن رجل الفضاء هذا يعرف أن هناك عداء قديماً بين أهل هذه القرية، وبين القرية المجاورز، التى يحكمها حاكم يمسى *جونار*، ولأن سكان قرية *الفايكنج* لم يصدقونه فقد قرروا وضعه في قبو، وقيدوه بالحديد..وبعد يومين، جاءت الفتاة *فريا* إلى القبو من أجل تقديم العون لهذا الغريب، وفوجئت به ، وقد تمكن من فك قيده، وحاول الهروب..الغريب، أنه ضربها بقوة، حتى يتخلص منها، قبل أن يهرب، لكن سرعان، ما لحق به الحرس وتغلبوا عليه، وأمسكوه..في تلك اللحظات، أصابت القرية ظاهرة غريبة، حيث بدا كأن وحشاً قد هاجم المكان، فاستطاع، أن يقتل الأحصنة، وحطم الأشجار، وتخلص من العديد من الرجال..صاح *كاينون* عندما رأى الوحش القوى: إنه *مورين*..قال الحاكم : إنه قوى شريرة..علق *كاينون* : بل هو *مورين*، لقد قضى على عشيرتى.. كلها.كان عليه أن يشرح قصته للجميع، وأنه يسكن كوكب بعيد، غزاه ذلك الوحش المفترس، وقضى على عشيرته، مما اضطره أن يركب سفينة فضاء، وأن يهرب إلى الأرض، لكن الوحش *مورين* : تمكن من التسلل إلى سفينة الفضاء، وقضى أيضاً على ركابها، عدا *كاينون* ..الأن هناك ثأر حقيقى بين *كاينون*، وبين هذا الوحش *مورين* الذى يتربص بالقرية..وأيضاً هناك ثأر حقيقى بين قرية *الفايكنج* ، وبين هذا الوحش الذى يتربص بها..كما أن هناك خصومة حقيقية بين القرية، وقرية أخرى تجاورها، يحكمها الحاكم *جونار*..وهناك أيضاً شخص ما يترقب تلك الخصومات، كى يتدخل عند اللزوم، إنه الشاب *ولفريك*، الذى ينوى أن يتزوج من الفتاة *فريا*، كى يصبح هو الحاكم بعد عدة سنوات..وسط هذه الأجواء المتشابكة، كان على الجميع أن يتخلصوا من الوحش الرهيب الذى لم يغلبه أحد من قبل ..المثير للجدل فعلاً، أن ذلك الوحش، راح يستعرض شراسته بقوة بين وقت وآخر، فأثار الذعر بين السكان، لذا، خرج الفرسان إلى الغابة للبحث عن الوحش واصطحبوا معهم الغريب *كاينون*..وفي الغابة ظهر الوحش، وقاتله الرجال بقوة، وشراسة، إنها معركة مصيرية، وأبلى *كاينون* بقوة في المعركة، وساعده في ذلك خصمه *ولفريك* الذى يطمع في الزواج من الفتاة...وتخلصوا من الوحش، لكنهم عندما سحبوا جثمان الوحش من الغابة المظلمة، إلى النور، كانت المفاجأة. حيث صاح أحدهم: إنه دب..لم يكن الوحش سوى دب أسود، وليس هو *المورين* . إذن ، فلابد من البحث عن الوحش الحقيقي، الذى يهدد حياة الجميع..ووسط الاستعدادات الكبيرة، نمت مشاعر طيبة بين *كاينون* و*فريا* واندلعت معركة مجددة، بين سكان القرية، والقرية المجاورة..لقد حدث أن هاجم الوحش القرية، فتصور سكانها أن جيرانهم هم الذين فعلوا ذلك، لكن سرعان ما تم اكتشاف الحقيقية...واقترح *كاينون* أن يتم بناء خندق ضخم، أمام بوابة الحصن الذى يحمى القرية، واستغرق حفر الخندق بعض الوقت والكثير من الجهد...الأن، جاء الدور على الوحش أن يدخل القرية، وأن يجذبونه، وبذل *كاينون*، ومعه الشاب *ولفريك* كل الجهد من أجل جذب الوحش إلى الفخ المنصوب له.وشارك في هذه المعركة المتوقعة الطفل *اريك* الذى كان معجباً كثيراً بشجاعة *كاينون* وأيضاً الفتاة *فريا*..وجاء الوحش، وهاجم الحصن، واثبت أن قوته الغاشمة، لا يمكن أن تعرف الهزيمة، وترك وراءه الكثير من الخسائر، قبل أن ينسحب...هنا قرر *كاينون* أن يفعل شيئاً، قال : سوف نقاتله بالمعدن.. بالصلب .. إنه يعرف أن *الفايكنج* ( غزاة الشمال) ، يستحدمون أسلحة من معدن غير قادر على حسم المعركة، لذا قرر أن يستخرج الصلب الموجود في سفينة الفضاء الغارقة في أعماق البحيرة..وتمكن الفرسان، من استخراج الصلب، وراحوا يصنعون منه أسلحة حقيقية، واشترك ابناء القرية جميعهم في صنع أسلحة من الصلب.واستطاع الطفل *اريك* أن يحصل على سيف يستخدمه في القتال المرتقب..كان *كاينون* قد استطاع ان يكتسب ثقة أهل القرية، وتمكن من قيادتهم، كما أنه نجح في أن يحول *ولفريك* من خصم إلى صديق حميم يقاتل إلى جانبه.. في هذه الأثناء، حكى *كاينون* كل قصته الغامضة إلى الفتاة *فريا*، أخبرها أنه قادم من عالم بعيد، وأنه هارب من كوكبه البعيد، وأنه فقد هناك زوجته وابنه، وأن هذا الوحش *مورين* هو سبب كل المصائب..لم يكن *كاينون* يعرف أنه بعد دقائق قليلة، من معرفتها لسره، سوف يختطفها الوحش، كى يلتهمها..إنه وحش غريب، له أسنان طويلة، يمكنها أن تنغرس في أى شئ لمسافة نصف متر، كما أنه قوى، لديه القدرة على الطيران..وما إن اختطف *فريا*، حتى هب الرجال لمقاومته، ومطاردته، وكان أول المقاتلين هو الشاب الشجاع *ولفريك*، الذى خسر المعركة تماماً..قال *ولفريك*، قبل أن يلفظ روحه وه يسلم لصديقه *كاينون* شارة الحكم :- سوف تصبح الحكام الفعلى لهذه البلاد ..لقد رحل الحاكم الأكبر، أثناء المعركة السابقة مع الوحش ، وها هى المعركة الحاسمة قد ضاع فيها الشجاع *ولفريك* ، أما *كاينون* فقد صار عليه أن ينتقم لكل الذين رحلوا بسبب أنياب هذا الوحش الذى لم ينتصر عليه أحد...وأسرع *كاينون* يلحق بالوحش، قبل أن يمس الأذى بالفتاة *فريا*، ودخل معه في معركة شرسة، ولم تتأخر الفتاة الشجاعة عن مساعدة الرجل الذى تحبه، كى يتخلصوا من الحيوان إلى الأبد..وطالت المعركة، لم يكن فيها من خاسر، ولا رابح، لكن الإصرار على التخلص من عدوه *مورين* مكن *كاينون* من حسم المعركة لنفسه...وبعد أن تخلصوا من الوحش بكل شجاعة، قامت قرية الفايكنج، بحرق سفينة كبيرة عليها جثمان كل من فقد حياته على أيدى الوحش، هذه هى عاداتهم ..وأعلن في المكان ، أن *كاينون* صارت له أسرة جديدة، فقد تزوج من *فريا*، وصار أباً بالتبنى للصغير *أريك*.المتحولون (2009 )Transformers :الفيلم من إخراج مايكل باىفي مغامرة سابقة ، قام *المتحولون* بمحاولة للسيطرة على الأرض، لكن المحاولة فشلت، وتمت هزيمتهم بشكل ملحوظ، وها هم اليوم يعودون، من بعيد، من الفضاء الخارجى، ليس للسيطرة على الأرض مرة أخرى..بل للسيطرة على الكون كله، على أن يكون كوكب * الأرض* هو مركز الخطط الهجومية الجديدة ففي الأرض أسرار عديدة منذ قديم الأزل..لكن، ترى من هم *المتحولون*، ولماذا يسعون إلى السيطرة على العالم..؟الأرض هى مكان يعيش فيه البشر، ورغم أن أنواع البشر متشابهة في لشكل، إلا أن السيطرة على كل البشر، كان هو الهاجس الذى سيطر على الغزاة، منذ بداية البشرية..حدث هذا، منذ بداية التاريخ، حين ظهر *الساقط* لأول مرة أمام البدائيين، كان يحس أنهم أكثر ذكاء منه، وأنهم متميزون، خلقهم الله من لحم، ودم ، وميزهم بالعقل، والفكر، أما هو فلا يعدو أن يكون كائناً من القصدير، كل جسمه من القصدير، والمعادن الأخرى، حتى عيناه الحمراوان، فإنهما من المعادن..زصار *الساقط* وأجياله التالية، يكن للإنسان العداء الشديد، يريد أن يسيطر عليه، وصارت لهذه الأجيال قدرات غريبة تماماً.. إنهم *يتحولون* في أشكالهم، وأحجامهم..قد تلمس تمثالاً صغيراً، ورسعان ما تكتشف أنه تحول إلى كائن آلى قادر على القتال . وفي عصرنا الحديث ، قد تجد سيارة صغيرة ، وقد تحولت فجأة إلى مقاتل آلى، وسرعان ما تتحول كافة السيارات إلى *متحولين*...ومن هنا، جاءت المشكلة، فلا يوجد أحد يمكنه أن ينتصر عليهم، لكن المتحولين شهدوا انقساماً فيما بينهم، فصار منهم الطيب الذى يقف إلى جوار الإنسان ويدافع عنه، ومنهم من لا يزالوا يحلمون بالسيطرة على الكون...لذا، فإن الشاب *سام* كا يخفي سره الغامض، حتى عن أبويه، وعن جارته، وها هو يستعد الآن لترك مدينته الصغيرة، من أجل الذهاب إلى *نيويورك* للالتحاق بالجامعة، والإقامة في مساكن الشباب..وقبل أن يغادر *سام* منزله، راح يمسك بقطعة غامضة من المعادن النادرة، وفجأة انطلقت طاقة هائلة من المعدن، فسقط فوق الأرض، وبدأ المسكن في الاشتعال، وانطلق في أرجاؤه مخلوقات جديدة كثيرة، حاولوا إثبات قوتهم..يا إلهى .. إنهم *المتحولون*.. الذين اشعلوا النيران في البيت..لكن، فجأة ظهر *متحول* ضخم، وراح يضرب بكل قوته، حتى انتصر على الجميع.. إنه المتحول الطيب، الذى يبدو أن صداقة ما تربطه بالشاب المستجد في الجامعة *سام* ..لذا، بعد قليل، وقف *سام* أمام قاعدة تمثال في الحديقة الكبرى، سرعان ما *تحولت* إلى كائن آلى ، ضخم اسمه *برايم*، قال له الشاب:- أشكرك أنك وقفت معى. انت صديقى رغم أنك روبوت آلى..قال الكائن القصديرى العملاق : أهم شئ أن تذهب إلى الجامعة، وأن تظل محتفظاً بسرى في داخلك..وانطلقت السيارة بعد يوم، حاملة *سام*، وزميله في الجامعة *ميكائيلا* ، دون أن يعرف أن السيارة التى يركبها، هى من ضمن *المتحولين*، وأنه قد ركبت عشرات من *المتحولين* الصغار لحماية *سام* في طريقة إلى الجامعة...كانت المدينة في هذه الآونة، مليئة بالكائنات الغريبة التى تحاول السيطرة على المدينة بين *متحول* طيب، وآخر *غير طيب*، يتنافسون جميعاً من أجل السيطرة على الكون...وصلت الأخبار أن *سام* هو شخص متميز، لأنه يحفظ أسرارً للعديد من المعادلات التى من خلالها، يمكن لمن يعرف كيف يفك شفراتها أن يسيطر على العالم...الشئ الغريب، أن *سام* نفسه، لم يكن يعرف ما يمتلك من سلطة على فك الشفرات الغامضة، لذا كانت تنتابه حالات من التفوق العلمى، وهو يرسم المعادلات أمام زملائه، وأساتذته أثناء المحاضرات..كما أن الفتى *سام* ملأ غرفته في الجامعة، بالكثير من المعادلات الرياضية الصعبة، لا تقدر أى عقلية على استيعابها. مما أثار دهشة زميله *رونى* في المسكن، الذى تعاطف معه، وصار يدافع عنه..لكن، ماذا يفعل مجرد طالب صغير، أمام هذه الصراعات الدائمة بين المتحولين، إنهم موجودون في كل مكان، في الطائرات العسكرية، وفي الأساطيل، والغواصات، وحاملات الطائرات لدرجة أن الجيوش الرسمية أحست بالانزعاج الشديد، وصدر القرار بأن يتم إخفاء البلاد إلى مخبأ مضمون، بعيداً عن أى أخطار..وازداد انتشار المتحولون، الذين تمكنوا من الانتصار على الجيش، وسيطروا على كوكب الأرض بأكمله.. وواصلوا انتشارهم إلى الفضاء الخارجى..نعم ، استطاعوا السيطرة على كافة سفن الفضاء التى أطلقها البشر إلى الفضاء الخارجى، كما سيطروا على كافة القنوات الفضائية، وحولوها إلى قناة واحدة، وراحت تبث الإنذار الأكبر إلى سكان الأرض..نحن المتحولون، صار البشر ، بأرضهم الواسعة، تحت سيطرتنا..لكن، هذا لم يحدث حتى الأن، فكما قلنا ، فإن *المتحولين* أنفسهم انقسموا إلى قسمين الأول تحت زعامة *برايم* الطيب، الذى تربطه صداقة قوية بالطالب *سام*، والثانى هو قسم *الأشرار* الذين لم ينتصر عليهم أحد..نعم، فلأنهم *متحولون*، فكم دارت مواجهات بين زعماء الطرفين، في المدن والبحار وفي الجو.. ولم ينتصر أحد، رغم شراسة المعركة..وأمام هذه الحروب التى لا تنتهى، لجأ *سام* إلى العالم *سيمونز* من أجل الاستفادة من خبرته، وراح العالم يدرس الظاهر التى تمثل خطورة رهيبة، قال *سيمونز* :هناك مكان واحد في الأرض، تكمن فيه أسرار الكون القديم، إنه الأهرامات الثلاثة في مصر..وانطلق فريق صغير من المغامرين إلى المنطقة العربية ، إلى مصر، والأردن، من أجل البحث عن الوثائق التى تحمل أسرار الكون، المخبئة في الأهرام، وأيضا في أثار البتراء في الأردن..قال العالم: الأهرام، مبنية على شكل مثلثات، أشبه برأس السهم، يستعد للانطلاق إلى أعلى، موجه نحو الفضاء.. والهرم مقبرة ، ليس للحكام الذين بنوه، بل للأسرار التى بداخله..وسرعان ما عرفت فصائل *المتحولون* المقاتلة بالسر، لذا، فعند سفح الهرم جاءت الجيوش المتحاربة، من أجل اختراق الهرم، والبحث عن الأسرار بداخله..سافر *رون* وزميلته إلى الأردن للبحث عن الأسرار، داخل *البتراء*، أما *سام* ، و*سيمونز*، و *ميكائيلا* فقد ظلوا في مصر، يشهدون المواجهات الغريبة..لم يكن هناك منتصر، ولا منهزم، فالكل على نفس الكفاءة.. لذا طالت المواجهات أمام الهرم، وفوق سفحه..ورغم كل هذه المعارك فإن أحداً لم يجرؤ على لمس *سام*، باعتباره الإنسان الذى يحمل مفاتيح الأسرار، دون أن يعرف..وكانت صعوبة الحروب الآلية هذه ، هى سهولة التحول بين الكائنات وبعضها، حيث يمكن لأى كائن أن يتحول إلى خصمه، ويصبح شبيهاً به، كما أن كل *المتحولين* الذين تم القضاء عليهم، سرعان، ما دبت فيهم الحيوية وعادوا مرة أخرى إلى التقاتل..ترى هل الهدف هو اختراق الهرم، لمعرفة أسراره، أم تدميره؟ فإذا حدث ذلك توقفت كافة الاتصالات مع المتحولين المتواجدين في الكون من حولنا..وبدت شراسة المعارك، في أن المتحولين الآليين، يأكلون كل شئ أمامهم. السيارات والطائرات، وأحجار الهرم، وصخور *البتراء*، إلا ان هذه البنايات التاريخية العظيمة، التى تعد من عجائب الدنيا، كانت قادرة على تجديد نفسها، والدفاع عن تاريخها المجيد..وأخيراً أنتصر*برايم* صديق *سام* ، وقال :- أشكرك يا صديقى، لقد أنقذتنى من الفناء ، بما لديك من طاقة بداخلك إنها طاقة العلم والمعرفة..أدرك الأصدقاء الشباب أن لغز *الماتركس* الذى تم العثور عليه في منطقة الهرم قد حسم المعركة لصالح قوى الخير..وقرر الأصدقاء العودة إلى الجامعة ، بعد أن تم التخلص من *المتحولين* عن طريق استخدام طاقة المعرفة، واختفي *برايم* متجهاً نحو مجهولا لا يعرفه أحد...لكن ترى هل سيعود يوماً..؟لا أحد يعرف ...الجهنمى ينهض (2009)Terminator Salvation:الفيلم من إخراج MCGلقد جاء من الماضى في مهمة رسمية..أتى الروبوت الحى المعروف باسم *الجهنمى* من عام 2027 إلى عام 1983، من أجل أن يتخلص من *سارة* التى ستلد طفلاً صغيراً في ذلك العام، سوف يقود ثورة كبرى ضد الروبوتات في عام 2027..قامت الفكرة على أساس التخلص من قائد الثورة، قبل أن يولد، بالتخلص من الأم *سارة* : وفشلت المهمة، وولدت الأم ابنها *جون كونور*..كانت هذه هى المغامرة الأولى..وعندما صار الطفل صبياً، أرسلوا له من المستقبل أيضاً *روبوت* آخر ، مبرمج، من اجل التخلص منه، لكن *الجهنمى* ، ساعد الصبى في التخلص من الروبوت، بعد أن فهم معنى الثورة ضد الروبوتات الشريرة..كانت هذه هى المغامرة الثانية..وعندما صار الصبى *جونى* شاباً، أرسلوا له *روبوتا* في صورة فتاة جميلة، من أجل التخلص منه، لكن *الجهنمى* تخلص من هذه الروبوتة، وفي ذلك العام، نجحت الروبوتات في الاستيلاء على العالم، فيما سمى بــ *يوم الدينونة*..وكانت هذه المغامرة الثانية..في كل هذه المغامرات، انتقلت الروبوتات الصناعية للتخلص من قائد الثورة عبر الزمن، والآن سوف تبدأ المغامرة الرابعة..بدأت المغامرة الرابعة في عام 2003..لقد قرر *ماركوس* أن يهب جسمه للتجارب الوراثية الإليكترونية قبل أن يتم إعدامه بيوم واحد.. وذلك مقابل أن يتمكن جسمه من الانتقال عبر الزمن..في هذا العام تم إنشاء النظام الإلكتروني *سكينت*، الذى تتولد فيه روبوتات تجمع بين الإنسان والآلة، تسمى بــ*الجهنمى*، *Terminator*..وبسيادة هذا النوع من الكائنات، تكون نهاية الإنسان قد حانت، بعد اندلاع أول حرب نووية في الكون..لذا، ففي عام 2018، كانت الثورة قد اعلنت نفسها، إنها الثورة التى يقودها *جون كونور* ضد عالم الروبوتات الآدمية..لقد عام *جون* أن هناك خطة شريرة، للاستفادة من أجساد المساجين البشر في أحد السجون، من أجل إقامة نظام آلى جديد يحمل اسم *الجهنمى*، قال له أحد أتباعه:سوف يصنعون روبوتات، من أنسجة البشر، تبدو من الخارج كأنها البشر، ومن الداخل، كل شئ من الآلات..في تلك السنة، عاد *ماركوس* للظهور مرة أخرى في الحياة. إنه الآن روبوت من نوع *الجهنمى* لا يزال يحتفظ بهيكله الآدمى القديم، أما جسمه كله من الداخل، فهو من الآلات..إنه عام ملئ بالقلاقل فوق الكرة الأرضية، كان على *جون كونور* : أن يستكمل ثورته من أجل التخلص من كل الكائنات الجهنمية..لقد شن *جون* هجومه الحاسم ضد القاعدة، وعندما اطمأن إلى نجاح خطته الهجومية، قرر أن يتجه إلى مدينة *لوس انجلوس*..وعاد *جون* إلى بيته، الذى تقع أسواره أسفل قاعدة بحرية نووية، والتقى بالجنرال *آشدون* الزعيم الحالى..في تلك اللحظات، اكتشف رجال المقاومة إشعاعات جديدة، قادرة على تدمير الكائنات الآلية. وعرف *جون* أن هجوماً سوف يشن على قاعدة الآليين في مدينة *سان فرانسيسكو* خلال أربعة أيام ..وتوصل *جون* إلى قائمة سوداء صادرة عن القاعدة، بها أسماء بعض الأشخاص الذين يجب التخلص منها خلال الأيام القادمة..عرف *جون* أن اسمه هو الاسم الثانى في القائمة، وأن اسم *كيل ريز*، هو الأسم الأول، لم يكن أحد يعرف أن هذا الصبى *كيل* هو نفسه والد *جون كونور*، وأن هذا الأخير يبدو حالياً أكبر سناً من أبيه، وذلك حسب عبور الزمن..إذن، فالأمر ليس سهلاً ..ها هو *جون* يقابل أباه، وهو لايزال صبياً، هذا الصغير الذى سوف يكبر عام 2027 وسيقود الثورة الأخيرة ضد كل المخلوقات الآلية التى سادت العالم..ووسط هذه الأجواء المحمومة، أرسل *جون* عبر الأثير رسائل تحذير، يحدوها الأمل إلى كل البشر، الباقين على الحياة، بعد سيطرة الآليين. وتضمنت رسالته مدى قدسية الكفاح ضد الآليين..في الوقت نفسه، كانت هناك خطط سرية لعمل روبوتات آدمية من طراز *الجهنمى* T - 600، لذا وصل *ماركوس* إلى لوس انجلوس، ومعه اثنين من أصدقائه..وسرعان ما صدرت الأوامر بالبحث عن رجال المقاومة. وقامت معركة، تم على إثرها أسر كل من *كيل*، و *ستار* اللذان كانا في صحبة *ماركوس*.يا لغرابة *ماركوس* هذا فهو روبوت، محارب ، لكنه يحن إلى أصلة، إلى الإنسان الذى كان قبل إجراء الأبحاث الإليكترونية عليه..ولهذا السبب تغير *ماركوس* فجأة، وراح يبحث عن *كونور* كى ينضك إليه.. وأثناء المواجهة مع أقرانه أصابته رصاصة مغناطيسية..وعندما حاول رجال المقاومة إنقاذ حياته، عرفوا حقيقته، صاح أحدهم:- إنه روبوت بشرى ..يعنى هذا أن هذا النوع من الروبوتات يجمع بين البشر، والآلة، فهو من الخارج يشبه البشر، أما كافة أجهزته الداخلية فمن الآلات الصناعية..لقد تملكت المشاعر الآدمية بــ *ماركوس*، لذا غير من اتجاهه، فبعد أن كان يحارب ضد رجال المقاومة، صار عليه أن يكون معهم، وكان أول شئ قرر أن يفعله، هو إنقاذ صديقه الأخرس *كيل*..لهذا السبب، قرر الجنرال *أشدون*، أن يؤجل الهجوم على مدينة *سكينت* التى تجرى فيها تجارب تصنيع الجيل الجديد من الآليين المتطورين، حتى يتمكن من إطلاق سراح *كيل*، وبقية المساجين من البشر..إنه يعرف أن هؤلاء البشر سيكونون حقل تجارب لتصنيع الجيل الجديد من الآليين – البشر..وتكاتفت القوى، من أجل تحقيق الهدف ..أرسل رجال *جون كونور* المخلصين رسالة إلى زعيمهم، يطلبون منه محاربين جدد من رجال المقاومة، لتعضيد الثورة ضد الروبوتات..وسعى *ماركوس* حقيقة من يكون ..إنه شخصان معاً، فهو واحد من الآليين، تمت برمجته كى يجذب *جون كونور* إلى القاعدة، كى يتم التخلص منه.. وأنه في نفس الوقت آدمى أجريت عليه التجارب الإلكترونية في عام 2003..ولأن الإحساس الإنسانى أقوى ، فقد إنضم *ماركوس* إلى *جون*، ومعه *كيل* الذى نجح في إطلاق سراحه..ونجح الثلاثة في التسلل إلى القاعدة، وزرع المتفجرات، رغم كل محاولات إفشالهم في مهمتهم .. وفي اللحظة المناسبة، تفجرت مدينة الجيل الجديد من الروبتات إلى الأبد، إلا أن *جون* أصيب أثناء الانفجار..وعقب الانفجار، صار على رجال المقاومة مساعدة زعيمهم *جون كونر*، بتدبير طائرة من اجل إنقاذ حياته..كان الموقف حرجاُ، فقلب *جون* في خطر شديد، ولم يكن هناك حل سوى ما قاله *ماركوس* :سوف أضحى من أجله، وأقدم له قلبى..إنها التضحية، التى هى من أهم سمات البشر، وقبل أن يروح *جون كونور* في غيبوبة قبل إجراء العملية تمتم:لقد كسبنا المعركة، لكننا لم نكسب الحرب كلها بعد ..الجهنمى ينهض :نجحت أفلام *الجهنمى* TERMINATORحسب اسمها التجارى العربى، بعد عرض الفيلم الأول منها من إخراج جيمس كاميرون، وبطولة آرنولد شوارزنجر، حيث تجمع بين الخيال العلمى، والمغامرات، والرحيل عبر الزمن، وقد برع كاميرون في فيلمه الثانى، من خلال تقنيات الإخراج التى قدمها عام 1991، وبدا أن السلسلة التى حققت نجاحاً كبيراً *يوم الديمومة* عام 2003..الروبوت ROBOT:ترجم البعض هذا المصطلح إلى الإنسان الآلى، وهى ترجمة خاطئة، فالروبوت هو الكائن العامل، حسب اللغة التشيكية، وتنقسم أنواع الروبوت إلى الآلى، الذى يتكون كله من الآليات، مثلما في فيلم الكارتون *روبوت*، أما النوع الثانى فاسمه Humanoid”* ، أى أنه الروبوت الذى يكتسى من الخارج بكساء آدمى، ومن الداخل هو من الآليات،يوم أن توقفت الأرض (2009 )The day the earth stood stillالفيلم من اخراج سكوت دريكسونلا أحد يعرف أين اختفي ذلك الرجل الجبلى الذى توغل في جبال الهمالايا عام 1928، الذى لا يعرفه أحد، أنه وسط الجليد والصقيع، شاهد كرة ضخمة من البللور، فلما اقترب منها وحاول لمسها ابتعلته، ثم اختفت..لا أحد يعرف مصيره، ولا ماذا حدث له ..وظل الأمر غامضاً تماماً إلى بداية عام 2008، حين فوجئت الدكتورة *هيلين بنسو* باستدعاء رسمى لها أن تذهب في مهمة غامضة..كانت أصعب شئ تفعله، هو أن تترك ابنها بالتبنى *جاكوب* وحده في المنزل، لكن الابن قال لها :- سوف أشاهد نشرة الأخبار ..لم يكن في نشرة الأخبار ما ينبئ عم ذهبت إليه والدته. التى وجدت نفسها مع مجموعة اخرى من العلماء يجتمعون في إحدى القواعد العسكرية، وهنا أخذتهم إحدى الطائرات المتطورة، من اجل فحص جسم غامض جاء من الفضاء.. إنه نفس الكرة البللورية التى ابتلعت الرجل الجبلى منذ ثمانين عاماً..كان كل شئ يوحى هذه المرة بأن هناك خطراًُ عظيماً، لذا اجتمعت كل هذه الكوكبة من العلماء الذين يمثلون مختلف المهن.. والذين أكدوا أن الأرض في خطر . قال أحدهم :- ثمانية مليون إنسان على الأقل في خطر ..ورغم التحذيرات والأوامر المشددة، بعدم استخدام التليفون الخلوى، فإن *هيلين* اتصلت بابنها وراحت تطمئن عليه، لكنها لم تخبره بأى شئ عن المهمة الصعبة التى وجدت نفسها في مواجهتها..وارتدى الجميع ملابس الوقاية، وهم يتقدمون نحو المكان الذى سقط فيه الجسم الغريب القادم من الفضاء..وراحت *هيلين* تعد الثوانى، وتغمض عينيها، انتظاراً لانفجار رهيب، لكن الانفجار لم يحدث، وعندما فتحت عينيها كانت المفاجأة..فالأضواء الساطعة تملأ المكان.. إنه ضوء أبيض قوى ينفذ من بين السحب . وسرعان ما تقدم الجنود من الكرة المضيئة، واستعدوا لإطلاق النيران، وترقبوا ماذا يمكن أن يحدث..وفجأة توقفت الكرة عن الحركة، وخرج منها مخلوق عملاق، غريب الشكل، إنه معدنى، تشع منه فتحه في وجهه أضواء اشبه بالنيران..وأطلق رجال الجيش قذائفهم نحو العملاق الحديدى، لكنه لم يصب بأى أذى، فصاحت الدكتورة *هيلين* : * لا تطلقوا النار، نريد أن نعرف هويته ..لم يكن للقذائف أن تنال من هذا العملاق الحديدى ، لكنه فجأة سقط فوق الأرض، كأنما أصابه الضعف، فجأة ، وحمله الجنود، أشبه بالتابوت، ونقلوه إلى أكبر المعامل..وأعلنت حالة الطوارئ..كانت الدهشة في أنه يتنفس، وسرعان ما بدأت عملية التشريح..يا إلهى.. هذا المخلوق الحديدى، بداخله مخلوق آخر عبارة عن مجموعة من الدهون، تغلف جسماً أقرب إلى البشر، أشبه بالرجل الجبلى الذى احتفي قبل ثمانين عاماً...وبعد أن تمت إزالة الدهون، بدأ الرجل الغريب، الذى أصابه الفزع مم يرى، واقتربت منه *هيلين* وقالت :- اسمى *هيلين بنسو* هل تفهمنى ..؟وفي خوف وهلع، قال المخلوق الغريب : اسمى *كلاتو* أنا قادم من الفضاء..في هذه الأثناء، تسربت الأخبار بشكل سرى إلى كل أنحاء العالم، عبر وسائل الاعلام المتطورة، فتأثرت البورصات، والأسواق المالية، وعمت الأزمة الاقتصادية كل مكان.. وذلك لأن هناك أنظمة كونية يمكنها أن تهاجم أمنا الأرض...لم يتكلم *كلاتو* كثيراً، ولم يعرف أحد شيئاً عن مخلوقات الفضاء التى تهدد الأرض، أما *هيلين* فقد كان همها هو الاطمئنان على ابنها من ناحية، والتفاهم مع *كلاتو* من ناحية أخرى..استعاد *كلاتو* جانبه الإنسانى شيئاً فشيئاً ، فهو يشرب الماء، ويتكلم لغة الأرض، لكنه لم يقل شيئاً عن سبب قدومه من الفضاء..أكثر الأشخاص الذين حملوا المسئولية هى السيدة *روجينا جاكسون* وزيرة الدفاع، التى اتجهت إلى القاعدة العسكرية العلمية، محاولة استكشاف كل ما هو غامض في هذه الزيارة الغريبة التى جاءت الآن من الفضاء..وحضرت الوزيرة ، الحوار الذى تم بين *هيلين*، و *كلاتو* ، حين سألته :هل تمثل قوماً لهم حضارة..؟وجاءت إجابة المخلوق الفضائى مطمئنة للقلوب : نعم أنا أمثل الحضارة ..وخوفاً من أن يكون كاذباً، سرعان ما تم نقل *كلاتو* إلى قاعدة عسكرية أخرى، ووضعوه تحت جهاز كشف الكذب.. وبدا *كلاتو* كأنه يستمد قوى خارقة من الكهرباء التى تسرى في جسده سرعان ما سيطر من خلال دماغه على المكان، وأطلق إشعاعاته غير المرئية، وغادر المكان إلى مجهول..إنه ليس آدمى، بل هو مخلوق فضائى، صاحب قدرات خاصة، يستخدمها عند اللزوم، وأمام هذه التطورات، وضعت وزيرة الدفاع كافة القوات تحت التأهب ..كانت بداخله طاقة لا حدود لها، فما أن يلمس أى شئ حتى يستجيب له، ويمكنه إسقاط أى شئ، بمجرد النظر إليه، ومع ذلك هو إنسان عادى، يشعر بالجوع، ويأكل الشطائر..كان الطفل *جاكوب* هو الأكثر تأثراً بالأحداث الأخيرة ، ليس أيضاً بسبب غياب أمه عن البيت ، بل لأن الأم *هيلين* كانت في خضم الأحداث..وعندما عادت الأم إلى بيتها، اطمأن الصغير أن الأمور يمكن السيطرة عليها، لكن سرعان ما جاءت رسالة إلى *هيلين*، أن تذهب إلى قسم الشرطة..كان قسم الشرطة يعج بالحركة، ومزدحماً بشكل ملحوظ، وعندما دخلت *هيلين، وابنها استرعى انتباهها أن *كلاتو* موجود هناك، وقد أصابه الخوار، وبدون أى إثارة للشبهات، اصطحبته معهما في سيارتها، وراحت تسأله :- هل أنت صديق لنا، أم عدو..؟وأخبرها الحقيقية، أن الفضاء الذى يأتى منه قد أرسل مخلوقاً معدنياً آخر، يحمل الكثير من الألغاز..وبالفعل، فعندما اقتربت الكرة المضيئة من الأرض، خرج منها عملاق حديدى جديد، اسمه *جلبرت* ، لم تتمكن الطائرات من إسقاطة، وراحت الإشعاعات الحمراء تسقط من عينيه، فتدمر كل شئ..لم يسقط *جلبرت* بسهولة، وسرعان ما سيق إلى جب معدنى عملاق، في إحدى القواعد العسكرية العلمية..وفي الوقت الذى حاولت *هيلين* أن تقترب إنسانياً من *كلاتو* فإن وزيرة الدفاع، أولت اهتمامً خاصاً بأمر العملاق المعدنى الجديد، وفحصه، لمعرفةقدراته على الهجوم أو الدفاع..في الطريق العام، روت *هيلين* إلى *كلاتو* من يكون هذا الطفل، الذى تبنته، فأبوه قد مات، أما أمه الحقيقية، فقد اختفت، لذا تولت تربيته..كان أيضاً طفلا ذا قدرات خاصة، له حضور خاص في محاولة أن يعرف الحقيقية، لذا فعندما صاحب كل من أمه، و*كلاتو* إلى الغابة، لاحظ أن هناك شيئاً يخرج من أعماق البحيرة. وفجأة سطع الضوء في الغابة..بدا كأن هناك قوة شديدة في داخل الطفل، مثلما هى أيضاً في داخل *كلاتو* الذى أعلن قائلاً :- لو أصابنى مكروه، فسوف تصيب الأرض الكوارث، وتموت مثلى..إذن، فلا شك أن *كلاتو* صديق لكوكب الأرض. جاء لحمايتها، وهذا اتضحت الحكاية، فالعملاق الحديدى الآخر جاء لإلحاق الأذى بالأرض..في تلك اللحظات وصلت إلى أطراف الغابة قوة من جنود الشرطة، وراحت تهدد *كلاتو* أن يقوم بتسليم نفسه، ولكن هذا الأخير، لم يفعل شيئاً سوى أن نظر إلى سيارة الشرطى فتحركت من تلقاء نفسها وأسقطت الشرطى أرضاً..صاح *جاكوب* : ماذا فعلت .. بالله عليك؟لم يكن الشرطى قد مات، لكن إصابته البالغة، لم تمنع *كلاتو* من أن يركز ذهنه. كى يعيد إليه العافيه، قال الطفل:- يجب أن تقابل جدى البروفيسور.. إنه حاصل على جائزة نوبل في الفيزياء..وبعد ساعة، كان بيت الدكتورة *هيلين* يشاهد أول مجابهة علمية بين *كلاتو* القادم من الفضاء ، وبين والدها، الحاصل على جائزة نوبل في الفيزياء..بدا الاثنان كأنهما على طرف واحد من العبقرية، واستيعاب المعادلات الصعبة واتفق الاثنان أن على الأرض أن تعرف نوعاً جديداً من التكنولوجيا من أجل الدفاع عن نفسها ضد غزاة الفضاء..وبالفعل، ففي تلك اللحظات، تمكن العملاق الحديدى *جلبرت* من تدمير القاعدة العسكرية العلمية التى توجد فيها، وتمكن من السيطرة على المكان، ثم خرج إلى سطح الأرض، كى ينفذ مهمته..مهمته هى أن يدمر كل شئ، فبمجرد أن ينظر إلى أى هيكل، يبدو هذا الهيكل، كأنه مياة سريعة التبخر ، يا إلهى، الأرض في خطر. بالفعل..لم يكن في مقدور أحد أن يسيطر على *جلبرت* سوى *كلاتو*.. فهذا الأخير لديه القدرات الوحيدة التى يمكنها إنقاذ الكرة الأرضية، التى أصابته رياح متربة، راحت تمحو كل شئ أمامها..ولأن الطفل *جاكوب* يمثل المستقبل، فها هو يرى المستقبل في أسوأ حالاته، لذا، قرر أن يتوجه إلى مقبرة أبيه الحقيقى، وراح يركع أمامها ويقول:- لو كنت حياً يا أبى. لناضلت من أجل مصلحة الأرض..تصور الصغير، أن من بين قدرات *كلاتو* هو إعادة أبيه إلى الحياة لكنه اكتشف أن *كلاتو* لا يمكن ان تكون له هذه القدرة، التى هى لله وحده.قالت *هيلين* التى تشاهد ما يحدث في دهشة:- التغيير يحتاج إلى تفسير..راح كل شئ ينهار، السيارات تختفي. وكرة الضوء تتحرك وراء العملاق الحديدى، والانفجارات تحدث، والجو صار أسود..ولم يكن أمام *كلاتو* سوى أن يفعل شيئاً واحداً، أن يضحى بنفسه، وأن يفجر البللورة المضيئة، كى تسقط منها كافة الحشرات المعدنية، مما يعلن نهاية الحرب الفضائية على الأرض..ولم يتردد *كلاتو*، وهو يدخل إلى البللورة ، ويفجرها..وانتهى الضوء المبهر، وتسرب من فوق سطح الأرض، وسرعان ما عادت الحياة إلى هيئتها الأولى، بينما وقف *جاكوب* سعيداً..الطفل الآلى (2009 )Astro Boy:الفيلم اخراج دافيد بورزاسمها *مدينة مترو* .. هى مدينة آليه غريبة، تنتمى إلى المستقبل، تبدو كأنها تحلق في الجو، ويطلقون عليها اسم *السعادة الطائرة*..في هذه المدينة، كانت الحياة رائعة، وكان الآليون هم الكائنات الأكثر أهمية، حيث يقومون بعمل كل شئ.. ابتداء من التسوق، إلى العناية بالأطفال، وأيضاً قيادة السيارات..لذا، خلت المدينة من كافة أنواع التلوث..واعتمدت المدينة على العلماء لزيداة درجات الابتكار والتطور.. خاصة العالم *تنيما* الذى علم ابنه الصغير *توبى* كيف يكون متفوقاً فيما يخص كل المظاهر الحياتية العلمية..وكان من أكثر الأشياء التى اتقنها الصغير *توبى* من أبيه، هو ما يخص الطاقة النووية الزرقاء، في الوقت الذى اهتم فيه حاكم المدينة بالتطور ، حتى يضمن لنفسه النجاح في الانتخابات القادمة..ولهذا السبب، حرص العالم *تنيما* على أن يبتكر كائناً آليا، يسمى *زوج* من أجل إثبات قدرة المدينة على الابتكار المتجدد..لكن، ما حدث شئ غير متوقع، فقد تحول *زوج* إلى آلى متوحش، وسرعان ما ابتلع الطفل بداخله، وراح يهجم بشراسة.. إلا أن القوات الخاصة تغلبت عليه، وبعد قليل، تم إلقاء الوحش الآلى *زوج* في القمامة الآلية..وعندما أخرج *تنيما* ابنه *تومى* من جوف الوحش الآلى، اكتشف المأساة ، فقد صار ابنه آلياً أيضاً ، وحاول الأ[ أن يعيد ابنه إلى الشكل الأدمى.وأجرى عليه التجارب العديدة الناجحة.. واستطاع أن يستعيده مرة أخرى، لكن سرعان ما اكتشف ان *توبى* يجمع بين البشرى والآلى معاً ..وصارت للصغيرة قوى خارقة لا مثيل لها، فهو أشبه بسوبرمان، يمكنه الطيران في الجو، وأن يسبق القطارات في سرعتها، وأن يغوص في أعماق البحار، ويخترق سطح الأرض لمسافات بعيدة..وصارت قدراته الهائلة تجعله يقرأ أضخم الكتب في ثوان قليلة، إنه ليس صبى عادى .. وقد أثار وجوده قوات الأمن، فسعت إلى مطاردته واصطياده، واصدر الحاكم الاليكترونى أمره بالقبض على هذا الطفل الخارق، الذى سمى *استربوى* ، أو * طفل النجوم*..وأرسلوا في أثره محاربين أشداء .. أسقطوه أرضاً.. وأصدر الحاكم أمره قائلاً :- أرموا به إلى النفايات الآلية..لقد صار الطفل مثل كل الاليات التى يتم الاستغناء عنها، مجرد خردة .. وهناك التقى بكافة الاليات التى تم الاستغناء عنها، وتعرف على مجموعة من الأطفال الصغار، الذين يأتون إلى هذا المكان.. بهدف اللعب مع الآليات القديمة..وعرف الصبى أن الأطفال يأتون إلى هذا المكان، من أجل الالتقاء بالسيد *هوج* الذى يميل إلى لملمة الاليات القديمة، لعمل كائن عملاق جديد .. إنه أكثر الناس خبرة بالآليات التى صارت * خردة*..وتم العثور على بقايا الآلى المتوحش *زوج* ؟؟؟؟ . وطافوا به في الشوارع .. ووسط هذه الظروف ، عرف *هوج* أن الطفل ليس سوى آلى، وأنه غير آدمى..وبدأت المطاردات..وكان على *زوج*، بعد أن عاد إلى هيئته القديمة، أن يصطاد الطفل الآلى، وأن يدوس عليه بقدمية، لكنه في اللحظة الأخيرة لم يفعل..ترى ماذا هناك..؟لقد أحس *زوج* أن هذا الصغير قد خرج من جوفه، وأن هناك شيئاً ما يربطه به، وسرعان ما جاء جنود الحاكم من أجل أن يستخرجوا منه الطاقة النووية الزرقاء .. وهى تتمثل في وجود بللورة داخل قلبه..وأصدر الحاكم أمره، إلى العالم *تنيما* :انزع عنه النواة الزرقاء..وبكل ما به من أسى، تمكن الأب، العالم *تنيما* من انتزاع البللورة، من صدر ابنة الآلى، وبدأت المشاكل تتزايد، فالحاكم يود استغلال ما يحدث، من أجل تحقيق مكاسب في الانتخابات القادمة، لكن فجأة ، قام الأب بإعادة البلورة إلى قلب ابنه الآلى.. *طفل النجوم*..وسرعان ما دبت الحيوية في الطفل الآلى..وانطلق الطفل الآلى في الفضاء، من أجل مواجهة المتوحش الآلى الجديد، الذى أمر الحاكم أن يسيطر على مدينة *مترو* البالغة الاتساع.. واندلعت مواجهة شرسة بين الاثنين، الطفل الآلى، والوحش العملاق، الذى استخدم أسلحة إليكترونية فتاكة، تمكن من خلالها من السيطرة على الموقف..وأمام شدة المواجهة تطاير الطفل الآلى، وسقط فوق الأرض، والتقطه أصدقاؤه من البشر الذين سبق ان التقاهم في مكان النفايات الآليه.. وعلى رأسهم الطفلة *كورا*..وتبعاً لهذه المواجهة، بدأت مدينة *مترو* تهبط من أعلى السحاب، وتستقر فوق الأرض، وهنا أحس الطفل بقوته تعود إليه، فانطلقت منه الاشعاعات، نحو المتوحش الآلى الجديد..وانتهت المعركة بانتصار الطفل الآلى، وجاء أكبر العلماء يقول:- هذا الطفل الآلى ، أكثر إنسانية منا جميعاً..وهنا ظهر الآلى *زوج* ، كى يؤازر الطفل الآلى، وبدأت معركة الانتخابات، التى قرر *زوج* أن يدخلها.. لعله يكون أول حاكم آلى في التاريخ.آفاتار ( 2010) Avatar:لن تتوقف السينما عن اثارة دهشة زبائنها، وجذبهم إلى كل ما هو جديد، وباعتبار أن السينما توقظ فينا أحلام الطفولة، فإن قاعة السينما التى كانت تعرض فيلم *القرين* أو *آفاتار* قد شهدت ظاهرة وحدت الناس معا، وهى أن كل الموجودين في القاعة، كانوا يضعون على أعينهم نظارات تمكنهم من رؤية الفيلم بابعاده الثلاثة المجسدة ، التى جعلت السينما عالماً مليئاً بالسحر والخيال .. أى أن العلم خدم هنا المشاهد والسينما وجذب المزيد من المتفرجين إلى القاعات .لن اتناقش حول ظاهرة أفلام الابعاد الثلاثية، فقد سبق أن شاهدناها في العديد من الأفلام القصيرة العلمية، وبعض السينما التجارية، لكن لاشك أن عودتها في نهاية عام 2009، بهذه القوة ، تؤكد أنها سوف تكون سينما المستقبل، وقد أحسن صناع هذه الافلام اختياراتهم أن تكون الأفلام المصورة، أو المصنوعة بهذه الطريقة من أفلام التخيل الجامح، حيث يمكن للمشاهد أن يشاهد عمق الصورة على أحسن ما يكون وتحس كأنك تلمس صفحة الصورة من ناحية، وأنك ترى أعماق الغابات والمدن ..لذا فان مشاهدة فيلم *القرين* مقترنه بمتعة العين والمشاهدة، عليك فقط أن تدخل في أعماق هذا الصندوق السحرى يتجول بك بسهولة عبر الاماكن، والازمنة وهذا يفسر ذلك اللعب الغريب في هذا الفيلم بكل من الزمن والمكان، وهما العنصر الرئيسى في سينما الفانتازيا الممزوجة بالتخيل العلمى، الا أن فيلم *القرين* ينتمى في المقام الأول الى نوع مختلف، فهو ليس من الفانتازيا فقط، وذلك باعتبار ان الاحداث الرئيسية تدور في الغابات البكر الواسعة، مع مخلوقاتها من اشباه البشر، كما أن الوحدات الباقية تدور في عام 2154، في محطة فضائية متطورة، يقيم فيها علماء من كافة أفرع العلوم التطبيقية بما يعنى أننا أمام فيلم تخيل علمى في المقام الأول .الفيلم ينتمى في المقام الأول إلى ما يسمى بالفانتازيا العلمية ، أى أننا أمام اجواء من التخيل العلمى والانتقال إلى أجواء الفانتازيا يتم بمبررات علمية. وليس بطرق تخيلية، وقد ادهشنا الفيلم بمسألة تجسيد الحركة في كافة كادرات الفيلم التى تدور داخل المحطة الفضائية حيث تحريك كافة الصور ابتداء من مجسمات غابة الاشجار العملاقة الى الصور المتراكمة داخل أجهزة الكومبيوتر، ثم تحريك كافة مظاهر الحياة في غابة الاشجار التى يذهب اليها عريف القوات البحرية جاك نسولى، الذى يدخل الحضانات كى يعيش بخيالاته، ومخه فقط داخل أحداث أخرى هما بمثابة موقع اليكترونى ، ينتمى الى النصف الثانى من القرن القادم.لكن هذه الحدوته، ليست لها علاقة بالمتعه البصرية التى أحدثها الفيلم، تلك المتعه التى تمزج بين تصوير الحى life، وبين الجرافيك، أو برنامج البعد الثلاثى ، المبهر ، الذى ملأ الشاشة بالتفاصيل الدقيقة، خاصة لما يدور في غابة الاشجار، سواء في الأرض، وما عليها من نباتات غريبة، وكائنات متعددة الاشكال كما يشبه قناديل البحر، ثم الحيوانات التى تنطلق في هذه الغابة الواسعة، وهى حيوانات من الصعب تسميتها، لكنها كائنات معدلة لما نعرفه، فحيوان الركوب ليس حصانا، لكنه اشبه بالجياد، ويؤدى العمل نفسه ، ثم هناك حيوانات ضخمة ليست هى وحيدة القرن (الكركدان) ولكنها اقرب اليه، كما أن التنين، وسيلة الركوب الفضائية، ليس أشبه بأى تنين رأيناه في مثل هذا النوع من الأفلام ولكنه على كل حال تنين، خاصة ذلك التنين الأحمر المعروف باسم * ظل الليل* والذى كتب في اسطورة اوميثولوجيا هذا العالم السفلى ان من يركبه ويستطيع أن يروضه للطيران ، سيكون زعيما متوجاً، وقد حدث هذا بالنسبة لجاك سولى، الذى عومل دوماً كأنه أجنبى بالنسبة لهذا العالم.الكومبيوتر، وبرامجه ، هو البطل الرئيسى في هذه الأفلام وأذكر أن الثلاثية الثانية من أفلام *حروب النجوم* قد لجأت الى هذه التقنية، لكن كان من السهل ادراك انها مجسمات مصنوعة بسذاجة لم تتطور كثيراً عم رأيناه في فيلم *مترو بوليس* لفريتز لانج عام 1926.لاشك ان جيمس كاميرون، الذى ألف الفيلم، واخرجه، قد حاول الاستفادة من تجارب عديدة قدمها زملاءه في افلام مشابهه، فتلك الكائنات العملاقة المصنوعة من الالات التى يستعملها البشر في تلك الفترة ، تشبه إلى حد كبير ما رأيناه في أفلام الجاسوسية في الستينيات ومنها فيلم * قبلهم ودعهم يموتون* 1967، وأيضا فيلم *الغيبوبة*، لكن أمام هذا، فان تصميم غابة الاشجار العملاقة يأتى جديدا على العين، وأن كانت مسألة التنين المحارب قد رأيناها في العديد من الأفلام.حسب المعلومات الخاصة بالفيلم، فإن هناك لعبة فيديو تحمل نفس الاسم، وفي الحقيقة فان جيمس كاميرون قد صنع لعبة ضخمة للفيديو أكثر منه فيلم او اعتمد على قصة بسيطة وكل ما فعله أن استحضر قصة بسيطة تقليدية، مثل أغلب الافلام الامريكية، التى تنتهى بمعركة مهولة بين الاخيار والاشرار، طال وقت عرضها، وتنوعت كافة أشكال المجابهة بين جاك سولى، وبين الكولونيل الذى كان وراء تدمير الشجرة المقدسة، لكن يبدو أن موضوع الفيلم ، لم يكن يهم كاميرون كثيراً ، وهو الذى لم يجد عمل سيناريوهات من قبل بما يتناسب وأهمية أفلامه ومنها مثلا الجزء الأول والثانى من *الجهنمى*.من الواضح أن هناك تشابها ما بين الخط العام لفيلم *تيتانيك*، وبين *آفاتار*، فقد أختار كاميرون في كلى الفيلمين قصة جانبية، أو فرعية، تعتبر بمثابة معبر، أو ممر دخول إلى القصة الرئيسية. وهى هنا قصة البحار الذى يدخل إلى غابة الاشجار ، فيتم التعامل معه على أنه غريب وتقوم لفتا نيتيرى بمهاجمته في البداية، ومحاولة طردة من الغابة، لكنها تكتشف علامة من الاله بأن عليها ان ترافقه ، ثم تأخذه بناء على رغبة أبيها وأمها. كى تدور به، وتتجول به في الغابة، ثم كل ما سوف نراه من قصة اعتقد لو ان كاميرون قد حذف قصة البشر المسلحين لأمكننا الحصول على فيلم مستقل، مثلما أدخل كاميرون حكاية اكتشاف حطام تايتانيك ، وادخلنا في قصة العجوز التى تحكى ، وهو اسلوب تقليدى في الحكى رأيناه في روايات تولستوى ، خاصة لحن كروتز.. لكن في *آفاتار* ، فإن العالم الرئيس تداخل مع العالم الفرعى باعتبار أن التخيل قد جعل اللاعب قد إندمج مع اللعبة.. فاعترك بها ، وصارعها ، وجعل الخيال متشاجر مع صانعه. أما مسألة السحق ، فإنها تعود هنا مجدداً، بعد تايتانيك حيث سحق الجليد السفينة، ثم سحقت السفينة ركابها، فسقطت بهم إلى الأعماق وأغرقتهم، بدا هذا واضحاً في *آفاتار* حين تقدمت الآليات العملاقة لتسحق كل سكان الغابة المسالمين، الذين عاشوا في امن وسعادة، وقد تشابهت مصائر البشر في تايتانيك مع المخلوقات التى تنتمى إلى هذا العالم السفلى .هذا الفيلم يؤكد أن السينما تجعلنا نشاهد على الشاشة ما لا يمكن رؤيته لا في الواقع ولا في المخيلة، ولا شك أن 161 دقيقة ، هى مدة عرض الفيلم، تمتلئ فيهم الشاشة بالتفاصيل تجعل المرء في حالة متدفقة من امتاع العين، سواء صدقت القصة، أم لا ، وسواء وقع كاميرون في أخطاء صغيرة خاصة بالقصة أم لا ، فإن الاهتمام الأول للمخرج كان هو صنع عالم من التخيل، لم نشهد له مثيلا من قبل، وكأنه يغير صورة السينما التقليدية، لذا فإن الحوار في الفيلم محدود للغاية قياسا الى لتدفق الهائل في المطاردات والحركة، خاصة في الغابة ، حيث الاتساع الملحوظ في المسافات وذلك عكس المدينة الفضائية المحدودة المكان والاشخاص قياسا إلى هذا التحريك الهائل للمجاميع في الغابة ، مجاميع الكائنات الأدبية، أو الاقرب إلى الآدميين. ثم مجاميع القوات المتحاربة، سواء القوات الأليه العملاقة، والطائرات أو مخلوقات الغابة، وعلى رأسها التنين الأحمر والهلاميات التى تظهر بين الحين والآخر.لذا، امتزج الفيلم، مثلما أشرنا بين الحى، والمرسوم، بين البشرى ، و المجسمات المصنوعة، التى يحركها الكومبيوتر، ورغم أن هذا ليس بجديد ، لكن المجسمات هنا كانت من البراعة في تصنيعها وتحريكها بدرجة صار من الصعب على العين أن تحدد إن كانت مخلوقات الغابة، هى مجسمات أم مجاميع تمثيلية، لذا ، فهذا الفيلم فاتحة حقيقية أخرى لما يمكن تسميته بالسينما السوبر اليكترونية التى بدأت ملامحها تتضح عام 1983 بفيلم * ترون* لستيفن سودربرج .آفاتار (القرين)... (2010) Avatar :الفيلم من اخراج جيمس كاميرونما أروع أن تعيش في غابة واسعة عريضة، ليست لها بداية أو نهاية..إنها أشبه بالفردوس المفقود، لا توجد سوى في الخيال.. بها الأشجار الضخمة، ذوات الجذوع العريضة، والتى تمتد أوراقها حتى لتكاد تطال السحاب..لكن، يبدو أن هذه الغابة الخيالية، قد صارت موقعاً إليكترونياً..سوف يحدث هذا في القرن القادم، وبالأدق في عام 2154 ميلادياً..آنذاك سوف يكون الإنسان قد تمكن من الوصول إلى الفضاء، وصنع آليات عملاقة يمكنها أن تغزو أى كوكب آخر، وتحتله في ساعات..لكن، في هذاالعام، فإن المواقع الاليكترونية، سيصبح بعضها حقيقة، وكل ما على تلك القاعدة الفضائية، أن تجعل أفرادها من الجنود والضابط أن يدخلوا حضانات، على مساح أجسامهم، حيث يمكنهم الاتصال، عن طريق الدماغ، بسكان هذه المواقع.. وأن يصبح الموجود في الحضّانة واحداً من سكانها..الموقع هذه المرة، اسمه *الغابة*، وهو الغابة التى تحدثنا عنها.. تم اختيار الجندى *جاك سولى* للذهاب إلى الموقع، بوضعه داخل الحضّانة، فيرى، فيما يشبه المنام ، نفسه وقد صار واحداً من سكان الغابة..سكان الغابة، يبدون أقرب إلى البشر، لكنهم ليسوا آدميين، وسرعان ما وجد *جاك* نفسه أشبه بسكان الغابة، في عالم واسع، ملئ بالخضرة، وبالكائنات الغريبة تضيئها مصابيح أشبه بالقناديل..إنه عالم بدائى، بسيط، بكر، لم يعرف أى إغراء حضارى بعد، تسكنه هذه الكائنات الطيبة، ولأنه عالم مختلف، عن ما حققه الإنسان من تقدم آلى وإليكترونى، فإن قوانينه تمنع تمامً دخول أى غريب عليه.لذا، فمنذ اللحظة الأولى لنزول *جاك* إلى هذا العالم، وجد نفسه مرفوضاً، وهذه الفتاة *نيتيرى*، ابنة زعيم الغابة، تعترض طريقه، وتقول :- عد من حيث جئت..وصارت تستفزة كى يعود من جيث أتى، لكن الشاب أخبرها أنه مستعد للاندماج في هذا العالم وأنه يمكن أن يصير واحداً من سكان الغابة..وصدقته الفتاة، وأخذته إلى أبيها، وسرعان ما اجتمعت القبائل، كى يتم البت في موضوع هذاالغريب، قالت *نيتيرى* لأبيها:- إنه مستعد أن يكون واحداً منا..ولأن الفتاة تحمست لهذا *القرين* القادم من عالم آخر، فإنه قال أمام القبائل:- حسناً، دربيه كى يصبح واحداً منا..وبدأت مرحلة جديدة، في حياة *جاك* الذى صار كائناً أثيرياً. فالتدريب هنا يعنى المزيد من البطولات الخارقة، سواء في أعمال المبارزة، واستخدام السيوف كسلاح يناسب الغابة، ثم ركوب التنين الذى يعتبر وسيلة النقل السريعة في الغابة..كان كل شئ، في الغابة الاليكترونية هذه، أقرب الشبه على ما يدور في أى غابة، فهناك حيوان ضخم، كاسر العملاق، أشبه بالخرتيت، لكنه أضخم منه عشرات المرات، يمكنه أن يحطم كل ما هو أمامه ، كما أن هناك * التنين الأحمر* ، زعيم كل التنانين الأخرى..كانت مرحلة التدريب، أشبه بمعركة حربية خاصة، احس *جاك* بعدها أنه صار واحداً من أبناء الغابة، وأحب البقاء هناك..لكن، الأمر لايتعدى أن يكون لعبة..وعلى *جاك* أن يعود من هذا العالم الخيال، أو الموقع الاليكترونى حيث يوجد قرينه، إلى عالمه الواقعى، في المحطة الفضائية، وأن يخرج من الحضّانة، كى يعود إلى طبيعته الإنسانية..كل شئ يتم ترتيبه وفق نظام دقيق للغاية، فلا شك أن البرنامج الاليكترونى، يهدف إلى التواصل مع هذا العالم الخيالى، الذى أحبه *جاك*، وتمنى لو يظل فيه، فما أجمل العودة إلى الطبيعة. فهناك ، صار كائناً مختلفاً، له ذيل طويل، يحركه كما يشاء، ويعيش بشكل فطرى..وبعد ساعات عاد *جاك* مرة أخرى إلى الحضّانة، ورأى نفسه، وقد صارت له ضفائر طويلة، وذيل جميل، رفيع، هذه الضفائر ليست فقط للتزين، ولكنها أشبه بأسلاك تواصل معنوية يمكنهوبعد ساعات عاد *جاك* مرة أخرى إلى الحضّانة، ورأى نفسه، وقد صارت له ضفائر طويلة، وذيل جميل، رفيع، هذه الضفائر ليست فقط للتزين، ولكنها أشبه بأسلاك تواصل معنوية يمكنه من خلالها التواصل مع كائنات الغابة، وحيواناتها، مثل التنين الطائر، والوحوش العملاقة..لم يكن *جاك* يعرف أن حدثاً ساخناً تشهده الغابة، وأن *الكولونيل* قائد المحطة الفضائية قرر غزو الغابة الواسعة، بقوات ضخمة من الآليات..هذه الآليات، أشبه بدبابات عملاقة، عجلاتها أعلى من أسطح البيوت الصغيرة، فانطلقت النيران، نحو المساحات الخضراء، والأشجار، وسادت الفوضى وعم الدمار..كان المنظر بشعاً، لا يصدقه أحد..وهل شاهد أحد من سكان الغابة مثل هذه النيران من قبل، إنها تسقط الأشجار، وتهدم الغابة..إنها أصوات الحرب الإليكترونية المتوحشة *تقرقع* في الغابة..كان *جاك* هناك، يشارك عشيرته الجديدة مصائبهم، وحاول حماية من يستطيع ، وشاركته *نيتيرى* عمليات الإنقاذ..لكن الدموع إنسالت فوق الوجوه..فأهل الغابة ليس بإمكانهم الدفاع عن أنفسهم، هم يملكون الغابة والبراءة، وأسلحتهم الفروسية، وأحصنتهم هى التنانين الطائرة..هنا قرر أن يفعل شيئاً، انطلق يبحث عن التنين الأحرم، وتمكن من ركوبه، بعد صراع قوى على السيطرة عليه، وهكذا صار ذلك الغريب القادم من الواقع، قائد على سكان الغابة..وقرر أن يقود المقاومة، ضد *الكولونيل باركر*، وقواته المتوحشة، رغم عدم ملكيته لأى سلاح..وأحس *الكولونيل* بالخطر، وسرعان ما فتح الحضّانة، وأعاد *جاك* إلى الواقع وحرمه من العودة إلى الغابة، حتى لا تحدث مقاومة..وهنا انتقل الصراع إلى الواقع، والخيال معاً، وصار على *جاك* الجندى أن يقاتل قائدة في الواقع، ثم انتقل القائد بقواته إلى أرض الخيال، كى يسيطر عليه بكل قوة..إنها معركة بالغة الشراسة..في البداية لم تكن متكافئة، فالآليات الضخمة، تجتاح الغابة، والسهام التى يطلقها سكان الغابة ليست مؤثرة بالمرة ...وخرج إلى الغابة وحش آلى عملاق بداخله *الكولونيل*، يقود معركته، لكن فجأة، خرجت الحيوانات العملاقة التى تشبه الخراتيت، لكنها تكبرها في الحجم عشرات المرات..وصارت الآليات العملاقة بمثابة ألعوبة في أيدى هذه الحيوانات الخرافية الضخمة..وقرر *جاك* أن ينتقل بين الواقع والخيال، من أجل مقاتلة *الكولونيل* في حصنه الضخم، الآلى المتحرك..ووقفت الفتاة إلى جانب *جاك*، تساعده، وهى فخورة ببطولاته، وهى تكن له الحب العظيم..ورغم عدم كفاءة المعركة، فإن *جاك* إستطاع أن يهزم ذلك القائد الشرير، وأن يسقطه خارج الآلية العملاقة، وخرج الشعب يدافع عن غابته ، ويقاوم بكل ما يكنه من حب لوطنه..وانتهت المعركة، وانتصر *جاك* ، وشعبه الجديد، وقرر أن يبقى كائناً خيالياً، ينعم بالحب ، والأمان، ويعيش داخل الطبيعة، بعد أن أعلن زفافه على الأميرة الجميلة *نيتيرى*. وتخلص من قرينه إلى الأبد..العقل الجبار ... (2010 ) Mega mind:يا له من كائن غريب، سواء من حيث شكله العام، أو عقليته الجباره، أو قدرته الخارقة. اسمه *العقل الجبار* Mega mind جاء من كوكب لعبد للغاية عن كوكب الأرض.. وكان في الثامنة من عمره..نعم، كان سنة حين تم إرساله إلى الأرض ثمانية أيام. إنه عمر طويل يختلف بالنسبة للكوكب الذى جاء منه. إنه بطل خارق.. لكن كيف يعيش أمناً، وفي الأرض بطل مثله، جاء أيضاً من الفضاء..هذا البطل الآخر يسمى *رجل المترو*، جاء من بعيد أيضاً، من كوكب *مترو* كى يعمل على سيادة العدالة الاجتماعية فوق الأرض..عاش *العقل الجبار* سعيداً مع صديقته السمكة *مينيون*، التى جذبت انتباه *رجل المترو*، وسرعان ما صارا الاثنان خصمين لدودين، يدور التنافس بينهما، كل منهما يدّعى أن لديه قدرات خارقة يمكنه من خلاله أن يسيطر على المدينة، وأن يجعل الأمن سائداً بها..كان أحدهما يستخدم معدن النحاس لحماية نفسه، من أى أشعة قاتلة.لذا، فإنه يتخذ من النحاس مصدراً لقوته. إلا أن الأشعة القاتلة تسربت إلى *رجل المترو* الذى فارق الحياة..وأحس *العقل الجبار* بسعادة بالغة للتخلص من منافسه *رجل المترو* لكنه سرعان ما اكتشف معنى مختلفاً تماماً، فالمنافسة التى كانت بينه وبين *رجل المترو* كانت تعطى لحياته معنى، وأحس أنه بلا هدف، فقرر أن يسعى لتكوين كائن خارق جديد..وذهب *العقل الجبار* إلى المتحف الحيوى في صحبة الصحفية *روكسان* والتقيا بأمين المتحف *برنارد*، وقال له :- أريد معرفة تركيب الحامض النووى لــ*رجل المترو*..كان هدف *العقل الجبار* هو أن يكون الكائن الجديد طيباً، لا يعرف الشر، وألا يحاول أن يمس المدينة بشرور مثل التى حاول *رجل المترو* أن يسيطر بها على المدينة.واستطاع أن يحصل على الحقنة التى تحتوى على مصل فعال، لتحويل أى كيان عادى إلى شخص خارق مثلما كان *رجل المترو* ..وهكذا جاء الخارق الجديد، اسمه *تينجون* الذى أحس بالإعجاب الشديد بالصحفية *روكسان*، وبدا كأنه يتصرف بنفس الأسلوب الذى تصرف به من قبل *رجل المترو*..وساعدها في ذلك موظف المتحف *برنار* الذى بدأ يشعر بالغيرة من *تينجون*، خاصة أن هذا الأخير حاول أن يعطى كل قوته الخارقة إلى *روكسان*، إلا أنها رفضت..وبدت *روكسان* تتصرف كأن الشر قد انتقل إليها، مم أثار حفيظة كل من *العقل الجبار* وصديقته السمكة *مينيون*..يا إلهى .. لقد تملك الشر بــ *تينجون* الذى قرر بدوره أن يكون له كل سمات الأبطال الجبارين. وقرر التخلص للأبد من *العقل الجبار* حتى تخلو له الأجواء، ليسيطر على المدينة كلها..أحس *تينجون* أن *العقل الجبار* هو العقبة الوحيدة أمامه كى يحقق أهدافه الشريرة. وأمام هذا التحدى الكبير، قال *العقل الجبار* للصحفية *روكسان* :الحل الأوحد أن يعود *رجل المترو* إلى سابق عهده، أن تدب فيه الحياة..والمدهش أنهما حينما ذهب الاثنان إلى المكان الذى يوجد فيه *رجل المترو*، كان هذا الأخير على قيد الحياة فعلاً، و عرف أنه قد نجا من الموت، حيث أن النحاس ساعده على البقاء حياً، وأبقى على قوته الخارقة..وصار على *العقل الجبار* أن يتعاون مع خصمه اللدود سابقاً *رجل المترو* كى يهزما الشرير *تينجون*..الغريب أن *رجل المترو* رفض العرض ، قائلاً :- لم أعد أرغب في القتال.. لقد تعلمت الدرس..ووسط هذا الجدل الذى دار بين الخصمين اللدودين، سابقاً، جاءت الأنباء أن *تينجون* قد اختطف الصحفية *روكسان*.. لذا، قرر *العقل الجبار* أن يطارد المجرم إلى أى مكان يذهب إليه، من أجل غنقاذ الصحفية، واصطحب معه صديقته السمكة، وهناك دارت مواجهة شرسة، استطاع في نهايتها *العقل الجبار* أن يحسم الأمور لنفسه..وبعد نهاية المعركة، أحس *العقل الجبار* بمدى ما تمتلكه من قوى خارقة، فقرر أن يفرض سلطته العادلة على المدينة، ونجح في أن ينزع القوة من *رجل المترو* إلى الأبد، الذى صار مواطناً عادياً..وصار بالعقل البطل الجبار، الخارق.. وجاء إليه *رجل المترو* يقدم إليه أجمل التهانى.رحلة فضائية .. (2010) STAR TREK :الفيلم اخراج ج.ج إبراهام 2010بدأت أحداث القصة المثيرة في عام 2233، أى بعد القرن الثالث والعشرين.. في هذا الزمن، سيكون سكان المجرات البعيدة، قد استطاعوا أن يصلوا إلى كوكب الأرض، ويحتلونه، ويصبح الكوكب كله. بمثابة حى صغير، في كون بالغ الاتساع..لذا، فإن الصراع حول امتلاك الكون، سيمتد إلى الفضاء البعيد، وسيتنافس الأقوياء فيما بينهم لاحتلال الفضاء، أو المسافات الشاسعة بين المجرات، والنجوم..ولهذه الأسباب، اشتعلت المواجهات بين الأطباق الطائرة، التى تمثل المؤسسات العديدة في هذا الفضاء البالغ الاتساع.. وكان أشد هذه الصراعات، ما حدث للطبق الطائر الضخم الذى تركبه مجموعة من السكان، يعيشون فيه حياتهم بشكل متكامل..فجأة، انطلقت صافرات الإنذار، وصدرت الأوامر بإخلاء الطبق الطائر الذى يسكنه الآف البشر، وفي هذه اللحظة، كانت *ماى* في حالة وضع لوليدها الأول، إنها زوجة القبطان الشجاع *كيرك*، الذى حاول إنقاذ زوجته بأى ثمن من الخطر..لكن الأب لم يتمكن من إنقاذ زوجته، التى اختفت في الفضاء، مع الطبق الطائر، في الوقت الذى ضحى فيه *كيرك* بحياته، من اجل إنقاذ زوجته، والطبق الذى انفجر، ولم ينجو سوى الوليد الصغير، *جيمس كيرك*..ومرت السنوات، وتولت الأسرة الفضائية الإعتناء بالصغير، وصار شاباً يافعاً، عليه أن يلتحق بالأكاديمية الفضائية كى يصبح مهندساً للأطباق الطائرة...لكن، كانت هناك مشكلة، راحت تواجه الشاب الوسيم.. حين قال له قاضى قضاة الفضاء:- للاسف، لن نستطيع أن نقبلك معنا، لأنك من أم بشرية، وأب فضائى...كان *جيمى* يعرف أن قصة حب وقعت بين ابيه، الذى ينتمى إلى الفضاء، وأمه، ابنة كوكب الأرض، وأن هذا الزواج لم يكن مستحباً يوماً ما، فالفضائيون يعتبرون أنفسهم مخلوقات مميزة عن البشر، سكان الأرض..وهكذا، وجد *جيمى* نفسه في حالة اتهام، بسبب أن أمه من سكان الأرض، لكنه في الوقت مفسه كان سعيداً، فأهل الأرض من البشر، يعرفون العواطف الإنسانية، وهى المشاعر التى لم يعرفها قط سكان الفضاء...ورغم ذلك، فإن *جيمى* دافع عن نفسه، وقال :نعم، ورثت عن أمى أنها تحكم بعواطفها، لكنى أيضاً ورثت عن أبى العقل والمنطق.. جربونى ربما أنجح..وأمام هذا العرض، وافق القاضى على أن يلتحق الشاب *جيمى* بالأكاديمية، وبعد فترة قصيرة من الوقت، صار *جيمى* طالباً ناجحاً في الأكاديمية الفضائية، واستطاع ان يستوعب الدروس، وأن يتفوق فيها..كما استطاع *جيمى* أن يجذب انتباه زميلته السمراء *نيوتا*، حين انقذها من خطر محدق، وقال لها : كنت خائفاً عليك..إنه يتكلم بلغة العواطف والمشاعر الإنسانية، أما كل من حوله، فإنهم يتكلمون بلغة العقل، وكأنهم مخلوقات آليه، مطلوب منهم تنفيذ الأوامر لا أكثر...وفي الأكاديمية، نمت صداقة قوية بين *جيمى*، وبين زميله الفضائى *ماكوى*، وخاصة بعد أن عرف *جيمى* أن مهمة كبرى في انتظاره بعد انتهائه من الدراسة، لاكتشاف ما هو خلف الفضاء الواسع، من اجل إثبات ولائه للفضائيين..ومرت الأيام، وتخرج الصديقان *جيمى*، و*ماكوى*، وصار عليهما انتظار الأوامر من أجل السيطرة على الطبق الطائر الضخم *فولكن*، الذى سبق أن دمر الطبق الذى كانت أمه تعيش فيه سعيدة..لكن المشكلة أن العدو هنا ليس كياناً واحداً، بل هو مجموعة من الكيانات الفضائية العملاقة تسمى بالفيدرالية، أى *الاتحادية*..كان لكل كيان من هذه الفيدرالية زعيم خاص، لا يعرف عنه أحد شيئاً بالمرة، ولا يعرف أحد كيف الوصول إليه، لكن *جيمى* عرف أن الهدف الجديد للمواجهة التى ستحدث قريباً، هو كوكب الأرض..هنا ردد *جيمى* لصديقه :- فهمت .. لماذا قبلونى في الأكاديمية..لا شك أن السبب شخصى في المقام الأول، فباعتبار أن *جيمى* هو خليط من أم أرضية، وأب فضائى، فإن قيامه بالهجوم على الأطباق الطائرة التى تخص الأعداء، هو دفاع عن هويته في المقام الأول، عن الأرض التى ينتمى إليها..والتقى *جيمى* بالكابتن *سبوك* قائد السفينة، الذى أصدر إليه الأمر، وقال :- إما أن تنتصر على الأعداء، أو تدخل الثقب الأسود..*الثقب الأسود*، يا له من مكان يثير ذكره الرعب في ذاكرة كل من يسمعه من سكان الفضاء، فهو يعنى منطقة المجهول، الذى إذا دخله أى طبق طائر، أى كان حجمه، فإنه لن يخرج أبداً..ردد *جيمى* : أبداً .. أبداً..إذن فالمصير مجهول، وسئ، وغامض، في حالة الهزيمة، إن ذلك يعنى الدمار الشامل، والنهاية المحتمة، ومع ذلك ركب *جيمى* الكبسولة الفضائية، وانطلق نحو الكوكب المجهول الذى لم يصل إليه أحد من قبل، لمعرفة كيف يمكن أن يحصل على المزيد من المعلومات..واندفعت الكبسولة إلى الكوكب المجهول، وما إن دخلت مجاله الجوى، حتى انفجرت الكبسولة، ووجد *جيمى* نفسه يطير في الهواء، ثم يسبح في بحار واسعة من الجليد القارص بشدة..ووسط تدحرجة وسقوطة، وجد نفسه أمام تنين هائل، يسعى لإلتهامه، وانحدر الاثنان فوق الجليد، يحاول التنين اللحاق به بأى ثمن..إلى أن حدثت معجزة، وجد نفسه أمام رجل عجوز، استطاع أن يخلصه من التنين، بقوته السحرية، وأشار إليه أن يقف، سأله *جيمى* عن نفسه، فردد :- أنا *سبوك* العجوز..إذن فهو يحمل اسم القبطان، رئيس الطبق الطائر الذى يسكن فيه *جيمى* بدا العجوز، كأنه ينتظر وصول الشاب، كى يساعده..لم يكن ذلك الكوكب المجهول، سوى مخزن الأسرار، والطريق لمعرفة الكثير من سبل الحكمة والمعرفة، وعرف *جيمى* أن العجوز هو أيضاً مزيج من الفضائى، والأرضى، وأن قلبه يعرف الحب، والعواطف الإنسانية..وصار على العجوز، أن يفتح السبل الجديدة أمام الشاب *جيمى* ليتدرب على محاربة الخصوم غير المحددى الهوية، وذلك من أجل أن ينتصر، وينقذ بنى قومه..وبعد أن استوعب *جيمى* الدرس، صار عليه أن يواجه *نيرو*، وكل منهما في كبسولته الخاصة ولم يكن نيرو هذا سوى القائد الأعلى للفيدرالية الفضائية..وكانت معركة كفاءة، ومهارة، وليست مواجهة فقط بين الآليات، وفي نهاية المعركة تأرجحت مركبة *جيمى*، ودخلت إلى الثقب الأسود، الذى لا خروج منه قط..لكن، المفاجأة، أن *جيمى* استطاع بمهارته الخروج من الثقب الأسود، وعاد مرة أخرى للمواجهة، وأصابته الدهشة وهو يرى السنين، وقد مرت عليه، وصار عجوزاً، لمجرد أن قضى بضع دقائق داخل الثقب الأسود..لقد تغيرت ملامحه.. واكتشف أن الذى أصابته الشيخوخة في داخله الجانب الإنسانى والأرضى، أما الجانب الفضائى، فقد بقى دون أى تغيير..ردد قائلا :الآن، تعلمت الدرس.. وكيف أعيش بقية حياتى..وترك الصراعات الفضائية تستكمل دورانها التى استمرت منذ ملايين السنين، وطلب الرحيل إلى كوكب الأرض، كى يقضى بقية حياته هناك..وكان له ما أراد...المستقبل المفقود (2010) The Lost Future:الفيلم من إخراج مايكل سالموننحن الأن في زمن المستقبل...لعل هذه القصة سوف تدور أحداثها في عام 2050، بعد ان ينتشر وباء حيوى غريب بين أبناء الإنسان، فيتم القضاء عليهم... ولا يتمكن الطب من فعل أى شئ... ويتحول بعض المرضى إلى *متحولين*، لهم طبائع متوحشة، ينقلون العدوى إلى الأصحاء...لكن، لكل شئ استثناء، فهذا هو رجل بسيط، إنه آخر من يستطيع القراءة، نجح في اكتشاف *المسحوق الأصفر* الذى عالج به أبناء قبيلته الصغيرة..ووسط هذا الجو الغريب، راح *المتحولون* يهاجمون الأصحاء، وصار على هؤلاء أن يختبئوا في الكهف بعيداً عن المهاجمين.. ووسط هذا التوتر، قرر الابن *كاليب* ان يذهب مع شقيقه *سافان* وزوجة هذا الأخير للبحث عن *المسحوق الأصفر*..لم تكن المهمة سهلة بالمرة، ففي الوقت الذى بقيت فيه *ميرو*، زوجة *كاليب* مع أهل قريتها داخل الكهف، يواجهون الخطر، ومحاولات الهجوم من قبل *المتحولين* المتوحشين..كان *كاليب* هو الشخص الوحيد في هذا العالم الذى يجيد القراءة، بعد الأحداث الأخيرة التى أصابت سكان الأرض، لذا، فهو الوحيد القادر على قراءة سر علاج البشر من هذا المرض الغريب..ولهذا السبب، كان هناك فارس يرقب ما يحدث، اسمه *آمال*، يعرف الحقيقة، لذا، فحين هاجم بعض *المتحولين* الشباب الثلاثة الذين ذهبوا للبحث عن *المسحوق الأصفر*، فإن *آمال* انضم إليهم، وراح يقول موجهاً كلامه إلى *كاليب*..- أنت الأمل الرئيسى في العثور على المسحوق الأصفر..واصطحبهم معه إلى حيث توجد أسرته، خاصة ابنه الصغير *ستارك* الذى أحس بالارتياح نحوهم، أما الزوجة، فقد أحست بالقلق الشديد، وهى تشعر أن هؤلاء الثلاثة قد يكونون حاملين للمرض، ويشكلون خطورة..قرر هؤلاء الثلاثة أن يذهبوا للبحث عن *المسحوق الأصفر*، في الوقت الذى كان فيه أهل عشيرتهم يعانون من حملات الهجوم من طرف *المتحولين* ..إنها الأحداث تبدو مليئة بالتوتر، ويبدو الزمن كأنه هو البطل، فقد نجحت *ميرو* في أن تذهب إلى الجانب الآخر من الكهف، وأن تكتشف وجود مجرى مائى، استطاعت من خلاله أن تسبح نحو الجانب الآخر من الوادى...لكنها قبل أن تصل إلى أعلى مكان في الجبل، فوجئت باثنين من المتحولين، يهاجمون، لكنهم سرعان ما سقطوا في المجرى المائى.. وهلكوا .. واكتشفت *ميرو* أن *المتحولين* يهلكون عندما تلمسهم المياه..لكن، يبدو أن أحد *المتحولين* قد لمس *ميرو* فجرحها، ويعنى هذا في المقام الأول، أنها سوف تصاب بالمرض الغامض، وستتحول خلال بعض الوقت إل مريضة، ثم ستتحول...وعند النهر، كان هناك طوف في انتظار *سافان* ، و*كاليب*، و*دوريل* للبحث عن المكان الذى يوجد فيه *المسحوق الأصفر*..لكن، قبل الوصول إلى النهر، كانوا قد فقدوا الفارس *آمال*، ونفدوا بجلودهم بعد هجمات متوحشة من متحولين آخرين، ووجد الفارس نفسه وقد سقط في حفرة صار من الصعب على أحد أن يدخل إليها..وانطلق الطوف، يحمل الأبطال الثلاثة الذين أحسوا أن النهر سينقذهم من المخاطر، لكن المتحولين راحوا يقذفونهم بالحجارة، وبدا الطوف كأنه سوف يغرق، لكن التيار دفع به بعيداً عن الخطر..وبعد فترة من الوقت، وصل *الطوف* إلى أطراف المدينة، لا، لا يمكن أن تكون هذه مدينة، بل بقايا عمارات ضخمة أصابتها الحرب الإليكترونية بمخاطر، وصار الطعام فيها *قليل*، وسيطر على المدينة الكثير من المجرمين ...وعندما إلتقى *كاليب* بأحد أبناء المدينة الأقوياء ، سأله :- هل تعرف أين يوجد *جاجر*..؟وما إن سمع الرجل إسم *جاجر* حتى أسرع هارباً، وبدا اسم *جاجر* كأنه مصدر الخوف لمن يسمعه، إنه الشخص الوحيد الذى يعرف مكان *المسحوق الأصفر* ووسط بحث الثلاثة عن مكان *جاجر*، كان هذا الأخير قد نجح في الإمساك بــ *كاليب*، و*دوريل* زوجة أخيه، أما *سافانا* فقد صار عليه أن ينقذها..اندهش *جاجر* عندما عرف أن *كاليب* هو الشخص الوحيد في العالم الذى يقرأ له وهو معجب كثيراً بقصص الأطفال، مثل *توم سوبر*، لذا أرسل به إلى المكتبة كى يبحث عن الكتاب الذى توجد فيه أسرار *المسحوق الأصفر*..لكن حال المكتبة كان بالغ السوء، وقد غاصت في التراب الإلكترونى، وعندما عاد إلى *جاجر* سمعه يقول :أنا لدى كمية قليلة من *المسحوق الأصفر*، أدبرها لنفسى، ولأسرتى، وأحفادى..لكن *جيسل* ابنته، لم يعجبها سلوك أبيها، خاصة أن العدوى قد لمست كلا من *دوريل*، و*سافانا*، لذا رافقت *كاليب* إلى المكان الذى يوجد فيه المسحوق، وسرعان ما أخرج أنبوبة سوداء طويلة بها المسحوق..كان الوقت هو الخصم الأول في تلك الآونة، فعلى *كاليب* أن يلحق بأخيه، وزوجته، كى يجعلهما يتشممان *المسحوق الأصفر*..وبصعوبة شديدة، استرد الاثنان عافيتهما، لكن الغضب استبد بشدة بــ*جاجر* الذى راح يطارد الثلاثة، وهم في طريق عودتهم إلى قريتهم، من أجل علاج المصابين هناك خاصة *ميرو* زوجة *كاليب*..وفي الطريق دارت مغامرات، ومطاردات، وظهر الفارس *آمال* مرة أخرى، ونجح في مساعدتهم للوصول إلى الكهف، ونجح *كاليب* في إعادة زوجته *ميرو* في اللحظة الأخيرة، وبدأ الأمل يعود إلى المكان..الأمل، استقر عنه *كاليب* الذى يعرف القراءة، وعليه الرجوع إلى المدينة، للبحث عن الكتاب الذى يوجد به سر *المسحوق الأصفر*، من أجل علاج كل هؤلاء المرضى، وإنهاء عالم المتحولين، إلى الأبد..سطوع كوكب القرود (2011)لقد ظل ما يدور فوق كوكب القرود يثير شهية السينمائيين، وقدم *روبرت وايت* فيلمه الرائع *سطوع كوكب القرود* عام 2011، انطلقوا بكل ما لديهم من أسلحة يطاردون الغوريلات الذكية، وبعد مطاردات عنيفة، تمكن الصيادون من الحصول على واحدة من هذه القرود البالغة المهارة. ووجد القرد نفسه في معمل أبحاث ضخم، وأشرف على هذه الأبحاث جاكوبس وزميله الشاب *ويل* وقرر القرد أن يهرب.. وحول المعمل الضخم إلى أطلال، حيث تجرى الأبحاث على ذكاء القرود.. وإلى اى حد يمكن للقرد أن يكون ذكياً مثل الإنسان واشتدت المطاردة، حتى تمكنت رصاصات الحرس من اسقاطه أرضاً..وبعد عدة أيام، استلم الباحث *ويل* قرداً صغيراً من نفس طراز الغوريلا الذكية، وأطلق عليه اسم *سيزار*، وبدأ القرد الصغير بالتآلف في بيت *ويل* وزوجته كارولين.ومرت ثلاث سنوات، وصار القرد نموذجاً للبحث العلمى، وكرس *ويل* حياته من أجل اكتشاف عقار يمكن به أن يعالج أباه، المصاب بمرض فقدان الذاكرة وتحسنت أحوال الأب، واكتشف *ويل* أن هذا العقار يمكن أن يمنح القرد المزيد من الذكاء وتحسنت أحوال الأب، بينما ازدادت مهاراته في القفز، والانطلاق ، أنه قرد خارق، وها هى خمس سنوات أخرى تمر، وقد صار *سيزار* أضخم حجماً، لدرجة أن وجوده في اى مكان يثير مخاوف الكلاب الشرسة.وما لبث الأب أن أصابته انتكاسه، وعاد إليه مرضه القديم، فقدان الذاكرة والزهايمر، لدرجة أنه لم يستطيع السيطرة على سيارته، وهو يقوم بقيادتها، فصدم سيارة جارة.غضب الجار بشدة، وراح يعاتب الأب، ويعنفه، بشكل لم يرق للغوريلا *سيزار* قافزاً ناحية الجار، وراح يشبعه ضرباً .هذه الحادثة لم تمر بسلام بالنسبة للغوريلا، فقد صدر أمر إلى *ويل* أن يقوم بتسليم الغوريلا إلى مركز رعاية القرود الذى يديره ليندون وابنه *دووج* وهما شخصان معروفان بقسوتهما الشديدة في التعامل مع القرود . وصدر قرار من المحكمة، أن يظل الغوريلا *سيزار* في هذا المكان تسعين يوماً، ومنذ اللحظة الأولى ، وقع *سيزار* فريسة لقسوة *دووج* الذى كان يستخدم العصا الكهربية لتأديب القردة خاصة *سيزار*.ووجد الغوريلا في حال بالغ السوء، فها هو محبوس في قفص حديدي، بعد أن كان حراً، وها هو *دووج* ورجاله يمارسون كافة أنواع القسوة والتعذيب ضده.وقرر الغوريلا أن ينتقم، وفكر في زملائه المحبوسين، من القردة، والشمبانزى والغوريلات، وأعتمد عليهم أن يتحولوا إلى متمردين ضد ما يحدث لهم.وجاءت الفكرة.. لن يمكنه من تنفيذ فكرته إلا إذا استخدم العقار الجديد الذى استخدمه *ويل* في أن يصبح *سيزار* سكين الحارس *دووج* في فتح قفصه الذهبى، واستطاع أن يتسلل إلى منزل *ويل*، وأستغل فرصة نومه، هو وزوجته، وفتح الثلاجة، وحصل على كبسولات العقار.وسرعان ما عاد إلى معسكر التعذيب الخاص بالقردة، وفي وسط الليل، فتح *سيزار* الكبسولات فانطلق منها الغاز الذى تسرب إلى القردة، وسرعان ما صارت بالغة الذكاء..وبدأت المعركة..تنبه القرود في حالاتهم الجديدة، إلى أن الحارس *دووج* قد عذبهم، وقرر ان يتخلصوا منه ومن أبيه وأعوانه، وفوجئ *دووج*.. بالقردة تملأ الساحة، وعندما استخدم عصاه الكهربية لضرب القرد في صدره، دفعة *سيزار* بقوة، وبدأت القردة في سحبه، وبعد قليل صار معسكر التعذيب، بين أيدى المتمردين من الغوريلا والقردة.وبكل غضب، راح الغوريلا يضرب خصمه، وهو يصيح: لا..يا الهى .. الذكاء الذى يمتلكه، دفعه إلى النطق مثل الانسان، وبعد قليل انطلقوا جميعاً نحو المدينة الكبيرة، وسعوا إلى الاستيلاء عليها..وانتبهت الشرطة أخيراً أن القردة قد حولت المدينة إلى خراب، فقد هاجمت مجموعات الغوريلا الاماكن الحساسة في المدينة، وتسلقوا البنايات والجسور، وهاجمت قوات الشرطة القردة، لكن هذه الغوريلات الذكية، راحت تستخدم ذكائها، وهاجموا بما لديهم من أسلحة، وحلقت الطائرات فوق السفينة، تحاول التخلص من القردة المتمردة.وصارت القردة متوحشة، بالغة الشراسة، بينما أشتعلت الحرائق في المدينة، وبدت القردة كأنها سيطرت على المدينة.وأنطلق *ويل* في المدينة التى شهدت مواجهات شرسة، محاولا أن يصل إلى القرد * سيزار* من أجل أن تنتهى هذه الاحداث الدامية.وفوق الجسر تمكنت قوات القردة من شل حركة المرور، والتف فوق الجسر، وفوجئ رجال الشرطة، بالقردة تستخدم أساليب في القتال غير معهودة.وعندما جاءت الطائرة المروحية، حاملة *جاكوب* وبعض المسلحين، قفز *سيزار* بكل ما لديه من مهارة في الجو وأستطاع أن يقذف بالطائرة في أعماق البحر ..ووجد *ويل* نفسه أمام صديقه الغوريلا *سيزار*، ونادى عليه، بدا الغوريلا أكثر قوة وتوحشاً، ونطق ببعض الكلمات، قبل أن يتسلق الشجرة العالية ووصل إلى قمتها، وراح يتطلع بكل شموخ نحو المدينة، بينما علت وجه *ويل* ابتسامة غامضة..لقد أصبحت المدينة ملكاً للقردة ..الدبور الأخضر (2011)من الشخصيات الكارتونية التى انتقلت من الالبومات إلى السينما شخصية الدبور الأخضر التى تحولت إلى فيلم في عام 2011 وتدور قصته كالتالىلم يتعلم الصغير بريت كيف يتعامل مع ابيه رجل الصحافة الثرى الذى يمتلك اكبر صحيفة في المدينة، فالاب مشغول دوما بأعماله وليس لديه وقت كى ينسى الطفل ابدا كسر له أبوة تمثال البطل *سوبرمان* حين زارة يوما. ومرت عشريون عاما على هذا الحادث وجاء الابن البالغ يحضر جنازة ابيه . انه حادث مهم للغاية يعنى ان الشاب *بريت* قد تولى مسئولية هذه المؤسسة الصحفية الضخمة وعليه ان يبقى عليها ناجحة متطورة ..لكن كيف يحدث هذا وهو لا يعرف شيئا عن ادارة الصحف ..وكان أول شئ حدث، هو ظهور ذلك الشاب الصينى *كاطو* الذى يجيد فعل اشياء كثيرة، من اعداد الفنجان الى ابتكار سيارة قوية يمكنها ان تقوم بأعظم المغامرات اوتطارد الخارجين عن القانون..وقال *كاطو* . انا المساعد الأول لابيك ويمكننى ان احقق كل الاشيائ التى تريدها..واصطحبه الى المعمل الكبير، وعرض عليه كافة مبتكراته العجيبة لكن كانت هناك مشكلة، فترى كيف لشاب مثل *بريت* ان يدير المؤسسة الصحفية قال *كاطو* : الامر بسيط نطارد المجرمين في المدينة ونصنع احداثا تستحق ان يقرأ عنها الناس . لم يكن الامر سهلا فــ *بريت* ليس رجل مغامرات ولا يعرف كيف يتصرف ثم انه ليس رجل مغامرات الا ان *كاطو* قال له:سوف نتخفي في شخصيات اخرى..في تلك اللحظات، كان *بنجامين* يعد عدته القوية من اجل ان يقود كل عصابات المدينة، وان يسيطر على المدينة بقوته التى ليس لها مثيل، والاسلحة الاليكترونية التى توجد في مخازنة ، وكان الخبر الذى نشرته الصحيفة مثيرا لغضبة حيث نشر ان هناك بطلا مقنعا قام بمساعدة زميل له من التخلص من خمسة رجال من اعتى المجرمين و كان الخبر مدهشا، فالرجال الخمسة المقصودين هم من رجاله وهذا يعنى ان البطل المقنع، يشكل خطراً بالنسبة له.وقرر * بنجامين* ان يطارد هذا المقنع، الذى نشرت الصحيفة ان اسمه هو *الدبور الاخضر* وانه مثل دبور عسل النحل، يمكنه ان يغرس زوائده في فريسته، خاصة انه لا يريد ان ينافسه احد في قيادة العصابات في المدينة..لم يكن *الدبور الاخضر* سوى الشاب *بريت* ومعه الشاب الصينى *كاطو* بعد ان يطاردا المجرميين في المدينة، فتكون هناك احداث، تستحق الصحيفة ان تنشر منها المقالات، ويزداد توزيع الصحيفة.يا له من امر مدهش.. لكن *بنجامين* سرعان ما ارسل رسالة اليكترونية الى *دبور الاخضر* يطلب لقائه.. ومن أجل ان تزداد الأحداث مهابة، ذهب الصديقان المقنعان، لمقابلة *بنجامين* ورجاله، وكان اللقاء مليئاً بالأحداث المدهشة، فسرعان ما جاءت شاحنات ضخمة واحاطت بسيارة *الدبور الاخضر* وزميله، ورمت بهما في حفرة عميقة، وردمتها بالاتربة. لكن ، لأن السيارة مجهزة بكل ما هو خارق، فقد تمكن *كاطو* في اعماق الحفرة، من اطلاق مفجرات قوية، فجرت كافة الشاحنات، وشاهد *بنجامين* بنفسه كيف هرب رجالة من الجحيم الذى سببه * الدبور الاخضر * وزميله..وانطلقت السيارة الخارقة فوق سطح الأرض، وكانت أول هزيمة نكراء لــ *بنجامين* وللعصابات التى تولى رئاستها..وقرر أن يعرف من يكون الشخص الموجود وراء القناع وراسل رجاله في كل مكان للبحث عنه، واستعان بالمحافظ *سكانلون* لمساعدته في القضاء على *الدبور الاخضر*وما لبثت الأمور التى تداخلت مع بعضها، فقد اكتشف *بريت* ان اباه كان يعمل الى جانب المحافظ، وان هذا الرجل كان يلجأ إلى الحيل لتنفيذ خططه..وفي تلك اللحظات، احس ان عليه ان يدافع عن ابيه، وأن ينسى كل قسوته تجاهه..فهذا هو واجب الابن نحو ابيه..أما *بنجامين*، فقد قرر ان يقرر ان يغير اسمه * أحمر*، بما يعنى الدم الذى يجب أن يكون بينه وبين خصمه اللدود * الدبور الأخضر*..وهنا تحولت الأمور إلى جانب الأشد خطورة، فالمحافظ، أنضم إلى المجرم *بنجامين* من أجل القضاء على *الدبور الأخضر* الحقيقى..تم تدبير موعد بين المحافظ و *بنجامين* من جهة ، وبين *بريت* في مبنى انيق، حاصرته كل العصابات بأسلحتها، لتنتظر اللحظة الحاسمة، للتخلص من *بريت* أو * الدبور الأخضر*..ولكن كان *كاطو* هناك، ومعه السكرتيرة، لقد عرف اى خطر يحوط بزميله، وقرر ان يسانده لذا، فما ان قبض رجال العصابات *بريت* حتى بدأت المعركة الالكترونية الأولى في الكون..كانت السيارة الخارقة مستعدة لعمل كل شئ، انها تطير في الجو، ويمكنها صعود الأدوار في البناية العالية، والأنقضاض على المجرمين..وسقط *بنجامين* فوق الأرض بعد أن أصابته طلقة اليكترونية، وقرر المحافظ أن يتنازل عن وظيفته، بعد أن انكشف امره، اما الصحيفة فقد باعت ملايين النسخ صباح اليوم التالى، وهى تصف للناس كيف تم القضاء على اعتى العصابات ..في اليوم التالى، وقف *بريت* وصديقه وسكرتيرته أمام تمثال الأب الراحل وقال الشاب:- الأن ، عرفت قيمتك .. واعدك الا نتوقف عن المغامرات..وتوجه الثلاثة إلى مبنى الجريدة ، من اجل البحث عن مغامرات جديدة.رعاة بقر، ووحوش الفضاء (2011)Cow boys and aliens:الفيلم من إخراج جون فافرولم يستطيع أحد أن يتعرف على هوية ذلك الرجل الغامض *جاك* الذى تواجد فجأة في مدينة رعاة البقر...أنه يلف حول معصمه الايسر جهاز اليكترونيا، غريبا، تنطلق منه اشعة شفافة عندما يأتى الخطر..في هذه المدينة الصغيرة، يدور كل شئ، مثل كل المدن الصغيرة، في بعض الأحيان يظهر أحد الاشقياء، يحاول استعراض قوته، مثلما فعل *بيرسى* حين رفع مسدسه وسط الشارع وراح يهدد بقال المدينة *بوك* أمام عينى زوجتة.وأمام هذا السلوك المستفز، تدخل *جاك*، وتغلب على الشاب، ونزع منه سلاحه، وقام المأمور بالقبض على الاثنين معاً ، وقال لجاك:- أنت هارب من العدالة، ومطلوب القبض عليك..وفي داخل الزنزانة، وجد *جاك*.. نفسه أمام الشاب المندفع *بيرسى* الذى قال :عندما سيعرف أبى.. سوف يأتى لاخراجى..أنه يعرف أن أباه، هو واحد من أشهر المحاربين في البلاد، وهو مقاتل يعمل له ألف حساب، لكن قبل أن ينتهى الشاب عبارته، سمع في داخل القرية أصوات انفجارات وهجوم مسلح بالغ الغرابة.فهذه هى كائنات اليكترونية، غريبة، تعضدها كائنات أقرب إلى الوحوش، قد هاجمت المدينة، واختطفت بعض رجال القرية ونساءها، وسرقت الذهب الموجود في البنك المركزى، وتركت الخراب وراءها، ولاذت بالفرار..نظر مأمور المدينة إلى *جاك* وكأنه يعلم أنه يعرف من يكون هؤلاء الغرباء الوحوش الذين فعلوا ذلك، قال له :- ما سر هذا الجهاز حول معصمك الأيسر.. ؟لم يأخذ منه اجابة شافيه، لكن *جاك*.. اعلن عن قبوله ان يذهب مه رجال المدينة لمطاردة هؤلاء الغرباء، خاصة بقال المدينة، الذى قرر استعادة زوجته المخطوفة..وتسلح الجميع، وخرج معهم *بيرسى*، وأيضاً الصبى *ايميت* وكلبه الذى يحبه، حملوا معهم كل ما يلزم الرحلة، واتجهوا إلى الصحراء يسابقون الزمن من أجل استعادة المخطوفين، وأيضاً الذهب..في مكان آخر غير بعيد، كان هناك الكولونيل السابق *وودرو* على رأس مجموعة من رجاله، وجاءه النبأ أنه تم القبض على ابنه الوحيد *بيرسى*، فقرر أن يطلق سراحه بأى ثمن، وعرفت أحدى قبائل الهنود الحمر بالأمر، فأعلنت عن تعاطفها معه، وقررت أن ترسل معه بعض المقاتلين المعجبين ببطولاته، من أجل ام يتعلموا منه المزيد من فنون القتال..وفي الطريق، انضم بعض الرجال الى فرقة المطاردة، حيث أن الوحوش الغريبة قد استولت علىالكثير من الاهالى، وأيضاً الذهب، ولادوا أيضاً بالفرار ..وسرعان ما ظهرت امرأة غريبة تدعى *ايللا*، وانضمت اليهم، بدا *جاك* كأنه يعرفها، ابلغتهم انها تعرف الطريق الى الحصن الذى تعيش فيه الوحوش، وتحدثت الى *جاك* وقالت له :- تبدو كأنك فقدت الذاكرة..لم يكن *جاك* يعرف من هو ولا من اين جاء. وشرحت الفتاة أن الوحوش يستدلون على الذهب، من أجل صهره، فهو يمدهم بطاقة قوية من أجل ان يتكاثروا..وفهم المأمور ورجاله سر سرقة الذهب، فلا شك أن وجود المزيد من الذهب بين يدى الغرباء سوف يزيد من اعدادهم، وسيجعلهم يتكاثرون ..وهنا ظهرت الوحوش الفضائية مرة أخرى، ودخلوا في معركة حاسمة مع فرقة المطاردة، وفي اثناء المعركة، وصل الكولونيل ورجاله، وانضموا إلى فرقة المطاردة في القتال..ورغم أن الوحوش يستخدمون طائرات معدنية، فإنهم أمام قوة الفرقة التى تقاتلهم ، راحوا ينسحبون من جديد..وكانت فرقة الكولونيل ان يلتقى بابنه *بيرسى* وعندما شاهد الصبى *إيميت* منحه سكينا، وقال له :- كى تشعر أنك صرت رجلا حان الوقت كى تحمل هذا السكين.وانطلق الرجال في الصحراء باحثين عن وكر الوحوش الفضائية، ترشدهم إلى الطريق الفتاة ايللا، وفي الطريق قابلوا المزيد من المتاعب، خاصة عندما خرج أحد الوحوش لأختطاف الفتاة عند أطراف النهر، فتدخل *جاك* وتمكن من انقاذها..وفي اثناء الرحلة انضم المزيد من المقاتلين، خاصة الهنود الحمر الذين أحسوا أنهم هم الذين جلبوا الوحوش من أجل استحضار المزيد من القوى الخارقة.ووصلوا إلى حيث تسكن الوحوش إنها بناية عالية مصنوعة من المعادن، لذا، سرعان ما تسلق هذه البناية بعض المتطوعين منهم *جاك*، وتمكنوا من تفجير الأدوار العليا، من أجل إخراج الوحوش من البناية، لمقاتلتها.وبدأت المعركة، وظهرت أحدى عصابات قطع الطرق، وقرروا المشاركة في المعركة للحصول على الذهب.وبينما القتال يدور خارج هذه البناية، تسلل *جاك* إلى داخلها، ومعه الفتاة، وهناك راح يتذكر، فهو أيضا قادم من الفضاء، لكنه فقد الذاكرة، وهذه الفتاة كان يعرفها ذات يوم.ورأى الوحوش يقومون بصهر الذهب، من أجل استجلاب المزيد من الوحوش.وعثر *جاك* .. على الرهائن الذين اختطفهم الوحوش، وهنا قالت الفتاة:لن ينقذهم سوى الشعاع الأخضر..وانطلق الشعاع الأخضر، وبدأت الحركة تعود إلى الرهائن، الذين سرعان ما ساعدهم *جاك* في الخروج، أما *ايللا* فقد ظلت داخل البناية.وفي الخارج وبينما المعركة على أشدها، بدأت البناية تتحرك نحو أعلى، يا إلهى، إنها سفينة فضائية عملاقة ، راحت تتحرك ببطء نحو أعلى، متجهة إلى الفضاء..وفي داخل سفينة الفضاء، راحت الفتاة *ايللا* .. تفعل ما بوسعها، ونجحت في تفجير السفينة قبل أن تختفي عن الأنظار...وبدأت رحلة العودة مرة أخرى، بينما وقف *جاك* يتذكر *ايللا*، وأحس بالفخر الشديد لما فعلته..أبطال العلم الخارقونشيطان الليل: Dare devilلن تتوقف السينما الامريكية عن صنع ابطالها الخارقين، خاصة المولودين من نبع التقنيات والذين يمتلكون قوى غيرمألوفه، لديهم هدف رئيسى هو مقاومة رموز الشر في المدينة التى يعيشون فيها.اغلب هؤلاء الابطال متقاربى السمات، كأنهم خرجوا من المعطف نفسه ينشطرون الى شخصين مختلفين، الأول هو مواطن عادى، يتسم بالكثير من الضعف والبساطة، والرومانسية، والثانى لدية القدرات الخارقة النادرة كالطيران فوق المدينة او تسلق الجدران كالعنكبوت، أو التحليق كالخفافيش وأيضا ابطال افلام * الخارقون الاربعة*وهذه الشخصيات خرجت جميعا من القصص المرسومة، التى عرفتها مجلات ومسلسلات الكومكس، وهى بمثابة تقليد، أو تطوير لشخصية *زورو* الفارس الذى يقاوم السلطات الظالمة في المدينة التى يعيش بها .وهذه الشخصيات أشبه بالخفافيش وهى غالبا ليلة النشاط، لديها قصة حب مزدوجة، وقد شارك الفنان الامريكى مارفل في خلقها في مجلات الاستربس الشهيرة ومنها على سبيل المثال سوبرمان، الرجل الخفاش، الرجل العنكبوت، بالاضافة إلى الشبح، وأيضا * الشيطان الجرئ* الذى وجد مكانا له في السينما في فيلم يحمل اسمه مارك ستيفن جون، وقام ببطولته *بن آفليك*يأتى هذا الجرئ بعد اشهر قليلة من فيلم * الرجل العنكبوت* ليبدو مقارنة به أشبه بخيال باهت، بلا أمكانات، أو قدرات، وكأنه يقتبس منه حالات صغيرة بلا أى حرارة، رغم النجومية التى يتمتع بها آفليك، وأهمية افلامه السابقة، لكن هناك فارقا ملحوظا بين موهبة آفليك، وقلب الهدف الذى أدى شخصية الرجل العنكبوت.في رأىّ الشخصى، أن هذا الجرئ ولد في ظروف سيئة من ناحية، مثل ميلاده في الفيلم، وان الامكانات المحدودة التى منحت له قد ساعدت على أن يكون باهتا بلا حياة، ليس فقط بسبب التشابه الساذج بين قصته، وما سبق أن رأيناه من أفلام لكن أيضا بسبب تكرار الدوافع الانسانية التى حركت الاحداث ، والتى كادت أن تخلو من الاقناع بالاضافة الى سذاجة الفكرة التى تعتمد على أن * الجرئ* قد فقد بصره وهو صغير، بسبب خطأ غير مقصود، فصارت له بصيره، هى أقوى من البصر، وهو امر خال * تماما* من الاقناع.حوادث متداخله معا، منها أن الصغير *ماتيو* قد فقد اباه الملاكم على يدى أحد رجال العصابات، وانه عندما صار شابا وقع في غرام الفتاة * اليكترا* فاذا بها ابنة قاتل ابيه، وعندما يموت الأب على يد قاتل محترف هو قلب الهدف، فان هذا الاخير يستخدم العصا التى يتوكأ عليها الاعمى، فتتصور اليكترا أن حبيبها هو القاتل، وتقرر الانتقام منه، فتطارده في سماوات المدينة، وفوق اسطحها، وتطعنه طعنه قاتله، لما تتسم به من مهارة في القتال، لكن قلب الهدف يتمكن بدوره منها، ويقوم بقتلها، وتعرف الحقيقة في اللحظة الأخيرة، قبل أن تلفظ انفاسها.مجموعة من القصص الادبية والسينمائية امتزجت في فيلم واحد، فمن مسرحية * السيد لكورنى* هناك فكرة الفتاة التى تنتقم من حبيبها لأنه قتل اباها، ومن دراكيولا، هناك التابوت الليلى الذى ينام فيه الشيطان الجرئ، وهو تابوت فخم ملئ بالمياه كالبانيو، ولا نعرف السر في هذا ، فنحن في النهار أمام شخص عادى لا يحتاج الى مثل هذا التابوت، ومن قصص الكومكس الاخرى نرى *الجرئ* قد وضع على وجهه قناعا يخفي ملامحة، دون سبب ، وهو قادر على الطيران والتحليق في اجواء المدينة، أما التحول الذى اصابه فهو يتشابه مع أفلام كثيرة، باعتباره قد دخل ، وهو طفل الى منطقة نووية محظورة، وغاص في سائل نووى انسال فوق الأرض بعد أن اصطدم به ماتيو وهو صغير، فأدى إلى أن حطم *لورد* البرميل الذى به هذا السائل.ولم يتوقف الاقتباس عند هذا النوع من الافلام، فعلاقة ماتيو بأبيه الملاكم مستوحاه بالكامل من فيلم * البطل* لفرانكو زيفريللى 1981، فهناك ملاكم ذو بأس شديد يبتعد عن الحلبات بسبب موت زوجته ويدمن الخمر، ويتحول الى حطام انسان الا أن ابنه الوحيد الذى يعيش معه، يدفعه الى العودة مجددا الى الحلبة وتحقيق البطولات، لكن الأب أمام الصغير ، الذى يبكيه بحرقه * لا تمت ايها البطل .. لاتمت ..*نحن اذن أمام اشلاء أفلام ، قام المخرج، وهو أيضا كاتب السيناريو، بجمعها من هنا وهناك، لكن هناك فارقاً واضحاً بين الأصول. والصورة الباهته، فلم تعد أمام أى من هذه المصادر التى تناثرت بشكل جيد في أفلام عديدة، منها على سبيل المثال مشهد تحرش الأطفال بزميلهم ماتيو، ورغبتهم في الفتك به، فيهرب منهم خشية على نفسه، مثلما حدث في مشهد رائع من فيلم *فورست جامب*، ومثلما تكرر الامر أكثر من مرة في الدقائق الاولى من المسلسل الفيلمى *فتى الكاراتيه*كما أن مسألة الاعمى الذى يرى بقوة عن طريق البصيرة سبق أن شاهدناها في أفلام عديدة، منها *عطر امرأة* الامريكى، المأخوذ بدوره عن فيلم ايطالى بنفس الاسم اخرجه دينو ريزى عام 1976، كما ان اودرى هيبورن قد ادت مثل هذا الدور دون مبالغة في مساحة البصيرة في فيلم * انتظر حتى يحل الظلام* لتيرنس يونج 1968أما مسألة أن يكون الشيطان الجرئ ابن الليل، فقد سبق أن رأيناها في قصص *زورو* و*الشبح* و* الرجل الوطواط* و *الرجل العنكبوت*، وقد عزف الفيلم على موضوع مكرر سبق تقديمه عشرات المرات في السينما، فالعدالة ضياء والقاضى يحكم ببراءة المغتصب، ويصبح على الفرد خارج ساحة المحكمة ، أن يحقق العدالة، حيث يقوم ماتيو بالانتقام من الرجل الذى برأته المحكمة من اغتصاب فتاة، ويردد ماتيو ان العدالة ليست خطيئة، لكن الانتقام هو الخطيئة.وقد حاول الفيلم ان يصبغ بطله، وربما لأول مرة بالمسوح الدينية، بأن تبارك الكنيسة ما يفعله، فأحداث الفيلم تبدأ عقب المعركة الفاصلة بين *الجرئ* وبين قلب الهدف، فيسقط الأول في صحن كنيسة ، ويقوم القس باسعافة، وتتحول أحداث الفيلم إلى ذكريات نرى خلالها طفولة ماتيو ودوافعه للانتقام، ثم تسير الأحداث حتى تصل الى تلك المعركة الفاصلة، والقس دائما موجود الى جوار ماتيو، يسمع منه ويعاونه، ويباركه حين يراه يطير في السماء، متجهاً لمقاتلة الاشرار. ولعل هذا التحول يعكس اتجاه البطل الخارق في السينما الامريكية الى الاستعانة بالدين في تحقيق هدفه المنشود .اما النقطة الثانية، والمهمة، فهى الاعتماد على كتابه حوار اقرب الى الاقوال المأثورة، أو الحكم التى يرددها الناس، وهى سمة صارت غالبة في السينما الامريكية في الفترات الاخيرة، وقد استوحت في البداية من الافلام المأخوذة عن نصوص ادبية ثم تعمد كاتب السيناريو الالتزام بها، ويمكنها اعطاء النص السينمائى المكتوب الكثير من العمق، على الاقل قد تكون هى الحسنة الوحيدة التى يمكن الحصول عليها من مشاهد فيلم من طراز * الشيطان الجرئ* المأخوذ عن قصص مرسومة على يد فنان ستانلى من هذه العبارات على سبيل المثال *العدالة عمياء، لكننا يمكنا سماع صوتها*، ثم العبارة التى ترددها اليكترا لماتيو بعد ان تغلبت عليه في مواجهة تافهة السبب، وساذجة النتيجة ، الا أنها تردد كالحكماء *علمنى أبى الا أصبح حتمية* وقد جعل الفيلم بطله ينطق بالحكمة، كأنه رأس العالم، حين ردد دوما عقب مواجهة مه احد خصومة،* أنا لست الرجل الشرير يا صغيرى* وفي مشهد عافي ساذج ايضا يخبر ماتيو حبيبته ان السماء سوف تمطر، لأنه من خلال حواسه الاربع القوية قد أحس أن درجة الحرارة انخفضت درجتين، وما أن يهطل المطر حتى يردد كالحكماء ايضا * المطر يجعل العالم كأن له سقفا* وفي الحفل المزدحم يشاهد حبيبته بكامل اناقتها عن طريق بصيرته فتردد *اتمنى ان اعيرك عينى ليلة* لكن وسط سذاجة الاحداث ، فإن مثل هذه الجمل تبدو أشبه بزهور حقيقية تنمو وسط مدينة مزخومة بالنباتات الصناعية، مثلما تردد اليكترا قبل ان تموت * لا يأتى الخير كثيرا، وحين يأتى أشعر بالخوف*وعلى طريقة الاقتباس من مصادر عديدة، فان مثل هذه الاقاويل المأثورة تتردد من جديد، حين يدخلنا الفيلم في قصص اقرب الى الميثولوجيا اليونانية تعرف منها أن اليكترا، هو اسم اسطورى مستوحى من الادب اليونانى القديم، قد ماتت امها دون ان تودعها، وان اباها كان سببا في قتل الأم، وفيما بعد سوف يقتل الأب أمام عينى ابنته، وسترى بنفسها عصا حبيبها الاعمى مغروسة في صدر ابيها فتتصور ان * الشيطان الجرئ* هو القاتل، وهل هناك مشهد يمكن أن يضم الاقاويل المأثورة وتصبح مؤثرة أكثر من هذا، لكن ضعف التنفيذ بدد كل شئ.الامر الثالث، هو أن المخرج يذكرنا دوماً أن ما نشاهده ليس أكثر من لعبة من الاعيب الفيديو، حين يصور لنا المدينة ليلا من أعلى، وقد كست الأضواء الخافته دروبها، فبدت أشبه بمتاهات متداخله نراها عادة في مثل هذا النوع من الألعاب، ومن بين فترة وأخرى، يكرر المخرج نفس المشهد السريع، كأنه يذكرنا أننا لازلنا أمام واحدة من العاب الفيديو.أما الامر الرابع، فهو أن الشرير في هذه الافلام، مهما كانت مهارته، فهو قادم من خارج الولايات المتحدة، و*قلب الهدف* هنا محترف ايرلندى، يجيد استخدام الاشياء المتناثرة، كى يقتل بها خصمه، مثل الدبابيس، والزجاج المكسور، واسنان الاقلام، اما الشرير الثانى فهو زنجى بالغ القوة يدعى فيسك والذى يردد لخصمة انه تمنى لو قالته وهو في عنفوانة أى ماتيو، الا أن هذا الاخير يتغلب عليه، ويقول له : تذكر وانت في السجن أنك ستحكى لرفاقك أن أعمى تغلب عليك، وساعتها ستهون عليهم، وسيضربونك بشكل مبرح..السينما الامريكية ، لاتزال مصرة على ان تقدم ابطالها بشكل متكرر، وأن تحوطهم بدعاية ضخمة، حتى وان ولدوا في صورة لاهثه مثل * الشيطان الجرئ*، لكن من المهم ان يولدوا ، وان يراهم الناس، حتى لا ينساهم أحد.سوبرمان .. SUPER MANفي صباح الثلاثاء 11 سبتمبر، تخيل الناس جميعا، أنهم أمام واحد من أفلام الكوارث، أو التخيل العلمى، وتوقعنا ان يظهر فجأة أحد أبطال قصص الكومكس ، خاصة سوبرمان وأن ينقذ كل هؤلاء الذين رأينا البرجين ينهاران بهما في دقائق عديدة..وحفاظاً على مشاعر الأمريكيين، فإن الأفلام التى كانت معدة للعرض وبها مشاهد انفجارات، قد تم تخفيفها، وتحول هذا البطل الأمريكى إلى شخص يختلف، يحارب الأشرار بعيداً عن البنايات التى يتم تفجيرها، وفقد أعادت هوليوود خلال هذه السنوات الحياة للأبطال الخياليين الذين يمكنهم إنقاذ الأمريكيين في أى ظروف مماثلة مستقبلاً..في البداية ظهر على استحياء * الرجل العنكبوت* وكان رومانسياً للغاية، وهو شاب صغير، أقرب إلى التلاميذ، ثم عاد ، *الرجل الوطواط* عام 2005، وفي صيف 2006، كان على سوبرمان ان يرجع كنوع من التأكيد أن البطل الأمريكي حاضر دوماً، وهو في هذا الفيلم للمخرج بريان سنجر، ينقذ المدن من كوارث أشد فتكاً مما حدث بالطبع في سبتمبر، وهو جاهز لدرء أى خطر يمكن أن يمس المدن الأمريكية، وبناياتها العملاقة.اكدت السينما ان الناس سرعان ما تنسى ، وانها يجب أن تصدق وتؤمن ببطلها الخارق الذى يظهر في اللحظة المناسبة من أجل إنقاذ حياة ملايين الأمريكيين وانه لامانع أن يقوم بخدمات عالمية في باريس واوروبا. ولعلها المرة الأولى التى لم تتم الإشارة إلى الشرق الوسط..نحن امام فيلم سياسى في المقام الأول في *سوبرمان يعود*، ورغم أنه عمل تقنى يحاول أن يبهرك من خلال مهارات كومبيوتر يستخدمها صناع الفيلم، لم تعد تجد اهتماماً للمتفرجين، وإن كانت ستظل تشد انتباه الصغار الذين يمكنهم الجلوس في القاعات قرابة160 دقيقة للمتابعة، والانبهار..إذا وددت أن تصنع فيلماً عن سوبرمان، في أوائل القرن الواحد والعشرين، فلاشك أن عليك أن تضع في ذهنك التجارب السينمائية الأربعة التى بدأها ريتشارد دونر عام 1979 بفيلم أسند بطولته إلى ممثل جديد آنذاك هو كريستوفر ريف، انتهت حياته بمأساة ، بل أن كافة من عملوا بالفيلم قد أصابتهم كوارث عدا المخرج، وماتوا في ظروف غريبة.وقد كان الثنائى دونر – ريف سبباً حقيقياً في نجاح هذه الرباعية، خاصة الفيلم الأول الذى استعان فيه المخرج بنجوم كبار عليهم مساندة ريف في تجربته الأولى، ومنهم مارلون براندو، سوزانا يورك، جلين فورد، جين هاكمان، وآخرين..ملحوظة:حاول بريان سنجر ان يفعل الشئ نفسه في أضيق الحدود، فاستعان بإيفا مارى سنت، لكنها بدت عجوز، وهى بطلة هيتشكوك الفاتنة القديمة، وأيضاً استعان بدور الشرير لوثر بالممثل كيفن سباسى، الذى لم أقتنع به قط في دور شرير.كان أمام سنجر رهان ضخم، وهو من يكون الممثل الذى يلعب هذا الدور، وحتى لا تقابله صدمة الاختيار، بدا كانه يجب ان يستنسخ ممثلا من كريستوفر ريف، وقد كان وسط الترقب عمن سيحل محل ريف، فإذا بنا امام براندون روث الذى لن يخرج عن كونه مستنسخ سليم ومطابق للغاية لسلفه، رغم أن ريف نفسه لم يكن مستنسخاً ممن سبق ان أدى هذه الشخصية، بل كان أفضل منهم جميعاً ..كنت أتوقع أن يقوم سنجر بعمل إعادة للفيلم الأول الذى أخرجه دونر في هذه السلسلة عام 1979، وأن نرى كيف تم تدمير كوكب كريبتون، وكيف قام حاكم الكوكب وزوجتهبإرسال ولدهما إلى كوكب الأرض حتى يعيش بين البشر، وهو ليس بآدمى، وتقوم أسرة بتربيته، ثم كيف ينقذ الأمريكيين من كوارث عديدة، قبل الوقوع في أيدى شرير يود السيطرة على العالم، والتخلص منه..وإذا كانت هذه هى قصة الفيلم الأول، فإننا سوف نجد كافة هذه البنود، لكننا أمام قصة مختلفة التفاصيل، فالمخرج استفاد من وجود لقطات لمارلون براندو، كان عليه ان يستفيد منها، وهو يبعث برسالة اليه عبر سنوات الموت، ثم ها هو سوبرمان يعود إلى مدينة مترو بوليس بعد خمس سنوات من العزلة، في الريف، كى يستأنف حياته.. ويعيش القصة نفسها، هو يتخفي في شخصية صحفي يدعى كلارك كنت ، يعمل في صحيفة لها شهرتها، وهو يغرم لدرجة الجنون بزميلته*لويس* التى سبق لسوبرمان أن أنقذها ..الذى يتغير في الحدوته هنا أن كلارك حين عاد إلى مترو بوليس .. وجد حبيبته قد وقعت في غرام طيار وعاشت معه طوال هذه السنوات وأنجبت منه طفلا، سوف نكتشف فيما بعد أنه الابن الآدمى لسوبرمان، وقد شغلنا الفيلم بمشاعر سوبرمان، الذى أعطى لنفسه الحق أن يتلصص على الحياة الخاصة للفتاة، فهو يطير إلى بيتها ويستخدم قدراته الخاصة في سماع حوار بين العاشقين، اللذين لم يقترنا بعد، كى يعرف مشاعرها، وهو نوع من التلصص غير المحبب، كما أن سوبرمان نفسه،بشخصية كلارك وسوبرمان. يسمح لنفسه أن يقبل المرأة، وأن يغويها بخدماته، كى يشبع رجولته، وهو يعرف أنها مرتبطة برجل آخر..يعنى سوبرمان الذى قدمه الفيلم في لقطات المنقذ من الكوارث الحقيقية، رأيناه هنا عاشقاً فاشلاً، دنيئاً، أنانياً، وحاول السيناريو أن يقنعنا أنه الأب الشرعى للطفل الذى نسب إلى أب آخر، وهى مسألة اخلاقية أخرى قد تصلح لمسلسلات التليفزيون وليس لفيلم مأخوذ عن قصص الكومكس ..كما أشرنا، فالقصة، رغم التفاصيل. مشابهة للفيلم الأول، وأيضاً للعدد الأول من ألبوم قصص سوبرمان المرسوم في الكومكس، وهو في رأيّ، أفضل ما أنتجته شركة مارفل التى ابتدعت سوبرمان والعديد من الشخصيات..كل ما عدا هذا، فنحن أمام نموذج أقرب إلى ألعاب البلاى ستيشن، وألعابها، بنايات تتحطم، وزلازل تدمر المدن، رأينا مثل هذه المشاهد في عشرات الأفلام في السنوات الأخيرة، منها *يوم الاستقلال* و *جودزيلا*، وبالتالى فلا جديد، وقيام سوبرمان بإنقاذ الضحايا في الوقت المناسب، امرأة تسقط من أعلى البناية، أدوار عليا من ناطحات سحاب تنهار متساقطة إلى الشوارع، فيتم لئمها، وجزيرة تنبت من أعماق البحر، تحطم يختاً به حبيبة سوبرمان وابنه، ثم حالة الخوار الشديد الذى يصيب سوبرمان، حين يتم طعنه بمدية مصنوعة من معدن الكريبتون، فيتمكن الشرير لوثر من ضرب خصمة بقوة، وإلقاءه في المحيط، متصورا أنه تخلص منه إلى الأبد ..حالة من الصخب العالى، تتبعه رومانسية، وشاعرية، ثم الرجوع إلى الصخب، كأن الفيلم منقسم إلى قسمين، يؤدى كل منهما إلى الآخر...بالإضافة إلى موسيقى مستوحاه من جون ويليامز، ألفها أحد تلاميذه لكنها كانت أقرب إلى المؤثرات الصوتية منها إلى الموسيقى التصويرية..المغامرة في الفيلم، أن السينما صارت اكثر تطوراً من الناحية التقنية، مما كانت عليه في السبعينيات من القرن الماضى، لكن يبدو أنه كلما تطورت التقنيات، صارت الآلية أكثر تواجداً من العلاقات الإنسانية، ولعل السيناريو قد تنبه إلى ذلك، فابتكر شخصية ابن سوبرمان، الذى ظلت لديه القدرات الخارقة، دون أن يتمكن من الطيران، أو من فعل الخوارق إلا من خلال مدركات غير ملموسة أقرب إلى ظاهرات التلكنسس، وهو تحطيم الأشياء بمجرد النظر إليها، أو الإشراق، وهى استشراق الأشياء من دخائلها..كما أن الفيلم صور الفتاة لويز كصحفية ناجحة تكتب مقالا لا يثير ضجة تحت عنوان * هل نحن في حاجة إلى سوبرمان* ، ثم هى في النهاية تغير رأيها، وتؤكد في مقال جديد أن الولايات المتحدة في حاجة إلى سوبرمان، كأنما هى تؤكد أن سوبرمان حسب رأينا، سوف يعاود الظهور عند أى مخاطر قد تحدث..لازلنا أمام الشرير التقليدى.. الذى يقود عصابة محددة الهدف، وبهذه العصابة، وعن طريق عبقريته في اكتشاف نقاط ضعف خصمه، يود السيطرة على العالم، وهو يبدأ بتفجير مدينة كبيرة، هنا عن طريق بث زلزال صناعى، يشق طريقه إلى مترو بوليس، وغالباً ما يكون مصير هذا الشرير غير مرسوم، فهو لا يتم التخلص منه، على يدى سوبرمان، في المواجهة الحاسمة، بل أننا نراه هنا، وقد وجد نفسه في جزيرة لا تتعدى مساحتها عشرة امتار مربعة مع مساعدته، التى سبق لسوبرمان أن أنقذها، حاولت مساعدته أكثر من مرة، وهى التى ألقت بكافة البلورات من الطائرة، حتى تضمن أن يجد أرثر شيئاً مثيراً في رجولته القادمة مع خصمة..وهذه المرأة هى صورة منسوخة أيضاً من شخصية سبق أن جسدتها ممثلة بالغة الفتنة والجمال كانت لامعة في السبعينيات، أما الممثلة الجديدة التى جسدت الدور فكانت أيضا نسخ أو مسخ ..ريتشارد دونر راهن على النجوم الكبار الذين أدوا أدوار صغيرة، وبريان سنجر، راهن على التقنيات، لدرجة اننى أحسست أن وجه الممثل براندون روث ، قد أضيفت اليه بعض الرتوش ليصبح نسخة ملحوظة من كريستوفر ريف، وبالتالى فإن المتفرج الذى يعرف هذا الممثل، حتى في أدواره الجيدة خارج شخصية سوبرمان، فإنه لن يحس أن ريف قدمات، وأنه موجود ، خاصة في المشاهد المتوسطة التى ينزل فيها من الفضاء، أو التى يطير فيها مقترباً بوجهه من الكادرالرجل العنكبوت SPIDER MAN:لايمكن لناقد أن يكتب عن فيلم يشاهده في دور العرض دون ان يتابع ردود فعل الناس مع الفيلم، فدار السينما التى شاهدت فيها * الرجل العنكبوت* إخراج سام ريمى كانت مليئة بأطفال صغار أو بصبية جاءوا معا من أجل مشاهدة البطل الأمريكي الخارق الذي أنقذ الولايات المتحدة من الأشرار ، وقام بجولة في نهاية الفيلم حول العلم المألوف لأقوى دولة في العالم.الصالة مزدحمة تماما بالمشاهدين الصغار، أما الطفلة البدينة الجالسة إلى جواري فكم حاولت أمها أن تخفي عن عينيها أي مشاهد تتصور أنها يمكن أن تثير الخوف في قلبها، بينما الأطفال قد غاصوا في مقاعدهم يلتهمون أكبر قدر من الفشار، وهواتفهم المحمولة لا تتوقف عن الرنين. هذه عينة من الأغلبية التي تشاهد أفلام اليوم ومن أجلهم تعيد السينما الأمريكية خلق الرجل العنكبوت، فيبدو هذه المرة عاشقاً رومانسياً خائبا يفتقد إلى الوسامة والعضلات المفتولة، ويسند الدور لأول مرة في هذا النوع من أفلام فنتازيا الخيال العلمي إلى ممثل جيد متميز، موهوب، فيغير تماماً من آلية هذا النوع من الشخصيات الكرتونية التي كم شغف بها الكبار والصغار في مجالات الكومكس والأفلام السينمائية.والرجل العنكبوت هنا أقرب إلى شخصية سوبرمان التي قدمها ريتشارد دونر منه إلى كل الرجال العناكب الذين نعرفهم في أفلام المغامرات والإبهار، فكلاهما عاشق فاشل، وله هويتان، ويعيش مع أسرة تولت تربيته، كما إن كلا منهما لديه قدرات خارقة، فيواجه الأشرار التقليديين والتقنيين، إلا أن الفارق الوحيد بين الاثنين أن سوبرمان قادم من كوكب كريبتون الذي انفجر عقب رحيل الطفل الخارق بعيدا عنه، وتكمن نقطة ضعفه عندما يقترب من معدن الكريبتون وكأنه شمشون الجبار قد قص شعره، أي أنه شخصية مقترنة بالعلم وانجازاته لكن هناك فارقاً واضحاً بين فيلم سوبرمان لدونر عام 1979 و (الرجل العنكبوت) فالفيلم الأول من إخراج واحد من أهم مخرجي أفلام الحركة بكافة ألوانها سواء الفتنازيا، أو الخيال العلمي أو المغامرات مثل (السلاح القاتل) .وقد أعتمد دونر في الفيلم، الذي تم إخراجه في أربعة أجزاء، الفيلم الأول هو الأكثر نجاحا ، على الاستعانة بكبار صناع السينما في تلك الفترة، فإلى جانب الاستعانة بجون ويليامز لعمل الموسيقى التصويرية فإن المخرج استعان بكبار الممثلين للقيام بأدوار صغيرة ومنهم مارلون براندو و جلين فورد و سوزانا يورك وجين هاكمان وغيرهم..نقول هذا الكلام باعتبار أن الفيلم الجديد ليس فيلما عن الرجل العنكبوت بقدر ما هو إعادة إنتاج لفيلم ( سوبر مان) والعلاقة تكاد تكون بعيدة عن الرجل العنكبوت المقروءة في القصص المصورة باعتبار إن السينما استهلكت هذه الشخصيات مرات عديدة في الكثير من الأفلام التافهة، لكن لا شك أن قيام أسماء مهمة من طراز تيم بيرتون (الرجل الوطواط) ، و رونالد ايميريش في (جودزيللا)، ودونر، ثم سام ريمى ، يعنى أن هوليوود بدأت تخرج مثل هذه الشخصيات من مكانها الهامشي بدليل الأرقام المرتفعة من الإيرادات التي حققها (الرجل العنكبوت) في الأيام الأولى في الولايات المتحدة، ثم الزحام الملحوظ الذي كانت عليه الصالة التي شاهدت بها الفيلم في مدينة نصر.في الفيلم استعان ريمى بممثل قديم لم يحس به أحد بعد أن واراه النسيان وهو كليف روبرتسون الذي قام بدور *تشارلي* عام 1969 ونال عنه جائزة أوسكار أحسن فيلم، وهو الفيلم الذي تحول في مصر إلى مسرحية * انتهى الدرس يا غبي* .روبرتسون يقوم هنا بدور العم الذي قام بتربية الشاب الخجول بيتر ( توبى ماكوير) الذي يحب زميلته في المدرسة، دون أن تشعر به أو أن تبادله مشاعره العاطفية، هو زميل لها في المدرسة، ويحبها منذ أن سكنت إلى جواره عندما كانا طفلين، وهو كما سوبرمان يرتدى نظارة طبية تفقده الكثير من الجاذبية مقارنة بزملائه الذين تقع البنات في هواهم.ومن الأفضل مقارنة الفيلم بــ ( سوبرمان) الذي أخرجه دونر دعما لفهم الشخصيات والأحداث، فمن بين العشرات من الشخصيات الكرتونية التي عرفناها في مجلات الأطفال والتي تتسم بازدواجية الهوية فيما تمارسه ضد الأشرار، فان سوبرمان والرجل العنكبوت شخصيتان نهاريتان، بمعنى أنهما يظهران أمام الناس في وضح النهار، ويصفق لها الجميع، أما شخصية زورو، التي تعتبر المصدر الرئيسي لكافة هذا النوع من الشخصيات فإنها شخصية تمارس أنشطتها في الليل، ومن أشهر هذه النماذج أيضا *الرجل الوطواط* .كل هذه الشخصيات تخفي وجهها بقناع حتى لا تظهر هويتهم للآخرين باعتبار أن الرجل الأول الذي يمثله كل منهم يعكس إنسانا خجولا، عاشقا، ويعنى ذلك الوتيرة الواحدة لصورة البطل خاصة الخارق، في السينما الأمريكية.وفي الفيلم الذي نحن بصدده فان بيتر باركر لم يسع إلى أن يكون شخصا خارقا، لكن المصادفة وحدها دفعته إلى أن يكون الخارق غير المقصود، ففي رحلة مدرسية إلى مؤسسة علمية تعنى بالتطور المتلاحق في علوم الهندسة الوراثية، نعرف أن نوعا من العناكب قد تم تطويرها لإثبات أنه يمكن للهندسة الوراثية أن تحقق الكثير. ويحدث أن يسقط عنكب فوق بيتر ويلدغه فينقل إليه صفاته الوراثية, ويصبح بيتر الإنسان العنكبوت، وعليه بالطبع أن يخفي هويته هذه عن أقرب الناس إليه.هذا السبب الذي يحاول الفيلم تقديمه للمشاهد من أجل التأكيد أن ما حدث لبيتر من تغيير فسيولوجي كان له سبب علمي كي يدخل الفيلم في دائرة التخيل العلمي أكثر مما يدخل ضمن الفتنازيا الأقرب إلى الخرافة، مما يعطى المشاهد الاقتناع في أننا يمكن أن نشاهد يوما مثل هذا إنسان العنكبوت طالما أن هناك تطورا في أبحاث الهندسة الوراثية.كما أن شخصية الشرير* النفخة الخضراء* (ويليام ديفو)، هي أيضا من إنتاج التخيل العملي، باعتبار أن العالم نورمان هو على رأس مؤسسة علمية كبيرة. ويصدم في أعضاء مجلس إدارة المؤسسة. فيقرر أن يتحول إلى شرير خارق بأن يدخل جهازاً إليكترونياً عملاقاً يحوله بالفعل إلى مسخ إنساني .كما أن كوكب كريبتون الذي أنجب سوبرمان هو كوكب حقق درجة بالغة التطور من الانجازات العلمية، أى أن سبب اكتساب القوة الخارقة لدى كل من الرجلين هو التطور العلمى.وبعيدا عن السبب الذى من أجله صار الرجلان خارقين، فإنهما أيضا شابان يعانيان من خجل واضح، ولا يجرؤ أى منهم على البوح لحبيبته بمشاعره، هذه الحبيبة هى زميلة سوبرمان في العمل، وهى زميلة لبيتر في المدرسة ، تسمى مارى (كرستين دنست) وهى مشغولة بحب فتى آخر يليق أن يحبها.هذه الفتاة هى السبب الرئيسى لقيام البطل الخارق بالمغامرات، والبطل في كلا الفيلمين يقوم بانقاذ الفتاة أكثر من مرة، المرة الأولى حين يهاجم الشرير المعدنى المبنى الذى تمتلكه المؤسسة ويدمر المكان ويقتل الكثيرين من أعضاء المؤسسة العلمية. فيلتقطها في لحظة سقوط، وقبل أن يلمس جسدها الأرض مباشرة مثلما فعل سوبرمان مع زميلته التى سقطت من فوق ناطحة سحاب، فالتقطها وطار بها، وقام معها بجولة.أما المرة الثانية عندما تعرضت مارى للاختطاف وكادت أن تغتصب من قبل أربعة رجال في الظلام. فتدخل البطل الخارق الذى منحه الفيلم خاصية شم الكوارث فيسرع لإنقاذها من الرجال وينتصر عليهم في معركة أقرب إلى المواجهة التى تمت في حلبة الملاكمة، المليئة بالوحشية.وهناك مشاهد متشابهه تماما بين الفيلمين، مثل المشهد الذى يدور فيه البطل الخارق وينزع عنه الملابس المدنية ليظهر بصورة البطل الذى يستطيع الطيران والتحليق في الجو.الخصم الذى يود أن ينتقم من المدينة ويتخذ من البطل الخارق عدوا هو واحد من الطامعين في تحقيق المزيد من المكاسب التى لا تتحقق سوى عن طريق التطور العلمى، فالرجل العنكبوت طيب نقى، كل ما يحلم به هو رضاء حبيبته، أما النفخة الخضراء، فهو رجل محبوس داخل هيكل معدني مثل الشرطي الآلي، يعرف مقدرة العنكبوت، ويريد أن يضمه إليه فيصبح تابعا له، وهناك فارق واضح بين البطلين، فالعنف عند سام شديد ودموي، وبالتالي فالفيلم يعكس صورة العنف الموجهة للصغار. حتى وان كان العنف هو عنف الشرير وليس عنف الرجل العنكبوت نفسه.وهذا الأخير يقوم بأول عملية انتقامية بعد أن يموت العم على ايدى ثلاثة من المجرمين الذين عجزت الشرطة عن ملاحقتهم، فلم يكن هناك سوى العنكبوت ، أن يطير وان يلحق بهم ويرمى عليهم خيوطه ويكشف أن هذا القاتل سبق له أن ساعده في الهروب بعد ان سرق النقود من رجل بخس بيتر نفسه حقه.وفي نفس هذه المشاهد فان الرجل العنكبوت يطير في الجو وهو أمر ليس له تفسير علمى، فالعنكبوت يطير كل هذه المسافات، وإذا كان في المكان ذلك فانه يطير عن طريق خيوط السحاب، ومن المعروف أن أبطال القصص الكرتونية الأخرى في إمكانهم الطيران لأن الطيران يتناسب مع هويتهم مثل * الرجل الوطواط* فالطيران أمر طبيعى بالنسبة له، وفي سوبرمان فإننا رأينا لحظات ضعف حقيقة مر بها البطل الخارق، عندما استطاع الخصم أن يضع أمامه حجر الكريبتون، فتمكن من تقييده بالسلاسل، إلا أن هذا الضعف لم يحدث بالنسبة للرجل العنكبوت، سوى تمكن النفخة الخضراء من إصابته بجرح. أى أن البطل الأمريكي مع بداية العقد لا يهزم، وهو البطل الذى أنقذ الهوية الأمريكية عديدا من المرات.الشرير لاكس في سوبرمان كان يريد استغلال البطل الخارق من أجل مساعدته في الاستيلاء على العالم، وتكررالأمر نفسه هنا أيضا، فالنفخة الخضراء يريد استغلال الرجل العنكبوت في العديد من الأعمال الشريرة لكنه لا يرضخ له باعتبار أن شخصية بيتر باركر مسالم، وطيب ومن هنا تتكرر مرات المواجهة .المخرج سام ريمى ليس جديدا على عالم التخيل العلمى والفتنازيا، لكن سوف يحسب له أننا لم نكن أمام فيلم مغامرات، وقد تم استلاب باركر وتحويله إلى قاتل رغما عنه عندما تمكن الكائن الشرير من سحب العالم نورمان إلى داخل الجهاز الذى حوله إلى شخص مزدوج هو أيضا، بعد ان ارتكب جريمة بشعة.والمواقف الإنسانية في الفيلم متعددة حتى تحس أننا أمام فيلم تم إقحامه على عمل آخر، ومن المعروف أن الفيلم كان واحدا من الأفلام إلى تم تأجيل عرضها عقب أحداث سبتمبر حيث أن الأفيش الرئيسي كانت تنعكس فيه صورة برجى التجارة العالمي مما يعنى أنه كانت هناك قصة ما تدور في البرجين، وأن الرجل العنكبوت تمكن من إنقاذ البرجين من أيدي الأشرار، لكن لأن هذا لم يحدث في الواقع فان السيناريو قد حدث فيه بعض التعديل لا يمكننا معرفة حدوده بالضبط .كما أشرنا فانه بالإضافة إلى التقنيات الضخمة التي تم بها تنفيذ *الرجل العنكبوت*، فان الممثل توبى ماكوير هو من أبرز حسنات الفيلم ، لكن ترى هل سيأسر نفسه في أدوار مماثلة ، ويصبح بطل الأجزاء التالية من السلسلة، مثلما تم مع كريستوفر ريف الذي كان وسيما وعملاقا في سوبرمان، أم أن الأدوار القادمة ستكون بنفس جودة الأدوار التى سبقت لنا رؤيتها مثل *بليز انت فيل * و *الأولاد الرائعون* ؟ الإجابة أن الممثل قد قام ببطولة الجزئين الثاني، والثالث من هذه السلسلة ثم توقفت السلسلة بعد أن أدت دورها..الخارقون الأربعة Fantastic 4كما أشرنا فان السينما الأمريكية سوف تنهل من قصص الكومكس، وتضع رهانها على تحريك هذه الشخصيات التى تقرأ حكايتها في مجلات الأطفال، بشكل خاص .نحن أمام ظاهرة سينمائية، فالكومكس الذى تتدفق في شخصياته الحياة، يثير أيضا الانتباه عندما يتحول الكادر إلى الصورة، ومنذ اختراع الكومكس، وعمره مشابه لعمر السينما، فإن هناك تقارباً ملحوظاً فيما بينهما، وقد رأينا كل هذه الشخصيات على الشاشة، مثل زورو، الرجل الوطواط، سوبر مان ، شيطان الليل، الرجل العنكبوت.وأهمية هذه الأفلام أنها صورت في أجزاء ، أو ما يشبه الحلقات المسلسلة أسوة بقصص الكومكس في المجلات، والصحف، حتى أن الكثير من الروايات المشهورة، قد تحولت إلى مسلسلات كومكس قبل أن نراها في السينما، ومنها معظم روايات جيمس بوند من تأليف أيان فلمنج.الغريب أن الشخصيات التى تأخر ظهورها على الشاشة هى مجموعة *فانتستيك 4* التى ظهرت لأول مرة عام 1961، وهى من ابتداع مارفل الذى سبق أن قدم العديد من الشخصيات والتى تحولت جميعها إلى السينما، وقدمت هذه الشخصيات بين ما يسمى الرجل صاحب القناع، فهناك بطل قومي أمريكي، يسعى إلى إنقاذ الولايات المتحدة من خلال قواه الخارقة، غير العادية ، وهو من ناحية أخرى مواطن أمريكي بسيط، لا يشك أحد أنه صاحب كل هذه الخوارق.وأغلب هذه الشخصيات، والعوالم تنتمي إلى أدب التخيل العلمى، لكن يبدو أن الأمر قد اختلف مع مجموعة فانتستيك، فنحن أما شخصيات متعددة (خمس شخصيات) ليسوا أربعة ، وبالتالي فان تحريكهم على الشاشة، وأيضا في الرسوم المتحركة نفسها أمر بالغ الصعوبة ويحتاج إلى فنان ماهر للغاية، كما أن هذه الشخصيات ليست من التخيل العلمى ، بل هم ينتمون إلى نوع مختلف تماماً يسمى تخيل علمى على فانتازى، وقد أوكل مارفل إلى أحد المخرجين مهمة إخراج أول فيلم من مجموعته في عام 1994، وجاءت النتيجة بالغة السوء، رغم اكتمالها ، مما دفع به إلى منع عرض الفيلم سينمائياً، لأن هذا بلا شك سوف يسئ إلى سمعة الشخصيات، وقام فقط بتوزيع الفيلم في سوق الفيديو، وكان منطقة هو خسارة النقود أهم من خسارة سمعة الاسم.الفيلم الجديد متنوع في إبهاره، فمجموعة الأصدقاء الخمسة الذين سافروا إلى الفضاء من أجل معرفة سر عاصفة إشعاعية، قد صاروا ذوى قدرات خارقة، جميعهم، ورغم أن الأشعة واحدة ، فإن القدرات اختلفت وهذه نقطة ساذجة لكن في الفتنازيا، كل شئ مباح فــ *بان* الأصلع البدين، قد صار رجلاً حجرياً ، بالغ القوة، وأيضا شديد الجاذبية، وكانت الصدمة الأولى أن زوجته رفضته، وطلبت منه الطلاق، وفي نهاية الفيلم، وقع في غرام فتاة عمياء، يمكنها أن تتحسس جلده الطوبى، لكنها أيضاً تستشعر دفئه الإنساني.وهناك الفتاة سوزان، وأخوها . تحولت سوزان إلى فتاة ذات قدرة على إخفاء جسدها، فهى المرأة الخفية، أما الأخ فهو يتحول عند اللزوم إلى جسد ملتهب قد تبلغ درجة حرارته لهيب الشمس ، كما أنه يتمكن من الطيران في الجو بنفس الطريقة التى يقوم بها أبطال مارفل، وهم *شيطان الليل* و * سوبرمان* و * سبيدر مان* و * باتمان*، مما يعنى أنه لا جديد في عوالم هذه الشخصيات سوى أسمائها..أما الرابع فهو الشاب الذى تحبه سوزى، وهو صاحب قدرات مختلفة، فجسمه مطاطى يمكن أن يتم مطه، إلى أبعد الحدود، قد يحدث ذلك بقامة عمارة، وهو في إحدى المعارك مع *بن* ينتصر عليه، حين يلتف جسمه حوله، كأنه جبل متين، من الصعب فك أواصره.هذه الشخصيات الأربعة تمثل الجانب الطيب في الفيلم، فــ*بن* يساعد أحد السائقين فوق كوبرى، من موت مؤكد، وسوزى توجه قواها دائماً إلى عمل الخير..وعلى طريقة السينما الأمريكية وقصص مارفل بشكل خاص، فإن هناك شريراً يسعى للسيطرة على المدينة، هو فيكتور، الذى صارت له قواه الخاصة في التغلب على خصومه..كما أشرنا فإنه ليس لدينا جديد، فهناك المرأة الخفية، في مقابل الرجل الخفي الذى ابتكره هـ. ج . ويلز ، والرجل الملتهب الطائر، ولعل أطرف هذه الشخصيات هى *بن* سواء من حيث الزى الطوبى الذى صنع له، أو من خلال التركيبة الإنسانية التى أضفت عليه، فرغم الانفعال والغضب ، يصطدم أحياناً مع زملائه لكنه سرعان ما يرجع إلى رشده، وتقف سوزى دوماً معه، وهى التى تستطيع أن تعيده إلى رشده..استهلك الفيلم الكثير من التفاصيل لعرض شخصياته، قبل أن نرى محاولات فيكتور الشرير لصنع حضانة، يضمن من خلالها قدرته على إعادة رفاقه وإعادة نفسه إلى هيئته الطبيعية الأولى فقد نجح في إعادة *بن* إلى صورته بعد إدخاله في الحضانة، وقرر أن يفعل ذلك مع الأخرين لكنه سرعان ما اصطدم بهم.مثلما أشرنا، فإن أهمية هذا الفيلم، من الأفلام المأخوذة من القصص الكومكس، إن البطل الخارق هنا خماسي، وفي الأفلام الأخرى، فإن أقصى ما يحركه المخرج هو شخصية واحدة، لكن الخدع السينمائية هنا خماسية وهو أمر بالغ الصعوبة، وقد نجح المخرج في عمل هذه الخدع وهى تجربته السينمائية الأولى ولا شك أن فريق التقنيات الذى يعمل معه كان أكثر مهارة من الفيلم الذى تم التخلص منه تقريبا في عام 1994.كما جاءت سمات أهمية الفيلم، في أن السيناريو قد أضفي على بعض الشخصيات، وليس جميعها، سمات إنسانية، فنحن أمام علماء، خاطروا من أجل الإنسانية، وقد تلقى *بن * صدمة في زوجته التى صدمت في التغيرات التى حدثت له ، وهو الذى تجاوز ما حدث له، بعد أن وقع في هوى الفتاة العمياء، وقد أثبت الفيلم أن أبطاله يفضلون أن يعيشوا في هيئاتهم الجديدة، وإلا يظلوا في صورة الضعفاء فـ *بن* الذى عاد إلى هيئته العادية، لم يستطيع الانتصار على خصمه فيكتور، وكان عليه أن يدخل الحضانة مرة أخرى، كى يستعيد بنائه الطوبى، ليقاتل وينتصر، وكانت المعركة الأخيرة بين فيكتور وبين الأصدقاء الأربعة بالغة الإبهار، فهي ليست بين شرير واحد، ورجل طيب، ولكن بين شرير، وأربعة رجال خارقين، ومن هنا أتى الإبهار....كابتن أمريكايعتبر *كابتن أمريكا* من الشخصيات السينمائية الكرتونية الأولى. وقد تم إنتاج سلاسل هذه الأفلام طوال الأربعينيات، وفي عام 2011 تم إنتاج فيلم ضخم نحكيه في هذه الصفحة، من إخراج *جو جونستون*.يا له من مسكين ذلك الشاب الهزيل *ستيف*، فهو يختلف عن كل زملائه، في أن أغلبهم لهم عضلات، وأصحاب أوزان ثقيلة، أما هو، فرغم أنه في مقتبل حياته، فإن وزنه لا يزيد عن الأربعين كيلو جراماً.. وهو يعيش في حي *بروكلين* بمدينة نيويورك.. ولأنه بائس بهذا التكوين الجسماني، فكم عانى *ستيف* من سخرية زملائه في المدرسة خاصة زملاؤه الأضخم حجماً، والأقوى في أجسامهم..حدث ذلك في عام 1941، أثناء اندلاع الحرب العالمية الثانية، وكم تمنى *ستيف* أن يتطوع في الجيش، كي يصبح جندياً شجاعاً، يشارك في الحرب .. ويحقق الانتصار على ألمانيا النازية.لكن لا شك أن الجيش لا يمكن أن يتقبل الشاب الهزيل *ستيف*، وقد حاول الالتحاق بالجيش أكثر من أربع مرات، وكانت النتيجة هي:غير مقبول * لا يليق للخدمة العسكرية*انه مريض، ويعانى من مرض الربو، كما أن قدميه مسطحتين، بالإضافة إلى أن *ستيف* يعانى من ضعف عام..ولفت الشاب الهزيل أنظار الضابط *تشيس*.. وزميله العالم الدكتور *أبراهام*، هذا العالم يقوم بعمل أبحاث سرية، تهدف إلى تكوين جند خارقين في قدراتهم و أجسامهم..البرنامج يحمل عنوان * الجندي الخارق*لذا قرر الضابط والعالم، أن يحولا الشاب الهزيل *ستيف* إلى شخص خارق وسرعان ما وجد الشاب نفسه خاضعاً للأبحاث العلمية في معمل بعيد عن الأنظار، تم فحصه بكل دقة، واستغرقت التجربة وقتاً طويلاً، وهذا هو *ستيف*.. قد تحول إلى شاب عملاق، عريض الصدر، كأنه بطل في كمال الأجسام .. وحرص الضابط *تشيس* أن يرتدى الشاب زياً وطنياً على شكل العلم الأمريكي، أنه الآن شخص خارق لا يهزم بسهولة، ويتحول جسده إلى مضاد للرصاص، وذاع اسم البطل الشاب الذي أطلق عليه اسم *كابتن أمريكا* ..كان أول شئ على *كابتن أمريكا* أن يقوم به هو الانتقام من الجاسوس الألماني، الذي قام بالتخلص من الدكتور * ابراهام*، صاحب الفضل في تحويله من شاب هزيل إلى بطل خارق..وبدأت المطاردات بين *كابتن أمريكا* وبين الجاسوس، لم تكن المطاردة سهلة، فالجاسوس قد استطاع أن يسرق السر الغامض، الذى تمكن العالم من خلاله إلى تحويل *ستيف* ..إلى *كابتن أمريكا*وعندما تم القبض على الجاسوس، كانت هناك مفاجأة ، لقد ضاع سر المعادلة العلمية التي وضعها العالم الراحل..وأحست قيادة الجيش بالإحباط، وصدر أمر أن يقوم *كابتن أمريكا* بزيارة الجنود في الميدان، وأن يسعى إلى رفع معنويات الجنود أثناء الحرب، والترفيه عنهم...وأحس *كابتن أمريكا* .. بالإحباط، فهو بطل خارق ، ويتمنى لو قام بشئ خارق، وقرر أن يفعل شيئاً، يستفيد به من قدراته الخارقة، خاصة عندما جاءه الخبر أن صديقة *بارنز* قد وقع أسيراً بين أيدي القوات النازية، مع غيره من الجنود ..وقرر *كابتن أمريكا* أن يستخدم قوته في تحرير أصدقائه من الجنود، لكن الأمر لم يكن سهلاً، فهذا هو الضابط النازي *يوهان* قد قرر أن يضعف من قوى البطل الخارق..استطاع *يوهان* أن يحصل على سر المعادلة العلمية التي توصل إليها العالم *ابراهام*، لذا أطلقوا عليه اسم * الجمجمة الحمراء* أنه يريد أن يكون شخصاً خارقاً أيضاً، يسعى إلى تكوين جيش من الخارقين، ويحلم بأن يزيح الزعيم النازي *هتلر* من موقعه..وأمام هذا الحلم الكبير، وجد *كابتن أمريكا* نفسه أمام خصم شديد، وعندما عرف نواياه، قرر مواجهته بكل شراسة، قبل أن يحقق هدفه. سعى كل طرف من المتنازعين إلى احتلال المزيد من الأسلحة المتطورة، الاليكترونية والإشعاعية.ومن أجل أن يحقق *كابتن أمريكا* الفوز المؤكد على خصمه العدو، الذي يمتلك المزيد من الأسلحة، قرر *كابتن أمريكا* أن يضم اليد العلمية البريطانية الحسناء *بيجى* .. التي كانت الذراع الأيمن للعالم *ابراهام*.. كما أنضم إلى فريقه الضابط فيورى والمخترع *هيورد* الذي كان مساعداً للعالم * ابراهام*، هي معركة ليس لها مثيل بين القدرة على الابتكار العلمي الخارق، أكثر مما هي معركة بين جنود يمتلكون أطرافا متحاربة..استطاع *كابتن أمريكا* بقوته الخارقة، أن يخترق خطوط العدو، وتمكن من الوصول إلى القلعة، وعن طريق ما يستخدمه من أسلحة، استطاع أن يحرر الأسرى الذين كانوا هناك .كان *يوهان* يعد نفسه لاستخدام أسلحة الدمار الشامل ضد المدن الأمريكية، إلا أن *كابتن أمريكا * تمكن من إن يتسلق متن الطائرة التي يركبها خصمه قبل أن يقلع، وسرعان ما نشبت مواجهة فاصلة، بالغة الشراسة بين الخصمين، لم تكن مواجهة سهلة، استخدام كل طرف ما لديه من أسلحة ومهارات، وفي لحظة ما سقط *يوهان* من على الطائرة، وتناثر في الجو.وانطلقت الطائرة تحمل أسلحة الدمار الشامل، يقودها *كابتن أمريكا* الذي قرر أن يتجه بها نحو القطب الشمالي وانفجرت الطائرة في الجو.. ثم سقطت في قاع المحيط..وفي المستشفي، بدأ *كابتن أمريكا* .. في التعافي، وقرر أن يذهب يوماً إلى القطب الشمالي، لإخراج الطائرة من الأعماق.